رد: "مفاتيح تدبر القرآن و النجاح في الحياة"
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته,,
المفتاح الثاني: أهداف قراءة القران
تمهيد:في التنبيه إلى استحضار أهداف قراءة القران
معظم الناس إذا سألته لما تقرأ القران؟ سيجيب أن تلاوته أفضل الأعمال و أن الحرف بعشر حسنات-و الحسنة بعشر أمثالها- فيقصر نفسه على هدف و مقصد الثواب فحسب,,غافلا عن الأهداف الأخرى.
و المشتغل بحفظه تجده يقرأ القران ليثبت حفظه ,, هدفه تثبيت الحروف و صور الكلمات,فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها لأنه قصر همته و ركز ذهنه على الحروف و انصرف عن المعاني, لهذا السبب تجد حافظا للقران غير عامل به و لا متخلق به.
جمع الذهن بين نيات و مقاصد متعددة في وقت واحد عملية تحتاج إلى انتباه و قصد و تركيز
فكلما تعددت النيات و كثرت في أي عمل نعمله كلما كان العمل أعظم أجرا و أكبر تأثيرا على العامل-كالصدقة على ذي الرحم:صدقة و صلة-
و قراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد و نيات عظيمة,و كل واحد منها تكفي لدفع المسلم للمسارعة إلى قراءة القرآن,والانشغال به و صحبته.
أهداف قراءة القرآن مجموعة في قولك: "ثمَُّ شعَّ"
الثاء: ثواب
الميم: مناجاة,مسألة
الشين:شفاء
العين:علم
العين: عمل
فمتى قرأ المسلم القرآن مستحضراً المقاصد الخمسة معاً كان انتفاعه بالقرآن أعظم و أجره أكبر.
رد: "مفاتيح تدبر القرآن و النجاح في الحياة"
الهدف الأول: قراءة القرآن لأجل العلم:
1-أهمية هذا المقصد:
هذا هو المقصد المهم,و المقصود الأعظم من إنزال القرآن و الأمر بقراءته,قال الله تعالى:" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"ص 29.
و قال تعالى:" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا " النساء 82.
و قال تعالى:" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ " ق 38.
قال الحسن بن علي-رضي الله عنهما-:"إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل,و يتفقدونها في النهار"اهـ.
و قال مسروق بن الأجدع رحمه الله,و هو من كبار تابعي الكوفة و أجمعهم لعلم الصحابة:"ما نسأل أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم عن شيء إلا و علمه في القرآن و لكن قصر علمنا عنه"
و قال الحسن البصري رحمه الله:"ما أنزل الله آية إلا و هو يحب أن يعلم فيم أنزلت و ما أراد بها"
و قال أيضا رحمه الله:"قراء القرآن ثلاثة أصناف:صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به,و صنف أقاموا حروقه و ضيعوا حدوده,و استطالوا به على أهل بلادهم,و استدركوا به الولاة,كثر هذا الضرب من حملة القرآن-لا كثرهم الله-,و صنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم,فركدوا به في محاربهم,و حنوا به في برانسهم ,واستشعروا الخوف,فارتدوا الحزن,فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث و ينصر بهم على الأعداء,و الله لهؤلاء الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر"..اهــ (الكبريت الأحمر:الذهب الخالص).
و قال احمد بن أبي الحواري رحمه الله-كلام راااائع جداا –:"إني لأقرأ القرآن و أنظر في آية,فيحير عقلي بها,و أعجب من حفاظ القرآن كيف يهنيهم النوم,و يسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا و هم يتلون كلام الله,أما إنهم لو فهموا ما يتلون,و عرفوا حقه فتلذذوا به و استحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحا بما رزقوا".
2-العلم الذي نريده من القرآن:
لابن القيم رحمه الله أبيات جميلة تجيبنا على هذه المسألة المهمة:
و العلم أقسام ثلاث مالها*** من رابع و الحق ذو تبيان
علم بأوصاف الإله و فعله*** و كذلك الأسماء للرحمن
و الأمر و النهي الذي هو دينه***و جزاؤه يوم المعاد الثاني
و الكل في القرآن و السنن التي***جاءت عن المبعوث بالقرآن
نحن نريد العلم الذي يحقق لنا النجاح في الحياة,السعادة,الحياة الطيبة,النفس المطمئنة...
انه العلم بالله تعالى-المقتضي للاستغفار,كما قال الله تعالى:"فاعلم أنه لا اله إلا الله و استغفر لذنبك" محمد23- و العلم باليوم الآخر.
و العالم حقا من يخشى الله و إن كان لا يعرف كتابة اسمه,قال ابن مسعود رضي الله عنه:"كفى بخشية الله علما و كفى بالاغترار بالله جهلا"
3-كيفية تحقيق هذا المقصد:
قراءة القران قراءة دقيقة مع فهم دقيق, حال الطالب الذي على أبواب الامتحان.
فالواجب الرجوع إلى القران في كل مواقف الحياة,و المريد للنجاح عليه بحفظه و فهم نصوصه ليمكنه من الحصول على إجابات فورية و صحيحة في كل أحواله و كيفما كانت ظروفه-في مواقف تطيش بالعقل,و هنا يتجلى الثبات على الحق و يظهر صدق ما حفر في الصدور من كلام الله عز و جل-
4-من تطبيقات مقصد العلم:
أن تضع في ذهنك معاني و أسئلة محددة تريد البحث عن جوابها في القران
فكل موقف أو حالة أو حدث يمر بك يجب أن تقف و تسأل نفسك:أين ذكرت في القران؟ و هل وردت في القران؟
و هنا أهمية ربط الآية و معانيها,,فقراءة معاني الآيات أمر يختلف تماما عن مجرد قراءة الألفاظ-فتترسخ الآية في الذهن أكثر-
5-لم لا تكون الدعوى بالقران:أهمية الاستشهاد بالآيات القرآنية.
من المؤسف أن الدعاة-البعض- يركزون على جانب القصص و الأمثلة الحية-شيء لا ننكر أهميته للتوضيح و البيان- لشد المخاطب و لحصول تأثر اكبر و الأولى أن يكون التأثر بآيات الله أكثر.
(شيء غريب لمسته و عايشته عندما نكون في جمع أيا كان ترى الوديان من الدموع عند الدعاء و بعضها مع ما يسمى بالأناشيد الإسلامية و عند تلاوة القران ترى عيونا جاحظة و لا قطرة دمع...لله المشتكى).
6-القران يحيي القلوب كما يحيي الماء الأرض:
قال تعالى:" اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " الحديد16.
فما للقلوب من حياة إلا بذكر الله و ما نزل من الحق ,قال مالك بن دينار رحمه الله:"ما زرع القران في قلوبكم يا أهل القران؟إن القران ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض" اهـ.
فمن أراد حياة قلبه فعليه بسقيه بالقران.
7-وقفة مع آية:
قال تعالى:"لَلَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ "ال عمران164.
إن تزكية الإنسان و إصلاحه له جهتان:
*العلم و التعليم...
*العمل أو التربية أو السلوك...
و القران الكريم يحقق الأمرين معا بأكمل وجه و أحسن صورة لمن امن به و سلك الأسباب الموصلة لذلك.
رد: "مفاتيح تدبر القرآن و النجاح في الحياة"
جزاك الله ألف خير
الله لايحرمك الاجر اخي
رد: "مفاتيح تدبر القرآن و النجاح في الحياة"
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي
رد: "مفاتيح تدبر القرآن و النجاح في الحياة"
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي توفيق وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى وبارك الله جهودك وجعله في سجل حسناتك