السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
https://mwadah.com/images/imgcache/2008/09/230.gif
الامام ابن القيم في وصف الجنة
ومــــا ذاك إلا غــيــرة أن يـنـالـهـا
سـوى كفئهـا والـرب بالخلـق أعلـم
وإن حـجـبـت عـنــا بـكــل كـريـهـة
وحفـت بمـا يـؤذي النفـوس ويؤلـم
فلله مـا فــي حشـوهـا مــن مـسـرة
وأصــنــاف لــــذات بــهــا يـتـنـعـم
ولله بــرد الـعـيـش بـيــن خيـامـهـا
وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديـهــا الـــذى هـومـوعــدال
مزيـد لوفـد الحـب لـو كـنـت منـهـم
بـذيـالـك الـــوادى يـهـيـم صـبـابــة
مـحـب يـــرى ان الصـبـابـة مـغـنـم
ولله أفــــراح الـمـحـبـيـن عـنــدمــا
يخاطـبـهـم مـــن فـوقـهـم ويـسـلــم
ولله ابــصــار تــــري الله جــهــرة
فـلا الضيـم يغشاهـا ولا هـى تـسـأم
فيا نظرة اهـدت الـي الوجـه نضـرة
أمـن بعدهـا يسـلـو المـحـب المتـيـم
ولله كــم مــن خـيــرة إن تبـسـمـت
أضـاء لهـا نـور مـن الفجـر أعـظـم
فيـا لــذة الأبـصـار ان هــى اقبـلـت
ويـالــذة الأســمــاع حــيــن تـكـلــم
ويا خجلة الغصن الرطيب اذا انثنت
ويـا خجـلـة الفجـريـن حـيـن تبـسـم
فــان كـنـت ذا قـلـب علـيـل بحبـهـا
فـلـم يـبـق الا وصلـهـا لــك مـرهــم
ولا سيمـا فـى لثمـهـا عـنـد ضمـهـا
وقـد صارمنهـا تحـت جيـدك معصـم
تـراه إذا أبـدت لــه حـسـن وجهـهـا
يـلــذ بـــه قـبــل الـوصــال ويـنـعـم
تفكـه منـهـا العـيـن عـنـد اجتلائـهـا
فـواكـه شـتـى طلعـهـا لـيـس يـعــدم
عناقـيـد مــن كـــرم وتـفــاح جـنــة
ورمـان اغصـان بـه القـلـب مـغـرم
ولـلـورد مــا قــد البسـتـه خـدودهـا
وللخمـر مـا قـد ضمـه الريـق والفـم
تقسم منها الحسـن فـى جمـع واحـد
فـيــا عـجـبـا مـــن واحـــد يتـقـسـم
لها فرق شتى مـن الحسـن أجمعـت
بجـمـلـتـهـا إن الـســلــو مـــحـــرم
تـذكـر بالرحـمـن مــن هـــو نـاظــر
فـيـنـطــق بالـتـسـبـيـح لا يـتـلـعـثـم
إذا قابلـت جيـش الهـمـوم بوجهـهـا
تولـى علـى أعقابـه الجيـش يـهـزم
فيا خاطب الحسنـاء إن كنـت راغبـا
فـهـذا زمــان المـهـر فـهـو المـقـدم
ولمـا جـرى مـاء الشبـاب بغصنـهـا
تـيـقـن حـقــا أنـــه لـيــس يــهــرم
وكــن مبـغـضـا للخـائـنـات لحـبـهـا
فتحـظـى بـهـا مــن دونـهـن وتنـعـم
وكــن أيـمـا مـمـن سـواهــا فـإنـهـا
لمثـلـك فـــى جـنــات عـــدن تـايــم
وصـم يومـك الأدنـى لعلـك فـى غـد
تفـوز بعيـد الفطـر والـنـاس صــوم
وأقــدم ولا تقـنـع بـعـيـش مـنـغـص
فمـا فـاز باللـذات مــن لـيـس يـقـدم
وإن ضاقـت الدنيـا علـيـك بأسـرهـا
ولــم يــك فيـهـا مـنـزل لـــك يـعـلـم
فـحـى عـلـى جـنـات عـــدن فـإنـهـا
منازلـنـا الأولـــى وفـيـهـا المـخـيـم
ولكنـنـا سـبـى الـعـدو فـهـل تـــرى
نــعــود إلــــى أوطـانـنــا ونـســلــم
وقــد زعـمـوا أن الـعــدو إذا نـــأى
وشـطـت بــه أوطـانـه فـهـو مـغـرم
وأى اغتـراب فــوق غربتـنـا الـتـى
لهـا أضـحـت الأعــداء فيـنـا تحـكـم
وحى على السوق الـذى فيـه يلتقـى
المحبـون ذاك السـوق للـقـوم يعـلـم
فمـا شئـت خـذ منـه بــلا ثـمـن لــه
فقـد أسلـف التـجـار فـيـه وأسلـمـوا
وحـى علـى يـوم المزيـد الــذى بــه
زيـارة رب العـرش فالـيـوم مـوسـم
وحـــى عـلــى واد هـنـالـك أفــيــح
وتربتـه مــن إذفــر المـسـك أعـظـم
منـابـر مــن نــور هـنــاك وفـضــة
ومــن خـالـص الـقـيـان لا تتـقـصـم
وكثبـان مـسـك قــد جعـلـن مقـاعـدا
لـمـن دون أصـحـاب المنـابـر يعـلـم
فبينـا همـو فـى عيشهـم وسرورهـم
وأرزاقهـم تـجـرى عليـهـم وتقـسـم
إذا هـم بـنـور سـاطـع أشـرقـت لــه
بـأقـطـارهـا الـجــنــات لا يـتــوهــم
تجلـى لـهـم رب السـمـاوات جـهـرة
فيضـحـك فــوق الـعـرش ثــم يكـلـم
ســلام عليـكـم يسمـعـون جميـعـهـم
بـآذانــهــم تـسـلـيـمــه إذ يــســلــم
يقـول سلونـى مـا اشتهيتـم فكـل مـا
تـريـدون عـنـدى أنـنـى أنــا أرحــم
فقالـوا جميعـا نحـن نسألـك الـرضـا
فأنـت الـذى تولـى الجميـل وتـرحـم
فيعطيهـمـو هــذا ويشـهـد جمـعـهـم
عـلــيــه تـعــالــى الله فالله أكـــــرم
فـيـا بـائـعـا هـــذا بـبـخـس مـعـجـل
كأنـك لا تـدرى ؛ بلـى سـوف تعـلـم
فـإن كنـت لا تـدرى فتـلـك مصيـبـة
وإن كنـت تـدرى فالمصيبـة أعـظـم
https://mwadah.com/images/imgcache/2008/09/231.gif