[align=justify]
بسم الذي ما طابت الدنيا إلا بذكره
قريب فكيف لا نحبه وودود فكيف لا نحبه
كم اشتاق ذلك القلب لحب خالقه؟!
وكم اشتاقت تلك العين للبكاء شوقا للقائه ؟!
وكم اشتاقت تلك العروق بأن ترتوي وترتوي من حب خالقها؟!
نعم كثير يدَّعي حبه ولكن جوارحه تخالف ذلك ..
سبحانه يغار على هذا العبد الضعيف ولا يريد ربه أن يكون في قلبه سواه .
أتعلم كم يحبك الله جل جلاله ؟
كل إنسان يمر بابتلاء وضائقة قد يتركه أقرب قريب ولكن هناك من هو أقرب إليه من حبل الوريد إنه الله - سبحانه وتعالى .
حين تركك الناس كان أقرب إليك منهم .
حين كسرك الناس كان جابر كسرك .
حين بحثت عن الحنان كان الله أحن عليك من كل شيء .
الله الله الله - جل جلاله - كم فرج كرب ! كم غفر ذنب ! كم جبر كسر ! كم أعطى وأعطى ! يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء على عباده ، كم سترنا ونحن نعصاه! كل هذا أليس من دلائل حبه لك أيها العبد مهما عصيته .
والذي نفسي بيده لن تستغني عن ربك .
ومن دلائل حبه لك أنه سبحانه ينزل كل ليلة لأجلك يناديك .
كم ذكرك وأنت تنساه ؟!
الله مايريد الكثير من عبده ولكنه يريد قلب يكون نبضه الله وحركته الله وسكونه الله ، فإن صلح هذا القلب صلحت سائر الأعضاء فلا تسكن إلا بقربه ولا تهدأ إلا بحبه ولا تطمئن إلا بذكره .
كلما ذكر اسم الحبيب ترقرقت العينان واضطربت الجوارح وتحرك القلب شوقا وحبا لخالقه .
لما سمعت الأذن كلامه اشتاقت العين لرؤيته وحن القلب والروح للقائه .
أحد السلف مات من شدة حبه لربه .
أبت الروح والقلب أن تبقى في الدنيا.
رابعة العدوية كانت تقول:
فليتك تحلو والحياة مريرة * * * وليتك ترضى والأنام غضاب
أسأل الله أن يرزقنا حبا يغفر به ذنوبنا
نعيش به جنة الدنيا التي جعلها بقربه وبحبه وبأنسه
منقول
[/align]