السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زواج المبتعثين
كم هو حجم المشاكل التي نعانيها بسبب انتشار زيجات ظهرت في عصرنا؟ المسيار، الفرند، وقد يكون هناك غيرهما ولكن لنقص ثقافتي في هذا الأمر لم أسجلها، عموماً أعتقد أنه لا أحد ينكر الأزمة الإنسانية التي نمر بها بسبب انتشار مثل هذه الزيجات وليست إنسانية فقط تتعلق بالمشاعر والكرامات ولكنها طالت الحقوق المادية والمعنوية، فحسب الواقع أن الرجل يحق له فرض شروطه التي لا تعد ولا تحصى على المرأة التي سيعيش معها مسياراً حيث إن له الحق أن يعيش في منزلها وأن لا يدفع مهراً .. وأمور كثيرة قد تعلمون عنها أكثر مني، ولدي يقين أن هناك من يقول طالما المرأة موافقة فهذا حسم للموقف إلا أن الأمر ليس بموافقة المرأة أو عدمه فمن قال إنه لا يوجد نساء لديهن من الخبث والدناءة ما يفوق الرجال بمراحل!!
الشاهد من ضرر زواج المسيار ما نراه في الواقع من أنه أعطى فرصة لضعاف النفوس أن يزداد فسادهم خاصة من الرجال الذين ابتدعوا مئات الأسباب ليبرروا مثل هذا الفعل وكذلك النساء فقد تحول الزواج بسبب هذه المسميات إلى زواج جسدي فقط متى ما مل أي طرف من الآخر يحق له فسخ هذه الحياة وكذباً نسب إليه أنه يحافظ على الرجل أو المرأة من الانحراف الأخلاقي والدليل أن كثيراً من الرجال الذين ساروا على هذا الخط لا يكتفي بواحدة فقد يتزوج لفترة ثم يطلق ويستبدل وكذلك النساء (لعبة العريس والعروس)، ما يعنينا في هذا الأمر أننا لسنا بحاجة لزيادة رقعة الزواج المؤقت لكن الفتوى التي أباحت زواج المبتعثين بنية الطلاق دون أن يخبر الزوجة، وحقيقة لم أعرف ما المقصود بالزوجة هل هي التي تعيش هنا أم المرأة التي سيتزوجها بنية تطليقها؟! وفي كل الأحوال هذا من الأعمال المرفوضة، في البداية أذكر أنه قبل سنوات ليست بعيدة قدم عدد من القنوات العربية وحتى الصحف المحلية أبناء السعوديين الذين تزوجوا في الخارج ثم تركوا أبناءهم فأصبحوا من أعز ضيوف الشوارع والضياع، الأمر الآخر لماذا نحلل على أنفسنا أن نخدع بنات الناس هذا إن كان المقصود أن لا يخبر المرأة التي سيتزوجها بطلاقها؟! فمن الذي أعطى لنا هذا الحق؟! نحن لا نرضى أن يفعل ببناتنا هكذا ولو من أبناء جلدتهن فكيف بالغرباء، والأهم من ذلك ألا يعتبر هذا الشاب المبتعث سفير لبلده كيف ستكون سمعته عندما يعرف عنه في البلد الذي ذهب إليه لطلب علمه والاستفادة منهم أنه يتزوج بناتهم ثم يطلقهن متى شاء وأن فعله معزز ومصرح به بفتوى من علماء بلده!! من أحد أسباب ابتعاث الشباب والشابات التعرف على ثقافات مختلفة ونقل ثقافاتنا فهل نرضى أن يعرف عنا المجتمع الدولي هذا الثقافة وهي خداع الشباب للبنات؟! وهل هناك ما يؤكد أن هذا الشاب سيتزوج واحدة فقط طوال مدة ابتعاثه ويعاملها بالحسنى وأن لا يستغل هذه الفتوى بالعبث في البنات وان حصل حمل وهذا وارد فما هو مصير الطفل؟! والابتعاث ما هو أليس الحصول على الشهادات العليا وهل الشهادات العليا هي مجرد ورق؟! ما هو نصيب النفس والأخلاق من هذا العلم؟! لدي يقين أن العالم الذي أفتى بهذه الفتوى لم يقصد إلا خيراً وأن يحصن الشباب ولكن وضعنا حرج جداً خاصة فيما يخص أمور الزواج فعلى سبيل المثال الفتوى للمبتعثين فترة وجيزة جداً وسوف ينتشر هنا في مقر سكنهم والداعم أن هناك فتوى تجيز الزواج بنية الطلاق ومن أجل أن توضح أن المقصود هم المبتعثون يلزمك عشرات السنين وقد يفوت الأوان ويلحق الضرر بآلاف البنات فهذا الزواج أفضل مائة مرة في النفوس الخبيثة من زواج المسيار.
والسؤال الذي يطرح نفسه أليس هؤلاء الشباب ذاهبين للعلم فلماذا تفتح هذه الأبواب وإن كان ولا بد من تحصين ليتزوج هنا ويذهب بزوجته وإن كانت الميزانيات المادية لا تغطي هذا الجانب فمن الأولى أن الميزانية والأخلاق وحقوق الناس لا تتحمل الزواج بنية الطلاق.
___:n20069: _____
منقــــــــــول
