ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صَلُحَ الفُؤَاد
قصيدة د. الشيخ جمعة سهل (1)
(1)
صلح الفؤاد فعاف كلَّ وشيجة * إلا الأخوةَ في رحاب الباري
فعلام أرضى بالدنية خاضعاً * للجاهلية أقتدي وأجاري
أنا مسلم وعقيدتي جنسيتي * ورضاء ربي منتهى أوطاري
والحب في ذات المهيمن ميسمي * والله أكبر مبدئي وشعاري
وطَّنتُ نفسي أن أعيش لمبدئي * وأسير مقتفياً خطى المختارِ
الله ربي لا ولاء لغيره * أبداً وذلك منطق الأحرارِ
(2)
يا سائلي عن موطني وعشيرتي * طوِّف بعقلك في دنا الأقطارِ
فإذا مررتَ على المدائن والقرى * وبدا لعينك ساكنوا الأمصارِ
ورأيتَ فوق سمائهم علم الهدى * فاعلم بأنك قد حللت دياري
هاهم أولاء عشيرتي وأحبتي * ومحط آمالي وتاج فَخاري
(3)
أما اخوتي لأبي وأمي إن همو * سلكوا السبيل معي فهم أنصاري
ولئن أبوا فليعذروني إن أنا * قابلتهم بقطيعتي ونِفاري
أنا لا أحبذ أن أخلِّف ركبهم * متأرجحاً في ذلة وصغارِ
كلا ولستُ بمالك من أمرهم * شيئاً لأفعله سوى التذكارِ
إن الأخوةَ حيثما فقد الهدى * محفوفةٌ بجلائل الأخطارِ
قد لا تدوم وقد يعكر صفوها * أمل رديء سيء الآثارِ
ووشيجة الأرحام أكبرُ نعمةٍ * إذ ما تزان بصبغة الجبارِ
إني تذوقتُ الحلاوة هانئاً * في ظلها مكسوة بوقارِ
ولمستُ سَعدي إذ غرستُ بذورها * في أرضها ولقد جنيت ثماري
(4)
يا معجباً بقريحتي فيما مضى * أعدِ التفكر وانتقد أشعاري
أنا شاعرٌ مَلَّكتُ نفسي للهوى * في الجاهلية فافتقدتُ مداري
قد كنتُ في عهد الجهالة أختلي * متفرداً أَصِلُ الدجى بنهارِ
لأصوغ من شعر المجون قوالباً * حَمْقى أرتلها على السمارِ
وأظل أمطر جمعهم بقصائدي * وأخوض في دنيا الهوى وأماري
حتى تداركني الإله بنفحةٍ * وبمحضِ رحمته أقال عثاري
فبدا لعيني أنني فوق الشَّفا * وبصرتُ بالجُرُفِ السحيق الهاري
ووجدتُّنِي أسعى بنفسي جاهداً * سعي المجِدِّ لشقوتي ودماري
ربي تبارك لم يدعني للهوى * يجتاحني ويجرني للنارِ
بل قادني لرحابه واختط لي * نـجْد الهداية مشرق الأنوارِ
فنذرتُ مذ غشي الضياء بصيرتي * للذود عن دين الهدى أشعاري
عَلِّي أُفيد النفس يوم ذهولها * محواً لما اقترفَتْ من الأوزارِ
(5)
فاعلم أخي أن الرباط مقدس * والعمرَ فانٍ والسنين جَوارِ
والصدرَ رحبٌ للقاء على هدىً * فهلم نحيا في رحاب الباري
علَّ الإله يخصُّنا متفضلاً * بولوجنا في زمرة الأبرارِ
(6)
لا هم سدد وَفق شرعك ألسناً * لهجت بذكرك أفضل الأذكارِ
وتولَّنا واسلل سخائمنا التي * غزت الصدور بأخبث الأقذارِ
أنزل سكينتك التي عُهِدتْ على * كل امرئ متخبط محتارِ
واهدِ الجميع إلى رحابك واستجب * لندائنا يا سابل الأستارِ
رد: ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
اللهمّ إني مظلومٌ .. فانتصرْ
عبدالناصر منذر رسلان
ظُلِمتُ .. وظُلمُ الناسِ قدْ مَلأ الثرى ** كأنِّ القلوبَ اليومَ لحمٌ تحجرا
كانَّ قلوبَ الأصفياءِ دماؤها ** شرابٌ لهُ سوقٌ يُباعُ ويُشترى
وكمْ بسهامِ الغدرِ فاضتْ مدامعي ** ولكنَّ غدرَ الصحبِ أدهى إذا اعترى
وإنْ شاءَ طمسَ الحقِّ واشٍ بكيدهِ ** فإنّي رأيتُ الحقَّ أقوى وأكبرا
فما حبسَ الأمطارَ مثلُ منافق ٍ ** مددتُ لهُ الكفين ورداً وعنبرا
يكدّرُ صفوَ الحبِّ غلٌّ بقلبه ِ ** على كلِّ حبٍّ شعَّ في اللهِ مُزهرا
عَرَضتُ على الأصحابِ صدقَ مشاعري** تكادُ بنور ِالحبِّ أنْ تتجوهرا
فأعرضَ جلُّ الصحبِ عنها تكبّراً ** فحظي منَ الأصحابِ باتَ مُحيرا
تزاحمتِ الآراءُ في نقدِ صورةٍ ** لعلَّ بها معنىً نراهُ مُكرّرا
فيا صحبَ عُمري هل أُجازى ببسمةٍ ** يكونَ لها صِدْقُ المودَّةِ مظْهرا
أردتُ لفكري أنْ يخوضَ جهادهُ ** على كلِّ جهلٍ في العقولِ تسمرا
أردتُ لشعري أنْ يكونَ كفارسٍ ** وسيفٍ عنِ الأقصى يزودُ مظفرا
خذوا أيّها الأصحابُ وهج َقصائدي** فإنَّ لوهجِ الحرفِ طيباً مُنشرا
بقلبيَ أناتٌ ينوءُ بحملها ** دعوني أُريحُ القلبَ منها ليزهرا
ففي كلِّ حرفٍ من قصيدي كناية ٌ ** تُقوِّمُ من أوزانها ما تَعثرا
إذا ما جفاني الصحبُ لستُ بيائسٍ ** وفي القلبِ إيمانٌ منَ اليأس ِ طهِّرا
تعالَ أخي نحي القلوبَ بصحوةٍ ** وندفنُ بركانَ الخيانةِ في الثرى
فإنْ جابهتنا في الطريق ِ مصاعبٌ ** نشقُّ لها في ساحةِ الفكر ِ معبرا
ونحنُ معَ التيار ِ نُرخي عِنانهُ ** فيجري .. ونلوي بالعنان ِ فيقصرا
فثمة َ بركانٌ منَ الغدر ِ شاخصٌ ** على أمتي قدْ كادَ أنْ يتفجرا
سألتكَ ربي أنْ تُنيرَ بصيرتي ** إذا ما ظلامُ الليلِ حوليَ عسكرا
فما سجدتْ يوماً لغيركَ جبهتي ** ولا كنتُ يوماً عن حدودكَ مدبرا
رد: ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
ليس لها من دون الله كاشفة
دكتور عثمان قدري مكانسي
صِنْـفـان أكـره أن أرى لهمـا بأرضي من أثَـرْ
من قـلبي المشـبـوب أسـأل أن يطالهمـا الـدّثـَرْ
صنْـفـان قـد ملأا البـوادي في بلادي والحضَرْ
سَـرَحـا بكـل حَـزونـةٍ فـيـهــا ، وفـي كـلِّ مقـَرّْ
وتمـلّـّكـا أمْـرَ العـبــاد ، ولـوّعـا حسَّ الـبـشـرْ
***
أرسـلْ بطرفـك للأقـاصي إن رغبْتَ وللقريبْ
لن يبعُـدا عن ناظِرَيْـكَ ولا عـن الفكر الأريبْ
قد عافَسا منك الصحابَ وصاهراعقلَ الغريبْ
ولـربّـمـا تـلقــاهـُمــا فـيـمـنْ تَخَيّـلَـُه الأديـبْ !
أو قـد تـظـن بـأنـه لـلـنـفـس صِـنْـوٌ أو حبيـبْ
***
فـي هـذه الأيــام أمرُهـمـا تـنـامى ، أوْ ظهَـرْ
وعلى جناح السرعة القُصوى تحرّك وانتشرْ
ولـربّما جازا الفضاء وخالـطـا ضَوءَ الـقـمـرْ
فهمـا على حـال مكيـنٍ حـطَّ فـيـنـا واسـتـقـرّْ
وكـأن أمّـةَ يعْــربٍ حـسـبـتهـمـا أيـدي الـقـدرْ
***
أوما رأيت الناس تهـوي في سـراديب النفـاقْ
باعـوا الكـرامة والشهامة واسـتكانـوا للرفـاقْ
وكـأنهـم بـانـوا عن الـقِـيـَم الحمـيـدة بالـطلاقْ
وعن المرةءة أسـرعوا نحـو النذالة في سـباقْ
مرقوا من الـديـن الحنيـف فكان بينهمـا فـراقْ
***
واستمرؤوا الكفر البواح بدون خوف أو وجلْ
أوْ ربـّمـا يـتـلــوّنــون لـطـرح زيـف أو دجـلْ
ولئن تحرّج بعضُهم في القول لا صلب العمل ْ
أوْ كـان يُخـفي أمـرَه ، فـَلـَقـد أذاعـتْـهُ الـمُقـََلْ
هيهات يـبـدو في رُواءٍ من تهـالـك في الوحـلْ
***
هـذان داء قـاتـلٌ ......إن لـم نُـسـارعْ لـلــدواءْ
بالعزم والإخلاص ، بالنصحِ الرفيق وبالدماءْ
بـيـدٍ تـُغَـيِّـرُ بـاطـلاً ، ويـدٍ تـعـالـتْ لـلـسـمـتاءْ
وبهـمّـةِ الشجـعـان نسـمـو لـلـصلاح ولـلـبنـاءْ
إذْ ذاك تنبُتُ روضة الإيمان في أرض الإخاءْ
رد: ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
فاسـتـقـمْ
الـمـتـقـارب :
عـثـمـان انـجـوغـو تـيـاو
نـداءَ الرّضـى أم نـداءَ الألـمْ أنـادي صـديـقـا نـداءً ألـمّْ
أخي يـا أخي يـا بـلالُ أخـي أحـبّـك فـي الله حـبّا لـزمْ
فـما ذا شعـرتُ وقـد قـلـتـني ألا أوصـنـي إنّ ذا قـد عـظُمْ
فـلـولا الأخـوّة فـي ديـنـنـا ولـو لا حديـث أتى في الشِّيَمْ
أقـول لـكـمْ لـسـتُ أهـلا لـذا ولــكنّ عـذري أبـاه الـقـلـمْ
فلو كنتَ تدري عرى باطني ولـو كـنتَ قلبي ترى ما كـتمْ
لأعـرضت عـنّي ولم يـُلقـني سلاما متى شُـفـْتـَني منك فـمْ
ولـكـنّ حـمـدي لـربـّي الـّذي بكـشف المعايِـيب لم يـنـتـقـمْ
وحتـّى أُرى مسلـما مخـلصا وظــنُّ الـّذي ظـنـََّهُ فـي عـدمْ
فـقـصّـدتُ شعرا أخي قائـلا ألا فـاتـّـق الله ثـم ّ اسـتـقـمْ
فـكن مـستـقـيما وكن قـاصدا بحبل الإلاه المتـيـن اعْـتصمْ
فـخذ عروة الله مـسـتـمـسـكا ألا عــروة الله لا تـنـفـصـمْ
فـكن مؤمـنا مصلحا مخلصا وكن محسـنا محصنا تُحتـرمْ
وكن قـانـتا خـاضعا خـاشعا وكـن صـالـحا صـادقا تـتـَّسـمْ
فـدُمْ هـاديـا دُمْ مـسـتـسـلـمـا وسِـرْ في رشاد تَصِرْ في نِعَمْ
وبـالله لا تـُشـركــنْ إنـّــه لـظـلـمٌ عـظـيـمٌ ودعْ مَنْ ظـلمْ
وإيّـاك والـشّـركَ في حُكـْمِهِ يقودُالورى في لظى مضطـرمْ
فـبـالإِتـّـباع عـن الإبــتــدا ع فـلـتـشـتـغـلْ يا أخي والتزمْ
فـشـرّ الأمـور الـّتي أُحدثتْ وخير الهُـدَى هَدْيُ خير النـّسمْ
ومَن أحدث الأمر في ديـنـه بـلا سـالـف سـعـيُـهُ يــنـهـدمْ
فـما لـم يـكن أمـس ديـنا لـنا فـفـي اليـوم حاشا لـه أن يُـقـمْ
أعِـنْ أهـلَ حـقٍّ أزلْ باطـلاً أدِمْ فِـعْـلَ أمْـٍر نـفـيـسٍ أدِمْ
أدِمْ فعـلَ خـيـرٍ ولا تـأْجَـلَـنْ تـمـرُّ اللـّـيـالـي مُـرُورَ الـسَّـهَــمْ
كـذاك اللـّـيالـي وأيـّامُــهـا كذا ينقضي العُمْرُ حتـّى انْصَـرَمْ
فـخـيـر الأمـور خـواتـيمهـا فـدُمْ فـي هُـدًى كـيْ بـه تـخْـتَـتِـمْ
فلا تُهملنْ حفظـك المصحفا وبـادرْ إلـى الـعـلـم قـبـل الهــرمْ
بـفِـقـْهٍ حـديـثٍ وتـفـسـيـرِهِ وعـلـمِ اللـّغـات الْـمُـدِقِّ الـفَـهَــمْ
وعلم الدُّنـى إنّ علم الدّنــى لــهُ مــوضــعٌ قـــيّــمٌ لِـلْـمُـلِــمّ ْ
فكم أظهر الطّبُّ ما قد خفى وكم أثـبـت الـطّـبّ صدقا عُـلــمْ
وقل مثل ذا القول في هندسٍ وقـل غـيـرَ ذا عـنـد علم وُصِــمْ
فبعـض العلوم حوى منفـعـا وبعـض العـلـوم حـوى مـا يُـذمّْ
أرى أنّ جهـل الفـتى شَيْـنـُـهُ وعـلـمَ الـفـتى زيْـنـُهُ فـاغْـتــنِـمْ
فـعُـمْـر الأنـام قصير المدى وبحر العـلوم عـريـضٌ خِضَــمّ ْ
فـكـن عـامـلا بالـّذي تـعـلـمُ وكـن تـاركـا إن عَـراك الـوهَــمْ
أجب سائـلا إِن يَـسَلْ قائـلا بـذكـر الـبـراهـيـن لا أوْ نَـعَــمْ
وإن كنتَ عن مسأل جاهلا قـلِ الـعـلـم لله جـلّ الـحَـكـَـمْ
إنِ العـقلُ لِلـنـّـقلِ قـد خالـفا فـَقـُلْ عـقلُ فيك الونى والـسَّـقَـمْ
ولا تـحقرن عالـما مُخطـئا فـمـهْـما سـما عـالـمٌ مـا عُـصِـمْ
ولا تـُبغـضن مسـلما مذنـبا فـمَـنْ سـعـيُـهُ مِنْ ذ ُنُـوبٍ سَـلِـمْ
فـمـسـتـغـفـرٌ قـبـله مـذنـبٌ ومـسـتـرشـدٌ قـبـلـه فـي ظُـلَـمْ
فـَقـُل آثمٌ ثـمّ قـل تـائــبٌ فـلـو لا الـتـّـضادّ فـأيـن الـقِـيَــمْ
فـضـدٌّ لـشـيء يُـري قـدرَه وضـدٌّ لـشـيْء يُـريـكَ الـهِـمـمْ
فـخذ كلّ حـذر لـدى مُـلحـدٍ ومـن كـان فـي ديـنـه يُـتـَّهَـمْ
فكن صاحبا ذاهُدى ذاحِجى ولا تـصْحـبـنْ مَـن لِرشـد حُـرمْ
وكن هاجرا ذاهَوى ذاغَوى ولا تـهـجُـرن مـن لرشـد غَـنِـمْ
وذو غِـيـبةٍ مثـلُ واشٍ فـلا تـُجالـسْـهُـما جالـسـنْ مَنْ حَـلـُمْ
مـتى ما أصرّا لدى جلـْسـةٍ ولم يسْكـُتا كنْ حصًى ذا صَمَـمْ
وعـن جـاركمْ فاعـفُ عـنهُ الأذى وأحـسِـنْ إلـيـه إذا ما شَـتـَـمْ
ورضوانَ مـولاك فاسْـتـحْـصـِلَنْ ولا تـلـتـفـتْ للـّذي يـخـتصـمْ
و إن ذات يــوم نـوى ضيفـكـُـمْ فأكـْـرمْـهُ فـي يـومِـهِ إنْ قَــدِمْ
ولا تـُسـرعـنْ فـي الـيـميـن ولا تـكـن مُـكـثـرا للـيـمـيـن تـُـلَـمْ
وعند الضّرورات كن ذاكرَ اسْـ ــمِ ربِّ السَّمَا بعْـد وَاوِ القـسَـمْ
ولا تـُسْـرعـن فـي الـطـّلاق ولا تـَكـُنْ لاعـبا بالطّـلاق احْتَـزمْ
فـإنّ الـنِّـسَـا مـثـلُ ضِـلْـعٍ لـَوَى وتـقويـمُ ضلعٍ يُساوي الحَطَـمْ
وكـُـن خـيـر زوج لـطـيـفـا بـها وكـن عـندها ضاحكا وابـتسـمْ
لـهـا كـُـنْ قـريـنـا صـديـقـا ولا تـكـُنْ عابـسًا كنْ لها منْ رَحِمْ
فـإكـرامـهـنّ يُــنــيـلُ الـنـّـدى وإذلالـُـهــنّ يُــثــيــر اللـُّـــؤَمْ
فـخـيـرُ الـرّجـالات إنْ سـابـقـُوا لـخـيـرُ الرّجالات في أهـلـهـمْ
فكـُنْ خيـرَهُم في ارْتضا أهلِكمْ تَـكـنْ خـيـرَهُـمْ هَاهُـنا ثـُمَّ ثـَمّ ْ
فـقـُمْ حـيـثـُمـا لـم يُـعـاكِـسْ هَوَا هُـمُ الشَّـرْعَ واخْدُمْهُمُ في عَزَمْ
فـكـن راعـيـا قـاضيا حاجَـهـمْ إذا مـا أردْتَ العُـلى والـْكـَـَرمْ
وإيّــاك والـفـحـشَ لا تـأتـهِ وإيّـَاك والسّـوءَ واخْـشَ اللـَّمَـمْ
ومِـنْ رَوْح مـولاك لا تـيْأسَـنْ وإن فـاق ذنـبُـك أسْـنـى العَـلـَمْ
فـمـن رَوْحِـهِ كـلُّ حـيٍّ بَـقــى ولــولاه لـم تَــبْـقَ مـنـّا قـَـدَمْ
عـلـيـك الـتـُّقى إنّ ثوب التـُّقى بـه يَفـْضلُ العُرْبُ فَوْقَ الْعَجَمْ
وإلاّ فـلا فـضـلَ فـوق الـفـتى لـِعِـرْقٍ أتـى مِـن أبـيـه وأُُمّ ْ
علامـات أهـل الـتـُّقى والـنـَّقـا لـعِـلـْـمٌ وحِـلْـمٌ ولـينٌ وُسِـــمْ
وعُـرْفٌ ولـُطْفٌ وعَـطْفٌ بَـدا ورِفـْقٌ وجُـودٌ وصِدْقُ الـكَـلِـــمْ
وعَـفـْـوٌ لِـمـنْ جاءهـمْ ظـالـمًا وإطـفـاءُ غـيْـظٍ بـمـاءِ الـكـَظَـمْ
وسـيـماهـمُ عُـدَّ فـيـها الـوَفـا لـوعْـدٍ وعـهْـدٍ غـلـيـظِ الـذ ِّمَـمْ
وإصـلاحُهُـمْ ذاتَ بـيْـنٍ كـمـا جـلا البِـرُّ فـيها ووصلُ الرَّحِمْ
وذكـرٌ كـثــيــرٌ بـلا بـدْعــةٍ وسـعـيٌ جـزيـلٌ جـلـيُّ الرَّسَـمْ
وعَـقـْـدٌ بِـلاَ شُـبْـهـةٍ واضــحٌ نـقــيٌّ زكــيٌّ فـلا يـُـقـْـتَـحَـمْ
وتـقـْوى بـلا ريـبَـةٍ راسـخٌ قــويٌّ ســويٌّ فـلا يَــنـْـهــزمْ
وأمْــرٌ ونـهـيٌ بـلا فِـتـْنَـةٍ بـأمـرٍ ونـهـيٍ غـلـبْـنَـا الأُمَـــمْ
فـلـولاهـما لم نـكـن خيرَهُـمْ ولـولاهـمـا لـمْ نـزلْ فـي نِـقـَمْ
ولولاهُـمـا جـاءَنـا مـثـلُ مـا أتـــى قـبـلـنـا قــومَ هُــودٍ إِرَمْ
وصبرٌ إذا حلّ خطْبُ الزّمَـا نِ واشـتـدّ فـيــه الـبَـلا وادلـهـمّ ْْ
وتـركُ المعاصي أداءُ الفـرا ئِـض الواجـباتِ الّـتي تـنـْـقـسِمْ
أداءُ الصّــلاة لـدى وقـتـهـا صـيـامٌ زكـاة ٌ وحـجُّ الـحَــرَمْ
وهجْـرُ المَلاهي وبذل النـّوا فـل الصّـالحات الـّـتي تـنـتَـظِـمْ
فـسَهْـر اللـّيالي صيامُ الـنـّها رِ إنـْفـاقُ مـالٍ بـدون الـنـَّـدَمْ
فإن شئتَ كـُنْ مثلهم في العُلى وإن شِئتَ كن فـوْقهُمْ في القِمَـمْ
فـكـمْ آخــرٍ قـدْ عــلا أوّلاً وكـم قـد عـلا سـابـقـًا كـَمْ وكـَمْ
ألا فـاسْــألِ الله لـي هَـذِهِ كــمـا أســألُ الله هَــذِي لَـكـُـمْ
ولا تـنـْسَنا يا أخي في الدُّعَا فـإنّ الـدُّعَا لِلـرَّجَـا مُـلـْـتـَـئِـمْ
فهذا الـّذي قـُمْتُ أوصي لكمْ عـسـى الله يُـرْضيه هذا النَّظَـمْ
فـسـبحان ربي وسـبحان مُلـْ ـهِمِ المرْء شِعْـرًا مليءَ الـْحِكـَمْ
فنِعْـَم امرُؤٌ أنتَ إن صُنـْـتـَها وأيُّ امـرِئٍ أنـتَ إنْ لـمْ تـَـسِـمْ
أرى مُنْتَهَى نُصْحتي أنـّهُ اتـْـ ـتـَق ِالله أيْ حيثُ كـنـْتَ اسْتَقِـمْ
أبـــو الـخــنــسـاء
رد: ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
يــوم الـسّــــؤال
مـجـزوء الـرّجـز :
عـثـمـان انـجـوغـو تـيـاو
يـا مُـغْـرقـًا فِـي نـوْمِــــــهِ ولاهِـــيًــا فِـي يَـــوْمِــــــهِ
مـاذا الـّـــذي أعــددتــــــهُ لــيــوم هَــوْل مُـذهِـــــلِ
فـإنْ تـَكُ اسْـتـصْـغـرْتـَـــهُ أوْ وعـــدَهُ نـَـســيـتـَـــــهُ
وذكـــرهُ أهْـــمَـــلـــتـَــــهُ فـلـمْ تـَـكـُـنْ بـمُـهْــمَــــلِ
مِــن مَــلـَكٍ رَأيْــــتـَـــــهُ يُــريــكَ مَـا أسْـلــفــتـَـــــهُ
بــمُـصْـحَـفٍ سَـوَّدْتـَـــــهُ بـــخِـــطـْـئـَــةٍ وزَلـَــــــلِ
مَـاذا الـَّــذي قـدْ دِنـْـتـَـــــهُ مَـاذا الـَّــذِي اتـَّـبَـعْــتـَـــــهُ
ومَـا الـَّـــذي اتـَّـخـذتـَـــــهُ كـَـدِيــنِــكَ الـمُــفـَـضَّــــلِ
مَـاذا الـَّـذي اسْـتـسْـنـنـتــهُ مَـاذا الـَّـذي اسْـتـنـهَـجْـتـَـهُ
ومَـا الـَّــذِي عَـوَّضْـتـَــــهُ بـالـمُـصْـحَـفِ الـمُـنـَـــزَّلِ
مَـنْ ذا الـَّـذي صَـدَّقـْتـَـــهُ مَـنْ ذا الـَّــذِي أطَـعْــتـَـــــهُ
مَــن الـَّـــذي قـَدَّمْــتـَـــهُ عَـلـى الـنـَّـبــيِّ الـمُـرْسَــلِ
مَـنْ ذا الـَّــذي دَعَــوْتـَــهُ مَـنْ ذا الـَّــذي عَــبَــدْتـَـــــهُ
مَـن الـَّــذي اتـَّــقـَيـْـتـَــهُ دُونَ الـــقـَـــدِيــــــم الأوَّلِ
إنْ كـُـنـْتَ قـدْ أجَـبْـتـَـــــهُ وَلـَمْ يَــمِــلْ مَـا قـُـلــتـَـــــهُ
فـَـرَوْضَــهُ دَخَــلــتـَـــــهُ ونِــعْــمَ خَـيْــرُ الـمَـنـْــزِلِ
إلا َّ فـَإنْ خَـالـَـفـْـتـَـــــهُ ولـَمْ تـُصِـبْ بَــلْ زُغْــتـَـــهُ
فــمَــقــمَـعا ضُـربــتـَــهُ فـَـصِـحْــتَ كـالـمُــوَلــــوِلِ
فـالـكـلـب قـدْ أفـزَعْـتـَــهُ وكـُـلّ حَـــــيٍّ رُعْـــتـَـــــهُ
ســواهُـما* أسـمَـعْـتـــهُ بــصـيْـحِـكَ الـمُـجَـلـجَـــــل
فـالــدّود قـدْ جَـاورتــــهُ يــأكــلُ مَــا أســمــنــتـَـــــهُ
يُــبْـلـي الـّـذي زيّـنـتـَــهُ فِـي جـسـمـك الـمُــبْــتـَـــذلِ
فــكــلّ خِــلّ خِـلـْـتـَـــهُ مُـــوَفـِّــــيًــا خُـــلـَّــــتـَــــــهُ
ولـم تــكــنْ قـدْ خُـنـتـَـهُ يـَـعـــــودُ بــالـتـَّـــعَــجُّـــــ لِ
وصَـاحــبٍ صحـبْـتـَــهُ لازمْــتـَــهُ احْــتـَــرَمْــتـَـــــه ُ
ولـمْ تــكــنْ غـَـدَرْتـَـــهُ يَـــسِـــيــــرُ كـَالـمُـهَـــــرْوِلِ
وكــلّ شــيْــخٍ خِـفـتـَــهُ ألـَّـــهْـــتـَـــهُ وَهِـــبْـــتـَــــــهُ
بَـجَّـلـتـَـهُ خَــشِــيــتـَــــهُ فـَـاسْــألـْــهُ هَــلْ تـَـشْـفـَعُ لِي
وَوَلــــد خَــلـَّـــفـْـتـَـــــهُ يَــأخُـــذ مَــا وَرَّثـْــتـَـــــهُ
إنْ كــنــتَ قـد ربّـيْـتـــهُ فـَالـحَــمْــــدُ لله الــعَــــلِــي
إنْ كـُـنـْـتَ مَـا رَبَّـيْـتـَهُ فِـي الــدِّيـنِ بَـلْ أطْـلـقـتـَــــهُ
وشـأنـــهُ تـَــرَكـْـتـَـــــهُ هَـذا هُــوَ الـخُـسْــرُ الـجَـلِـي
يُـــوزَنُ مَــا عَـمِـلـْـتـَــهُ بـــمَـــوْزن ٍ عَــلِــمْــــتـَـــــهُ
يُــريـــكَ مَــا عَـمِـلـتـَـهُ وَإنْ أتـَــــــى كـَــخَــــــرْدَلِ
مِـنْ مَــلِكٍ عَـصَـيْــتـَــهُ وعَـــــادِلٍ جَــهـــلـــتـَــــــهُ
فــانــظُـــرْ بــمَ أجَـبْـتـَهُ عِـنـْدَ الـحِـسَـابِ الـمُـشْـكــلِ
رزقِــي الـَّــذي أكـلـتـَـهُ مَـائِــــي الـَّـــذي شَــربْــتـَــهُ
هَــوَائِــي قـدْ نـَفـَسْـتـَــهُ ولـمْ تـَكـُــنْ تـَـخـْـضَـعُ لِــي
مَــالِـي الـَّــذِي مَـلـكـْتـَهُ مِـنْ أيْــنَ قــدْ كـَسَـبْـتـَـــــهُ
وفــيــمَ قـُـــلْ أنـفـقـتـَــهُ إذ ْ كـُـنـْــتَ ذا تـَـــمَــــــوُّلِ
مِـثـْـل الـشَّــبَـابِ حُـزْتـَـــهُ فـَـفِـيــمَ قــدْ أبْــلــيْــتـَـــهُ
وفــيـمَ قـُـلْ أفـْـنـَـيْــتـَــــهُ مَـعْ عُـمْـركَ الـمُـطَــوَّلِ
هَـلْ فـيـه قـدْ حَـمِـدْتـَــهُ هَـلْ فِـيـه قـدْ شَـكـرْتـَــهُ
أجــبْ هَــل ِ اغـتـنـمْـتـَـهُ قـَبْـلَ الـمَـمَـاتِ الـمُـقـْبـِـلِ
إنْ كـنـْتَ قـدْ فـعَـلـتـَــــهُ نِـــعْـمَ الـَّـــذِي فـَعَـلـتـَـــهُ
إنْ كـُنـْتَ مَــا فـعَـلـتـَـــهُ ضَـاعَ الـَّــذِي لـمْ تـَـفـْعَــلِ
أبـو الـخـنـسـاء
رد: ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
مقتطفات من شعر الامام الشـافعـي
1.دع الأيـام
دَعِ الأَيَّـامَ تَفْعَـلُ مَا تَشَـاءُ
وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَـاءُ
وَلا تَـجْزَعْ لِحَـادِثَةِ اللَّيَالِـي
فَمَا لِحَـوَادِثِ الدُّنْيَـا بَقَـاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً
وَشِيمَتُـكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَـاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَـرَايَا
وَسَرّكَ أَنْ يَكُـونَ لَهَا غِطَـاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَـاءِ فَكُلُّ عَيْـبٍ
يُغَطِّيـهِ كَمَا قِيـلَ السَّخَـاءُ
وَلا تُـرِ لِلأَعَـادِي قَـطُّ ذُلاً
فَإِنَّ شَـمَاتَةَ الأَعْـدَاءِ بَـلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَـخِيلٍ
فَمَا فِي النَّـارِ لِلظَّمْـآنِ مَـاءُ
وَرِزْقُـكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّـي
وَلَيْسَ يَـزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَـاءُ
وَلا حُـزْنٌ يَدُومُ وَلا سُـرُورٌ
وَلا بُـؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَـاءُ
إِذَا مَا كُنْـتَ ذَا قَلْبٍ قَنُـوعٍ
فَأَنْـتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَـوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَـتْ بِسَـاحَتِهِ المَنَـايَا
فَـلا أَرْضٌ تَقِيـهِ وَلا سَـمَاءُ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِـعَـةٌ وَلكِـنْ
إِذَا نَزَلَ القَضَـا ضَاقَ الفَضَـاءُ
دَعِ الأَيَّـامَ تَغْـدِرُ كُلَّ حِيـنٍ
فَمَا يُغْنِـي عَنِ المَوْتِ الـدَّوَاءُ
رد: ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
هذه هي الدنيا :
تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر ... وذو نسب مفارشه التــراب
دعوة إلى التنقل والترحال :
ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب
سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب
إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب
الضرب في الأرض :
سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبـا
فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا
آداب التعلم :
اصبر على مـر الجفـا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ... تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابــه ... فكبر عليه أربعا لوفاتــه
وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
متى يكون السكوت من ذهب :
إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه ... وإن خليته كـمدا يمـوت
عدو يتمنى الموت للشافعي :
تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت ... فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد
وما موت من قد مات قبلي بضائر ... ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد
لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي ... به قبل موتـي أن يكون هو الردى
لا تيأسن من لطف ربك :
إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيـدا
فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه ... وأفاض من نعم عليك مزيـدا
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا
لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا
فوائد الأسفــار :
تغرب عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة ... وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد
الوحدة خير من جليس السوء :
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ... ألذ وأشهى من غوى أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـا ...أقر لعيني من جـليس أحاذره
أدب المناظرة :
إذا ما كنت ذا فـضل وعلم ... بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون ... حليمـا لا تـلح ولا تكابـر
يفيدك ما استفادا بلا امتنان ... من النكـت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوج ومن يرائي ... بأني قد غلبت ومن يفـاخـر
فإن الشر في جنبات هـذا ... يمني بالتقـاطـع والـتدابـر
العلم مغرس كل فخر :
العلم مغرس كـل فخر فافتخـر ... واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس
واعلم بأن العـلم ليس ينالـه ... من هـمـه في مطعــم أو ملبـس
إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه ... في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي
فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا ... واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ
فلعل يوما إن حضرت بمجلس ... كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
نور الله لا يهدى لعاص :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبرني بأن العـلم نــور ... ونور الله لا يهـدى لعـاص
لمن نعطي رأينا :
ولا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه
الذل في الطمع :
حـسبي بعلمي إن نـفــع ..
ما الــذل إلا في الطمــع !
من راقـب الله رجــــع ..
ما طــار طير وارتفــع
إلا كـما طـار وقــــع !
الحب الصادق :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديـع
لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع
في كل يوم يبتديك بنعمــة ... منه وأنت لشكر ذلك مضيع
فضل التغرب :
ارحل بنفسك من أرض تضام بها ... ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في موطنــه ... وفي التغرب محمول على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... في أرضه وهو مرمى على الطرق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... فصار يحمل بين الجفن والحـدق
أيهما ألذ؟ :
سهـري لتنقيـح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عنــاق
وصرير أقلامي على صفحاتها ... أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق
وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا ... نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي
وتمايلي طربـا لحل عويصـة ... في الدرس أشهى من مدامة ساق
وأبيت سهـران الدجى وتبيته ... نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي
مشاعر الغريب :
إن الغريب له مخافة سارق ... وخضوع مديون وذلة موثق
فإذا تذكر أهـلـه وبـلاده ... ففؤاده كجنــاح طير خافق
التوكل على الله :
توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق
ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
العلم رفيق نافع :
علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في السوق
تول أمورك بنفسك :
ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتـول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحـاجــة ... فاقصد لمعترف بفضلك
فتنة عظيمة :
فســاد كبيـر عالم متهتك ... وأكبر منه جـاهل متنسك
هما فتنة في العالمين عظيمة ... لمن بهما في دينه يتمسك
دعوة إلى التعلم :
تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل
وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحـافـل
إدراك الحكمة ونيل العلم :
لا يدرك الحكمة من عمره ... يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينــال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت به الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال لمـا ... فرق بين التبن والبقــل
أبواب الملوك :
إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا ... فلا يكن لك في أبو أبهم ظــل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا ... جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن أبو أبهم كرمـا ... إن الوقوف على أبوابهــم ذل
المهلكات الثلاث :
ثلاث هن مهلكة الأنـام ... وداعية الصحيح إلى السقام
دوام مُدامة ودوام وطء ... وإدخال الطعام على الطعـام
العلم بين المنح والمنع :
أأنثر درا بين سارحة البهــم ... وأنظم منثورا لراعية الغنـم
لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة ... فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم
لئن سهل الله العزيز بلطفــه ... وصادفت أهلا للعلوم والحكـم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم ... وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم
ومن منح الجهال علما أضاعـه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم
العيب فينا :
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا
يا واعظ الناس عما أنت فاعله :
يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ...إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من بغل و من فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس
الصديق الصدوق :
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
رد: ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
قال الشافعي في القناعة :
تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
قال الشافعي في حفظ اللسان :
احفظ لسانـــك أيها الإنسان ..... لا يلدغنك .. إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ..... كانت تهاب لقاءه الأقران
ستة ينال بها الإنسان العلم :
أخي لن تنال العلم إلا بستة ..... سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمان
وقال الشافعي في فضل السكــوت :
وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر
القناعــة .. راس الغنى :
رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك
لا شيء يعلو على مشيئة الله .. قال الشافعي :
يريد المرء أن يعطى مناه ..... ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي ..... وتقوى الله أفضل ما استفاد
وقال الشافعي متفاخراً :
ولولا الشعر بالعلماء يزري ..... لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث ..... وآل مهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي ..... حسبت الناس كلهم عبيدي
كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي :
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا
هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا
وفي مخاطبــة السفيــه قال :
يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا
انظروا ماذا يفعل الدرهم ... صدق الشافعي حين قال :
وأنطقت الدراهم بعد صمت ..... أناسا بعدما كانوا سكوتا
فما عطفوا على أحد بفضل ..... ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا
رد: ديوان الشعر الإسلامي أدبي يهتم بالشعر الإسلامي على وجه الخصوص
فــرجـــت ... إن الله لطيف بعبــاده .. وقال :
ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
من مكارم الأخلاق .... قال :
لما عفوت ولم أحقد على أحد ..... أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته ..... لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ..... كما إن قد حشى قلبي مودات
فضل التوكل على الله :
سهرت أعين ونامت عيون ..... في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس ..... فحملانك الهموم جنون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان ..... سيكفيك في غد ما يكون
العلوم الدينية وعلوم القرآن :
كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
وقال مناجياً رب العالمين هذه الأبيات الجميلة :
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس
إنهم عبـــاد الله .. قال الشافعي فيهم :
إن لله عبادا فطنا ..... تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا ..... أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا ..... صالح الأعمال فيها سفنا
القنـــاعة والتوكل على الله في طلب الرزق :
إذا أصبحت عندي قوت يومي ..... فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي ..... فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا ..... فأترك ما أريد لما يريد
الصمت والكلام :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ..... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ..... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ..... والكلب يخشى لعمري وهو نباح
كيف تعاشر الناس وتعاملهم :
كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ..... وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله ..... واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا ..... أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره ..... وتركت أعلاهم لقلة خيره
من هو الفقيه ؟
إن الفقيه هو الفقيه بفعله ..... ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ..... ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحاله ..... ليس الغني بملكه وبماله
لا تنطق بالسوء :
إذا رمت أن تحيا سليما من الردى ..... ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأة ..... فكلك سوءات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معائبا ..... فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ..... ودافع ولكن بالتي هي أحسن
من عرف الدهر :
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى ..... وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قوم لا ينالون قوتهم ..... وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لديان الخلائق سابق ..... وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه ..... تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى
صدق الشافعي حين قال أن الدهر يومان :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ..... وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها ..... وليس يكسف إلا الشمس والقمر
كل هذا أفضل من مذلة السؤال :
لقلع ضرس وضرب حبس ..... ونزع نفس ورد أمس
وقر برد وقود فرد ..... ودبغ جلد بغير شمس
وأكل ضب وصيد دب ..... وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نار وحمل عار ..... وبيع دار بربع فلس
وبيع خف وعدم إلف ..... وضرب إلف بحبل قلس
أهون من وقفة الحر ..... يرجو نوالا بباب نحس
العفاف والزنــا دين وديان :
عفوا تعف نساؤكم في المحرم ..... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
إن الزنا دين فإن أقرضته ..... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ..... سبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجد ..... ما كنت هتاكا لحرمة مسلم
من يزن يزن به ولو بجداره ..... إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
من يزن في قوم بألفي درهم ..... يزن في أهل بيته ولو بالدرهم