-
ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة الهجرية + تقويم السنه الهجريه الجديدة وغيرها مما يفيدك )
الحمد لله، أصبحت له الوجوه ذليلة عَانِيَة، وحذرته النُّفوس مجدّة ومتوانية، ذمَّ الدنيا إذا هي حقيرة فانية، وشوَّق لجنة قطوفها دانية، وخوَّف صرعى الهوى أن يُسقوا من عين آنية، أحمده على تقويم شانيه، وأستعينه وأستعيذه من شر كل شان وشانية، وأحصِّن بتحقيق التوحيد إيمانيه، أحمده وهو العليم العالم بالسِّر والعلانية، فالسر عنده علانية.
أما بعد، أحبتي في الله:
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1542.imgcache
كل عام – هكـذا قالـوا – وأنتم في هنـاء ...نسـأل الـلـه لكـم في عيشكم خيـر البقـاء
قد مضى عام وزاد العمر عاماً في عناء....ودنـا الإنسان يسعى مسـرعاً نحو اللقـاء
حـيـث يلقـاه المليـك إن بسـعـد ورضـاء....أو بنـار تصطـلـيـه إن يكـن أهـل شـقـاء
فالحيـاة إخوتي فيما أرى محض وعـاء.....كـلمــا زاد امـتـلاء آذن المـرءَ انـتـهــاء
ليـتـنـا نعمل حسـْنـاً في ارتقـا دار البقـاء....مثـلمـا نـبـذل جهـداً في بـِنــا دار الفـنـاء
لن أقـول كل عام...... إنما قولي :النجاء...واعملوا خيـراً تعيشوا هاهنا في السعداء
ثم في الأخرى تنالوا الفضل من رب السماء
ما أسرع تصرم الأيام، وانقضاء الشهور والأعوام، كيف مضى عام بهذه السرعة؟
كنا بالأمس في أول العام، ونحن اليوم في منتهاه، بل قد انقضى ودخل غيره!!
هل ذهبت بركة الأوقات فلم نشعر بتصرِّمها؟!
أم أننا قد أدركنا علامة من علامات الساعة؟! تكون السنة فيها كالشهر؟
فوالله كأن سنيننا شهورٌ.
هذه وقفة لوداع عام كامل من أعمارنا أودعناه أعمالاً لا ندري ما الله صانع بنا إن لقيناه ، قد طويت صفحاتها وأغلقت ولن تفتح إلا في يوم اللقاء الأكبر نسأل الله اللطف والمغفرة
فمن خلال هذا الموضوع وهذه الوقفة مع نهاية عام هجري وبداية عام آخر نذكر أنفسنا واياكم بعدة نقاط وأحكام شرعية والتنبيه على بعض البدع والأحاديث الضعيفة المتعلقه بنهاية العام سائلين الله أن ينفع الأمة الاسلامية بهذا الموضوع وأن يجعله في موازين حسنات كل من ساهم فيه .
وسيتناول الموضوع بأذن الله تعالى عدة محاور ومنها :
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1485.imgcache
أولاً : حكم التهنئة بالعام الهجري
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1485.imgcache
ثانياً : التنبيه على بعض البدع التي تقع في نهاية العام الهجري :
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1485.imgcache
ثالثاً : مقالات متنوعه :
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد
الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن التهنئة تكون على أحوال:
إمَّا أن تكون بما يُسَرُّ به المسلم مما يطرأ عليه من الأمور المباحة بكل ما فيه تجدد نعمة أو دفع مصيبة، كالتهنئة بالنكاح، والتهنئة بالمولود الجديد، والتهنئة بالنجاح في عمل أو دراسة ، أوما شابه ذلك من المناسبات التي لا ارتباط لها بزمان معين، فهذا من الأمور العادية التي لا حرج فيها ، ولعل صاحبها يؤجر عليها لإدخاله السرور على أخيه المسلم فالمباح -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((بالنية الحسنة يكون خيراً، وبالنية السيئة يكون شراً)) فهو بين الإباحة والاستحباب.
وإمَّا أن تكون التهنئة في أزمان معينة كالأعياد والأعوام والأشهر والأيام، وهذا يحتاج إلى بيان وتفصيل ، وتفصيله كما يلي :
- أمَّا الأعياد -عيد الأضحى وعيد الفطر- فهذا واضح لا إشكال فيه وهو ثابت عن جمع من الصحابة.
- وأمَّا الأعوام فكالتهنئة بالعام الهجري الجديد أو ما يسمى رأس السنة الهجرية.
- وأمَّا الأشهر فكالتهنئة بشهر رمضان، وهذا له أصل والخلاف فيه مشهور.
- وأمَّا الأيام فكالتهنئة بيوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم أو بيوم الإسراء والمعراج وما شابه ذلك والحكم فيه معروف وهو من البدع لارتباطه بمناسبات دينية مبتدعة.
وكل هذه التهاني ماعدا الأول منها لم يثبت فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة الكرام ولا عن أحدٍ من السلف مع أن موجبها انعقد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم و الصحابة رضي الله عنهم ولم يوجد المانع ومع ذلك لم يُنقل عن أحدٍ منهم أنه فعل ذلك بل قصروا التهنئة على العيدين فقط.
وقد اختلف العلماء في حكم التهنئة بأول العام الجديد على قولين:
الأول: الإباحة وأنها من العادات، ومن هؤلاء الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله حيث قال: (( أرى أن بداية التهنئة في قدوم العام الجديد لا بأس بها ولكنها ليست مشروعة بمعنى: أننا لا نقول للناس: إنه يسن لكم أن يهنئ بعضكم بعضاً، لكن لو فعلوه فلا بأس، وإنما ينبغي له أيضاً إذا هنأه في العام الجديد أن يسأل الله له أن يكون عام خيرٍ وبركة فالإنسان يرد التهنئة. هذا الذي نراه في هذه المسألة، وهي من الأمور العادية وليست من الأمور التعبدية)) (لقاء الباب المفتوح).
وله رحمه الله كلامٌ آخر ضبط فيه المسألة فقال في ((اللقاء الشهري)): ((إن هنّأك احد فَرُدَّ عليه، ولا تبتدئ أحداً بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلاً نهنئك بهذا العام الجديد قل : هنأك الله بخير و جعله عام خير و بركة. لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه)) وقال في ((الضياء اللامع)) (ص702): ((ليس من السنة أن نُحدث عيداً لدخول السنة الهجرية أو نعتاد التهاني ببلوغه)).انتهى
وقد نقل بعضهم في إباحة هذا الفعل كلاماً غير محرر للقمولي والسيوطي من متأخري الشافعية، و لأبي الحسن المقدسي من الحنابلة، أعرض عن ذكره خشية الإطالة.
الثاني: القول بالمنع مطلقاً، وهو الراجح، وممن قال به الشيخ صالح الفوزان حيث سئل عن التهنئة بالعام الهجري الجديد فأجاب: ((لا نعرف لهذا أصلاً، والتأريخ الهجري ليس المقصود منه هذا أن يجعل رأس السنة مناسبة وتُحيا ويصير فيها كلام وعيد و تهاني، و إنما جعل التأريخ الهجري من أجل تمييز العقود فقط، كما فعل عمر رضي الله عنه لما توسعت الخلافة في عهده، صارت تأتيه كتب غير مؤرخة، احتاج إلى أنه يضع تأريخ تعرف به الرسائل و كتابتها، استشار الصحابة،فأشاروا عليه أن يجعل الهجرة مبدأ التأريخ الهجرة، وعدلوا عن التأريخ الميلادي، مع أنه كان موجوداً في وقتهم، و أخذوا الهجرة و جعلوها مبدأ تاريخ المسلمين لأجل معرفة الوثائق و الكتابة فقط، ليس من أجل أن تتخذ مناسبة و يتكلم فيها، هذا يتدرج إلى البدع .
سؤال: إذا قال لي شخص : كل عام و أنتم بخير، فهل هذه الكلمة مشروعة في هذه الأيام ؟
جواب: لا، ليست بمشروعة و لا يجوز هذا)) أ.هـ انظر: ((الإجابات المهمة في المشاكل الملمة)) (ص229)
والناظر إلى هذه المسألة يجد أن القول بالمنع يتأيد بعدة وجوه فمن ذلك:
1- أنها تهنئة بيوم معين في السنة يعود كل عام فالتهنئة به تُلحقه بالأعياد ، وقد نُهينا أن يكون لنا عيد غير الفطر والأضحى ، فتُمنع التهنئة من هذه الجهة.
2- ومنها أن فيها تشبهاً باليهود والنصارى وقد أُمرنا بمخالفتهم، أما اليهود فيهنئون بعضهم برأس السنة العبرية والتي تبدأ بشهر تشري وهو أول الشهور عند اليهود ويحرم العمل فيه كما يحرم يوم السبت، وأما النصارى فيهنئون بعضهم البعض برأس السنة الميلادية.
3- أن فيه تشبهاً بالمجوس ومشركي العرب، أما المجوس فيهنئون بعضهم في عيد النيروز وهو أول أيام السنة عندهم ومعنى (نيروز): اليوم الجديد، وأما العرب في الجاهلية فقد كانوا يهنئون ملوكهم في اليوم الأول من محرم كما ذكر ذلك القزويني في كتابه: ((عجائب المخلوقات)). وانظر لذلك كتاب: ((الأعياد وأثرها على المسلمين)) للدكتور سليمان السحيمي.
4- ومنها أن جواز التهنئة بأول العام الهجري الجديد يفتح الباب على مصراعيه للتهنئة بأول العام الدراسي وبيوم الاستقلال وباليوم الوطني وما شابه ذلك، مما لا يقول به من أجاز التهنئة بأول العام ، بل إن جواز التهنئة بهذه أولى حيث لم يكن موجبها منعقداً في زمن الصحابة رضي الله عنهم بخلاف رأس السنة.
5- ومنها أن القول بجواز التهنئة يفضي إلى التوسع فيها فتكثر رسائل الجوال وبطاقات المعايدة -وإن سموها بطاقات تهنئة- وعلى صفحات الجرائد ووسائل الإعلام، وربما صاحب ذلك زيارات للتهنئة واحتفالات وعطل رسمية كما هو حاصل في بعض الدول، وليس لمن أجاز التهنئة وعدَّها من العادات حجة في منع هذا إذا اعتاده الناس وأصبح عندهم من العادات، فسدُّ هذا الباب أولى.
6- ومنها أن التهنئة بالعام الهجري الجديد لا معنى لها أصلاً، إذ الأصل في معنى التهنئة تجدد نعمة أو دفع نقمة، فأي نعمة حصلت بانتهاء عام هجري؟ والأولى هو الاعتبار بذهاب الأعمار ونقص الآجال، ومن العجب أن يهنئ المسلمون بعضهم بعضاً بالعام المنصرم وقد احتل العدو فيه أراضيهم وقتل إخوانهم ونهب ثرواتهم فبأي شيء يهنئون أنفسهم؟!
وعليه فالقول بالمنع أولى وأحرى، وإن بدأك أحدٌ بالتهنئة فالأولى نُصحه وتعليمه لأن رد التهنئة فيه نوع إقرار له، وقياسها على التحية قياس مع الفارق!، لكن لما كانت المسألة اجتهادية فلا ينبغي أن يشتد النكير فيها، فلا إنكار في مسائل الاجتهاد.|خط|
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بقلم المشرف على موقع الدرر السنية
الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
البعد التاريخي للتهنئة بالعام الهجري
عمر بن عبد الله المقبل
الحمد لله، وبعد:
ففي مثل هذه الأيام من كل عام تتوارد الأسئلة على أهل العلم عن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، وكالعادة - في مثل هذه المسائل التي لا نص فيها- نجد الاختلاف بين أهل العلم، والأمر إلى هذا الحد مقبول؛ لكن أن يجعل ذلك من البعد، ومن مضارعة النصارى، ففي ذلك نظر.
إن مما يلفت النظر أن بعض من منعها من أهل العلم ربما اعتمد على أمور منها: أنها عادة تسربت من النصارى، وهذا وجه قوي –عنده- للمنع.
وقد رأيت - بعد البحث - أن هذا القول (أعني تسربها من النصارى) لا يساعده البحث العلمي، بل لو قال قائل: إن العكس هو الصحيح لم يكن بعيداً من الصواب، وبرهان ذلك ما يلي:
قال السيوطي -رحمه الله تعالى - في رسالته "وصول الأماني بأصول التهاني" 1/83، والتي قال في مقدمتها: "فقد كثر السؤال عن ما - هكذا كتبت - اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام والشهر والولايات ونحو ذلك... هل له أصلٌ في السنة؟ فجمعت هذا الجزء في ذلك:
(قال القمولي في "الجواهر": لم أر لأصحابنا كلاماً في التهئنة بالعيدين والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، ورأيت - فيما نقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري - أن الحافظ أبا الحسن المقدسي سئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين: أهو بدعة أم لا؟.
فأجاب: بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك، قال: والذي أراه أنه مباح، ليس بسنة، ولا بدعة، انتهى) أي كلام أبي الحسن المقدسي -.
ونقله الشرف الغزي في شرح المنهاج، ولم يزد عليه " انتهى كلام السيوطي.
وهذا النقل عن القمولي تتابع على نقله متأخرو الشافعية في مصنفاتهم في الفقه، كالشربيني وغيره.
مما سبق في نقل السيوطي يستفاد ما يلي:
الأول: أن السؤال عن هذه المسألة قديم، أي أن التهئنة بالعام الهجري تعود إلى القرن الخامس، فإن الحافظ أبا الحسن المقدسي (ت: 611) رحمه الله يسأل عنها، وإذا كان قد توفي عام (611) فهذا يعني أنه عاش أكثر عمره في القرن السادس الهجري.
ومثله تلميذه الحافظ عبد العظيم المنذري -رحمه الله تعالى- صاحب الترغيب والترهيب (ت: 656).
وهذا ما وقفت عليه، وربما لو تتبع باحث لوجد لذلك بعداً تاريخياَّ أقدم.
وإذا علمنا أن أوروبا كانت في تلك الفترة تعيش حقبة ما يسمى بالعصور الوسطى، والتي هي أكثر العصور انحطاطاً - في تقدير الأوربيين أنفسهم - وفي المقابل كانت الأمة الإسلامية، ما زالت قوتها مصدر هيبة للأعداء، وما زالت فتوحات الإسلام تواصل زحفها في شمال الأندلس غرباً، وأقاصي الصين شرقاً.
وقد جرت العادة أن الضعيف هو الذي يقلد القوي، وعليه.. فما المانع أن تكون التهاني بالأعوام الجديدة متلقاة عن المسلمين، أخذها النصارى عنهم؟.
وكون هذا يربط بعيد عند النصارى، لا يؤثر على حل التهنئة بالعام؛ فإن التهنئة شيء، والعيد شيء آخر.
وهذا -فيما يظهر - يضعف القول بأن التهنئة بالأعوام جاءت من قبل النصارى، والذي بنى عليه بعض الفضلاء من أهل العلم منعهم لها.
الثاني -مما يستفاد من نقل السيوطي-: أن الحافظ أبا الحسن المقدسي يرى التوسط في ذلك، وهو القول بالإباحة، فلا هي سنة ولا هي بدعة، وهذا -والله أعلم- مبني على أن التهاني من باب العادات، فلا يشدد فيها.
وهذا الفهم، هو الذي فهمه العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- ، ففي كتاب "الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة" للشيخ عبد الله بن عقيل (وهو كتاب حوى مراسلات بينه وبين شيخه العلامة عبد الرحمن بن سعدي) جاء في ص (174) أن الشيخ ابن سعدي كتب لتلميذه ابن عقيل كتاباً في 3/محرم/1367هـ، وكان في ديباجة رسالته: "... ونهئنكم بالعام الجديد، جدد الله علينا وعليكم النعم، ودفع عنا وعنكم النقم".
أقول: فلعل العلامة السعدي بنى تهنئته على هذا الأصل، وقد قرر ذلك في شرحه على منظومته في "القواعد".
وقد رأيت لجماعة من مشايخنا - حفظهم الله وبارك فيهم- توسطاً آخر، فقالوا: لا يبتدأ بها، ولا ينكر على من فعلها، وهذا رأي أشياخنا: الشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد الكريم الخضير.
ومما يستأنس به ، أن كبار علمائنا كشيخنا ابن باز، وشيخنا ابن عثيمين كانوا يرخصون في التهئنة بدخول رمضان (كما سألتهم عن ذلك بنفسي) وهو مثبت في فتوى نشرت في الموقع سابقاً؛ فالأمر في التهئنة بالعام الهجري أسهل، لأن رمضان موسم عبادة، بخلاف تجدد الأعوام، فهو أمرٌ هو بباب العادات ألصق، كما تقدمت الإشارة إليه، وعليه فلا يحسن التشديد في هذا الأمر، والله تعالى أعلم، والحمد لله رب العالمين.
المصدر : الإسلام اليوم
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
ثانياً : التنبيه على بعض البدع التي تقع في نهاية العام الهجري :
هل يُوصَى بختم العام بالاستغفار والصيام ؟
مع اقتراب نهاية السنة الهجرية تنتشر رسائل الجوال بأن صحيفة الأعمال سوف تطوى بنهاية العام ، وتحث على ختمه بالاستغفار والصيام ؛ فما حكم هذه الرسائل ؟ وهل صيام آخر يوم من السنة ، إذا وافق الاثنين أو الخميس بدعة.
الحمد لله
قد دلت السنة على أن أعمال العباد ترفع للعرض على الله عز وجل أولاً بأول ، في كل يوم مرتين : مرة بالليل ومرة بالنهار :
ففي صحيح مسلم (179) عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لا يَنَامُ ، وَلا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ )
قال النووي رحمه الله : الْمَلائِكَة الْحَفَظَة يَصْعَدُونَ بِأَعْمَالِ اللَّيْل بَعْد اِنْقِضَائِهِ فِي أَوَّل النَّهَار , وَيَصْعَدُونَ بِأَعْمَالِ النَّهَار بَعْد اِنْقِضَائِهِ فِي أَوَّل اللَّيْل .
وروى البخاري (555) ومسلم (632) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " فيه : أَنَّ الأَعْمَال تُرْفَع آخِرَ النَّهَار , فَمَنْ كَانَ حِينَئِذٍ فِي طَاعَة بُورِكَ فِي رِزْقه وَفِي عَمَله ، وَاَللَّه أَعْلَم ، وَيَتَرَتَّب عَلَيْهِ حِكْمَة الأَمْر بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِمَا وَالاهْتِمَام بِهِمَا – يعني صلاتي الصبح والعصر - ) " انتهى .
ودلت السنة على أن أعمال كل أسبوع تعرض ـ أيضا ـ مرتين على الله عز وجل .
روى مسلم (2565 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ : اتْرُكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا ) .
ودلت السنة أيضا على أن أعمال كل عام ترفع إلى الله عز وجل جملة واحدة في شهر شعبان :
روى النسائي (2357) عن أُسَامَة بْن زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ ؟!!
قَالَ : ( ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) حسنه الألباني في صحيح الجامع .
فتلخص من هذه النصوص أن أعمال العباد تعرض على الله ثلاثة أنواع من العرض :
• العرض اليومي ، ويقع مرتين كل يوم .
• والعرض الأسبوعي ، ويقع مرتين أيضا : يوم الاثنين ويوم الخميس .
• العرض السنوي ، ويقع مرة واحدة في شهر شعبان .
قال ابن القيم رحمه الله : " عمل العام يرفع في شعبان ؛ كما أخبر به الصادق المصدوق ويعرض عمل الأسبوع يوم الاثنين والخميس ، وعمل اليوم يرفع في آخره قبل الليل ، وعمل الليل في آخره قبل النهار . فهذا الرفع في اليوم والليلة أخص من الرفع في العام ، وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله وطويت صحيفة العمل " انتهى باختصار من "حاشية سنن أبي داود" .
وقد دلت أحاديث عرض الأعمال على الله تعالى على الترغيب في الازدياد من الطاعات في أوقات العرض ، كما قال صلى الله عليه وسلم في صيام شعبان : ( فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) .
وفي سنن الترمذي (747) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ) صححه الألباني في "إرواء الغليل" (949) .
وكان بعض التابعين يبكي إلى امرأته يوم الخميس وتبكي إليه ، ويقول : اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل !! [ ذكره ابن رجب في لطائف المعارف ] .
ومما ذكرناه يتبين أنه لا مدخل لنهاية عام ينقضي ، أو بداية عام جديد ، بِطَيِّ الصُّحف ، وعرض الأعمال على الله عز وجل ، وإنما العرض بأنواعه التي أشرنا إليها ، قد حددت النصوص له أوقاتاً أخرى ، ودلت النصوص أيضا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الإكثار من الطاعات في هذه الأوقات .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن التذكير بنهاية العام في نهايته : " لا أصل لذلك ، وتخصيص نهايته بعبادة معينة كصيام بدعة منكرة " انتهى .
وأما صيام الاثنين أو الخميس ، إذا كان من عادة الإنسان ، أو كان يصومه لأجل ما ورد من الترغيب في صيامهما ، فلا يمنع منه موافقته لنهاية عام أو بدايته ، بشرط ألا يصومه لأجل هذه الموافقة ، أو ظنا منه أن صيامهما في هذه المناسبة له فضل خاص .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
هل تطوى الصحف بنهاية العام الهجري؟
السؤال:
حكم تخصيص نهاية العام بعبادة كالاستغفار والصوم؟.
حكم التهنئة ببداية العام الهجري الجديد؟ .
هل تطوى الصحف بنهاية العام الهجري ؟
يتناقل الناس عبر الجوال مثل هذه الرسالة: " ستطوى صحيفة هذا العام ولن تفتح إلا يوم القيامة، فاختم عامك بالتوبة والاستغفار والصيام، وتحلل من الآخرين.. فما حكم نشرها ؟ وما حكم التهنئة بنهاية العام الهجري ؟.
الإجابة:
لا يجوز إرسال هذه الرسالة وأمثالها، ولا العمل بما ذكر فيها؛ لأن تخصيص نهاية العام أو بدايته بعبادة: بدعة في الدين، ويسميها أهل العلم: " بدعة إضافية " ؛ لأن العمل إذا كان أصله مشروعاً وكان مطلقاً ؛ كالصوم أو الاستغفار أو الدعاء، ثم قيد بسبب أو عدد أو كيفية أو مكان أو زمان؛ كنهاية العام الهجري، أصبح هذا الوصف الزائد بدعة مضافة إلى عمل مشروع، وإضافة هذه الأوصاف إلى العبادة المطلقة غير معقول المعنى على التفصيل، فأصبح مضاهياً للطريقة الشرعية التعبدية وهذا وجه الابتداع فيها، ومثله في الحكم تخصيص نهاية العام أو بدايته بالحديث عن هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- في خطبة الجمعة أو المحاضرات، وقد حذر النبي- صلى الله عليه وسلم- من الإحداث في الدين؛ فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد )) متفق عليه .
وما ذكر في السؤال بأن صحف هذا العام تطوى ولا تفتح إلا يوم القيامة، فاختم عامك بالتوبة والاستغفار والصيام، وتحلل من الآخرين؟. غير صحيح ؛ فإن باب التوبة مفتوح للمسلم ما لم يحضره الموت أو تطلع الشمس من مغربها.
أما التهنئة بنهاية العام الهجري، ففيه شبهتان:
الأولى: شبهة التشبه بالنصارى في تهنئتهم برأس السنة الميلادية.
والثانية: ذريعة التوسع والمبالغة حتى تتحول التهنئة إلى الاحتفال والعيد، وقد حصل هذا في بعض المدارس وبعض البلاد الأخرى، ولذا فإن القول بتحريم التهنئة هنا متوجه، وأنصح بتركها، والحمد لله رب العالمين.
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
الاحتفالات الدينية والاحتفال بنهاية العام الهجري وبداية آخر
سؤال:
أرجو أن تعلمونني بالأعياد والمناسبات الدينية في الإسلام ؟
الحمد لله
نحن المسلمين ليس لنا أعياد إلا عيدين : عيد الفطر بعد رمضان ، وعيد الأضحى يوم الحجّ الأكبر ، نظهر فيهما السرور والتهنئة والتوسعة على العيال وأهمّ من هذا كله ذكر الله بالتكبير والتهليل وصلاة العيدين وليس عندنا احتفالات بأيام معينة في السنّة إلا هذين العيدين .
وهناك مناسبات سارّة جاءت الشريعة بأحكام فيها كإطعام الطعام في مثل النّكاح وعقيقة المولود ونحوها لكنهّا ليست مخصصة بأيام معيّنة في السّنة وإنّما بحسب وقوع تلك المناسبة في حياة كلّ مسلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
حكم تخصيص آخر السنة الهجرية بالأعمال
السؤال:
فضيلة الشيخ: د.ناصر العمر
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته وبعد
يكثر في نهاية العام رسائل الجوال وغيرهابالتهنة به وطلب الاستغفارقبل طي الصحائف، بل وتصل أحيانا إلى الدعوة بصيام آخر أيام السنة، أو أول أيام السنة الجديدة، وبإحياء ليلة رأس السنة الهجرية، ونحو ذلك
جزاكم الله خيرا
الإجابة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فعن عائشة _رضي الله عنها_ قالت: قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد" رواه البخاري.
وما انتشر في هذه الأيام بمناسبة نهاية العام من تخصيص آخر العام أو أوله بالصيام واختتام آخر السنة بصلاة أو عبادة أو استغفار، فكل هذه الأمور لا أصل لها في الشرع، وقد سألت كلاً من شيخي الشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ عبد العزيز الراجحي _حفظهما الله_ عن ذلك، فقالا: "كل ذلك لا أصل له، وهو بدعة"، حيث إن تخصيص عبادة بزمان أو مكان أو بعدد مما لم يرد به دليل هو بدعة، كما قرر العلماء _رحمهم الله_، بعد استقراء النصوص وتتبعها.
وما يتعلق بطي الصحائف فلم يرد به دليل صحيح أنها تطوى آخر العام؛ علماً أن تحديد آخر العام وأوله كان باجتهاد من الصحابة في زمن عمر رضي الله عنهم وليس مرفوعاً إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ ، حيث إن الهجرة قد اختلف في زمانها على أقوال عدة، ولذلك فتقييد المحاسبة في آخر العام لا أصل له، بل يجب أن يحاسب المرء نفسه طوال العام كما قال عمر _رضي الله عنه_: "حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا"، رواه الترمذي.
أما التهاني، فمن قصد بذلك التعبد فلا ينبغي ولا أصل له، ويخشى أن يكون فيه تشبه بأهل الكتاب مما يجعله عيداً، ولذلك قرر بعض العلماء أنه بدعة أيضاً، وقيل إن كان من أمور العادات فليس ببدعة ما لم يرد به تعبداً، ولذلك أرى تجنبه، والواجب هو الحرص على التزام الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، والحذر من الابتداع والتوسع فيما لم يرد به دليل، ولو كان خيراً لسبقونا إليه مع قيام الداعي لمثله في زمنهم، فعدم فعلهم يدل على عدم مشروعيته.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الشيخ أ.د. ناصر العمر
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
بدعة صلاة الليل أول العام الهجري وليالى عشر ذي الحجة جماعة
بعد صلاة العشاء في أول أيام السنة الهجرية وجدت صديقا يطلب من المصلين الانتظار بعد الصلاة لصلاة ركعتين بمناسبة هذه المناسبة ..وقبلها أيام العشر الأوائل من ذي الحجة كان نفس الفعل كل يوم أي صلاة ركعتين بمناسبة العشاء .. ورغم اعتراض البعض إلا أن أحداً لم يأبه لكلامنا .... فما الحكم الشرعي لذلك وأيضاً هل ذلك بدعة أم سنة حسنة .. وما حكم من فعل ذلك رغم التحذير وخاصة لو كانوا أئمة مساجد وعلماء أفاضل ؟ أرجو الإجابة بوضوح لكي يتسنى توصيل الإجابة لهم لعدم تكرار ذلك إن شاء الله ...
وجزاكم الله كل خير .
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتخصيص هذه الليلة بصلاة الركعتين لمذكورتين من البدع التي لا ينبغي الوقوع فيها لأنه لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن أحد من العلماء والأئمة المتبعين تخصيص تلك الليلة بشيء. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وراجع الفتويين: 59497.
إما إحياء ليالي العشر من ذي الحجة فقد استحبه الكثير من أهل العلم، واحتجوا بما رواه البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام. وبقوله تعالى: وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ{الفجر:1-2}.. روى الطبري عن ابن عباس وقتادة ومجاهد ومسروق وعكرمة أنها ليالي العشر الأول من ذي الحجة، ولكن إحياؤها جماعة لا أصل له في الشرع، فهو من جملة البدع والمحدثات؛ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 2719.
وعليه؛ فالواجب عليكم عدم مشاركته في إحياء تلك الليالي مع إسداء النصح له وللمصلين، وبيان عدم مشروعيتها، وأنه لا بد أن يتمسكوا بالسنة.
ويمكنك الاستعانة بكتاب الإبداع في مضار الابتداع للشيخ علي محفوظ، والاعتصام للشاطبي. وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 631، 35637، 54397.
والله أعلم.
المفتي : مركز الفتوى
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
التهنئة بقدوم العام الهجري وختمه بالصيام
فضيلة الشيخ: عبد الله الفقيه رئيس القسم الشرعي بالشبكة الإسلامية حفظه الله
الرجاء بيان حكم الأمور التالية بفتوى شرعية تصدر من فضيلتكم باسم الشبكة الإسلامية... وجزاكم الله كل خير
أولاً: انتشر في الفترة الأخيرة في أوساط الناس إرسال رسائل عبر الهواتف النقالة فحواها الحث على ختم العام الهجري بالصيام أو أي عبادة شرعية بنية طي صفحة العام الهجري بعمل صالح
ثانياً: ما صاحب هذه الرسالة من تهنئة بالعام الهجري الجديد
ثالثاً: ما يفعله بعض المسلمين عند نزول نازلة بالمسلمين من الحض على صيام جماعي أو قيام ليلة معينة لتوحيد الدعاء عقب الصيام وعند الإفطار أو في القيام.... أفتونا مأجورين؟ وجزاكم الله خيراً، وبارك في علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليعلم أولاً: أنه ينبغي للمسلم أن يقف من مرور الأيام والسنين موقف العظة والعبرة، فإن كل ساعة تمر تخصم من عمره وتدنيه من أجله، والمسلم مسؤول عن كل لحظة من عمره فيم قضاها وأين أمضاها، قال الله تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ {فاطر:37}، وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ.
وأما جواب هذه الأسئلة المذكورة فنجمله في النقطتين التاليتين:
النقطة الأولى: أن التذكير بالخير، والتعبد لله تعالى بشتى أنواع العبادات من صوم وصلاة وقيام ودعاء وغيرها من الأمور المشروعة في أصلها، ولكن يبقى النظر في تخصيص وقت معين بشيء من هذه الأمور مع عدم ورود دليل شرعي على هذا التخصيص، ولعل من المناسب أن ننقل هنا ما ذكره الشاطبي في كتابه الاعتصام وهو يتحدث عن البدع الإضافية، فقد قال رحمه الله تعالى: ومنها : التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد.... ومنها التزام العبادة المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. انتهى
ومن هنا نقول إنه ينبغي للمسلم اجتناب تخصيص العام الهجري بشيء من العبادات، فكل خير في اتباع من سلف.
وننبه إلى أن المشروع عند حدوث النوازل القنوت أدبار الصلوات، روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة، إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة، يدعو على أحياء من بني سليم، على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه
النقطة الثانية: أن التهنئة بما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة من محاسن العادات فلا ينكر على من فعلها ولا على من تركها، والأصل في العادات الإباحة، وقد ذكر أهل العلم أن العادات يلتفت فيها إلى المعاني، ومعلوم أن المقصود بالتهنئة التودد وإظهار السرور، ولذا قد ورد عن السلف التهنئة عند حدوث ما يسر كما في تهنئة طلحة لكعب رضي الله عنهما في قصة توبته، وكان ذلك بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في جواب سؤال عن حكم التهنئة بالعيد ما نصه: قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحداً، فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأموراً بها، ولا هو أيضاً مما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة. والله أعلم. انتهى.
وبمثل ما ورد عن الإمام أحمد كان جواب الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين على سؤال عن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، فقال: إن هنأك أحد.. فرُدَّ عليه ولا تبتدئ أحداً بذلك، هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلاً: نهنئك بهذا العام الجديد قل: هنأك الله بخير وجعله عام خير وبركة......
والله أعلم.
المفتي : مركز الفتوى
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
ثالثاً : مقالات متنوعه :
صفحة بيضاء .. فماذا نكتب ؟!
عبدالله بن محمد البصري
عام مضى وانقضى ...
مضى عام كامل وكأنه شهر واحد ...
مضى بحلوه ومره ، وانقضى بزينه وشينه ، ونسي بفرحه وسروره ، ومحي بترحه وحزنه ...
ولد فيه من ولد ومات من مات ... وتزوج من تزوج وطلق من طلق ...
وكم ممن صار أبًا ... وآخر تيتم بفقد أبيه !
وهذا التحق بوظيفة وذاك جد في تجارة ...
وهذان تصاحبا وذانك افترقا ...
وهؤلاء تصافوا وأولئك تنافروا ...
عامل زرع ورعى فحصد ، وحصيف اغتنم ما تهيأ له فنجح ، ومتمنٍّ طرد سرابًا فما وجد ، ومفرط أضاع فرصًا فأخفق ...
ونحن اليوم في بداية عام جديد ، وأمام صفحة بيضاء نقية صافية ، فلماذا لا نأخذ على أنفسنا عهدًا ألا نشوه بياضها بما تعود أصحاب القلوب السوداء أن يسودوها به ، من اعتياد للكبائر وإصرار على الصغائر ، واتصاف بالكبر وتلبس بالتعالي ، وتشرب بالحقد وتشبع بالحسد ، واحتقار للخلق وازدراء للآخرين ، وتقاطع لأجل أمور تافهة وتهاجر بسبب شؤون حقيرة ، وتعادٍ سببه ظنون سيئة وتهم ظالمة ، و... و... إلخ .
إننا في بداية عام جديد ...
فلماذا لا نعزم من بداية عامنا على المحافظة على الفرائض والإكثار من النوافل ؟!
لماذا لا نعزم على أداء الواجبات وإعطاء الحقوق ؟!
لماذا لا نعزم على أكل الحلال واجتناب الحرام ؟!
هل فكرنا منذ البداية أن نخلص في أعمالنا ؟!
هل فكرنا أن نجد في وظائفنا ؟!
هل فكرنا أن نرفع راية أمتنا ونعلي قدر بلادنا ؟!
تساؤلات كثيرة تطرح نفسها وتلح على الظهور أمام ناظري كل من وقف منا مع نفسه وقفة محاسبة وهو يودع عامًا ويستقبل آخر .
فما أجمل أن نبغي الخير جهدنا وطاقتنا !
ما أجمل أن نعيش لغيرنا كما نعيش لأنفسنا !
ما أجمل أن نجعل المصلحة العامة فوق مصالحنا الخاصة !
إذا أردنا النجاح فلنجتهد .
إذا أردنا الوصول فلنبدأ .
إذا أردنا الحياة فلنتفاءل .
اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر ...
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
عندما يمضى عام ويقدم آخر فما نصيب قريبك من اهتماماتك ؟!
إبراهيم بن محمد بن سليمان السعوي
من البدهيات أنه عند غروب شمس آخر يوم من شهر ذي الحجة يمضي عام بكامل ما ستودع به من عمل ، ويستقبلنا عام آخر ، فيعتاد الواحد منا باسترجاع الذاكرة إلى الوراء بتذكر غروب شمس أخر يوم من العام الماضي وسرعة مضي هذا العام ، ونبدأ نسمع ونقرأ الحث على ختام العام بالاستغفار والتوبة ومحاسبة النفس ، وفتح صفحة جديدة ، والتفكر بسرعة انقضاء الأيام والسنين ، وأدبياتنا ، وطروحاتنا يغلب عليها طرح هذا الموضوع ؛ إلا أن ثمت موضوع له من الأهمية بمكان لا يقل عن ذلكم الموضوع ، ألا وهو الوقوف والتمعن عند قوله تعالى : " وأنذر عشيرتك الأقربين " ، وقوله : " ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين ....." ، ووصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لرجل من بني تميم لما قال له يا رسول الله : إني ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة ، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك ، وتصل أقرباءك ، وتعرف حق السائل والجار والمسكين " . وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة لما قال له : أنبئني بأمر إذا عملته دخلت الجنة ، قال : " أفش السلام ، وأطعم الطعام ، وصل الأرحام ، وصل والناس نيام ؛ تدخل الجنة بسلام " .
فقريبك يأخي أياً كانت جهته ما هو نصيبه من دعوتك ، فهل هو أحد الذين تحرص على أن توصلهم إلى بر الأمان ؟ وهل سبق أن وصل لأذناه من همساتك اللاتي تشعر بحرقتك وحرصك ؟ وهل هو من ضمن جدول زيارتك التفقدية للحال والتودد ، وإظهار الإهتمام ؟
وفي ذات يوم لما قمت بزيارتك ،ودار الحديث عن بعض شيء من دعوتك وتوعيتك للمجتمع ناولتني عدة أوراق مجدولة بأسماء من تقوم بدعوتهم ،وتوزيع أشرطة وكتيبات عليهم ؛ فرأيت أسماء من شرق المدينة وغربها ، وهذا تشكر عليه ، لكنني لما قلبتها يمنة ويسرة لكي أراء بعض أسماء أقاربك من هو بحاجة للدعوة ، وإيصال الشريط الإسلامي له أكثر من بعض الأسماء المدرجة بقائمة ورقتك ، ومنزله في طرف حيك فهل سيكون من ضمن قائمة الأسماء الجديدة في العام القادم بعدما نقوم بمساءلت أنفسنا أين نحن من قوله تعالى : " وأنذر عشيرتك الأقربين " ؟ !. وفي ذات يوم يأخي أوقفتك لما رأيتك تخرج من منزل إلى منزل لقوة الود الذي بيننا فسألتك سؤال تعجب عن هذه الزيارة لأنه ليس هناك قرابة تربط بينكم ؛ فأجبتني بعد شدة إلحاح أن هؤلاء كثير ما نفقدهم في المسجد لاسيما في صلاة الفجر ؛ فغبطة أقربائك ؛ لأن ما رأيته من حرص ولين الجانب مع جارك الذي لا يربط بينكما رابط القرابة ، فمن البديهي الذي يكون بينك وبينه رابط القرابة سيجد منك أشد حرص ، وأحسن تعامل حين دعوته !ومما خلد في ذاكرتي وشغل تفكير دوماً ، وأحب أن أبوح به لا سيما عندما تسقط آخر ورقة من شجرة عام ونترقب أول ورقة من عام آخر ؛ أنه في ذات يوم لما كنت متكئ على أريكتي وبين يدي مجموعة من التقارير المالية السنوية : ما بين جمعية بر أو جمعية تحفبيظ القرآن ، أو صندق خير أو .....فلفت نظري اسم أحد من بسط الله عليه من الرزق في مجموعة من هذه التقارير وقد ساهم فيها ما بين قطعة أرض ، أو حافلة ، أو تحمل مصاريف سنة كاملة أو ......... واسم آخر من نفس العائلة المباركة في أحد التقارير أنه أكثر من تبرع سيولة ، وذهبت الأيام واسم هذان الشخصان مازال متعلقان في ذاكرتي ، ويكونان أمامي عندما أسير بجانب أحد المؤسسات الخيرية ، وفي يوم من الأيام يجمعن مجلس بأحد أقارب صاحبيّ ، ودار الحديث بيني وبينه ، وعقارب الساعة تأخذ دورتها دورة تلو الأخرى ، ونحن لا نشعر بذلك لأن الحديث الذي يدور بينا بعضه يجر بعضاً ، وانتهى بنا الحديث إلى حالة أفراد عائلته المالية ، ونسبة الشباب الذين لم يتشرفوا بالدخول إلى عالم الزوجية ، وكم هو رأس مال صندوق عائلتكم ، وذكرته بما وهبه الله لكم من أصحاب رؤوس الأموال ، وأن خيركم امتدّ إلى الغير .... فطأطأ رأسه وفهم ماذا أعني ، وبدأ يتمتم تارة ويسمعني تارة آخرى بحسرة وندم ؛ ومما حفظت من كلامه : ويا من أغناه الله هناك أقرباء لك بحاجة إلى مال الله الذي بين يديك فهم مما ذكرهم الله في قوله : " ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين". وودعني وهو يكرر نريد ثلث ما أنفقته على الغير ، وفي كل خير . فآلمني حاله ، وأنساني لذة مجلسنا . ! فيا من بسط الله له من الرزق ألا فَتْحت صفحة تبرع لأقاربك جديدة مع بداية فجر عام جديد ، مع عدم نسيان فقراء الأمة .
وأستودعكم الله على أمل أن نلتقي معكم وقد وصل خيرنا ، وبرنا ، وصدقتنا ، ودعوتنا .... إلى أقاربنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم
إبراهيم بن محمد بن سليمان السعوي
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
التهنئة بقدوم العام الهجري وختمه بالصيام
فضيلة الشيخ: عبد الله الفقيه رئيس القسم الشرعي بالشبكة الإسلامية حفظه الله
الرجاء بيان حكم الأمور التالية بفتوى شرعية تصدر من فضيلتكم باسم الشبكة الإسلامية... وجزاكم الله كل خير
أولاً: انتشر في الفترة الأخيرة في أوساط الناس إرسال رسائل عبر الهواتف النقالة فحواها الحث على ختم العام الهجري بالصيام أو أي عبادة شرعية بنية طي صفحة العام الهجري بعمل صالح
ثانياً: ما صاحب هذه الرسالة من تهنئة بالعام الهجري الجديد
ثالثاً: ما يفعله بعض المسلمين عند نزول نازلة بالمسلمين من الحض على صيام جماعي أو قيام ليلة معينة لتوحيد الدعاء عقب الصيام وعند الإفطار أو في القيام.... أفتونا مأجورين؟ وجزاكم الله خيراً، وبارك في علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليعلم أولاً: أنه ينبغي للمسلم أن يقف من مرور الأيام والسنين موقف العظة والعبرة، فإن كل ساعة تمر تخصم من عمره وتدنيه من أجله، والمسلم مسؤول عن كل لحظة من عمره فيم قضاها وأين أمضاها، قال الله تعالى: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ {فاطر:37}، وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس؛ الصحة والفراغ.
وأما جواب هذه الأسئلة المذكورة فنجمله في النقطتين التاليتين:
النقطة الأولى: أن التذكير بالخير، والتعبد لله تعالى بشتى أنواع العبادات من صوم وصلاة وقيام ودعاء وغيرها من الأمور المشروعة في أصلها، ولكن يبقى النظر في تخصيص وقت معين بشيء من هذه الأمور مع عدم ورود دليل شرعي على هذا التخصيص، ولعل من المناسب أن ننقل هنا ما ذكره الشاطبي في كتابه الاعتصام وهو يتحدث عن البدع الإضافية، فقد قال رحمه الله تعالى: ومنها : التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد.... ومنها التزام العبادة المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة. انتهى
ومن هنا نقول إنه ينبغي للمسلم اجتناب تخصيص العام الهجري بشيء من العبادات، فكل خير في اتباع من سلف.
وننبه إلى أن المشروع عند حدوث النوازل القنوت أدبار الصلوات، روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة، إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة، يدعو على أحياء من بني سليم، على رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه
النقطة الثانية: أن التهنئة بما يحدث من نعمة أو يندفع من نقمة من محاسن العادات فلا ينكر على من فعلها ولا على من تركها، والأصل في العادات الإباحة، وقد ذكر أهل العلم أن العادات يلتفت فيها إلى المعاني، ومعلوم أن المقصود بالتهنئة التودد وإظهار السرور، ولذا قد ورد عن السلف التهنئة عند حدوث ما يسر كما في تهنئة طلحة لكعب رضي الله عنهما في قصة توبته، وكان ذلك بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في جواب سؤال عن حكم التهنئة بالعيد ما نصه: قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحداً، فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأموراً بها، ولا هو أيضاً مما نهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة. والله أعلم. انتهى.
وبمثل ما ورد عن الإمام أحمد كان جواب الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين على سؤال عن حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد، فقال: إن هنأك أحد.. فرُدَّ عليه ولا تبتدئ أحداً بذلك، هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلاً: نهنئك بهذا العام الجديد قل: هنأك الله بخير وجعله عام خير وبركة......
والله أعلم.
المفتي : مركز الفتوى
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1541.imgcache
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
ومضى عام
عبد السلام بن إبراهيم بن محمد الحصين
الحمد لله بارِئِ النسمات، والحمد الله مصوِّرِ المخلوقات، والحمد لله فاطر الأرض والسموات، والحمد لله فالقِ الحبِّ والنوى، والحمد لله فالق الإصباح، وجاعلِ الليلِ سكنًا، والحمد لله على ما أسبغ من النِّعم، ودفع من النقم، والحمد لله على ما تفضل من الهبات والعطايا، وعلى ما صرف من البلايا والرزايا، والحمد لله يخفض ويرفع، ويُعطي ويمنع، فله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمى، فله الحمد كله، وله الثناء كله، وله المجد كله، كما يحب ربنا ويرضى، وله الحمد ملأ السموات والأرض، وملأ ما يشاء ربنا بعد {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)} [سورة الروم 30/18].
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، مقلِّبُ الليل والنهار، ومكوِّرُ النهارِ على الليل، ومكور الليلِ على النهار، يحيي ويميت، وهو الحي الذي لا يموت، وله أسلم من في السموات والأرض طوعًا وكرهًا، وإليه يرجعون.
وأشهد أن محمدًا ‘ عبده ورسوله، أحيا الله به القلوب الميتة، وأضاء به الطرق المظلمة، وأنقذ به من المسالك المهلكة، فما من خير في الدينا، ولا فضل ولا نعمة، ولا سعة ولا راحة إلا من بركة دعوته، وما من شر وبلاء وقحط وفتنة إلا من الإعراض عن دينه وشرعته.. صلى الله عليه عدد ما مدحه المادحون، وعدد ما ذكره الذاكرون، وعدد نجوم السما، وعدد ما خلق ربنا وبرى.. وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
فهذا قلبُكَ ينبِض بالإرادةِ والحياة، وهذهِ أنفاسُكَ تترددُ في جوفِكِ، وهذه عينُك تُبصِر، وأُذُنُكَ تسمع، ويدُكَ تبْطِشُ، ورِجلُك تَمْشي، وهذه شمسٌ تشرِقْ، وهذا هلال يهِل، وهذا نهارٌ يُضيء، وهذا ليلٌ يظلم، فهل شَعُرْتَ يومًا أن هذه جميعًا تتعاون وتتعاضد لتقودَكَ إلى أجلك المحتوم..
وما هذه الأيامُ إلا مــــــراحــلُ *** يحُثُّ بها حادٍ إلى الموت قاصدُ
وأعجبُ شيءٍ لو تأملتَ أنها *** منازلُ تُطـوى والمُســـافِرُ قــــاعِدُ
تذهبُ بك جوارحُك إلى سوق الغُدوِّ والرواح، في المساء وفي الصباح، فتبيعك بأبخس الأثمان وأزهدها، أو بأغلى الأثمان وأرفعها، فإما أعتقتك، أو أهلتك، عن أبي مالك الأشعريِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الطُّهورُ شطْرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاةُ نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآنُ حجةٌ لك أو عليك، كلُّ الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها، أو موبقها)). رواه مسلم (223).
قال الحسن البصري: )ابنَ آدم! إنك تغدو أو تروحُ في طلبِ الأربَاح؛ فليكن هَمُّكَ نفْسَكَ؛ فإنك لن ترَبَح مِثْلها أبدًا(.
كيف انقضى العام ؟!
ما أسرع تصرم الأيام، وانقضاء الشهور والأعوام، كيف مضى عام بهذه السرعة؟ كنا بالأمس في أول العام، ونحن اليوم في منتهاه، بل قد انقضى ودخل غيره!!
هل ذهبت بركة الأوقات فلم نشعر بتصرِّمها؟!
أم أننا قد أدركنا علامة من علامات الساعة؟! تكون السنة فيها كالشهر؟ فوالله كأن سنيننا شهورٌ.
أم أنها نعمة من نعم الله على عباده، قد وسَّعَ لهم في الرزق، وعافاهم في البدن، وأنعم عليهم بالأمن؛ فلم يشعروا بمضي الأوقات، ولا بتعاقب الليل والنهار؟!
عن عبيد الله بن مُحصِن الأنصاري _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
فهل يشعر بمضي الساعات من سلم من الأسقام؟ وهل يحس بمرور الأيام من كُفِي هم الرزق؟ وهل يُحس بانقضاء الشهور من أمِنِ في ماله ونفسه وعرضه؟
كم من المسلمين يفقدون إحدى هذه الخصال أو كلَّها، فكيف تكون أيامهم، وكيف تمر بهم الساعات، وعلى أي شيء تنقضي الشهور؟
قال صلى الله عليه وسلم: ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمِك, وحياتَك قبل موتِك, وفراغَكَ قبل شُغْلِك, وصِحَّتَك قبل مرضِك, وغِنَاك قبل فقرك))([1]).
وكان ابن عمر يقول: )اذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك( رواه البخاري.
سنة كاملة بساعاتها، وأيامها، وشهورها، فكم عملنا فيها من أعمال قد نسيناها، لكنها عند الله محفوظة، وفي صحائف الأعمال مرصودة، وغدًا سنوفاها، يوم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} [سورة المجادلة 58/6]
هل زادت أعمارنا أو نقصت؟!
هل انقضاء الأعوام يزيد في الأعمار أم يُنقصها؟ إن للعمر طرفان، طرفٌ من قِبَل المولِد، وطرفٌ من قِبَل الأجل؛ فكلما انقضى عام ابتعدت عن يوم مولِدِك، واقتربت من يوم نهايتك، وأنت منذ أن خرجت إلى الدنيا، وأنت تهدِمُ في عُمُرِك و تُنقِصُ من أجلِك.
أرأيت إلى هذا التقويم الذي نضعه فوق مكاتبنا في بداية كل عام، أو نعلقه على حوائطنا، إنه مليء بالأوراق، وفي كل يوم نأخذ منه ورقة واحدة فقط، وفي نهاية العام لا يبقى منه إلا الجلدةَ فقط، هكذا عُمْري و عُمْرُك يا أخي؛ مجموعة أيام، ومجموعة ليالي، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة نقصت أعمارنا، ونقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي ذلك الرصيد، ثم نغادر هذه الدنيا.
كم يتمنى المرء تمامَ شهرِه! وهو يعلم أن ذلك يُنقص من عُمُرِه؟ كيف يفرح بالدنيا من يومُه يهدِمُ شهْرَه؟ وشهرُه يهدِم سنتَه؟ وسنتُه تهدِم عُمُرَه؟ كيف يفرح من يقودُه عمرُه إلى أجلِه، وتقودُه حياتُه إلى موتِه؟
قال الحسن البصري ’: يا ابن أدم إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
إنـا لنفـرح بالأيـامِ نقـطَعُها *** وكـلُّ يومٍ مضى يُدْني من الأجلِ
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا *** فإنما الرِّبح والخسران في العمل
قال الفضيل بنُ عياضٍ لرجل: كم أتى عليك؟
قال: ستون سنة.
قال: فأنت مُنذ ستين سنة تسير إلى ربك؟! يوشِكُ أن تبلُغ.
فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال الفضيل: أتعرف تفسيره؛ تقول: إنا لله و إنا إليه راجعون!! فمن علِم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع؛ فليعلم أنه موقوف، ومن علِم أنه موقوف؛ فليعلم أنه مسئول، فليُعِدَّ للسؤال جوابا.
فقال الرجل: فما الحيلة؟
قال: يسيرة.
قال: ما هي؟
قال: تحسن فيما بقي يغفرْ لكَ ما مضى؛ فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخِذتَ بما مضى وما بقي، والأعمالُ بالخواتيم.
ومن لم يزده الســنُّ ما عاشَ عبرةً *** فذاك الذي لا يســتنير بنــــــورِ
عام كامل بين العلم والعمل!!
سنةٌ كاملةٌ من عُمُرِ الإنسان قد طويت، وصحيفةُ عامٍ كامل قد ملئت، ووضعت في رِقٍ، ثم خُتِم وطُبِع، فلن يُكسر إلاّ يومَ القيامة.
كلُّ المخلوقات تنتهي أعمارها، وتُطوى آجالها، وتُمزَّق صحائفها، إلا الإنسان فإنه يبقى متبوعًا بعد رحيله، موقوفًا للجزاء والحساب.
كم آيةً من القرآن حفِظتَها، وعرفتَ تفسيرها، واستمعت إلى كلام أهل العلم فيها، وكم حديثًا عن نبينا صلى الله عليه وسلم قرأته، وشُرِحَ لك معناه، وما فيه من الفقه، وكم قرأت من أحكام الحلال والحرام، وكم قرأت من علم العرب وآدابهم، مما فيه عون على فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، كم بحثًا بحثته، وكم ورقةً كتبتها، كم ساعةً جلستها في الدرس والبحث، بل كم من الأيام قضيتها في الذهاب والإياب، والجلوس والاستماع، والقراءة والحفظ؟!
فبالله الذي لا إله غيره، ماذا أردت بكل ذلك، ومن أردت؟! هل أردت الله والدار الآخرة؟ هل أردت رفع الجهل عن نفسك وأهلِك؟ هل كان آخرُ عهدك بالآية آخرَ قطرةٍ من الحبر وضعتها على ورقة الاختبار؟ وهل كان آخرُ عهدك بالحديث والفقه والنحو والأدب حين حَصَلت على شهادة تأكل بها؟
إن كنت قد نسيت علمَك والوقت الذي أنفقته فيه، فهو عند الله لم يُنس، وضع في صحائف الأعمال، وقد كتب عليه ما قصده صاحبه، ومن أريد به.
قال صلى الله عليه وسلم : ((القرآن حجة لك أو عليك))، وقال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً (82)} [سورة الإسراء 17/82].
قال بعض السلف: ما جالس أحدٌ القرآن فقام عنه سالمًا؛ بل إما أن يربح، أو أن يخسر، ثم تلا هذه الآية.
وقال أبو موسى الأشعري: إن هذا القرآن كائن لكم أجرًا، وكائن عليكم وزرًا، فاتبِعوا القرآن، ولا يتبِعُكُم القرآن؛ فإنه من اتَّبعَ القرآنَ هَبَطَ به على رياض الجنة، ومن اتبعه القرآن زَخَّ في قفاه فقذفه في النار.
وكم أتعب مدرس نفسه، واستعد لدرسه، وإفهام طلابه، فكم من الساعات قضينا في إعداد الدروس وإلقائها، وكتابة الأسئلة وتصحيحها؛ فأين هي الآن؟ وهل كانت لنا أو علينا؟
وكم جلس إداري خلف مكتبه، وأنجز من الأعمال، وكتب من الأوراق، فماذا أراد، ومن أراد؟
هل حظنا من علمنا وأعمالنا مال نأخذه؟ أو جاه ندركه؟ أو صيت نرتفع به؟
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه)).
بين الحياة والموت
عامٌ تولى و انصرم، بين مولود ومفقود، وباك وضاحك، كم استبشرنا فيه بمولود فرح به أهله وأقاربه، فمن مهنٍ ومن مهدي، ملأ عليهم بيتهم، وغمرهم بالفرحة والأنس، فهم به فرحون، وعليه خائفون، وبتربيته قائمون.
وكم ودعنا فيه من أحبة، و فقدنا فيه من أعزة، أسلمناهم إلى الردى والبِلى، وتركناهم في مكان موحش مظلم، ووالله كما ودَّعنا فسوف نُودَّعْ، وكما بكينا فسوف يُبكى علينا، وكما حَمَلْنا فسوف نُحمَل، وكما تَركنا أحبتنا فسيتركوننا.
أتيتُ القبورَ فناديتُها ... أين المعظَّمُ والمحتقر!
تفانوا جميعا فما مخبرٌ ... وماتوا جميعا ومات الخبر
قال عمر بن عبد العزيز: إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله على أهلها منها الظَّعَن- أي التحول والانتقال، والسير منها إلى غيرها-، فكم من عامرٍ موثَّقٍ عما قليل يْخرَبُ، وكم من مُقيمٍ مغتبِطٍ عما قليل يظْعَنُ؛ فأحسنوا رحمكم الله منها الرِّحَلة بأحسنِ ما بِحَضْرَتِكُم من النُّقْلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.
أهذه هي الدنيا؟!! قد فضحها والله الموت؛ فأي هناء فيها ليس الموت مفسده، وأي نعيم فيها ليس الموت قاطعه؟!
فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها *** منازلُكَ الأولى، وفيها الْمُخيَّم
ولكننا سبْيُّ العدوِّ؛ فهل تَرى *** نعودُ إلى أوطانِنا ونسلمُ؟!
وقد زعموا أن الغريبَ إذا نأَى *** وشطَّتْ به أوطانُهُ فهو مُغْرمُ
وأيُّ اغترابٍ فوقَ غُربتِنا التي *** لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ
عام بين اللذة والألم
عامٌ انصرمَ بما فيه من اللذائذ والآلام، عبثَ فيه العابثون، وتلذذ فيه بالشهوات اللاهون، وأخذوا من الدنيا ما يشاؤون.
وأجادَ فيه المخلصون، وتصبروا عن فعل المحرمات، ونهوا النفس عن ارتكاب المنكرات، وخافوا من يوم عبوس قمطرير، ترتج له الأرض، وتتفطر من هوله السموات.
أما الصالحونَ فادخروا أجَلَّ الحسنات، وأما المبطلونَ فكنزوا أقبحَ السيئات، فسوف يرى كلٌ بضاعتَه يوم يُبعثرُ ما في القبور، ويُحصَّلُ ما في الصدور {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ، وَأَمَّا الْذين ابْيَضَّتْ وجُوهُهم ففي رَحْمةِ اللهِ هُمْ فيهَا خَالِدُون}.
الطائع تحمل مشقة الطاعة، وصبر على القيام بأمر الله، وصبر عن الحرام، وصبر على قضاء الله وقدره؛ فأين هو اليوم من ذلك التعب والمشقة؟
زال التعب، وذهبت المشقة، وبقي الأجر والفرح والراحة {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)} [سورة فاطر 35/35].
وهذا العاصي الذي ركِبَ هواه، وفعل الحرام، وتلذذ بالآثام، أين هو اليوم من تلك اللذة؟! هل يشعر بها؟ هل يستمتع بها؟ ذهبت اللذة والمتعة، وجاء الألم والشقاء {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ (54)}
الطائع طلب الراحة بتعب جسده في طاعة الله فوجدها.
والعاصي طلب الراحة في معصية الله فما وجدها، وإنما وجد التعب والنصب والحزن.
إذا دعتك اللذة والشهوة إلى المعصية فتذكر ما يأتي بعدها من الحسرة والندامة، وارفع رأسك، وانظر ببصرك إلى مستقبلك الحقيقي، إلى الحياة الحقيقية التي خُلقت لها حتى لا تقول كما قال الخاسر يا ليتني قدمت لحياتي، قال الله تعالى {كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36)} [سورة القيامة 75/20-36]
وإذا أصابك الفتور والضعف، وتثاقَلتْ نفْسُك عن الطاعة؛ فتذكر يومًا تقف فيه بين يدي الله لا ينفعك فيه إلا العمل الصالح، قال الله تعالى {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13)} [سورة الإنسان 76/5-13]
لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه
أخرج البخاري في صحيحه عن أنس قال: )لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشرُّ منه، وفي رواية شر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم(.
فهذا الخبر من أعلام النبوة؛ لإخباره ‘ بفساد الأحوال، وذلك من الغيب الذي لا يُعلم بالرأي وإنما يُعلم بالوحي.
والمقصود: لا يأتي زمان إلا والذي بعده أَشَرُّ، مثلُ كثرة الفتن وابتعاد الناس عن معين الشريعة، وانغماسهم في المعاصي كلما مرت السنون والأعوام، وهذا من حيث الأعم الأغلب.
يقول عبد الله بن مسعود: (لست أعني رخاء من العيش يصيبه، ولا مالاً يفيده، ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علمًا من اليوم الذي مضى قبله؛ فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر؛ فعند ذلك يهلكون).
وروي عنه أنه قال: (لا يأتي عليكم زمان إلا وهو شر مما كان قبله؛ أما إني لا أعني أميرًا خيرًا من أميرٍ، ولا عامًا خيرًا من عام، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفًا, ويجيء قوم يفتون برأيهم).
وروي عنه أنه قال: (وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها، ولكن بذهاب العلماء, ثم يحدُثُ قومٌ يُفتون في الأمور برأيهم؛ فيثلِمُونَ الإسلامَ ويهدِمُونَه).
ومصداق ذلك قول الرسول ‘ ((إنَّ الله لا يقبِضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ من صدور العِبَاد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتخذ الناسُ رُؤوسًا جُهالاً فسُئلوا؛ فأفْتَوا بغير علم، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا)).
فهل من مشمر عن ساعد الجد في طلب العلم؛ ليكون من خير عباد الله، وأنفعهم للناس، ويحفظ أمته من الهلاك، ويجري له عمله في حياته وبعد موته، ما انتفع الناس بعلمه؟
العام بين العبرة والتهنئة
ذهب جمع من أهل العلم إلى جواز رد التهنئة بالعام الجديد؛ لأنه من العادات التي جرى عليها أمر الناس، وليس المقصود بها التعبد، لكن لا يبتدئ التهنئة به؛ لعدم ورود ذلك عن السلف، ولأن العبرة في الأزمان بالعمل فيها، لا ببلوغها.
لكن هل نهنئ بعضًا بحلول الأعوام، أو نذكِّر بعضًا بحلول الآجال، وقُربِ الرحيل؟!
إن في ذهاب الأعوام موعظةً يجب أن نعتبرها، وأن نسعى سعي المسافر الغريب في البلاد البعيدة يستحث نفسه للرجوع إلى بلده وموطنه، وليس شيء أعظم من العلم المصدَّقِ بالعمل ينقذكم مما أنتم فيه {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110)} [سورة الكهف 18/110].
اللهم إنا نستغفرك من جميع الذنوب والخطايا، ونستغفرك مما تبنا إليك منه، ثم عدنا فيه، ونستغفرك مما جعلناه لك على أنفسنا ثم لم نوف لك به، ونستغفرك مما زعمنا أنا أردنا به وجهك فخالط قلوبنا منه ما قد علمت.
اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه محمد ‘ عبدك ونبيك، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبد ونبيك صلى الله عليه وسلم .
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ونسألك ما قضيت لنا من قضاء أن تجعل عاقبته رَُشَْدًا.
اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه، وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه.
اللهم أنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم.
-------------
رواه الحاكم، وصححه، ورجح بعض أهل العلم إرساله، وأن في سنده عند الحاكم خطًأ. انظر: تعليق محقق جامع العلوم والحكم (718).
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
عامٌ أفل..وعامُ أطل
إشراقة الدعوة
هاهي أيامٌ من أعمارنا تُطوى..
وذنوبٌ قد خلت..لها الجبينُ يندى..
حياءً من الرحمن..فيا ليتها تُمحى..
تسعى كل نفس..ثم تُجزى بما تسعى..
من خُتم له بالخير..
فقد بورك المسعى..
قال الله:
( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى..
وأن سعيه سوف يُرى..
ثم يجزاه الجزاء الأوفى..)
فأحسن السعيَّ .. بالجنان تُجزى..
وتُبْ إلى الله من قبل أن تفنى..
فيا حسرة النفس..إذ القبور تُبنى..
وما لها من توبةٍ..عن عذاب الله تُغنيها..
** عامٌ بالأمس مضى..
وعامٌ في اليوم أتى..
وإنَّا لنفرح بالأيام نقطعها..
وكل يومٍ يُدني من الأجلِ..
فهل لنا في ذلك عبرةً وذكرى؟؟
يا مُعتبر..
للآخرة والله خيرٌ من الأولى..
فكن فطناً..( لا تبخس النفس حقها)..
قد مضى ما مضى..
فجدد العزم ..وحُثَّ الخُطى..
..( كل القلوب تظمأ)..
فإياك إن ظمئت..
بالذنب ترويها..!!
واعمل لدارٍ..
رضوان حارسها..
الجارُ أحمد..والرحمن بانيها..
ولا تنسى:
( طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيرا)..
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1540.imgcache
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
رسالة لم يحملها البريد
زياد بن أحمد بن خمبشي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
فأحمد الله تعالى أولاً على نعمه العظيمة، وآلائه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، والتي منها أن جعلنا أبناء أسرةٍ شريفةٍ هي أسرة الشهور القمرية، التي قال عنها الباري جل وعلا ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم).
ثم أحمده على أن جعل نسبنا خير نسب، وامتدادنا خير امتداد جعلها إلى هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حيث أرسى دعائم هذا النسب العريق الخليفة الراشد الملهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في قصةٍ مشهورة ذكرها أهل التاريخ، وراجع إن شئت كتاب التوبيخ لمن ذم التاريخ للإمام السخاوي.
أخي الكريم العام القادم
أكتب لك رسالتي هذه وأنا في عجلة من أمري، أحزم حقائبي وأجمع أمتعتي، حيث لم يبق لي في هذه الحياة الدنيا إلا لحظات وينادي منادي مناد القافلة أن حان الرحيل، ولم يبق لك مكان بل هو لقادم آخر مكانك هو أنت أيها العام القادم، أكتب لك وأنا مثقل بالذكريات الحلوة والمرة، السعيدة والشقية ومثقل بالتجارب القصيرة والطويلة، الجميلة والقبيحة، فإذا ما علمت هذا فأصغ لي السمع واجمع لي الخاطر لبضع لحظات؛ أعطيك خلاصة سنةٍ كاملة مع بني آدم، وكيف هم مع الأيام واللحظات والساعات، علك أن تنتفع بها وتكون على استعداد لما يحدث، ولا يطول بك العجب ولو كانت أيامك في شهر رجب وما مر بي سيمر بك، والعاقل فيهم من اتعظ بغيره.
إن السعيد له من غيره عظة *** وفي التجارب تحكيم ومعتبر
،أخي بارك الله فيك، أول موعظةٍ أقدمها لك هي سرعة انقضاء أيامك ولياليك وتصرم شهورك وفصولك، فما أن تستفتح بالمحرم، حتى تجد أن شهر ذي الحجة قد آذن بالنزول. وهذا يا أخي هو مصداق حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم- الذي أخبر عن تقارب الوقت في آخر الزمان، فقال: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار ).
واعلم يا أخي بأن الناس في استقبالك وتوديعك أصناف شتى، فمنهم من يطير فرحاً بمقدمك وبزوغ هلال أول شهرٍ فيك، وسبب فرحهم هو أن أعمارهم قد زادت وسنهم قد على، وما دروا هؤلاء المساكين أن أعمارهم في نقصان، وأن آجالهم في اقتراب، بل ما فقهوا أن هذه الأيام هي حجة عليهم إن لم يستغلوها، ووالله ثم والله إنهم لفي غفلة شديدة وسهوٍ عظيم، فأين هم من قول الشاعر:
إنا لنفرح بالأيـام نقطعـها *** وكل يومٍ مضى يدني من الأجل
بل أين هم من قول الآخر:
نجد سروراً بالهلال إذا بدا *** وما هو إلا السيف للحق ينتضى
إذا قيل تم الشهر فهو كنايةٌ *** وترجمة عن شطر عمر قد انقضى
إن هؤلاء يعمهون في سكرةٍ لا يستيقظون منها إلا وهم في عسكر الموتى، إن الليالي والأيام التي يفرحون بها تؤزهم أزاً إلى آجالهم، قال بعض الحكماء: قد اعتورك الليل والنهار، يدفعك الليل إلى النهار والنهار إلى الليل، حتى يأتيك الموت.
وما هذه الأيام إلا مراحل *** يحث بها حاد إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها *** مراحل تطوى والمسافر قاعد
هؤلاء ما فهموا أن العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها إلى ربه ومدة سفره هي عمره الذي كتب له، فالعمر هو مدة سفر الإنسان في هذه الدار إلى ربه، وأتمنى يا أخي لو أوصلت لهؤلاء قول ابن رجب رحمه الله : يا من يفرح بكثرة مرور السنين عليه، إنما تفرح بنقص عمرك.
هذا يا أخي هو حال صنف من الناس هذه هي نظرتهم، وهذا هو نبؤهم وصنفُ هو النقيض من ذلك، بينهم وبين الصنف الأول كما بين السماء والأرض، وبُعد الحالين كبعد المشرقين
هؤلاء أقل وصف لهم أنهم هم العقلاء الأذكياء، فاسمع لبعض شأنهم وتعرف لحالهم .
هؤلاء رأوا قدومك عليهم وبزوغ هلال أول شهرٍ في سمائهم ما هو إلا منذرُ باقتراب أجلهم ودنو الموت منهم، هم قوم جعلوا نصب أعينهم ( كل نفس ذائقة الموت ) فقالوا البدار البدار قبل أن يحال بيننا والعمل، هم قوم تذكروا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( خيركم من طال عمره وحسن عمله ) قيل: فأي الناس شر؟ قال: من طال عمره وساء عمله.
هم قوم رأوا أن الحياة واحدة، وأن النفس يخرج ولا يعود والعين تطرف ولا تطرف مثلها أبداً، قرأوا فيما قرأوا أن بعض السلف كانوا يتأسفون عند موتهم على انقطاع أعمالهم عند الموت، بكى يزيد الرقاشي عند موته، وقال أبكي على ما يفوتني، من قيام الليل وصيام النهار، ثم بكى وقال: من يصلي لك يا يزيد بعدك ومن يصوم ومن يتقرب لك بالأعمال الصالحة ؟ ومن يتوب لك من الذنوب السالفة.
وجزع بعضهم عند موتـه وقال: إنما أبكي على أن يصوم الصائمون لله ولست فيهم، ويصلي المصلون ولست فيهم، ويذكر الذاكرون ولست فيهم ، فذلك الذي أبكاني.
أيها العام القادم هؤلاء العقلاء جلسوا مع أنفسهم في مطلع أيامك أو في آخر أيامي فحاسبوا أنفسهم محاسبة شديدة، فترى الواحد منهم يقول لنفسه: ما الذي تركتِهِ لله؟ وهل زاد خشوعك له؟ هل قلَّت عيوبك وزادت حسناتك، كم هي الصلوات التي فاتت عليك كم هي عدد الصلوات التي أدركت فيها تكبيرة الإحرام.
ويحك يا نفس! منذ كذا وكذا وأنت تقولين: غداً غداً أتوب، متى يأتي غداً هذا؟! أعند انتهاء العمر؟! أم إلى أن تزول نعمة الصحة والعافية ؟! أم حين تنقضي مدة الشباب ؟! أو تمرضي مرض الموت ؟! وتقعي في حسرة الفوت ؟!
يا نفس لماذا الكسل والتواني والعجز والتراخي؟ ألا تريدين أن يقال لك ( أدخلوها بسلام آمنين ) ألا تريدين أن يقال لك ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) ألا تريدين أن تقولي (الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ) أم تريدين أن تقولي مع من كان حالهم ( يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ) فيُرد عليهم ( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ) أم تريدين أن تكوني مع من يقال له توبيخاً في النار ( ذق إنك أنت العزيز الكريم )، يا نفس إنما هي صبر ساعة وتحمدين بعد ذلك العقبى، يا نفس حاسبي نفسك قبل أن تُحاسبي، وزيني أعمالك قبل أن توزني وتزيني للعرض على الله.
أيها العام القادم هؤلاء العقلاء يا أخي نظروا إلى أهل الدنيا يخططون لدنياهم ويضعون لها الأهداف الأساسية والمرحلية هذا وهي منغصة ُ بالكدر والغصص والأقذار والمقام فيها مقام من قال تحت شجرة ثم قام وتركها فقالوا نحن أحق بالتخطيط؛ لأنه عامٌ كاملٌ من عمرنا فشمروا وجدوا واجتهدوا، فكان لهم خطط رئيسة وخطط مرحلية وأهداف كبرى خلال عامهم هذا وأهداف مساعدة، ثم بعد ذلك لجأوا إلى من بيده أزمة الأمور والنواصي والآجال والأرزاق لجأوا إليه؛ لأنه
إذا لم يكن عون من الله للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده
لجأوا إليه وشكوا حالهم، وضعفهم وفقرهم، وأنهم لا حيلة لهم إلا بمدد و معونة منه جل وعلا.
هذا باختصار هو وصف لفريقين من الناس ينتظرانك أيها العام القادم وفي ذكر حالهما غنيةُ عن ذكر غيرهما.
أيها العام القادم أنت بمجموع أيامك ولياليك الثلاثمائة والأربع والخمسون تسمى عاما واحداً، لا تزيد عدد الصلوات المفروضة فيك عن 6018 ركعة، والسنن الرواتب ما بين 3540 ركعة إلى 4248 ركعة، رمضان ُيصام فيك مرةً واحدةً إما ثلاثين يوماً أو تسعة وعشرين يوماً، أما العقلاء فرأوا أن من الغبن أن يخرجوا منك بما ذكرت لك من عدد، هذا إن أدركوها، لكنهم سيخرجون من عام واحد بعبادات تساوي أعواماً عديدة، وأعماراً طويلة
وإليك بعض هذه الأعمار المستثمرة:
صلاة سبعة وعشرين عاماً من عامٍ واحدٍ لمن داوم على صلاة الجماعة لمدة سنة كاملة، وصلاة خمسةٍ وعشرين عاماً لمن صلى السنن والرواتب في المنزل في سنةٍ كاملةٍ.
والحج لا يكون إلا مرة واحدة في السنة، ومع ذلك هناك أقوامٌ لم يرضوا أن يخرجوا من هذه السنة إلا بعدد كبير من هذه الفريضة، وذلك لما قاله الهادي البشير -صلى الله عليه وسلم((من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجةٍ وعمرةٍ تامةٍ تامةٍ تامةٍ)) فمن جلس بعد الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين فقط في نهاية كل أسبوع مرة واحدة فكأنه حج إحدى وخمسين سنة، واعتمر إحدى وخمسين عمرة.
أما الصيام فمن الناس من يصوم فيك ثلاثة أيام عن كل شهر؛ لأن هذا صيام الدهر، فإذا ما صاموا ستة أيام من شوال بعد صيامهم رمضان فتلك سنة أخرى، ومن فطَّر ثلاثين صائماً فكأنه أضاف رمضاناً آخر في حسناته، فكيف بمن زاد على ذلك وفطَّر خمسمائة شخص.
والله فضله واسع وعطاؤه لا ينقطع.
هذه بعض الأعمار المستثمرة والأوقات المستفادة من عام واحد فقط أيها العام القادم وإذا أردت المزيد فعليك بكتاب "كيف تطيل عمرك الإنتاجي" ففيه العجب من هذه الأعمار المستثمرة.
لعلّي أطلت عليك يا أخي كثيراً، ولكن هذه وصية مودع فتصبر بارك الله فيك، فقد بقي القليل جداً واسمح لي يا أخي أن أوجه الخطاب إلى بني آدم، فلهم عليّ حق وواجب أريد أن أؤديه لهم:
إخواني:
يا من تمر عليه سنة بعد سنة وهو مستثقل في نوم الغفلة والسنة. يامن يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا فعام. يا من يشاهد الأيات والعبر كلّما توالت عليه الأعوام والشهور، ويسمع الآيات والسور، ولا ينتفع بما يسمع ولا بما يرى من عظائم الأمور، ما الحيلة فمن سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور).
إخواني:
ما مضى من العمر وإن طالت أوقاته فقد ذهبت لذاته وبقيت تبعاته، وكأنه لم يكن إذا جاء الموت وميقاته، قال الله عز وجل ( أفرأيت إن متعناهم سنين. ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) تلا بعض السلف هذه الآية وبكى وقال، إذا جاء الموت لم يغن عن المرء ما كان فيه من اللذة والنعيم.
يا أبناء العشرين! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟ يا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قربه من العهد فما تأسفتم. يا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم.
إخواني:
إن مدة الشباب قصيرة كمدة زهر الربيع وبهجته ونضارته، فإذا يبس وابيض فقد آن ارتحاله، كما أن الزرع إذا ابيض فقد آن حصاده. قال ميمون بن مهران لجلسائه يا معشر الشيوخ، ما ينتظر بالزرع إذا ابيض؟ قالوا الحصاد، فنظر إلى الشباب، فقال: يا معشر الشباب إن الزرع قد تدركه الأفة قبل أن يستحصد.
إخواني كم يمر من أيامنا، وينقص من أعمارنا، ونحن لا نزال في غفلتنا نسوَّف في التوبة، ونلمح سراب الأمل، وقد قال أبو سليمان الدارني: من كان يومه مثل أمسه فهو في نقصان.
دخل أبو الوليد أرطاه بن زفر على الخليفة الأموي أبو الوليد عبد الملك بن مروان، وكان هذا الرجل قد عاش حتى عمر وبلغ مئة وثلاثين عاما،ً فقال في حضرة عبد الملك:
رأيت المرء تأكله الليالي *** كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تبقي المنية حين تأتي *** على نفس ابن آدم من مزيد
وأعلم أنها ستكر حتى *** توفي نذرها بأبي الوليــد
إخواني!
إنه ما من يوم ينشق فجره إلا و يتكلم، ويقول: يا أيها الناس، إني يوم جديد
وإني على ما يعمل في شهيد، وإني لو قد غربت الشمس، لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة.
فاغتنموا ممر الساعات، والليالي والأيام، رحمكم الله، عن داود الطائي أنه قال: إنما الليل والنهار مراحل، ينزلها الناس مرحلة مرحلة، حتى ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها فافعل، فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو، فاقض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بغتك.
خطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها، فقال فيها: إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى، وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السموات والأرض. ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين، وسيرثها بعدكم الباقون؟ كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم تشيعون غادياً أو رائحاً إلى الله قد قضى نحبه، وانقضى أجله، فتودعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب وفارق الأحباب، وسكن التراب، ووجه الحساب، غنياً عمّا خلف، فقيراً إلى ما أسلف، فاتقوا الله عباد الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته، وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحدٍ من الذنوب أكثر مما عندي، ولكني أستغفر الله وأتوب إليه. ثم رفع رداءه وبكى حتى شهق، ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه.
وبعد أيها العام القادم فلعل ما مضى من كلام فيه غنيةٌ لمن اغتنى، وعبرةٌ لمن اعتبر، وكأني بالمداد قد انتهى وبالقلم قد كلّ وملّ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطات فمن نفسي والشيطان، والله ورسوله منه بريئان.
تم الكلام وربنا محمـــود *** وله المكارم و العلى والجــود
ثم الصلاة على النبي محـمدٍ *** ما غرد قمريٌ وأورق عـود
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
وقفات مع نهاية العام
د/ عمرو الشيخ
قبل أيامٍ قلائل انتهى عامك ا المنصرم ..
وطوي سجله وختم عمله ..
و ها أنت على باب عامٍ جديد
الله أعلم بحالك فيه
فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام ..
وويلٌ لمن أساء وارتكب الإجرام ..
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1534.imgcache
- مع كل اقتراب جديد تنمو آمالٌ وتزدهر طموحات
ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إليك
تفتح أنت صفحة جديدة فى حياتك
فإما أن تزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة
وإما أن تحشوها بالإخفاقات والفشل
يقول ابن القيم - رحمه الله -
(( السنة شجرة
والشهور فروعها
والأيام أغصانها
والساعات أوراقها
والأنفاس ثمرها
فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة
ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل
وإنما يكون الحصاد يوم المعاد
فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها ))
- ومع ذلك
فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس،
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر
لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها،
بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها...
- ونحذرك أن
كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط
فاعزم أمرك واستعن بالله
وابدأ بداية جديدة
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1535.imgcache
- فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين
وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها
وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
أخي الحبيب :-
- ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله
وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟!
- ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم ؟
وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..
- إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته على الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها
والله عز وجل يهيب بالبشر - قبيل كل صباح - أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل .
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد .
في هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسال :
كم تعثر العالم في سيره ؟ .
كم مال مع الأثرة ؟.
كم اقترف من دنية ؟.
كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان ؟.
في هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته وان يعيد بناء نفسه من جديد على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة
إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار
وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبني مستقبلك .
ولا تؤودنك كثرة الخطايا فلو كانت ركاما اسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها
إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1536.imgcache
إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومه فاستيقظ وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ... فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته " .
ألا يبهرك هذا الترحاب الغامر ؟!
أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟!
وطبيعي أن تكون هذه التوبة نقلة كاملة من حياة إلى حياة وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين كما يفصل بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف .
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد كـلا كـلا .
إن هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية وانطلاقه من قيود الهوى والجحود ثم استقراره في مرحلة أخرى من الإيمان والإحسان والنضج والاهتداء .
هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها " : واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "
إنها حياة تجددت بعد بلى ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات . إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً .
بل إنه لا يدل على كمال أو قبول فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والأصابع الكزة قد تتحرك بالعطاء .
والله عز وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول " :أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا و أكدي "
فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
ولا يسمى ذلك اهتداء
إن الاهتداء هو الطور الأخير للتوبة النصوح .
إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1537.imgcache
إن كلمات شيخنا الغزالى – رحمه الله - لهى قطرات ندية..
تتهادى على صفحات الفؤاد.. فتنعشه وتروي ظمأه ..
لتعيد له نبض الحياة من جديد ...
نعم والله ..
قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه
ويشمر ساعد الجد...
يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي
ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته
وعطلته عن السير إلى مولاه ..
ليتنا نمعن النظر .. ونعمق التفكر ...
نسعى إلى إصلاح ظاهرنا وننسى
أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب ..
كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري
وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق و تثمر ونحن في قصور ..
فليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله
من أجل أن نشد من عزم الحادي .. إلى جنات النعيم
وعلى طريق تجديد الحياة إشارات :-
* اربأ بنفسك:-
يقول الشاعر
عليك نفسك فتش عن معايبها
وخل عن عثرات الناس للناس
نعم انشغل بنفسك
اترك الناس لرب الناس
وارق بعقلك وحكمتك ورسمك
فتفكر في مستقبلك ويومك وأمسك..
هل أعددت شخصك لغدك ؟؟
هل فيما لا يفيد تضيع وقتك ؟؟
هل لازلت متخاذلا بسبب ما في يوم ما قد حصل لك ؟؟
إذاً..
اربأ بنفسك الآن
واصح من نومتك
فالوقت لن يتوقف حتى انتهاء غفوتك
والعمر يجري وأنت لا تدري
فاجعل من نفسك الآن من يقيل عثرتك
كمل نقائصك
وادعم مميزاتك وخصائصك
اسأل نفسك :
ما هو هدفي في هذه الحياة ؟؟
ضع نصب عينيك هدفا عاليا تطمح إليه
واسع في سبيله وابذل الغالي والنفيس للوصول إليه
وما ألذ لحظات النجاح
على النفس تنسكب
و بها الروح ترتوي
وكأنها ماء قراح
* فلتحيى يومك :-
اليوم !
ماذا عملت اليوم ؟
هل أنت ممن كان خاملا واستراح ؟
أم تركت الحبل على الغارب ولم تأبه بما جاء وما راح ؟
وقضيت وقتك لاهيا ساهيا ؟
لم تعرف للوقت قيمة
ولم تعِ ما قيل في الحكمة القديمة..
الوقت كالذهب..إن لم تدركه ذهب
فأدرك اللحظة قبل الدقيقة
والدقيقة قبل الساعة
واجعل يومك ملئ
بالخير والعمل الصالح النافع المفيد
* و لا تجتر مرارة الماضي
فالأمس جميل..
جميل بكل هفواته وزلاته
ومواقفه وحكاياته
لماذا ؟؟
لأننا نجد فيه العبرة
ونكتسب من خلاله الخبرة
فالحياة تجارب
ونحن نجرب فنتعلم
وبتجاربنا نتقدم
فتقدم فيها وكأنك محارب
وفي عينيك يبرق نور النصر
قوياً , طموحاً , متفائلاً وبنظرتك ثاقب
وليست العبرة بنقص البدايات ولكن العبرة بكمال النهايات
إذاً..
لا داعي لأن تظل تجربة بائسة عالقة في أذهاننا إلى الأبد
فقط علينا أن نستخلص منها المفيد
ونتقي ما كان سببًا في الوقوع في شراكها
لأنه لن يتضرر ولن يستفيد غيرنا أحد
* ولا تنس الزاد :-
نَمِ شخصيتك بأركانها الأربعة:
الروح.. بالعبادة والاستقامة
النفس.. بالتزكية والتهذيب
العقل.. بالتفكر والتأمل
الجسم.. بالرياضة التدريب
* كن صلدا :-
لا تحطمك أمور تافهة
واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة
إلى المعالي الوارفة
* غذ عقلك وقلبك :-
بالقراءة والاطلاع املأ عقلك لئلا يدخله ما ساء وما سلب
وبذكر الله أشغل قلبك لئلا يصبح كالبيت الخرب
* وأتقن السحر الحلال :-
أرسل ابتسامتك من داخلك
وكن بشوشا لكل من قابلك
فالابتسامة سر السعادة
فلا تحرم نفسك , فالخير لك
* و احرص على الجوهر :-
اهتم بآخرتك تصلح لك دنياك
واهتم بمخبرك يصلح لك مظهرك
وامسك عليك لسانك فهو شر بلاياك
و أطلقه في ما ينفعك عاجله و آجله يسرك
* و كن طموحاً :-
لتحصل على الأفضل..فكر فقط في الأفضل
وابذل الغالي والنفيس وعلى نفسك لا تبخل
ولا يكفي لذلك رغبة فقط..بل عزيمة واستعداد
فبكل ما في وسعك ابدأ الآن ولا تؤجل
* واقتد بحاتم :-
عود نفسك البذل
فهو طريق ستر العيوب
وحاذر أبواب البخل
وببذر حلو الكلام كن دءوب
* و اختر طريقك :-
إذا كنت في طريق فلاح
فالله سيجزيك
والله سيعطيك
والله سيرضيك بفوز ونجاح
* وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة ونحن نهمس فى أذنك أن :-
ابتسم للحياة ،
واستنشق عبير العز ،
وتحرر من أسر الكآبة والسآمة ،
وتوشح وشاح العزم ، و اسم بنفسك في المعالي؛
وعــش يومك ......
نــعــم عش يومك لا تجعل التفكير في الماضي إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير وذلك بأن تعلم
أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسـنــــات .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1538.imgcache
فانزع عنك أردية الكسل
ومزق أسمال الإحباط
وانهض من غفوتك
وانهض مبكرا لتستمتع بشروق الشمس وزقزقة العصافير
وكن فى انتظار اليوم لا يكن اليوم فى انتظارك
انطلق بروح جديدة ، روح التفاؤل والتحدي،
واعلم أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله ،
وأن النجاح والتوفيق بيد الله ،
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1539.imgcache
فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة ،
ويزيدك تقي وهدىً ونجاحاً وإنجازاً،
و الحق بسفينة النجاة ،
وكن نجما في سماء التائبين المنيبين المخبتين.
صاحبكم فى هذه الرحلة
د/ عمرو الشيخ ..
- المدير التنفيذي لمؤسسة نور للتنمية البشرية -
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
وقفات مع نهاية العام
د/ عمرو الشيخ
قبل أيامٍ قلائل انتهى عامك ا المنصرم ..
وطوي سجله وختم عمله ..
و ها أنت على باب عامٍ جديد
الله أعلم بحالك فيه
فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام ..
وويلٌ لمن أساء وارتكب الإجرام ..
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1528.imgcache
- مع كل اقتراب جديد تنمو آمالٌ وتزدهر طموحات
ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إليك
تفتح أنت صفحة جديدة فى حياتك
فإما أن تزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة
وإما أن تحشوها بالإخفاقات والفشل
يقول ابن القيم - رحمه الله -
(( السنة شجرة
والشهور فروعها
والأيام أغصانها
والساعات أوراقها
والأنفاس ثمرها
فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة
ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل
وإنما يكون الحصاد يوم المعاد
فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها ))
- ومع ذلك
فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس،
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر
لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها،
بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها...
- ونحذرك أن
كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط
فاعزم أمرك واستعن بالله
وابدأ بداية جديدة
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1529.imgcache
- فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين
وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها
وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
أخي الحبيب :-
- ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله
وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟!
- ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم ؟
وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..
- إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته على الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها
والله عز وجل يهيب بالبشر - قبيل كل صباح - أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل .
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد .
في هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسال :
كم تعثر العالم في سيره ؟ .
كم مال مع الأثرة ؟.
كم اقترف من دنية ؟.
كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان ؟.
في هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته وان يعيد بناء نفسه من جديد على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة
إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار
وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبني مستقبلك .
ولا تؤودنك كثرة الخطايا فلو كانت ركاما اسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها
إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1530.imgcache
إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومه فاستيقظ وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ... فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته " .
ألا يبهرك هذا الترحاب الغامر ؟!
أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟!
وطبيعي أن تكون هذه التوبة نقلة كاملة من حياة إلى حياة وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين كما يفصل بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف .
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد كـلا كـلا .
إن هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية وانطلاقه من قيود الهوى والجحود ثم استقراره في مرحلة أخرى من الإيمان والإحسان والنضج والاهتداء .
هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها " : واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "
إنها حياة تجددت بعد بلى ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات . إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً .
بل إنه لا يدل على كمال أو قبول فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والأصابع الكزة قد تتحرك بالعطاء .
والله عز وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول " :أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا و أكدي "
فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
ولا يسمى ذلك اهتداء
إن الاهتداء هو الطور الأخير للتوبة النصوح .
إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1531.imgcache
إن كلمات شيخنا الغزالى – رحمه الله - لهى قطرات ندية..
تتهادى على صفحات الفؤاد.. فتنعشه وتروي ظمأه ..
لتعيد له نبض الحياة من جديد ...
نعم والله ..
قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه
ويشمر ساعد الجد...
يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي
ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته
وعطلته عن السير إلى مولاه ..
ليتنا نمعن النظر .. ونعمق التفكر ...
نسعى إلى إصلاح ظاهرنا وننسى
أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب ..
كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري
وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق و تثمر ونحن في قصور ..
فليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله
من أجل أن نشد من عزم الحادي .. إلى جنات النعيم
وعلى طريق تجديد الحياة إشارات :-
* اربأ بنفسك:-
يقول الشاعر
عليك نفسك فتش عن معايبها
وخل عن عثرات الناس للناس
نعم انشغل بنفسك
اترك الناس لرب الناس
وارق بعقلك وحكمتك ورسمك
فتفكر في مستقبلك ويومك وأمسك..
هل أعددت شخصك لغدك ؟؟
هل فيما لا يفيد تضيع وقتك ؟؟
هل لازلت متخاذلا بسبب ما في يوم ما قد حصل لك ؟؟
إذاً..
اربأ بنفسك الآن
واصح من نومتك
فالوقت لن يتوقف حتى انتهاء غفوتك
والعمر يجري وأنت لا تدري
فاجعل من نفسك الآن من يقيل عثرتك
كمل نقائصك
وادعم مميزاتك وخصائصك
اسأل نفسك :
ما هو هدفي في هذه الحياة ؟؟
ضع نصب عينيك هدفا عاليا تطمح إليه
واسع في سبيله وابذل الغالي والنفيس للوصول إليه
وما ألذ لحظات النجاح
على النفس تنسكب
و بها الروح ترتوي
وكأنها ماء قراح
* فلتحيى يومك :-
اليوم !
ماذا عملت اليوم ؟
هل أنت ممن كان خاملا واستراح ؟
أم تركت الحبل على الغارب ولم تأبه بما جاء وما راح ؟
وقضيت وقتك لاهيا ساهيا ؟
لم تعرف للوقت قيمة
ولم تعِ ما قيل في الحكمة القديمة..
الوقت كالذهب..إن لم تدركه ذهب
فأدرك اللحظة قبل الدقيقة
والدقيقة قبل الساعة
واجعل يومك ملئ
بالخير والعمل الصالح النافع المفيد
* و لا تجتر مرارة الماضي
فالأمس جميل..
جميل بكل هفواته وزلاته
ومواقفه وحكاياته
لماذا ؟؟
لأننا نجد فيه العبرة
ونكتسب من خلاله الخبرة
فالحياة تجارب
ونحن نجرب فنتعلم
وبتجاربنا نتقدم
فتقدم فيها وكأنك محارب
وفي عينيك يبرق نور النصر
قوياً , طموحاً , متفائلاً وبنظرتك ثاقب
وليست العبرة بنقص البدايات ولكن العبرة بكمال النهايات
إذاً..
لا داعي لأن تظل تجربة بائسة عالقة في أذهاننا إلى الأبد
فقط علينا أن نستخلص منها المفيد
ونتقي ما كان سببًا في الوقوع في شراكها
لأنه لن يتضرر ولن يستفيد غيرنا أحد
* ولا تنس الزاد :-
نَمِ شخصيتك بأركانها الأربعة:
الروح.. بالعبادة والاستقامة
النفس.. بالتزكية والتهذيب
العقل.. بالتفكر والتأمل
الجسم.. بالرياضة التدريب
* كن صلدا :-
لا تحطمك أمور تافهة
واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة
إلى المعالي الوارفة
* غذ عقلك وقلبك :-
بالقراءة والاطلاع املأ عقلك لئلا يدخله ما ساء وما سلب
وبذكر الله أشغل قلبك لئلا يصبح كالبيت الخرب
* وأتقن السحر الحلال :-
أرسل ابتسامتك من داخلك
وكن بشوشا لكل من قابلك
فالابتسامة سر السعادة
فلا تحرم نفسك , فالخير لك
* و احرص على الجوهر :-
اهتم بآخرتك تصلح لك دنياك
واهتم بمخبرك يصلح لك مظهرك
وامسك عليك لسانك فهو شر بلاياك
و أطلقه في ما ينفعك عاجله و آجله يسرك
* و كن طموحاً :-
لتحصل على الأفضل..فكر فقط في الأفضل
وابذل الغالي والنفيس وعلى نفسك لا تبخل
ولا يكفي لذلك رغبة فقط..بل عزيمة واستعداد
فبكل ما في وسعك ابدأ الآن ولا تؤجل
* واقتد بحاتم :-
عود نفسك البذل
فهو طريق ستر العيوب
وحاذر أبواب البخل
وببذر حلو الكلام كن دءوب
* و اختر طريقك :-
إذا كنت في طريق فلاح
فالله سيجزيك
والله سيعطيك
والله سيرضيك بفوز ونجاح
* وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة ونحن نهمس فى أذنك أن :-
ابتسم للحياة ،
واستنشق عبير العز ،
وتحرر من أسر الكآبة والسآمة ،
وتوشح وشاح العزم ، و اسم بنفسك في المعالي؛
وعــش يومك ......
نــعــم عش يومك لا تجعل التفكير في الماضي إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير وذلك بأن تعلم
أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسـنــــات .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1532.imgcache
فانزع عنك أردية الكسل
ومزق أسمال الإحباط
وانهض من غفوتك
وانهض مبكرا لتستمتع بشروق الشمس وزقزقة العصافير
وكن فى انتظار اليوم لا يكن اليوم فى انتظارك
انطلق بروح جديدة ، روح التفاؤل والتحدي،
واعلم أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله ،
وأن النجاح والتوفيق بيد الله ،
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1533.imgcache
فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة ،
ويزيدك تقي وهدىً ونجاحاً وإنجازاً،
و الحق بسفينة النجاة ،
وكن نجما في سماء التائبين المنيبين المخبتين.
صاحبكم فى هذه الرحلة
د/ عمرو الشيخ ..
- المدير التنفيذي لمؤسسة نور للتنمية البشرية -
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
وقفات مع نهاية العام
د/ عمرو الشيخ
قبل أيامٍ قلائل انتهى عامك ا المنصرم ..
وطوي سجله وختم عمله ..
و ها أنت على باب عامٍ جديد
الله أعلم بحالك فيه
فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام ..
وويلٌ لمن أساء وارتكب الإجرام ..
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1522.imgcache
- مع كل اقتراب جديد تنمو آمالٌ وتزدهر طموحات
ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إليك
تفتح أنت صفحة جديدة فى حياتك
فإما أن تزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة
وإما أن تحشوها بالإخفاقات والفشل
يقول ابن القيم - رحمه الله -
(( السنة شجرة
والشهور فروعها
والأيام أغصانها
والساعات أوراقها
والأنفاس ثمرها
فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة
ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل
وإنما يكون الحصاد يوم المعاد
فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها ))
- ومع ذلك
فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس،
والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر
لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها،
بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها...
- ونحذرك أن
كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط
فاعزم أمرك واستعن بالله
وابدأ بداية جديدة
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1523.imgcache
- فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين
وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها
وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
أخي الحبيب :-
- ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله
وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟!
- ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم ؟
وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..
- إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته على الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها
والله عز وجل يهيب بالبشر - قبيل كل صباح - أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل .
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد .
في هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسال :
كم تعثر العالم في سيره ؟ .
كم مال مع الأثرة ؟.
كم اقترف من دنية ؟.
كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان ؟.
في هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته وان يعيد بناء نفسه من جديد على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة
إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار
وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبني مستقبلك .
ولا تؤودنك كثرة الخطايا فلو كانت ركاما اسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها
إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1524.imgcache
إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومه فاستيقظ وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ... فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته " .
ألا يبهرك هذا الترحاب الغامر ؟!
أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟!
وطبيعي أن تكون هذه التوبة نقلة كاملة من حياة إلى حياة وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين كما يفصل بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف .
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد كـلا كـلا .
إن هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية وانطلاقه من قيود الهوى والجحود ثم استقراره في مرحلة أخرى من الإيمان والإحسان والنضج والاهتداء .
هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها " : واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "
إنها حياة تجددت بعد بلى ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات . إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً .
بل إنه لا يدل على كمال أو قبول فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والأصابع الكزة قد تتحرك بالعطاء .
والله عز وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول " :أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا و أكدي "
فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
ولا يسمى ذلك اهتداء
إن الاهتداء هو الطور الأخير للتوبة النصوح .
إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1525.imgcache
إن كلمات شيخنا الغزالى – رحمه الله - لهى قطرات ندية..
تتهادى على صفحات الفؤاد.. فتنعشه وتروي ظمأه ..
لتعيد له نبض الحياة من جديد ...
نعم والله ..
قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه
ويشمر ساعد الجد...
يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي
ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته
وعطلته عن السير إلى مولاه ..
ليتنا نمعن النظر .. ونعمق التفكر ...
نسعى إلى إصلاح ظاهرنا وننسى
أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب ..
كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري
وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق و تثمر ونحن في قصور ..
فليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله
من أجل أن نشد من عزم الحادي .. إلى جنات النعيم
وعلى طريق تجديد الحياة إشارات :-
* اربأ بنفسك:-
يقول الشاعر
عليك نفسك فتش عن معايبها
وخل عن عثرات الناس للناس
نعم انشغل بنفسك
اترك الناس لرب الناس
وارق بعقلك وحكمتك ورسمك
فتفكر في مستقبلك ويومك وأمسك..
هل أعددت شخصك لغدك ؟؟
هل فيما لا يفيد تضيع وقتك ؟؟
هل لازلت متخاذلا بسبب ما في يوم ما قد حصل لك ؟؟
إذاً..
اربأ بنفسك الآن
واصح من نومتك
فالوقت لن يتوقف حتى انتهاء غفوتك
والعمر يجري وأنت لا تدري
فاجعل من نفسك الآن من يقيل عثرتك
كمل نقائصك
وادعم مميزاتك وخصائصك
اسأل نفسك :
ما هو هدفي في هذه الحياة ؟؟
ضع نصب عينيك هدفا عاليا تطمح إليه
واسع في سبيله وابذل الغالي والنفيس للوصول إليه
وما ألذ لحظات النجاح
على النفس تنسكب
و بها الروح ترتوي
وكأنها ماء قراح
* فلتحيى يومك :-
اليوم !
ماذا عملت اليوم ؟
هل أنت ممن كان خاملا واستراح ؟
أم تركت الحبل على الغارب ولم تأبه بما جاء وما راح ؟
وقضيت وقتك لاهيا ساهيا ؟
لم تعرف للوقت قيمة
ولم تعِ ما قيل في الحكمة القديمة..
الوقت كالذهب..إن لم تدركه ذهب
فأدرك اللحظة قبل الدقيقة
والدقيقة قبل الساعة
واجعل يومك ملئ
بالخير والعمل الصالح النافع المفيد
* و لا تجتر مرارة الماضي
فالأمس جميل..
جميل بكل هفواته وزلاته
ومواقفه وحكاياته
لماذا ؟؟
لأننا نجد فيه العبرة
ونكتسب من خلاله الخبرة
فالحياة تجارب
ونحن نجرب فنتعلم
وبتجاربنا نتقدم
فتقدم فيها وكأنك محارب
وفي عينيك يبرق نور النصر
قوياً , طموحاً , متفائلاً وبنظرتك ثاقب
وليست العبرة بنقص البدايات ولكن العبرة بكمال النهايات
إذاً..
لا داعي لأن تظل تجربة بائسة عالقة في أذهاننا إلى الأبد
فقط علينا أن نستخلص منها المفيد
ونتقي ما كان سببًا في الوقوع في شراكها
لأنه لن يتضرر ولن يستفيد غيرنا أحد
* ولا تنس الزاد :-
نَمِ شخصيتك بأركانها الأربعة:
الروح.. بالعبادة والاستقامة
النفس.. بالتزكية والتهذيب
العقل.. بالتفكر والتأمل
الجسم.. بالرياضة التدريب
* كن صلدا :-
لا تحطمك أمور تافهة
واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة
إلى المعالي الوارفة
* غذ عقلك وقلبك :-
بالقراءة والاطلاع املأ عقلك لئلا يدخله ما ساء وما سلب
وبذكر الله أشغل قلبك لئلا يصبح كالبيت الخرب
* وأتقن السحر الحلال :-
أرسل ابتسامتك من داخلك
وكن بشوشا لكل من قابلك
فالابتسامة سر السعادة
فلا تحرم نفسك , فالخير لك
* و احرص على الجوهر :-
اهتم بآخرتك تصلح لك دنياك
واهتم بمخبرك يصلح لك مظهرك
وامسك عليك لسانك فهو شر بلاياك
و أطلقه في ما ينفعك عاجله و آجله يسرك
* و كن طموحاً :-
لتحصل على الأفضل..فكر فقط في الأفضل
وابذل الغالي والنفيس وعلى نفسك لا تبخل
ولا يكفي لذلك رغبة فقط..بل عزيمة واستعداد
فبكل ما في وسعك ابدأ الآن ولا تؤجل
* واقتد بحاتم :-
عود نفسك البذل
فهو طريق ستر العيوب
وحاذر أبواب البخل
وببذر حلو الكلام كن دءوب
* و اختر طريقك :-
إذا كنت في طريق فلاح
فالله سيجزيك
والله سيعطيك
والله سيرضيك بفوز ونجاح
* وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة ونحن نهمس فى أذنك أن :-
ابتسم للحياة ،
واستنشق عبير العز ،
وتحرر من أسر الكآبة والسآمة ،
وتوشح وشاح العزم ، و اسم بنفسك في المعالي؛
وعــش يومك ......
نــعــم عش يومك لا تجعل التفكير في الماضي إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير وذلك بأن تعلم
أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسـنــــات .
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1526.imgcache
فانزع عنك أردية الكسل
ومزق أسمال الإحباط
وانهض من غفوتك
وانهض مبكرا لتستمتع بشروق الشمس وزقزقة العصافير
وكن فى انتظار اليوم لا يكن اليوم فى انتظارك
انطلق بروح جديدة ، روح التفاؤل والتحدي،
واعلم أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله ،
وأن النجاح والتوفيق بيد الله ،
https://mwadah.com/images/imgcache/2.../1527.imgcache
فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة ،
ويزيدك تقي وهدىً ونجاحاً وإنجازاً،
و الحق بسفينة النجاة ،
وكن نجما في سماء التائبين المنيبين المخبتين.
صاحبكم فى هذه الرحلة
د/ عمرو الشيخ ..
- المدير التنفيذي لمؤسسة نور للتنمية البشرية -
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
رحيل عام ومسك الختام
سميرة امين
أحبتي في الله لقد عشنا أياما هي خير أيام الدنيا ألا وهي أيام عشر من ذي الحجة , تاقت قلوب الحجيج وترقبوا تلك الأيام بشوق ولهفه فتأهبوا متجردين من الدنيا بملذاتها ومفاتنها ألسنتهم تلهج بالتلبية وتردد الأذكار من تسبيح واستغفار وأدعية ابتعدوا عن المحظورات ولكم ان تتصوروا حرصهم على معرفتها والابتعاد عنها ابتعد الحاج عن لبس المخيط وعن تغطية رأسه واحتمل البرد والهواء طاعة لخالق الأرض والسماء وابتعدت المرأة عن العطور وتركت التبرج والسفور راجية مغفرة رب غفور , وقفوا في عرفات وذرفت العيون بالدمعات وذهبوا إلى مزدلفة ثم الجمرات وقلوبهم خاشعة نادمه على ما فات وهناك أناس لم يكتب الله لهم ان يكونوا مع الحجيج لكن بنيتهم شاركوهم الأجر , أحيوا تلك الأيام في العبادات واجتهدوا في الطاعات ... أيام جميلة انقضت وذهبت وهكذا الأعمار تمضي ... في عالم التجارة نجد ان هناك ما يسمى بعملية ( الجرد ) يقوم التاجر بجرد بضاعته ليرى مقدار الربح وكيف يمكن ان يعمل على تنمية وزيادة هذا الربح ثم ينظر إلى الخسارة وأسبابها وكيف يمكن ان يتجنبها أو على الأقل يقلل منها بقدر ما يستطيع ونحن أحبتي ترى هل قمنا بهذه العميلة خاصة ونحن على مقربة من وداع عام من أعمارنا ؟؟ هل قمنا بالجرد والمحاسبة في تصديق إيماننا بالله عز وجل أم اننا اكتفينا بمقوله واعتقاد خاطئ ( الإيمان في القلب ) للأسف أحبتي ما أكثر ما نسمع هذه العبارة والتي ليس لها أساس من الصحة فنجد من يتهاون بالصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين ووصية نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم في آخر أيامه ليردد هذه المقولة (الايمان في القلب ), ونجد ذاك الشاب يستمع إلى الأغاني وتتعالى من جواله ومن سيارته الموسيقى مزامير الشيطان وتفوح رائحة الدخان من فمه ثم يقول ان الإيمان في القلب وتلك المرأة تكشف عن وجهها تجمل عينيها ترتدي تلك العباءة المطرزة وقد زين لها الشيطان ان هذا هو التطور والتحضر ويكون الإيمان بالقلب غفل هو وغفلت هي عن حقيقة الإيمان وماهيته كما كما عرفه أهل السنة والجماعة قال ابن قدامه رحمه الله ( الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان) وكما جاء في منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول للحافظ الحكمي رحمه الله تعالى حيث قال :-
اعلم بان الدين قول وعمل *** فأحفظه وافهم ما عليه اشتمل
أحبتي هل نسال أنفسنا ترى ما ذا فعلنا في ذلك العام هل ازددنا للرحمن طاعة ؟؟ هل ازددنا له انابه ؟؟ هل اعددنا إجابات لتك الأسئلة .. عن ابن عمر عن ابن مسعود رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تزول قدم ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يسال عن خمس :- عن عمره فيم أفناه , وعن شبابه فيم أبلاه , وماله من أين اكتسبه , وفيم أنفقه , وماذا عمل فيما علم) . رواه الترمذي . .
أحبتي في الله كم وكم وكم ظلمنا أنفسنا حرمناها من لذة الإيمان حرمنا أعيننا من ان تذرف دموع الخشية من الرحمن فذرفت على أغنية او على مسلسل وفلم هابط ساقط كم تقلبت تلك العيون ونظرت إلى الحرام \\ كم خطت أقدامنا لاماكن تغضب الله جل وعلا ترى هل فكرنا يوم ان ينطقها الله وتشهد علينا قال عزوجل ( حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون) كم سهرنا من الليالي فرطنا في أيام وفرص ذهبيه منحنا إياها ربنا جل وعلا فكان رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان وأيام وأيام ونحن نبحر في بحور الغفلة والأماني والأوهام .
أحبتي لا خير في الأيام والأعوام ان لم تزدنا قربا وطاعة للمليك العلام ؟؟
أحبتي عملية الجرد هذه اااااااااان الأوان لكي نجعلها بشكل مستمر قال عمر رضي الله عنه ( حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل ان توزن لكم وتأهبوا للعرض الأكبر على الله ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه )
أحبتي هذا القران كتاب الله بين أيدينا يتلى علينا صباح مساء زواجره أوامره كم صممنا الآذان عنها وكم قست قلوبنا واسودت من كثرة ذنوبنا لكن أحبتي ابشروا نعم ابشروا ابشري أيتها الزوجة التي ما أكثر ما أغضبتي زوجك ومن طاعته ورضاه حرمتي نفسك , ابشري يا فتاة يا من تبرجتي وكشفتي وجهك وغضبتي ربك يا من بالذنوب اغرقتي نفسك ,, وأبشر آخي يا من أغضبت الرحمن وتماديت في العصيان ورحت تبحث عن الراحة فخدعك الشيطان وأوهمك انها في تلك الأغنية وذاك الدخان .. يا من أوهمك ان الراحة والأمان في الحب الزائف فوقعت وأوقعت فتيات في شباك الشيطان .. ابشر أيها الأب وأيتها الأم وانتم من أهملتم في تربية أبنائكم وفرطتم وابشروا جميعا بانه مازال هناك فرصة بل فرص فقد أمد الله عزوجل في أعمارنا لنبيض ما اسود من صحائف إعمالنا بالتوبة والعزم على الطاعة فتكون مسكا لختام عامنا ...
ختاما أحبتي هديه اهديها لكم شريط بعنوان ( اللسان ) للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وجمعنا به في الفردوس .
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
وإليك تعريف باسنة الهجرية :
ما هي السنة الهجرية ؟
جواب : السَنَة هي مقياس زمني معروف ينقسم إلى اثني عشر شهراً ، و أما الهجرية فهي إشارةٌ إلى الهجرة النبوية المباركة من مكة المكرمة إلى يثرب ( المدينة المنورة ) ، و لقد جعل الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) سنة هجرته المباركة مبدأ لحساب التاريخ الإسلامي [1] ، و قد إعتمد المسلمون هذا التاريخ في كتبهم و رسائلهم و عقودهم و معاهداتهم و تأريخهم للحوادث و الوقائع منذ السنة الأولى للهجرة أي سنة 622 م .
ثم إن السنة الهجرية إما أن تكون قمرية ( هلالية ) ، و إما أن تكون شمسية .
السنة الهجرية القمرية :
تتألف السنة القمرية من 354 يوماً و 8 ساعات و 48 دقيقة تقريباً ، و هي الفترة الزمنية و الوقت الذي يستغرقه دوران القمر حول الأرض اثنتي عشرة مرة .
و تتألف السنة القمرية من اثنا عشر شهراً ، و هذه الأشهر هي : محرَّم ، صفر ، ربيع الأول ، ربيع الآخر ( الثاني ) ، جمادى الأولى ، جمادى الآخرة ( الثانية ) ، رجب ، شعبان ، شهر رمضان ، شَوَّال ، ذُو الْقَعْدَة ، ذُو الْحِجَّة .
و هذه الأشهر معروفة في البلاد الإسلامية و العربية و هي المعتمدة في العبادات و الأحكام الشرعية كالصيام و الحج و غيرهما ، كما و أن السنة القمرية هي المعتبرة في الحساب الشرعي للبلوغ و غيره .
السنة الهجرية الشمسية :
أما السنة الهجرية الشمسية ( الفارسية ) فهي أيضاً مقياس زمني معروف ، إلا أنها تعادل : 242216/ 365 يوماً ، و هي الفترة الزمنية و الوقت الذي تستغرقه حركة الأرض حول الشمس لمرة واحدة .
و مبدأ التاريخ الهجري الشمسي هو أيضاً الهجرة النبوية المباركة ، و الفرق بينها و بين القمرية يكون في عدد أيامهما .
و تتألف السنة الهجرية الشمسية من اثنا عشر شهراً ، و هذه الأشهر هي : فروردين ، ارديبهشت ، خُرداد ، تير ، مرداد ، شهريور ، مهر ، آبان ، آذر ، دي ، بهمن ، اسفند .
و السنة الهجرية الشمسية هي المعتمدة في التاريخ الرسمي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية و عدد من البلاد الأخرى إلى جانب التاريخ الهجري القمري .
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
التقويم الهجري لعام 1429 هـ نسخه للتحميل
يَحْتوي التَقْويم على نهاية العام الدراسي الحالي
وبداية العام الدراسي القادم
وإجازات الأعياد واليوم الوطني
وإجازات المدارس
وإجازة نهاية الأسبوع
والفصول الأربعه
http://www.gigaup.net/uploads/3e00655cd7.gif
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
الله يجزاك خير ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخى الفاضل توفيق
ونفع بكم الاسلام والمسلمين
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
بارك الله فيك
ونفعك بعلمه
وزادك من فضله وعلمه
جزاك الله خيرا
دمت وسلمت
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
الله يوفقكم جزاك الله كل خير
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
موضوع جميل جدا وشامل
جزاك الله كل الخير أخى الفاضل توفيق
مع الشكر والتقدير
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . [marq]:n200674:[/marq][marq]:n200674:[/marq]:n200674:
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
نفعنا الله بعلمك
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا ...و جعله الله عام خير و بركة عليكم و على ديار المسلمين
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
بارك الله فيك اخوي
توفيق
وجعله الله في موازين اعمالك ان شاء الله
دمت بخير..
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
وجعله الله في ميزان حسناتك
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
اخى الكريم
جزاك الله كل الخير عنا
فى ميزان حسناتك ان شاء الله
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي الكريم
جزاك الله خيرا
https://mwadah.com/images/imgcache/2008/01/992.imgcache
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
شكرا و باركـ الله فيكـ
مووضع شامل ,,
جزاكـ الله كل خير
احترامي
-
رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم