حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
كأنه برق مر بسمائنا.. أو غفوة نوم غلبت
جفوننا.. هكذا مر وانقضي عام كامل من أعمارنا.
فاجأنا ـ رغم علمنا ـ بأن أيامه انتهت وأن لحظة رحيله قد
أزفت غادرنا ـ وسط دهشتنا ـ حاملا تقاريره ودفاتره المكتظة
بأرقام وحسابات الخير والشر وذكريات الحلو والمر.
وداع (2006) واستقبال (2007).. الحزن لرحيل هذا
او الفرحة لمجيء ذاك تبادل التهاني وكروت المعايدات ورسائل
الموبايلات ليست قضيتنا التي من أجلها كتبنا هذه السطور.
إن ما يشغلنا ـ ويجب أن يشغل كل مسلم ـ مع بداية عام
جديد, ما الذي حققه في رحلة الاثني عشر شهرا الماضية
هل نجح في أن يزيد رصيده عند ربه بأن جعله عاما للادخار
والاستثمار والتوفير أم ترك حسابه ينقص ورصيده يتجمد ولعله
هبط لما تحت الصفر بأن جعله عاما للانفاق والاهدار والتبذير.
نعلم أن البعض ينزعج من كلماتنا ويوشك أن يطوي ورقة
صحيفتنا لينجو بنفسه من موضوع يراه تشاؤميا.. لايليق
باستقبال عام جديد.. ونقول له إن الاستعداد لمواقف الاختبار
ليس من صفات المتشائمين وإنما من طبائع المتقين
والصالحين والنظرة للوراء من أجل التقييم والتصحيح
وتغيير المسار واكمال النقصان لاتمنع النظرة للأمام
والاستعداد بالآمال والأحلام فصورة المستقبل
لن تتضح إذا غابت عنها خلفية الماضي.
ثم ان الجميع سيواجه بعد عمر طال أم قصر الاختبار
الحقيقي وقوفا بين يدي الله ويجد أن الموضوع قد
تحول الي واقع وقد قالها لنا الخليفة عمر بن الخطاب
(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا) فهلا بدأنا.. ؟..
هكذا نستقبل العام الجديد
مواقع النشر (المفضلة)