أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (التوبة:40)
ومن تكن برسول الله نصرته ... إن تلقه الأسد في آجامها تجم
إن ما أتحفتنا به وكالات الأنباء وبعض قنوات الفضاء، لهو في حقيقته، صدمة عميقة وضربة قوية، شجت فينا قيمنا وكثير من قيمتنا كمسلمين، ننتمي ـ بكل فخر واعتزاز ـ إلى دين الإسلام الحنيف، ونعتز بنسبتنا إلى أجلِّ وأفضلِ وأكرمِ وأنبلِ مخلوقٍ، وطئت قدماه الأرض، منذ أن خلقها الله ومن عليها وحتى يفنيها، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم).
إن الإساءة التي لحقت برسولنا ونبيينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، لهي جريمة عظيمة نكراء، تشمئز لها قلوب الموحّدين، وترفضها نفوس المؤمنين المسلمين الذين قدروا الله حق قدره.
إن الرسول لنور يستضاء به ... مهند من سيوف الله مسلول
إن الذي يصلي عليه الله وملائكته ورسله والناس أجمعين، لهو أعزّ وأجلّ وأكبرُ قدرا من ينال منه أو يهزأ به أو ينقص من قدره، فرد أو جماعة تمشي على الأرض أو تخترقها، أو تطير في السماء أو تسبح فيها، وهذه قناعتنا راسخة كل الرسوخ.
"إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً". (الأحزاب:57).
ومن القناعة أيضا، أن نؤمن إيمانا لا يتزلزل أن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، له رب يحميه ويدافع عنه ويرد عنه كيد الكائدين وأذى الخائنين، غير أن إنبرأنا للدفاع عنه، إنما هو غضبة للحق ولدين الحق ولرسول الحق (صلى الله عليه وسلم).
إن ما نشر من إساءات للنبي (صلى الله عليه وسلم)، إنما نشر في ظل دول بعينها، بسبب قوانينها التي تُعاقب من طعن في ملوكها وأُمرائها وأساطير شعوب أخرى عقوبات بالغة، وتتهاون بل تترك وترخي الحبل لشراذم المستهزئين بديننا ومعتقداتنا ورسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
"فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج:46).
إننا من هذا المنطلق، ندعو جماهير المسلمين، إلى القيام قيام رجل واحد، ذودا عن الدين، ودفاعا عن سيد المرسلين، وإحقاقا لحق الله في الأرض، وإبطالا للباطل ولو كره المشركون.
إنه من حق الرسول (صلى الله عليه وسلم) علينا، أن لا نسكت على من يؤذيه، ولا نترك الأمر لمن يزدريه، فإن لم نفعل فمن ذا الذي يفعل؟ وإن سكتنا على أذية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم)، فمن يكون المدافع عنه؟
قوموا قياما على أمشاط أرجلكم ثم أفزعوا ... قد ينال الأمن من فزع
مواقع النشر (المفضلة)