يا من تحدّثه الآمال ، دع عنك هذه الوساوس
متى تنتبه لصلاحك أيها الناعس
متى تطلب الأخرى ، يا من على الدنيا يتنافس
متى تذكر وحدتك إذا انفردت عن كل مؤانس
يا من قلبه قد قسا وجفنه ناعس
وأنشدوا:
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,normal,no rmal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إني بليت بأربع ما سلّطت = إلا لعظم بليّتي وشقائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى = كيف التخلص من يدي أعدائي[/poem]
[align=justify]وروي عن عبد الأعلى بن علي رضي الله عنه قال : صعدت على جبل لبنان ، لأرى من أتأدب به وأتهذب بأخلاقه ، فدلّني الله على أحدهم في مغارة ، فوجدت فيها شيخا تلوح على وجهه الأنوار وقد علته السكينة والوقار، فسلمت عليه ، فأحسن الرد ، فبينما أنا قاعد عنده ، وإذا أنا بمطر عظيم وسيل شديد ، فاستحييت أن آوي إلى المغارة من غير إذنه ، فناداني وآواني ، وأقعدني على صخرة بإزائه ، وكان يصلي على مثلها ، وقد ضاق صدري من المطر ، وتضييقي عليه في موضعه ، فناداني ، وقال لي : من شرائط الخدّام ، التواضع والاستسلام . فقلت له : ما علامة المحبة؟[/align]
[align=justify]قال : إذا كان البدن كالحية يلتوي ، والفؤاد بنار الشوق يكتوي ، فاعلم أن القلب على المحبة منطو، وكل نقمة يشاهدها المحب دون الهجر فهي نعمة ، فالكل عنه عوض إلا المحبوب. ألا ترى إلى آدم عليه السلام شاهد العتاب والنقمة ، ولكنه لما لم يكن معه هاجر، كانت منحا ونعمة ، وجعل يقول رضي الله عنه:[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,5,white,normal,nor mal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
جسد ناحل ودمع يفيض = وهم قاتل وقلب مريض
وسقام على التنائي شديد = وهموم وحرقة ومضيض
يا حبيب القلوب قلبي مريض = والهوى قاتلي ودمعي يفيض
إن يكن عاشق طويل بلاه = فبلائي بك الطويل والعريض[/poem]
[align=justify]قال : وصاح الشيخ صيحة ، فسقط ميتا ، فخرجت لأنظر معي من يدفنه وأجهزه ، فما وجدت أحدا ، فرجعت إلى المغارة ، فطلبته، فما وجدته ، فبقيت متحيّرا في أمره متفكرا ، فسمعت هاتفا يقول : رفع المحب إلى المحبوب وفاز بالبغية والمطلوب[/align]
مواقع النشر (المفضلة)