السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا الحرامي..
لاحظ عدد من الأمهات أنه عندما توزع الأدوار في لعب الأطفال كثير منهم يود أن يأخذ دور الحرامي!! مشيرات الى حماس الأطفال الذكور لهذا الدور وكيف أن أصواتهم تتعالى للحصول على دور (أنا الحرامي، أنا الحرامي) والسبب حسب قول إحدى الأمهات أن كثيراً من الألعاب الخاصة بالأطفال مثل أفلام بلاي ستيشن تظهر الحرامي على أنه رجل فولاذي، هو من يستطيع أن يقفز الجبال ليصل إلى الكنز، وهو من يستطيع أن يقطع البحور ويصارع الأمواج ومخلوقات البحار ليصل إلى الكنز، وفي كل مرحلة يقطعها هذا الحرامي للوصول إلى كنزه تسجل للطفل اللاعب نقطة فوز، وهكذا أصبح الحرامي هو دون غيره القادر على فعل المعجزات التي لا يستطيع غير الحرامي فعلها، هذه الأفعال تثير إعجاب الأطفال وتداعب خيالاتهم مهما قلت لهم عن سوء الحرامي، وقد يؤيدك الطفل بأن الحرامي شخص مؤذ ومكروه وسيعاقبه الله ولكن لا يمنع أن حركاته تثير إعجاب الطفل، والغريب ما قصته إحدى الأمهات وهو كيف أن طفلها البالغ من العمر خمس سنوات يرى القوة والبطولة في اللصوص المنتشرين هذه الأيام، فعندما كان الطفل يجلس في مجلس تتحدث فيه خالته التي تعرضت للسرقة في أحد الأسواق من شباب يركبون دراجة نارية ورغم ما يرى من غيظها وقهرها وتعاطفه معها الا أنه أعجب بشطارة هؤلاء اللصوص وحبكتهم للسرقة وخطف الحقائب، وقدرتهم على الإفلات من الأمن، وكيف أن لديهم من خفة الحركة والتخطيط للاختفاء ما يجعلهم طلقاء، وجد أن من يتحدث عنهم رغم أنه يشتمهم بين كل كلمة وأخرى إلا أنه أيضاً يذكر مميزات لا تذكر إلا في اللصوص، هل يا ترى أن أفلام الألعاب تعكس الواقع وأن احترافية التخطيط والخروج من المأزق وخفة الحركة من مميزات ومهارات اللصوص؟! أنا واثقة أن هذا ليس صحيحا ولكن لابد أن تكون هناك سمعة قوية لمن يملكون نفس المهارات ويوظفونها للخير ومساعدة الآخرين ونجدة المحتاجين.
ورجوعاً الى حديث الأمهات اعترفت إحدى الأمهات أن دور الخادمة الذي اختارته طفلتها - أنا بصير السغالة - جعلها تراجع نفسها في دورها في حياة أبنائها، فطفلتها اختارت دور الخادمة لأنها تراها سيدة المنزل التي تغسل وتطبخ وتمزح معهم وقد تتولى توصيلهم في الصباح إلى مدارسهم بعد أن ألبستهم ملابسهم ومشطت شعورهم وأعدت إفطاراً شهياً لهم وتفقدت حقائبهم و.. و.. و.. ويزداد هذا الإعجاب إذا رأت إعجاب وثناء والديها أو أحدهما عليها وهذا الإعجاب لا يتنافى مع عشقها لوالدتها ولكنها ترى أن العمل الذي تتقنه - السغالة - داخل المنزل وأكسبها استحسان ورضا كبار الأسرة الصغيرة ما هو إلا إتقان لدور المرأة الأساسي داخل مملكتها الصغيرة، وعندما راجعت الأم حسبتها قررت أن تسترجع مقاليد حكمها داخل هذه المملكة التي سلبت منها بطرق سليمة وكامل رضاها وقبولها.
________
منقـــــول
مواقع النشر (المفضلة)