بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا ابن آدم لطالما بحثت عن النجاح
عن السعادة
عن التفوق
عن القوة
فهل وجدتها ؟؟؟
لقد كثر في زماننا هذا الحديث عن النجاح والسعادة والتفوق والقوة وكثرت فيه المؤلفات وكل يدعي أن في كتابه العلاج والدواء الشافي وأنه الكتاب الذي لاتحتاج معه إلى غيره
والحق أن هذا الوصف لا يجوز أن يوصف به إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم.
إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم الوهاب يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد أما المتكئ على أريكته المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني
نبحث الآن عن الطريقة التي من خلالها نستطيع تدبر القرآن
ولكن يجب أن نعلم أن مادة هذا البحث ليست مجموعة نظريات أو فرضيات توضع كحلول للمشكلة المراد علاجها، إنما هو خطوات عملية، تحتاج إلى تدرج وتكرار حتى يصل المتعلم فيها إلى ما وصف من نتائج وثمار.
قال ثابت البناني: فقف عند الباب حتى يفتح لك إن كنت تدرك عظمة ما تطلب فإنه متى فتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه ولا العبارات أن تصور حقيقته، أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.
محور البحث ومشكلته:
نحن نؤمن ونصدق
بقول الله تعالى: )لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون([(21) سورة الحشر]،
ونقرأ قول الله تعالى: )الله نزَّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مَّثاني تقشعرُّ منه جلود الذين يخشون ربَّهم ثمَّ تلينُ جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هُدى الله يهدي به من يشاء ومن يُضلل الله فما له من هاد( [(23) سورة الزمر].
فهذا هو القرآن، ونحن نقرأه، ولكن ما أخبر الله تعالى عنه من تأثير فإننا لا نجده !! فلماذا؟
أين الخلل؟ وأين المشكلة؟
تمهيد: في معنى التدبر وعلاماته
أولاً: معنى التدبر:
معنى تدبر القرآن: هو التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه وإدراك معانيه وحكمه والمراد منه.
ثانياً: علامات التدبر:
)وإذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدَّمع ممَّا عرفوا من الحق يقولون ربَّنا آمنَّا فاكتبنا مع الشاهدين( [(83) سورة المائدة].
قال تعالى (إنَّما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وَجِلَت قُلُوبُهُمْ وإذا تُلِيَتْ عَلَيهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وعلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون( [(2) سورة الأنفال]
فتحصل من الآيات السابقة سبع علامات هي:
1. اجتماع القلب والفكر حين القراءة.
2. البكاء من خشية الله.
3. زيادة الخشوع.
4. زيادة الإيمان.
5. الفرح والاستبشار.
6. القشعريرة خوفاً من الله تعالى ثم غلبة الرجاء والسكينة.
7. السجود تعظيماً لله عز وجل.
مفهوم خاطئ لمعنى التدبر.
إن مما يصرف كثيراً من المسلمين عن تدبر القرآن والتفكر فيه وتذكر ما فيه من المعاني العظيمة اعتقادهم صعوبة فهم القرآن وهذا خطأ لمفهوم تدبر القرآن وانصراف عن الغاية التي من أجلها أنزل.
قال ابن هبيرة: ”ومن مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر فيقول هذه مخاطرة حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعاً“.
يتبع في مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة
مواقع النشر (المفضلة)