السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجارُ يُشتري .. وليس الأرض![]()
عرفتُ شخصين عاقلين تعرضت علاقتهما الأسرية القوية إلى عاصفة فعلت فعلها.. وأظن أن الرؤية لم تنقشع حتى الآن بسبب شرائهما قطعتي أرض متجاورتين بقصد السكنى. وقام أحدهما في وقت لاحق بخطوة ناقصة بعض الشيء فباع قطعة الأرض الخاصة به إلى آخر عندما حصل على ربح جيد.
ظل الطرفان يكبتان مشاعرهما ولكن بتحرق... وتوتر صحيح أن العرب قالوا: الجار قبل الدار: وقالوا:-
يلومونني إن بعتُ بالرخص منزلي
ولم يعلموا جاراً هناك يُنغّصُ
فقلتُ لهم كفوا الملام فإنما
بجيرانها تعلو الديار وتَرخُصُ
صحيح أيضاً أن الجار كنز ثمين إذا كان طيباً. ولكن لماذا توقع صاحبنا الأسوأ، حين جافى صديقه بسبب بيعه قطعة الأرض؟ وقد يرزقه الله بجار فاضل يرضيه في تعامله.
هذه الأشياء - في رأيي - جديدة. أو هي معادلة اجتماعية اعطتنا إياها ذراع الطفرة والتسابق والتعاظم السريع لأخلاق المادة.
في آدابنا، وقعت دار أحدهم بين جارين. أحدهما يُدعى "ثقيل" والآخر "علقم". ولم يفت زميل له شاعرٌ
أن قال له :-
يا طالب المعروف يمّم بابهُ
وبجانب الدهليز يا راجي ارتمي
فهناك تحسبُك انتقلت فجاءة
من هذه الدنيا لقعر جهنمِ
قد شُرِّفت قدراً بأجمل بقعةٍ
مُذ شيدت بين "الثقيل" و"علقمِ"
________
منقـــــــول
مواقع النشر (المفضلة)