+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 6 إلى 10 من 12
  1. #6
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    52
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4400

    افتراضي رد: حاجة البشر إلى الدين من كتاب المُختصَر القويم في دَلائل نبُوّة الرّسول الكَريم

    رابعا: تقويم الفكر المنحرف وتصحيح العقائد:

    خلق الله تعالى عباده حنفاء ولكن جاءتهم الشياطين فاجتالتهم وانحرفوا عن الفطرة السليمة التي كانوا عليها، ولأجل ذلك أرسل الله تعالى رحمة منه رسله كلما زاغ الناس عن الطريق المستقيم قال الله تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) [البقرة: 213]

    أي كان الناس أمة واحدة على التوحيد والإيمان وعبادة الله تعالى وحده فاختلفوا فأرسل الله تعالى النبيين مبشرين ومنذرين، وإذا كانت دعوة الرسل جميعا تقوم على التوحيد الخالص لله تعالى إلا أن كل رسول كان يختص بتقويم الانحراف الحادث في عصره وموطنه ذلك أن الانحراف على الصراط المستقيم يختلف باختلاف ظروف الزمان والمكان فنوح عليه السلام أنكر على قومه عبادة الأصنام التي كانت عامة فيهم وكذلك إبراهيم عليه السلام إضافة إلى أنه أنكر على قومه الاستعلاء في الأرض والتجبر فيها، وصالح عليه السلام أنكر على قومه الفساد في الأرض وإتباع المفسدين، ولوط عليه السلام حارب الشذوذ الجنسي المتفشي في قومه، وموسى عليه السلام وقف في وجه النزعة المادية التي انحرف إليها بنو إسرائيل، ولما كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين فقد جاءت رسالته عامة شاملة لكل أسس التقويم والهداية التي جاءت في الكتب السماوية وزائدة عليها حتى تكون صالحة لكل زمان ومكان، كما قال الله تعالى:(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) [المائدة:48].

    يتبع ..
    خامساً: إقامة شرع الله بين العباد وسياسة الأمة به ..

     
  2. #7
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    52
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4400

    افتراضي رد: حاجة البشر إلى الدين من كتاب المُختصَر القويم في دَلائل نبُوّة الرّسول الكَريم

    خامسًا: إقامة شرع الله بين العباد وسياسة الأمة به:

    يقول الله تبارك وتعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [المائدة: 49]

    إن المؤمنين بالرسل يكونون جماعة وأمة والجماعة لا يستقيم لها أمر إلا أن تكون تحت إمرة زعيم تدين له بالطاعة وتوكل إليه تدبير شئونها ورعاية مصالحها وتحقيق غاياتها وأهدافها ولما كان الرسول هو رمز الأمة وهاديها في شئون دينها إلى ربها لزم أن يكون قائدها في شئون دنياها حتى لا تنفصم عراها وتوهن قواها بالصراع الموهوم بين السلطة الدينية والسلطة السياسية فالرسول يؤسس شئون الأمة جميعا بهدى من الكتاب منير

    كما قال الله تعالى لداود عليه السلام: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [ص:26]

    وقال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ) [المائدة: 44]

    هذه بعض وظائف المرسلين، التي تزيدهم شرفاً إلى شرفهم، وفضلاً إلى فضلهم، ويكفيهم فخراً أنّهم يُبلّغون عن ربّ العالمين.

    فسبحان من خصّهم بهذه الرتبة العليّة، ومنحهم هذه الوظيفة السنيّة، واصطفاهم واختارهم من بين سائر عباده ليقوموا بهذه الخدمة المرضيّة.

     
  3. #8
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    52
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4400

    افتراضي رد: حاجة البشر إلى الدين من كتاب المُختصَر القويم في دَلائل نبُوّة الرّسول الكَريم

    دلائل النبوة

    كما تقدم فإن للنبوة أهمية كبيرة في حياة البشر، فالنبوة واسطة بين الخالق والمخلوق في تبليغ شرعه وسفارة بين الملك وعبيده، ودعوة من الرحمن الرحيم - تبارك وتعالى - لخلقه ليُخرجهم من الظلمات إلى النور، وينقلهم من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

    فهي نعمة مهداة من الله - تبارك وتعالى - إلى عبيده، وفضل إلهيّ يتفضّل بها عليهم. هذا في حقّ المرسَل إليهم.

    ولما كانت النبوة بهذه المثابة ولما كان للأنبياء هذا الدور فإنه من رحمة الله عز وجل وعدله بعباده أن أرسل أنبيائه ورسله تترى إلى البشر، غير أنه كيف للبشر أن يعرفوا النبي الصادق من الدعي الكاذب، خاصة وأن الشيطان قد زين لكثيرين إدعاء دعوى النبوة والتزي بزي الرسل من أجل ضلال العباد، فإن الله عز وجل منح رسله وأنبيائه دلائل وعلامات هي من الكثرة بمكان ومن الوضوح بمحل تكفى الواحدة منها أن تكون سببًا ودافعًا لإيمان البشر بهذا النبي.

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ودلائل النبوّة من جنس دلائل الربوبية، فيها الظاهر والبيِّن لكلّ أحد؛ كالحوادث المشهودة؛ فإنّ الخلق كلّهم محتاجون إلى الإقرار بالخالق، والإقرار برسله".
    ولا شك أنّ معرفة الله، والإيمان به، وعبادته، ومعرفة رسوله، وطاعته، يحتاجها كلّ مخلوق مكلّف.

    ومن حكمة الله تعالى أنّه كلّما كان الناس إلى معرفة شيء أحوج، فإنّه - جلّ وعلا - يجعله سهلاً ميسّراً غير ذي عِوَج.

    ولحاجة الناس إلى معرفة النبوة، والإقرار بالرسول، فقد وضّحها المولى - جلّ وعلا - في كتابه توضيحاً أعظم من أن يُشرح في هذا المقام، إذ الشرح يطول.

    يقول شيخ الإسلام: "فتقرير النبوات من القرآن الكريم أعظم من أن يُشرح في هذا المقام، إذ ذلك هو عماد الدين، وأصل الدعوة النبوية، وينبوع كلّ خير، وجماع كلّ هدى".


    معنى دلائل النبوة

    الدّليل لغةً: هو المرشد والكاشف، من دللت على الشّيء ودللت إليه، والدّالّ وصف للفاعل.

    والدّليل ما يتوصّل بصحيح النّظر فيه إلى العلم بمطلوبٍ خبريٍّ ولو ظنّاً، وقد يخصّه بعضهم بالقطعيّ.

    وقال الجرجاني في التعريفات: الدليل في اللغة: هو المرشد، وما به الإرشاد، وفي الاصطلاح: هو الذي يلزم من العلم به العلم بشيء آخر.

    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن دلائل النبوة: "وهي الأدلة والعلامات المستلزمة لصدقهم، والدليل لا يكون إلاَّ مستلزما للمدلول عليه مختصاً به، لا يكون مشتركاً بينه وبين غيره؛ فإنّه يلزم من تحقّقه تحقّق المدلول.

    وإذا انتفى المدلول انتفى هو؛ فما يوجد مع وجود الشيء، ومع عدمه، لا يكون دليلاً عليه، بل الدليل ما لا يكون إلاَّ مع وجوده، فما وُجد مع النبوّة تارةً، ومع عدم النبوّة تارةً، لم يكن دليلاً على النبوّة، بل دليلها ما يلزم من وجوده وجودها".


    ودلائل النبوة من الكثرة والوضوح بدرجة لا تخفى إلا على من عميت بصيرته وضل سبيله في هذه الحياة

    وقد حصر العلماء دلائل النبوة في خمسة محاور أساسية هي:
    1- بشارات الأنبياء السابقين بالنبي اللاحق.
    2- الآيات والمعجزات الخارقة للعادة التي يجريها الله على يد النبي.
    3- سيرة النبي وأخلاقه ودلائل صدقه.
    4- نصر الله وتأييده للنبي.
    5- النظر في مبادئ الرسالة ودعوتها إلى الصلاح والسعادة.

    هذه هي المحاور الأساسية لدلائل النبوة، وهي كما نرى قسمين، قسم يعتمد على الأخبار والوقائع المنقولة وهي البشارات والآيات، والقسم الثاني يعتمد على النظر في شخص النبي ودعوته ووقائع سيرته.


    يتبع:
    لو عرفتموه لأحببتموه ..

     
  4. #9
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    52
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4400

    افتراضي رد: حاجة البشر إلى الدين من كتاب المُختصَر القويم في دَلائل نبُوّة الرّسول الكَريم

    لو عرفتموه لأحببتموه


    وفي هذه الرسالة سوف نحاول عرض وسرد دلائل نبوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بشكل مختصر وجامع ، وذلك لأن دلائل النبوة لها فوائد كثيرة لعل من أولها الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والتصديق بخبره والطاعة لأمره، ومن فوائد دلائل النبوة كذلك محبته صلى الله عليه وسلم، حيث يجمع المنصفون من أهل الغرب والشرق أن من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًا أحبه، وإن كان يعرفه من قبل فسوف يزداد له حبًا.

    وفي قلب كل مسلم توجد بذرة محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه البذرة إذا نمت بالمعرفة والإيمان صارت شجرة تزيد الإيمان قوة وتزيد الإتباع هديًا واقتداء بفعل النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.

    روى الإمام البخاري عن عبد الله بن هشام قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ " لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ" فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآنَ يَا عُمَرُ.

    يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "جواب عمر أولا كان بحسب الطبع ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى فأخبر بما اقتضاه الاختيار ولذلك حصل الجواب بقوله الآن يا عمر أي الآن عرفت فنطقت بما يجب".

    فمعرفة شمائل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وفضائله العظيمة تزيد من محبة المسلم لنبيه، فكم يزداد محبة المسلم لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ عن النصوص التي بشرت به في كتب السابقين من الأنبياء والرسل المكرمين، كم تزداد محبتك أخي في الله وأنت تقرأ اعتراف أهل الكتاب في الماضي بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم واعترافات المنصفين في الحاضر بفضله وعظمته، كم تزداد محبتك وأنت ترى الجمادات والمخلوقات تحب نبيك صلى الله عليه وسلم وتقر بنبوته وفضله صلى الله عليه وسلم.

    كم تزداد محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو يعيش معه في طفولته وصباه، وهو يعيش معه وجبريل عليه السلام يحتضنه في غار حراء.

    كم تزداد محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم وهو يراه يضحى بوقته وحياته وأمواله من أجل أن يصل إليه هذا الدين نقيًا، كم اضطهده المشركون، كم عذبه الكافرون، أفلا نحبه؟.



    عذراً رسولَ الله لم يعرفوا قـدرَك ** حيـن نـادَوا باسمِك وشوهوا رسمَــكْ
    هم لم يفعلوا ما فعـلوا إلا بجهـلٍ ** ولـو عـلموا الحقيقــةَ لقبّلوا قدمَـــكْ
    لو علمــوا أنّك المصباحُ المنـيرُ ** لمــا قبلـوا الاستضـاءةَ إلا بضوئـك

    لقد وبخ الله عز وجل المشركين لأنهم لم يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يعرفون أخلاقه وصدقه، فقال تعالي: (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) [المؤمنون:69].

    يقول البغوي في تفسيره: "(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ) محمدًا صلى الله عليه وسلم، (فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ) قال ابن عباس: أليس قد عرفوا محمدا صلى الله عليه وسلم صغيرا وكبيرا، وعرفوا نسبه وصدقه وأمانته ووفاءه بالعهود، وهذا على سبيل التوبيخ لهم على الإعراض عنه بعدما عرفوه بالصدق والأمانة" .

    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم معروف بأخلاقه وأمانته قبل بعثته، وبعد البعثة عضده الله بالمعجزات الباهرة والآيات الدالة على صدقه ونبوته صلى الله عليه وسلم، فمن عرفه بحق وصدق أمن به وأحبه صلى الله عليه وسلم.

    إننا في هذا البحث لا نسعى إلا إن نقدم نبذة بسيطة في التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم وبدلائل نبوته وأمارات صدقه وبعثته، وإننا لنعلم أن هذه الدلائل والأمارات كفيلة بترسيخ محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلب كل مسلم.

    غير أننا نوجه هذا الكتاب أيضًا لغير المسلم فسوف يرى فيه من البشارات التي تحويها الكتب السابقة (التوراة والإنجيل) ما لا يدع مجالاً للشك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو النبي الخاتم الذي كان ينتظره بنو إسرائيل كما كانوا ينتظرون المسيح عليه السلام، ومن قرأ بإنصاف وألق عنه تدليس السفهاء وشبهات الغوغاء لأمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبه.

    أولاً: البشارات الواضحات من الكتب السابقات:
    من أعظم دلائل نبوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، تبشير الأنبياء السابقين به صلى الله عليه وسلم، ورغم أن البشارات في هذا الشأن تبلغ العشرات بل المئات إلا إن اكتفينا بأمثلة لها قليل، وذلك أنه إذا صحت بشارة واحدة وصدقت دلالتها فإنها كافية بل لازمة للإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، لهذا لم نرد الاستزادة من البشارات بل اكتفينا بتوضيح الأمثلة المختارة.


    يتبع:
    مدخل إلى البشارات ..

     
  5. #10
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    52
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4400

    افتراضي رد: حاجة البشر إلى الدين من كتاب المُختصَر القويم في دَلائل نبُوّة الرّسول الكَريم

    مدخل إلى البشارات

    تعددت البشارات في الكتب السابقة بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، حيث بشر الأنبياء السابقون بقدومه وأمروا أتباعهم بالإيمان به صلى الله عليه وسلم وتصديقه إذا ظهر، ولولا ما أصاب هذه الكتب من تحريف وتزييف عن عمد أو غير عمد لكانت النصوص الدالة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة وضوح الشمس في وسط النهار؛ وقبل أن نناقش تلك البشارات، نقدم لها بعدة نقاط حتى يكون تحليل هذه البشارات تحليل علميًا سليمًا:

    أولاً: هل بشرت الكتب السابقة برسول الله صلى الله عليه وسلم؟:
    يزعم أهل الكتاب اليوم أن كتبهم لم تبشر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن النصوص التي يستشهد بها المسلمون غير دالة على ذلك، والإجابة على هذا الزعم تنحصر في ثلاث نقاط:

    النقطة الأولى: إن وجود هذه البشارات أو عدمها في الكتب المشار إليها آنفا سواء، فرسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست في حاجة إلى دليل يقام عليها من خارجها، بحيث إذا لم يوجد ذلك الدليل الخارجي بطلت؛ إنها رسالة دليلها فيها، ووجود البشارات بها في الكتب السابقة عليها لا يضيف إليها جديداً، وعدم وجود تلك البشارات لا ينال منها شيئاً قط.

    فهي حقيقة قائمة بذاتها لها سلطانها الغنى عما سواها، ودليلها قائم خالد صالح للفحص في كل زمان ومكان، باق بقاء رسالته أبد الدهر أشرق ولم يغب، ظهر ولم يختف، قوى ولم يضعف.

    ودلائل النبوة لا تنحصر في وجود هذه البشارات بل إن دلائل صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أكثر من أن تنحصر أو تحصر في البشارات.

    النقطة الثانية: إنه إن صح أن الكتب السابقة لم تخبر بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بأمر أمته سلبًا أو إيجابًا، فإن ذلك طعن في هذه الكتب وليس طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن من قرأ الكتب السابقة وجدها تخبر بأخبار الحوادث القادمة كحادثة بختنصر وقورش واسكندر وخلفائه وحوادث أرض أدوم ومصر ونينوى وبابل، ويبعد كل البعد أن لا يخبر أحد منهم عن خروج محمد صلى الله عليه وسلم الذي كسر الجبابرة والأكاسرة وبلغ دينه شرقاً وغرباً وغلب الأديان وامتد زمنًا طويلاً ويبقي إلى آخر الزمان، فهذه الحوادث ليست بأقل من حادثة أرض أدوم ونينوى وغيرهما فكيف يجوز العقل السليم أنهم أخبروا عن الحوادث الضعيفة وتركوا الإخبار عن الحادثة العظيمة.

    النقطة الثالثة: النصوص ذاتها التي سوف نوردها ترد على هذا الزعم وتنفى ذلك الوهم.


    يتبع ..
    ثانيًا: هل ختمت النبوات ببعثة عيسي عليه السلام؟

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك