بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشرط الخامس انتفاء الشك وحصول اليقين
من شروط شهادة التوحيد انتفاء الشك، وحصول اليقين بها وبمتطلباتها وشروطها، كما قال تعالى:) وقالوا إنا كفرنا بما أُرسلتم به وإنا لفي شكٍّ مما تدعوننا إليه مريب . قالت رسلُهم أفي الله شكٌّ فاطِرِ السماوات والأرض ( إبراهيم:9-10.
فهم كفروا لأنهم شكوا في صحة دعوة الرسل لهم؛ ودعوة الرسل لهم على ممر الأزمان هي التوحيد، والدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله .. كما قال تعالى:) وما أرسلنا من رسولٍ إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون (الأنبياء:25. وما من رسول إلا قال لقومه:) اعبدوا الله مالكم من إله غيره ( الأعراف:59. وكما قال تعالى:) ولقد بعثنا في كل أمة رسولٍ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ( النحل:36.
وهم لما شكُّوا بالتوحيد لزمهم الشك بذات الله تعالى الذي خلقهـم وفطرهم فأحسن خلقهم، كما قال تعالى:) أفي الله شكٌّ فاطرِ السماوات والأرض ( ؛ فهم لم يشكوا بوجود الله تعالى وإنما شكوا بتوحيده I فلزمهم أن يشكوا به تعالى أنه المألوه المستحق للعبادة .
وعليه فمن يشك بالتوحيد أو بأي أمر معلوم من الدين بالضرورة فهو في حقيقة أمره يشك بالله تعالى، وبصدق أنبيائه ورسله الذين بلغوا عنه I ما أوحاه إليهم من الدين ..!
وفي الحديث فقد صح عن النبي r أنه قال:" أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " مسلم .
مفهوم الحديث أن من لقي الله تعالى بشهادتي التوحيد شاكاً فيهما أو بشيءٍ من لوازمهما ومقتضياتهما لا يدخل الجنة ولا يكون من أهلها، ولا ممن يشهدون شهادة الحق بحق .
وقال r:" من يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة " مسلم.
مفهوم الحديث أن من يشهد أن لا إله إلا الله وهو غير مستيقن قلبه بها وبمتطلباتـها لا تبشره بالجنة، ومن يُحرم الجنة لا مسكن له إلا نار جهنم أعاذنا الله منها .
واليقين بالتوحيد: هو العلم الجازم ـ الذي ينتفي عنه أدنى شكٍّ أو ريب ـ بأن الله تعالى واحد أحد في خصائصه وإلهيته وربوبيته، وأسمائه وصفاته، لا شريك له في شيءٍ من ذلك، وأنـه تعالى وحده المستحق للعبادة .
مواقع النشر (المفضلة)