+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    38
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12806

    افتراضي ما الذي بالله غـرّك ؟ لا يفوتكم رائع

    ما الذي بالله غـرّك ؟




    لا بُـد أنك نـمـت !
    فإن لم تكن البارحة فليلة قبلها

    هل غلبك النـّوم يوما من الأيام أو ليلة من الليالي ؟
    هل رأيت كيف سلطانه عليك ؟

    فالنوم أقوى منك ، ومع ذلك هناك ما هو أقوى منه !

    سُئل عليٌّ رضي الله عنه : أي الخلائق أشد ؟
    فقال : أشد خلق ربك عشرة :
    الجبال الرواسي ، والحديد تنحت به الجبال ، والنار تأكل الحديد ، والماء يطفئ النار ، والسحاب المسخر بين السماء والأرض يعني يحمل الماء ، والريح تقل السحاب ، والإنسان يغلب الريح يعصمها بيده ويذهب لحاجته ، والسُّكر يغلب الإنسان ، والنوم يغلب السكر ، والهم يغلب النوم فأشد خلق ربكم الهمّ .

    فـ ( يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) ؟

    أغـرّك حلمـه عليك ؟
    أم غـرّك سمـعـك ؟
    فهناك من هو أقوى منك سمعاً !
    أما علمت أن البهائم التي سُخّرت لك تسمع ما لا تسمعه أنت ؛ من عذاب القبر ؟
    أم غـرّك بصرك ؟
    فهناك من الطيور من هو أحـدّ بصراً منك .
    أما علمت أن الديك يرى ما لا ترى من الملائكة ؟
    وأن الحمار والكلب يرى ما لا ترى من الشياطين ؟

    قال عليه الصلاة والسلام : إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكا ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنه رأى شيطانا . رواه البخاري ومسلم .
    وقال صلى الله عليه وسلم : إذا سمعتم نباح الكلاب ونهاق الحمير من الليل فتعوذوا بالله ، فأنها ترى ما لا ترون . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
    فما الذي غـرّك ؟

    أغـرّتك قوتك ؟
    فهناك من الدوابّ ما هو أقوى منك وأسرع !

    أغـرّك أنك ذو حسب أو مال ؟
    فأنت هكذا وُلدت من غير منك ولا قوة
    والمال مال الله ، فليس لك حذق في جمعه ، ولا قوة في كسبه .
    فمن ظن أن الرزق يأتي بقوة *** ما أكل العصفور شيئا مع النسر !

    أم غـرّك أن الله أملى لك وأمهل ، فظننت أن هذا لصلاح فيك ؟

    قال ابن القيم في قول الله تعالى : ( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ )
    قال رحمه الله : فهو قد اعترف بأن ربه هو الذي آتاه ذلك ولكن ظن أنه لكرامته عليه فالآية على التقدير الأول تتضمن ذم من أضاف النعم إلى نفسه وعِلْمِه وقوَّتِه ، ولم يضفها إلى فضل الله وإحسانه ، وذلك محض الكفر بـها ، فإن رأس الشكر الاعتراف بالنعمة وأنـها من المنعم وحدَه ، فإذا أضيفت إلى غيره كان جَحْداً لها ، فإذا قال : أوتيته على ما عندي من العلم والخبرة التي حصلت بـها ذلك ، فقد أضافها إلى نفسه وأعجب بـها ، كما أضافها إلى قدرته الذين قالوا : من أشد منا قوة ؟! فهؤلاء اغتروا بقوّتـهم ، وهذا اغتر بعلمه فما أغنى عن هؤلاء قوتـهم ، ولا عن هذا علمه .
    وعلى التقدير الثاني تتضمن ذم من اعتقد أن أنعام الله عليه لكونه أهلا ومستحقا لها ، فقد جعل سبب النعمة ما قام به من الصفات التي يستحق بـها على الله أن ينعم عليه .
    وأن تلك النعمة جزاء له على إحسانه وخيره ، فقد جعل سببها ما اتصف به هو لا ما قام بربه من الجود والإحسان والفضل والمنة ، ولم يعلم أن ذلك ابتلاء واختبار له أيشكر أم يكفر ، ليس ذلك جزاء على ما هو منه ، ولو كان ذلك جزاء على عمله أو خير قام به فالله سبحانه هو المنعم عليه بذلك السبب فهو المنعم بالمسبب والجزاء والكلُّ محضُ منَّتِه وفضلِه وجودِه ، وليس للعبد من نفسه مثقال ذرة من الخير . وعلى التقديرين فهو لم يُضِفْ النعمةَ إلى الرب من كل وجه ، وإن أضافها إليه من وجه دون وجه ، وهو سبحانه وحده هو المنعم من جميع الوجوه على الحقيقة بالنعم وأسبابِـها . فأسبابُـها من نِعمِه على العبد ، وإن حصلت بكسبه فكسبُه من نعمِه . فكل نعمة فمن الله وحده حتى الشكر ، فإنه نعمة ، وهي منه سبحانه ، فلا يطيق أحد أن يشكره إلا بنعمته ، وشكرُه نعمةٌ منه عليه ، كما قال داود صلى الله عليه وسلم : يا رب كيف أشكرك ، وشكري لك نعمه من نعمك عليّ تستوجب شكراً آخر ؟. فقال : الآن شكرتني يا داود . ذكره الإمام أحمد . والمقصود أن حال الشاكر ضد حال القائل : (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) .انتهى كلامه رحمه الله .

    يا أيها الإنسان ما الذي بالله غـرّك ؟
    أغـرّك أنك فعلتَ وفعلت ، وأنفقت وتصدّقت ؟
    قال جل جلاله : ( قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ )
    سمع ابن سيرين رجلا يقول لرجل : فعلت إليك ، وفعلت ، فقال له : اسكت ! فلا خير في المعروف إذا أُحصيَ .

    أغـرّك أن الله يراك على المعصية ، بل وتُقيم عليها الدهور ، وهو يحلم عليك ، ويمهلك ، بل ويَقْبلك إن رجعت ؟

    أغـرّك أن ربك واسع المغفـرة فطمعت في رحمته وبحبوحة جنته دون عمل ؟
    قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب فيتهافت ، يقرؤونه لا يجدون له شهوة ولا لذة ، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب ، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف ، إن قصّروا قالوا : سنبلغ ، وإن أساؤوا قالوا : سيُغفر لنا ! إنا لا نشرك بالله شيئا . رواه الدارمي .

    ما الذي بالله غـرّك وهل نسيت أصلك ؟
    بزق النبي صلى الله عليه وسلم في كفه ثم وضع أصبعه السبابة . وقال : قال الله : ابن آدم أنـّـى تعجزني ، وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ، فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي ، قلت : أتصدق ، وأنـّـى أوانُ الصدقـة . رواه الإمام أحمد ، وهو حديث صحيح .

    ويوم القيامة يوبّـخ أقوام على طول آمالهم فيُقال لهم : ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ )

    وغرّتكم الأمانيّ :
    مَنّـتْـهم أنفسُهم اللحوق بسيد الشهداء وهم قعود بلا عمل !
    قال القرطبي في تفسيرها :
    وغرتكم الأماني : أي الأباطيل ، وقيل طول الأمل .
    وقال ابن كثير :
    قال بعض السلف : أي فتنتم أنفسكم باللذّات والمعاصي والشهوات .
    وتربصتم : أي أخّـرتم التوبة من وقت إلى وقت .
    وقال قتادة : وتربصتم بالحق وأهله ، وارتبتم أي بالبعث بعد الموت .
    وغرتكم الأماني : أي قلتم سيُغفر لنا .
    وقيل : غرتكم الدنيا حتى جاء أمر الله ، أي مازلتم في هذا حتى جاءكم الموت .
    وغركم بالله الغرور : أي الشيطان .
    وقال قتادة : كانوا على خدعة من الشيطان ، والله مازالوا عليها حتى قذفهم الله في النار . انتهى .

    فاحذري يا نفس من خدعة الشيطان ، ومن التسويف .
    احذري مِن " سوف " و " لعل " فهي لا تُثمر سوى الحسرات .
    قال ابن الجوزي رحمه الله :
    أحكم القوم العِلم فَحَكَم عليهم بالعمل ، فقاطعوا التّسويف الذي يقطع أعمار الأغمار . اهـ

    كان يحيى بن معاذ يقول : إن قال لي يوم القيامة : عبدي ما غرك بي ؟ قلت : إلهي بـرّك بي .

    فيا رب أنت تعلم ما غرّنا غير سعة حلمك وجودك وكرمك .
    فيا من ستر القبيح ، ويا من أظهر الجميل ، استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا ، ولا تجعلنا من المغرورين الذين غرّتهم الحياة الدنيا وغرّهم بالله الغرور .

    كتبه
    عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم

     
  2. #2
    المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية المودة
    تاريخ التسجيل
    17 / 08 / 2004
    العمر
    33
    المشاركات
    20,806
    معدل تقييم المستوى
    26172

    افتراضي رد: ما الذي بالله غـرّك ؟ لا يفوتكم رائع

    بالفعل رائع ... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... تحياتي .

     
  3. #3
    عابر سبيل is on a distinguished road الصورة الرمزية عابر سبيل
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر ـــــــ المنصورة
    العمر
    44
    المشاركات
    1,669
    معدل تقييم المستوى
    1912

    افتراضي رد: ما الذي بالله غـرّك ؟ لا يفوتكم رائع

    شكرا لك اختنا الكريمه امال
    لك كل موده وتقدير

     
  4. #4
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    52
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26561

    افتراضي رد: ما الذي بالله غـرّك ؟ لا يفوتكم رائع




     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك