بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخذ الله الميثاق على أهل العلم أن يقولوا الحق لا يخافون في الله لومة لائم ، وأن يبينوه ولا يكتموه ، وأن يثبتوا أمام العواصف قائلين الحق صادعين به ، وهذه بحق صفة العلماء وراث النبوة ، الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله ، وفي تاريخنا الإسلامي قصص عجيبة للعلماء في صدعهم بالحق في وجه الأمراء والعلماء ، ومن تلك القصص :
- قال القاسم بن أبي صالح : سمعت إبراهيم بن ديزيل ، يقول : لما دعي عفان للمحنة كنت آخذاً بلجام حماره ، فلما حضر عرض عليه القول ، فامتنع أن يجيب ، فقيل له : يحبس عطاؤك قال : وكان يعطى في كل شهر ألف درهم – فقال : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون)، فلما رجع إلى داره عذله نساؤه ومن في داره ، قال : وكان في داره نحو أربعين إنساناً ، فدق عليه داق الباب ، فدخل عليه رجل شبهته بسمان أو زيات ، ومعه كيس فيه ألف ردهم ، فقال : يا أبا عثمان ثبتك الله كما ثبت الدين ، وهذا في كل شهر.
- وعن عطية بن قيس ، قال : دخل أبو مسلم على معاوية ، فقام بين السماطين فقال : السلام عليكم أيها الأجير فقالوا: مه قال : دعوه ، فهو أعرف بما يقول ، وعليك السلام يا أبا مسلم. ثم وعظه ، وحضه على العدل.
- وعن مطهر بن الهيثم الطائي ، عن أبيه ، قال : حج سليمان بن عبد الملك ، فخرج حاجبه فقال : إن أمير المؤمنين : قال : ابغوا لي فقيها أسأله عن بعض المناسك ، قال : فمر طاووس ، فقالوا : هذا طاووس اليماني ، فأخذه الحاجب ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، قال : أعفني ، فأبى ، ثم أدخله عليه ، قال طاووس : فلما وقفت بين يديه فقلت : إن هذا لمجلس يسألني الله عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم، هوت فيها سبعين خريفاً ، حتى استقرت قراراها ، أتدري لمن أعدها الله ؟ قال : لا ، ويلك لمن أعدها ؟ قال: لمن أشركه الله في حكمه فجار ، قال : فكبا لها.
المرجع : نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء ، للدكتور محمد موسى الشريف ، ص 320 ، 466 ، 762
مواقع النشر (المفضلة)