بَغْدادُ
بغدادُ أُمّي إنَّ الهَمَّ يَحزُنُني **** وجُرح َ جُفوني يا بغدادُ يُؤلمني
آلامَ طعنِكِ في قلبي أُنازعُها **** وأوشكَ الدمعُ في الأحداقِ يَقتُلُني
كأسُ المرارة ِيا بغدادُ أجرَعُها ****** مثلَ المنية ِأهجوها وتَقبضُني
أشكو القطيعةَ في الأصحابِ وفي****** حَرْقِ الجُفونِ يا أحلى مَنْ يُؤرقُني
جالتْ بأرضِكِ القطعانُ جائعةً ****** وأرجفَ الواهونَ أهوالاً تفزِّعُني
وأُجْبِرَ البدرُ في عليائِهِ خَجِلاً ****** يبغي الخَفاءَ منَ الأنذال ِ بالمُزُن ِ
(أبو نؤاسَ) اليومَ أطلالٌ أمُرُّ بهِ ******أشواكُهُ الحرّى في قلبي تُوخِزُني
سِيانُ الأمرُ في أَحزانِكِ طرباً *********ودمعاً دارَ الأمرُ في شَجَن ِ
بكتْ لفَقْدِك ِ أرضُ اللهِ قاطبة **********ً بكتكِ مكةُ والأحجارُ باليمن ِ
سألتُ صفحَكِ يا بغدادُ سيدتي ******* فالذنبُ أشعرُ والآثامُ تحرِقُني
أينَ المفرُّ وفي تاريخِكِ ألقٌ ؟ ******** فإن نسيتُ فذي الأمجادُ تزجرُني
وعِطرُ صُبحك في القلب ِ حلاوتُهُ ****** تلكَ السعادةُ أنسامٌ منَ الوطن ِ
ويسألُ الناسُ عن همّي وعن ألمي ***** وعن شُرودي وعن علاتي بالوهنِ
ويعلمُ الناسُ أنَّ الهمَّ قاتلُنا ****** فنحنُ سواءٌ قد خُيِّطْناْ بالكَفَن ِ
فارقْتُ أرضاً ما كانتْ لتهجُرُني *********أنا المفرِّطُ بالتاريخ ِ يا زمني
ودَّعتُ أرضَكِ يا بغدادُ (واأسفاً) ******* صارَ الوداعُ كما السّكينُ تنحرُني
وشاغلُ الناسِ عنكِ ( حواسِمُهُمْ ) ****** وتُسرقُ الأموالُ في سرٍ وفي عَلَن ِ
هاجوا وماجوا همُ الفئرانُ في وطنٍ **** أكلوا الفطيسةَ والخضراءَ في الدِمَنِ
الناسُ تُبدلُ عنْ علقَمِهِمْ شَهداً **********ونحنُ نُبدلُ الأطيابَ بالعَفَن ِ
وصوَّرَ المحتلُ أنَّ الشعبَ في دَعَةٍ ********يُطاولُ العزَّ في بَحبُوحَةِ السَكَنِ
حقُّ الحقيقةِ أنَّ الشَعبَ في وجعٍ ******* ذاقَ الأمرّينِ من ضَعْفِ ومنْ جُبُن ِ
فالشعبُ يبكي قدْ هُدَّتْ منازلَهُ ******* والشاءُ حيرى بلا مَأوىً ولا عَطَن ِ
فشمّرْ سَواعِدَ واحفظْ هيبةَ الوطن ِ ******* وصُنْ بلادَكَ إنَّ الغيرَ لن يَصُنِ
ويحَ العمالة َ أعيتْ من يُجالِدُها ****** هذي العَمالةَُ عنوانٌ على الشَنن ِ
لاشكَّ فيهمْ خَانَ الشَعبَ خائنُهُمْ *******لاشكَّ فيهِمْ دسّوا السُمَّ بالسَمَن ِ
بغدادُ عُزُّك ِ كلُّ الناس ِ تطلُبُهُ *********واليومَ عزُّكِ (واحزناهُ) في أسَن ِ
أجاهدُ النفسَ أعواماً منَ الألمِ ********* أُقَطِّعُ الهَمَّ أوصالاً ليترُكَني
هذا العذولُ من دمعي يُعَيّرُني ********أوقفتَ دمعاً على الخدينِ للوطنِ
وهلْ دموعي إلا ما أُكابِدُهُ مِنْ ******* فَرْطِ شَوقي إلى الأحبابِ من حَزَني
دعوتُ اللهَ في البيتِ وفي الحرم ِ ******* عندَ القواعدَ يُنجيكَ منَ الخَوَن ِ
واللهَ أدعو ربَّ الناس ِ خالقَنا ******** أنْ يقهَرَ الظُلمَ فالآهاتُ تلزمني
وأنْ يُعيدَ لنا بَغداداً نُعانقُها ********* فاللهُ أهلٌ ذو الإكرامِ والمنن ِ
عبد الستار المرسومي
مواقع النشر (المفضلة)