[align=center]المجيب : هاجر بنت حبيب الله نياز
خبيرة تربوية بوزارة التربية والتعليم ومستشارة أسرية
السؤال : منذ مدة قررت أن أتنقب، لكني أُعاني تردداً كبيراً، ومما ساعد على ترددي أن أخواتي في البيت غير متنقبات، علماً أنني بعد أيام سأبدأ الدراسة الجامعية، ومجتمع الجامعة عندنا فيه كثير من الصعوبات التي تحتم علي لبس النقاب. فأرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب
الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد:
لقد قرأت رسالتك، وتأثرت بما ورد فيها- يا ابنتي- من حيث تصارع الخير والشر في نفس ابن آدم، وتدخل هوى النفس والشيطان في هذه الحالة، فتارةً يغلب الشر، وتارةً أخرى يغلب الخير.. ولكن في النهاية لن يحق إلا الحق, ولن يصح إلا الصحيح، وسيتغلب الخير على الشر فأنا يا عزيزتي متفائلة جدا من وضعك، فسترتدين النقاب، وستكونين قدوة لغيرك من فتيات المسلمين، ومضرب المثل على مر العصور والأزمان. و لا أقول إن ذلك سيكون سهلا عليك في زمن كثرت فيه الفتن، وأحاطت بالإنسان صنوف الهوى والشهوات من كل جانب وسيسهل عليك هذا الأمر –بإذن الله- إذا تذكرت الآتي:
1- حكم الشرع في النقاب بالنسبة للمرأة، وتغطية وجهها
فمن المعروف شرعاً أنه من الواجب على المرأة أن تستر وجهها عمن ليسوا بمحارمها... فعلم من هذا أن الوجه أولى ما يجب حجابه، وهناك أدلة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة، وأقوال أئمة الإسلام, وعلماء الإسلام, تدل على وجوب احتجاب المرأة في جميع بدنها عمّن ليسوا بمحارمها. وقد قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله:
الحجاب الشرعي: هو حجب المرأة ما يحرم عليها إظهاره، أي: سترها ما يجب عليها ستره وأولى ذلك وأدله: ستر الوجه، لأنه محل الفتنة والرغبة.
ومن ذلك قوله تعالى : " وَقل لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفظْنِ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِيَنتهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلىَ جُيُوِبِهنَّ:[ النور 31]
فضرب الخمار على الجيوب يلزم منه تغطية الوجه.
2- أن من يجاهد هواه ونفسه- الأمارة بالسوء- في الابتعاد عن المعاصي، والأخذ بالطاعات، يعينه الله ويساعده وذلك لقوله تعالى:" وَالَّذينَ جَاهَدُوا فِيَنا لَنَهْدَيَنَّهُمْ سُبُلَناَ" [العنكبوت: 69] وقوله تعالى:" وَمَن يَتَوكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ[الطلاق:3] وغير ذلك مما ورد في الآيات والأحاديث النبوية.
3- إن مدافعة المعاصي والمنكرات في وقت كثرت فيه الفتن والشهوات يعتبر من الابتلاء الذي يؤجر عليه المسلم إن صبر عليها. كما أن صبره يبين مدى إيمانه؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم" يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه" أخرجه أحمد ( 21418)، والترمذي (12398) وابن حيان (2901) كما أن عظم الأجر من عظم البلاء، هذا في الدنيا والآخرة.
4- أما في الدنيا فيكفيك فخراً أنك سفيرة بناتنا المسلمات لغير المسلمين ولغير المسلمات.
وتخيلي نظرتهم لك، والتي تمتلئ فخراً وإعجاباً بك؛ لثباتك على قيمتك ومبادئك، ولصلابتك في التصدي للشهوات.
5- وأخيراً تذكري يا أخيتي أن احتجاب المرأة عن الرجال طهارة لقلبها وقلوبهم، وإظهارها لمفاتنها لا سيما محاسن وجهها سبب لمرض قلوب الرجال، وافتتانهم بها، وذلك لقوله تعالى:" وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَاب ذَلِكْم أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِن" [ الأحزاب53].
فما أعظمه من دين عمل على حفظ المرأة وطهارتها حتى في أدق أمورها، بأن لا تكون سلعة تباع وتشترى وتمتهن.
نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، وسدد الله خطاك لكل خير، ورعاك وحفظك من كل سوء.
منقول من موقع الإسلام اليوم[/align]
مواقع النشر (المفضلة)