حيـــــــــــــــاة البراري
يهوى تامر مشاهدة برامج الحيوانات والأحياء ، وكان يشاهدها كل مساء . ولكن أخته الصغيرة مها ، لم تكن تحبها ، إلا أنه كان يصر عليها أن تتابعها
فهي تفيدها وتسليها .
وفي مرة من المرات شاهدا على الشاشة أسداً ينقض على غزال ، صاحت مها مذعورة وخبأت عينيها في الحال وهي تقول : " هذا رهيب ، يا للهول!"
فضحك تامر في سره من قلبها المرهف .
قال لها : هل تتمنين لو أن الحيوانات لا تأكل اللحم وتكتفي بالنبات؟ وكادت مها تقول نعم فأضاف: إذا فعلت هذا لن تبقى شجرة أو عشب أو نبته وستصبح
الأرض مقفرة . لن تجد الغزلان ما تأكله وقد تموت جوعاً . أما إذا وجدت ما تأكله فستتكاثر سريعاً ، حتى تملأ الغابات والوديان وكل المساحات و
ستزحف الحيوانات البرية نحونا وتأتي لتأكل شجرنا وزرعنا . وقد تدخل بيتنا وتأكلك وتأكلني ..... وهنا صاحت مها : هيا قم واتبعني . لنقفل النوافذ
والأبواب ، ولنحذر الجيران والأحباب ، ولنتصل بالشرطة والجيش ، علهم يمنعون زحف الوحوش .
ضحك تامر وقال : كنت أمزح يا أختاه فلا تخافي ، هذا افتراض خيالي من تأليفي . افترضته كي تفهمي أن الله خلق الكائنات ووضع لحياتها نظاماً و
مواصفات . الأسود تأكل الغزلان والغزلان تأكل الأعشاب والأعشاب تتغذى من الشمس والماء والتراب . كل ما حولنا يعيش في توازن ، فإذا اختل
بشكل طفيف يختل نظام الكون ، فلنترك أمر البراري لله الخالق الباري .
مواقع النشر (المفضلة)