بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق بين "ونبيك الذي أرسلت" و "ورسولك الذي أرسلت" في دعاء النوم ؟؟
-وقد أعاد البراء بن عازب هذا الحديث على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليتقنه فقال: آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت فردّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: ونبيك الذي أرسلت. ولا تقل ورسولك الذي أرسلت.
قال أهل العلم: وذلك لأن الرسول يكون من البشر والملائكة، كما قال الله عن جبريل:
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)
وأما النبي فلا يكون إلا من البشر.
المصدر:
رياض الصالحين
شرح العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-
كتاب اليقين والتوكل.
قَالَ النَّوَوِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي " شَرْحِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ ":
((قَوْله: (فَرَدَّدتُّهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ, فَقُلْتُ: آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ, قَالَ: " قُلْ: آمَنْتُ بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ")
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي سَبَبِ إِنْكَارِهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَدِّهِ اللَّفْظَ, فَقِيلَ: إِنَّمَا رَدَّهُ لأَنَّ قَوْلَهُ: (آمَنْتُ بِرَسُولِكَ) يَحْتَمِلُ غَيْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ حَيْثُ اللَّفْظُ, وَاخْتَارَ الْمَازَرِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ سَبَبَ الإِنكَارِ أَنَّ هَذَا ذِكْرٌ وَدُعَاءٌ, فَيَنْبَغِي فِيهِ الاقْتِصَارُ عَلَى اللَّفْظِ الْوَارِدِ بِحُرُوفِهِ, وَقَدْ يَتَعَلَّقُ الجَزَاءُ بِتِلْكَ الحُرُوفِ, وَلَعَلَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهَذِهِ الكَلِمَات؛ فَيَتَعَيَّنُ أَدَاؤُهَا بِحُرُوفِهَا, وَهَذَا القَوْلُ حَسَنٌ, وَقِيلَ: لأَنَّ قَوْلَهُ: (وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ) فِيهِ جَزَالَةٌ مِنْ حَيْثُ صَنْعَةُ الكَلامِ, وَفِيهِ جَمْعُ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ, فَإِذَا قَالَ: (رَسُولكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ)؛ فَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ -مَعَ مَا فِيهِ مِن تَكْرِير لَفْظِ (رَسُول) وَ(أَرْسَلْتَ)- أَهْلُ البَلاغَةِ يَعِيبُونَهُ. وَقَدْ قَدَّمْنَا فِي أَوَّلِ شَرْحِ خُطْبَةِ هَذَا الْكِتَاب أَنَّهُ لا يَلْزَمُ مِنَ الرِّسَالَةِ النُّبُوَّةُ وَلا عَكْسه.
وَاحْتَجَّ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِهَذَا الْحَدِيث لِمَنْعِ الرِّوَايَة بِالْمَعْنَى, وَجُمْهُورُهُمْ عَلَى جَوَازِهَا مِنَ العَارِف, وَيُجِيبُونَ عَنْ هَذَا الْحَدِيث بِأَنَّ المَعْنَى هُنَا مُخْتَلِفٌ، وَلا خِلافَ فِي المَنْع إِذَا اخْتَلَفَ المَعْنَى)) انتهى.
حفظكم الله
مواقع النشر (المفضلة)