[align=center][grade="4169E1 008000 FFA500 FF1493"]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أطرح بين أيديكم قصة لشموخ امرأة...قد تكون امرأة بـ( 1000) رجل أوتزيد..
هذه المرأة قد ملئت دنياها علماً وعبادة..وزينت حياتها بالزهد و الصبر الجميل..
كانت تحيي الليل..وتقول عجبت لعين كيف تنام؟ وقد علمت طول الرقاد في القبور..؟!
ثم تصف قدميها للصلاة وتحيي ذلك واقعاً في ليلها..
وبلغ بها الاستعداد للقاء الله أنها إذا جاء الليل قالت: هذه ليلتي التي أموت فيها..! فتشغلها بالعبادة حتى تصبح..وإذا جاء النهار قالت: هذا يومي الذي أموت فيه..فما تنام..وتشغله بالعلم والعمل..
وهكذا يقود تذكر الموت واستحضار الأجل إلى الاجتهاد في العبادة عملياً لا نظرياً..وإذا كان من ليس له هدف في الحياة..يخبط خبط عشواء..يتيه في دروبها ويتعثر في مسالكها..ومن كان له هدف شمّر له باجتهاد وسعى له بحماس..
فاسمعوا الآن إلى هدفها التي كانت ترمي إليه..
أثر عنها أنها قالت: والله ما أحببت البقاء في الدنيا إلا لأتقرب إلى ربي بالوسائل..لعله يجمع بيني وبين زوجي وولده في الجنة..هذا الذي كانت تسعى إليه..
وقد كان زوجها وولدها استشهدا في أحد الحروب..
ومن عجيب مواقفها في الصبر والاحتساب..لما اجتمع النساء عندها وقد سمعن باستشهاد زوجها وابنها..قالت لهن: مرحباً بكن إن كنتن جئتن للهناء..وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن..
الله أكبر..
فكان ذلك شموخاً في الصبر على البلاء لا يدانيه شموخ..
ثم تسطر شموخاً آخر في الزهد..على سقط متاع الدنيا وزخرفها حينما عاشت طوال سنين عمرها زاهدة..فقالت في آخر عمرها وهي تصف عيشها في الحياة الدنيا: صحبت الدنيا سبعين سنة..فما رأيت فيها قرة عين قط..هكذا هي الدنيا..لا تساوي شيء عن أهل الآخرة..
بقي أن تعرفوا من هي..؟
فجميل أن نضيف إلى ذاكرة معلوماتنا اسم امرأة سيرتها مثل الذي سمعت..
إنها العالمة العابدة الزاهدة معاذة بنت عبد الله..أم الصهباء العدوية...زوجة السيد القدوة الزاهد العابد صلة ابن اشيم..
وهي من ربات الفصاحة والبلاغة والتفقه في الدين ورواية الحديث..
قال عنها الإمام الذهبي رحمه الله في السير.. حديثها محتج به في الصحاح..
وقال عنها إمام المحدثين يحيى بن معين: أنها ثقة حجة.
وذكرها ابن حبان في الثقات..
أفلا تستحق بعد هذا أن تكون مثلها بـ 1000 رجل أو تزيد..؟!
بلى والله..الرجال كثير والنساء أكثر...
لكن أهل الشموخ فيهم قليل..
..
اللهم ثبتنا و اجعلنا مثل هؤلاء الأخيار واجعلهم قدوتنا في الحياة الدنيا..
واجعل همتنا في العمل الخيّر والصلاح والتقوى همم توازي الجبال..
واجعل لنا معزة وشموخاً بديننا واسلامنا ورفعة بإيماننا ومنزلة بين الخلق..
آمين..[/grade][/align]
مواقع النشر (المفضلة)