[align=right]
[grade="FF0000 FF1493 008000 FF1493"]وقفة تأمل[/grade]
ماذا كانت تعنى السيدة نفيسة لما سئلت عن الإمام الشافعى فقالت : ذاك امرؤ يحسن الوضوء !!
وهل نحن أمة تتوضأ كما ينبغى ؟
وهل الوضوء غسل أعضاء مخصوصة بنية ؟
أم أن الوضوء لخص حياة الأمة كلها ؟
كلنا يعرف معنى الوضوء والأدلة عليه من القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ" (المائدة : 6) والسنة النبوية حيث يقول النبى - صلى الله عليه وسلم : " لايقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ " رواه الشيخان وانعقاد إجماع المسلمين على مشروعيته من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا فصار معلوما من الدين بالضرورة.
[grade="FF0000 0000FF 008000 FF1493"]فضل الوضوء[/grade]
ورد فى فضل الوضوء أحاديث كثيرة منها : عن أبى هريرة رضى الله عنه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم قال :
" ألا أدلكم على مايمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، قال : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ؛ فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط " رواه مالك ومسلم .
[grade="FF0000 0000FF 008000 FF1493"]فرائض الوضوء[/grade]
النية – غسل الوجه – غسل اليدين إلى المرفقين – مسح الرأس– غسل الرجلين مع الكعبين – الترتيب .
[grade="FF4500 4B0082 008000 FF1493"]سنن الوضوء[/grade]
هى ما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل من غير لزوم ولا إنكار على من تركها . وبيانها : التسمية فى أوله – السواك – غسل الكفين ثلاثا فى أول الوضوء – المضمضة ثلاثا – الاستنشاق والاستنثار ثلاثا – تخليل اللحية – تخليل الأصابع – تثليث الغسل – التيامن – الدلك – الموالاة – مسح الأذنين – إطالة الغرة والتحجيل – الاقتصاد فى الماء وإن كان الاغتراف من البحر– الدعاء بعده – صلاة ركعتين بعده .
[grade="FF0000 0000FF 008000 FF1493"]مكروهات الوضوء[/grade]
يكره للمتوضئ أن يترك سنة من السنن المتقدم ذكرها حتى لايحرم ثوابها لأن فعل المكروه يوجب حرمان الثواب ، وتتحقق الكراهية بترك السنة.
[grade="FF0000 FF6347 008000 FF1493"]نواقض الوضوء[/grade]
1-كل مايخرج من السبيلين من ( البول – الغائط – ريح الدبر – المنى ،المذى، والودى ) .
2-النوم المستغرق الذى لا يبقى معه إدراك مع عدم تمكن المقعدة من الأرض .
3-زوال العقل بالجنون أو الإغماء أو السكر.....
4-مس الفرج بباطن الكف بدون حائل .
لقد اخــــتزل الإسلام كل معانى الحياة فى
الوضوء ليخرج بالمتوضئ من حيز مكان
الوضوء إلى رحابة وسعة وآفاق الكــــون
فيترجم الوضوء إلى عمل
[grade="FF0000 4B0082 008000 FF1493"]أمة لاتحسن فقه الوضوء [/grade]
رغم كل ماسبق أزعم أن معظم الأمة فى حاجة إلى أن تدرك فقه الفقه فى الوضوء وإليكم بعض الأدلة :
1-من فرائض الوضوء الترتيب : أى النظام والتنسيق – نحن أمة نزلت عليها سورة الصف والصافات ، أمة يقول الله لها : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ " .
ومع ذلك نرى أمة لا تستطيع أن تقف صفا معتدلا فى الصلاة ! فكيف تتوحد جهودها ومشاعرها وتقف صفا فى ميدان الجهاد ؟
وهذه اليد التى غسلت إلى المرفقين أيليق بها أن تختلس أو ترتشى أو تمتد إلى مالا يحل ؟
وهذا الوجه الذى غسل وراعينا حدوده من منبت الشعر إلى أسفل الذقن طولا ، وما بين شحمتى الأذن عرضا أيليق بالعين التى فيه أن تنظر إلى المحرمات ؟
أيليق باللسان الذى تمضمض أن يرتكب الموبقات من غيبة ونميمة .
أيليق بالرأس التى مسحت بماء الوضوء أن تنكس أو تذل وأن تطأطئ لغير خالقها؟
أيليق بالرجلين اللتين غسلتا إلى الكعبين أن يكون لهما طريق إلا الطاعة .
2-وكذلك الموالاة : إن الموالاة تعنى فى مفهومها الواسع علو الهمة والمتابعة والنشاط وعدم الكسل الذى كان النبى يستعيذ بالله منه .
فهل الأمة ( أفراد وجماعات ودول ) عندها علو همة أم خسة همة ؟ !
لو فقه المسلمون هذا المعنى ماباتوا والأقصى فى يد عدوهم ، ولأعدوا كل العدة لاسترداد المقدسات ونصرة الدين .
3-ومن السنن التخليل والدلك والتثليث : الذى يعنى الاتقان فى غسل العضو ، فهل المتوضئ الصانع متقن فى عمله ؟ إن الذى يخلل لحيته دون أن يتقن صنعته توضأ وضوءا فقهيا ولكن لم تنعكس معانى الوضوء الحقيقية عليه فى واقع الحياة .
[grade="FF0000 4B0082 008000 FF1493"]الفقه السياسى فى الوضوء[/grade]
يتضح ذلك من خلال المساواة بين الأعضاء ، فإذا غسلت اليمنى ثلاثا غسلت كذلك اليسرى فلا يصح أن يكتفى باليمنى وحدها ( يدا أو قدما ).
[grade="FF0000 4B0082 008000 FF1493"]الفقه الاقتصادى فى الوضوء[/grade]
يظهر ذلك فى قول النبى - صلى الله عليه وسلم : " لا تزد عن الثلاث فمن فعل ذلك فقد أساء وتعدى وظلم" .
"لا تسرف وإن كنت على نهر جار".
فهل تعلمت الأمة الاقتصاد والاعتدال والوسطية فى جميع أمور حياتها ؟
[grade="FF0000 0000FF 008000 FF1493"]الفقه العسكرى فى الوضوء[/grade]
أمرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن نبدأ باليمين لنعلم نقطة البداية والنهاية ، كما فى الحج إذا طفنا حول الكعبة نبدأ بالحجر الأسود وإذا سعينا نبدأ بالصفا لقوله " إبدءوا بما بدأ الله به ".
وفى الصلاة نتجه إلى قبلة محددة ، وإلا لاختلف أهل المسجد الواحد وفعل كل إنسان ما يحلو له.
[grade="FF0000 0000FF 008000 FF1493"]الفقه الاجتماعى فى الوضوء[/grade]
إذ يبدأ الوضوء بالبسملة التى تعنى صلة الرحم إذ يقول الله : " أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته "
فما أخبار الأمة مع صلة الرحم؟
[grade="FF0000 0000FF 008000 FF1493"]الفقه العقائدى فى الوضوء[/grade]
فالبسملة قد حوت كمال الطاعة لله ففيها اسم الله وصفاته ليعلم المتوضئ أن صاحب الفضل عليه هو الله باسمه نتوضأ ، وله نستجيب .
وبالنية فى الوضوء يتحدد أجلّ شىء فى حياة الإنسان وهو عنصر الإخلاص والتجرد .
[grade="FF0000 0000FF 008000 FF1493"]الفقه الصحى والجمالى فى الوضوء[/grade]
عندما يكون السواك من سنن الوضوء وعندما يتكرر الوضوء خمس مرات هل يبقى من درن المتوضئ شىء ؟
وفى نواقض الوضـوء فقه
فهى إشارة إلى أن المسلم لا ينقض العهد ، ولا الأيمان بعد توكيدها وأن الإنسان بلا وضوء كأنه أنقاض هدم
لن تعود إليه الحياة إلا بفقه الوضوء .
فيا كل متوضئ
اجعل وضــــوءك انعكاسا لحياتـــــــك كلها
فلن يحرر الأقصى ، ولن تقوم للأمة نهضة
إلا بفهم الوضوء فى ظلال هـــذه المعانى
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)