+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 10
  1. #1
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    38
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12806

    افتراضي أصول الوصول إلى الله تعالى

    سلسلة أصول الوصول لله تعالى



    السلام عليكم ورحمةالله وبركاته



    ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب اليه .. ونعوذ بالله من شرورانفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً..

    ثم أم بعد ..


    ~*¤ô§ô¤*~أحبتي في الله ~*¤ô§ô¤*~






    كما إنه لكل شيء في هذه الدنيا قواعد وأصول لا يتم الأمر المراد إلا بتحقيقها وإتباعها والسير من خلالها للحصول علــى أفضل نتيجة ممكنه من ذلك المراد ..

    فكما أن هناك أصول للمحاسبة تستخدم في تقديم تعاملات تجارية وإقتصادية بشكــل أفضل ..

    وكما أن لعملية التربية أصول تستخدم من قبل المربين للوصول بالأطفال والأولاد لأعلى مستوى من التربيــــة السليمة والخلق القويم فبدون هذه الأصول لا نحصل على نتائج مثلى بل نتائج سلبية ..

    فضلا على أن الأمثلة لا حـصر لها..

    ولما كان الأمر كذلك فلماذا نرى العباد عندما يقصدون أي أمر من أمور الدنيا فإنهم يبحثون على أفضل الأساليب المتــبعة لتحقيق ذلك الأمر وبأفضل النتائج ويتثبتون الطريق بدقة ..

    ولكن عندما يسير العبد إلى الله فتجده يتصف بالغباء والحماقـة وسوء الأدب والجهل المهلك فهو في هذا الطريق لا يتحرى الدقة ولا يهتم باتخاذ المسالك الصحيحة ولا يعلم شيء عــن الرب الذي يريد الوصول له ، ولا عن الطريق المؤدي له ..

    ولما عرفنا أن الإنسان منذ خلق في هذه الدنيا فإنه في سفر نعم فإن العبد لا يزال مسافراً مهاجراً إلى الله سبحانه وتعالى ، وليس له حط رحال إلا في جنةأو نار ..

    والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار ، ومن المحال عادةً أن يطلب المسافر في سفره لذة أو راحة ..

    وإنما ذلك يكون بعد انتهاء السفر ، وعلى المسافر أن يتزود في سفره هذا بالزاد الذي يبلغه ..

    ولقد ذكرنا أن السير إلى الله له أصول وضوابط ...

    ومعروف أن السائرين إلى الله هم المصطفون من خلق الله – نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء الصفوة – كما قال الله تعالى : ﴿ ثُم أَورَثنا الكتَاب الّذين اصطَفينا من عبادنا فمِنهم ظالم لّنَفسه ومنهم مقتَصد ومنْهم سابق بالخيرات بإِذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير ﴾ [فاطر - 32] ...

    فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق .. فإن سلكت فأبشر .. ولكن أنضبط لكي لا تطرد . .

    ومن سنة البشر في حياتهم ، أن الطرق لا يمكن أن تسلك إلا بعلامات للاهتداء ، وإشارات للمسير توضح المراحل ، وتدفع المخاطر ، وتسهل اجتياز العقبات ، وتيسر قطع الفلوات ..

    وقد تكون هذه العلامات سمعية أو بصرية ، كما إنها قد تكون للتوضيح أو للتنبيه أو الإعتراض ، ومن هنا عرفنا أن السائر إلى الله يحتاج لكي يسير بشكل صحيح وعلى بصيرة أن يكون مزود بمفاتيح متمثلة في أصول متبعة للوصول إلى الله تعالى ....





    ومن العجائب، والعجائب جـــــمـةُ
    قرب الحبيب وما إلـــيه وصول

    كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
    والماء فوق ظهورها محمــول

    ونشير بأننا بحول الله ومدده سوف نطرح هذه الأصول بصورة متفرقة .. واحد بعد الأخر .. ونذكر أن هذه الأصول هي كلمات غالية وقيمة جداً .. سأقوم بإختصارها بعض الشئ ..
    الأصول تكلم بها شيخنا الفاضل الداعية الإسلامي الكبير / محمد حسين يعقوب ..

    سائلين المولى جلت قدرته أن يبارك لنا في علمه ..وأن يجزيه عنا خير الجزاء .. وأن يجعل الله هذه الكلمات الماتعة في ميزانا حسانتنا وحسناته .. وأنا ينفعني وإياكم بها ..


    انتظرونا في الأصل الأول من سلسلة أصول الوصل لله تعالى


    مد اليه يدك .. يضع قدمك على أول الطريق

    الأصــل الأول



    مد إليه يدك .. يضع قدمك على أول الطريق




    إعلم أيها الحبيب ..

    الأولىٰ : أن الله تعالى أراد برحمته أن يحكم هذا الكون بسنن ربانية غاية في الدقة والثبات .. ﴿ فلن تجد لسنت الله تبديلاً ولن تجد لسنت الله تحويلاً ﴾ .

    الثانية : فإن الإنسان خلق مبتلى في هذه الدنيا .. ﴿ الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور ﴾ .

    الثالثة: أن الله تعالى خلق الخلق وهو أعلم بهم .. ﴿ هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ﴾ .

    وقد أراد الله ابتلاء وإصلاح .. أن يبتلي عباده بتكليف غاية في الخطورة .. بأن أناط بهم البداية .. فأحال عليهم بداية الشروع اليه والقصد نحوه ..
    قال سبحانه في الجديث القدسي : " عبدي قم الي أمشِ اليك " .. وهذا رعاية لجناب العزة وحماية لجناب العظمة .. بأن يُكلف العبد أن يأتي سيده ثم يكون من السيد القبول والإكرام .. ويقول تعالى : ﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ﴾ ..

    ويقول سبحانه في الحديث القدسي : " من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته أهرول " .. إذاً ابدأ .. ابدأ فبداية الطريق خطوة .. ابدأ خطوة إلى الله

    والله يبارك ويتم .. فالله كريم .. ابدأ ولا تشتكي ..

    إن كثيراً منا يشكو الفتور وينام .. إذا أصبت بالفطور فعليك بالتفكير فوراً في عمل تقوم به .. اعمل والله يرفع عنك البلاء .. ابدأ والله يأخذ بيدك .. اعمل .. تحرك .

    إن كثيراً من الإخوة ينتظر نصر الله بمعجزة .. وينتظر إصلاح فساد قلبه بمعجزة في لحظة دون أن يصنع شيئاً .. وهذا لا يكون .

    أخي القضية تحتاج إلى عمل .. قال صلى الله عليه وسلم : " بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له " .. اعملوا .. لا بد من عمل .

    إن بعض الناس يعيش هذه الدنيا على إنها[ ضربة حظ ] .. يعيش الحياة على إنها [ ظروف ] .. فيعيش كيفما اتفق .. كالذي يدخل إلى الصلاة ولا يدري ماذا صلىٰ .. لأنه في الأصل لا يعبأ بالخشوع .. يترك نفسه هكذا المهم انه صلى وفقط .. المهم عنده أن يعيش .. والأمر ليس كذلك .

    وتأمل معي قصة عكاشة ابن محصن في السبعين ألفاً .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عرضت على الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ......................... ......فقيل لي : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب " ثم نهض صلى الله عليه وسلم ودخل منزله .................. والحديث طويل .. ولكن الشاهد في نهاية الحديث أن عكاشة قام فقال : يارسول الله أدع الله أن يجعلني منهم .. قال صلى الله عليه وسلم: " أنت منهم " .. قال : ثم قام رجل أخر فقال : ادعُ الله أن يجعلني منهم .. فقال صلى الله عليه وسلم: " سبقك بها عكاشة " .

    قد يبدو للناظر أن عكاشة خَطَفَ [ أخذ ] الجنة بغير حساب أو أدركها بكلمة حظ .. ولكنك – أُخي – تنظر للتشطيبات [ اللمسات ] النهائية .. ولا ترى ما وراء ذلك .. انك تنظر إلى اللقطة الأخيرة ولم ترىٰ أصل الموضوع وتقدير الأرزاق .

    إن عكاشة سار إلى الله طويلاً وعمِل كثيراً حتىٰ هذه المنزلة .. فلما بلغها أوحى ٰ الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بقبول عكاشة في ركب السبعين المُفرَدين .. وأجرىٰ على لسانه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوىٰٰ هذا الكلام .. ثم أنطق عكاشة بالطلب في لحظتها .. وهذا دليل ترقَيهِ لها .. فأُعطيها .. هذه حقيقة الأمر .. فليس عكاشة قد خطفها في لحظة .. لا .. الله عليم حكيم .. يعلم أن عكاشة تعِب في السير إليه .. فكان الأولى بها وأهلِها .. ولما فتِح الباب وقلده أخرون منعوا .. ولا يظلم ربك أحداً .. ﴿ إن الله لا يظلم الناس شيئًا ولـٰكن الناس أنفسهم يظلمون ﴾ .

    موقف أخر يفسر الموضوع :

    أمسك جعفر الصادق بغلامٍ له ليعاقبه .. فقال الغلام : ياسيدي .. أتعاقب من ليس له شفيعٌ عندك غيرك ؟! فقال : انطلق إذاً .. فلما انطلق الغلام التفت اليه وقال : ياسيدي .. إعلم أنك لست الذي أطلقني .. إنما أطلقني الذي أجراها على لساني .. فقال : إذهب فأنت حرٌ لوجه الله .

    تأملوا أيها الأخوة في هذا الموقف طويلاً .. سبحان الله ..!!.. هذا كلام عبدِ لعبد .. فأعتق العبدُ عبدَه .. فكيف إذا جرىٰ هذا الكلام مع السيد الكريم ملك الملك ؟!.. اللهم اعتق رقابنا من النار .

    نعم .. لو جرىٰ هذا الكلام على لسانك لتحررت من العبودية لغيره .. ولكن من الذي يجريه على لسانك .. وماذا قدمت لكي يجريه ؟!.. لا بد أن تبدأ أنت أولاً .. إن الله إذا أراد عبده لأمر هيأه له وأجراه على لسانه فالله سبحانه وتعالى هو الذي ينطق لسانه .. ولذلك قال تعالىٰ : ﴿ فتلقى أدم من ربه كلماـٰت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ﴾ .. فالله عز وجل هو الذي أجرىٰ على لسان أدم كلمات التوبة ثم مَنَ عليه بقبولها .. فكان الفضل منه أولاً وأخراً .. نعم وفقه للتوبة فتاب .. وقبل توبته .

    أيها الأخوة .. إن القضية تحتاج إلى وقفة كبيرة فالإيمان لا يأتي طفرة .. وإنما له مقدمات وتمهيدات تحتاج منك إلى استعانة بالله وعمل .. اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان قلوبنا .. وارزقنا فهماً في الدين يرضيك عنا .

    إن الذي ينظر في قصة السحرة .. سحرة فرعون مع موسى .. هؤلاء الذين أمنوا في لحظة وتعرضوا لأقصى أنواع التهديد : لأقطعن .. لأصلبن .. لأفعلن .. لأفعلن .. فثبتوا .. وقالوا : ﴿ فاقضِ ما أنت قاضً ﴾ ..

    إن الناظر إلى هؤلاء يظن أنهم حصلوا على الإيمان في لحظة .. لم ينظر لقدر الله كيف عَمِل في هؤلاء السحرة سنين ليعدهم لتلك اللحظة .. لِمَ اختير هؤلاء السحرة بالذات ؟؟.. ولِمَ وُجدوا في هذا المكان بالذات ؟!

    والجواب لأنهم سعوا .. نعم أيها الأخ الحبيب .. إن القضية تحتاج منك إلى سعي .

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس في حلقة من أصحابه فدخل ثلاثة ٌ .. أما الأول : فوجد فرجة فجلس فيها .. وأما الثاني : فاستحيىٰ فجلس خلف الحلقة .. وأعرض الثالث فمشىٰ .. فقال صلى الله عليه وسلم : " أو أخبركم بخبر الثلاثة نفرٍ ، أما الأول : فأوىٰ إلى الله فأواه الله ، وأما الثاني : فاستحيىٰ من الله فاستحيىٰ الله منه ، وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه " .

    فإن أويت إلى الله آواك .. وإن أعرضت عنه أعرض عنك وطردك وألـقاك . قال تعالىٰ عن يونس عليه السلام ﴿ فلولا أنهُ كان من المسبحين * للبث في بطنهِ إلى يوم يبعثون ﴾ .. مــع إنه نبي .. نعم : فلا أحد عزيز على الله – مهما بلغت منزلته – إن لم يأوي إلىٰ الله .. فائوِ إليه ولا تعرض .

    قال ابن القيم رحمه الله : (( وأيما جهةِ أعرض الله عنها أظلمت أرجاؤها ودارت بها النحوس )).

    إئـوي إلى الله وابدأ .. ابدأ خطوة .. إعمل .. إتعب .. تحرك .. إسعىٰ وسوف يتم عليك بخير .. ومعلوم أن نقطة البداية والإنـطلاق تكون الأشق والأصعب ، وهذا عين الإبتلاء من الله .. جعله البداية عليك ..

    أنت مبتلى بأن تبدأ .. وممتحن بأن تصدق ، فإذا بدأت كما يحب الله أتم لك كما تحب .. والانقطاع سببه البداية الضعيفة .. فإن السائر إن فتر عزمه يعود للوراء لا هو ثبت مكانه ولا هو تقدم .. فأين بدايتك أيها الحبيب ؟.. اعطني الدفعة الأولى واترك الأقساط على الله .
    كُــف عـن الشـكـوى وابـدإِ الـعـلاج



    كثير من الناس ليل نهار ليس لهم هم إلا الشكوى .. التبرج كثير !!.. والمعاصي كثيرة !!.. والفتن !!..

    يقول إسماعيل الهروي : " الزهد في الدنيا .. نفض اليدين عن الدنياً ضبطاً أو طلباً .. وإسكات اللسان عنها مدحاً أو ذماً .. والسلامة منها طلباً أو تركاً " .

    الشاهد الذي نستخرجه من هذا الكلام المهم أيها الأحبة : أن الذي يحب الدنيا يتكلم عنها كثيراً ولو بالذم .. كذلك يعد الرجل مفتوناً بالنساء إذا أكثر من ذكرهن ولو بالذم .. الذي يتكلم عن المال كثيراً ولو بالذم فهو أيضاً مفتون .. ومن هنا فالذي يشتكي كثيراً فهو مفتون .. قال الملك العليم سبحانه .. في أية من الأيات الفاضحة : ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ) .. [ التوبة : 49 ] .

    تجد أحدهم يقول : لا أريد أن أذهب إلى الدرس الفلاني لأن هناك نساء وأنا ضعيف !!.. يامفــتــــون ..

    تـقــول له : اخطب الجمعة .. فيقول لك : أخـاف من الـرياء !.. مـفــتون .. عجباً لك !! .. طوال الوقت تتكلم وتقول : " حلال " و " حرام " .. ونصبت نفسك شيخاً .. لماذا عندما تتحمل المسؤلية تخاف من الرياء ؟؟!! اللهم ثبتنا على الإيمان وارزقنا الإخلاص .

    الإمام أحمد كان إذا أعطى موعظة بكى وقال : " يحسبون أن عيني تُقر بكلامي .. كيف وأنا أعلم أن الله سائلي عنه يوم القيامة ماذا أردت به " .. وعلى الرغم من هذا الكلام الخطير .. إلا انه لم يتوقف عن الوعظ .. ولم يقل مثلما يقول الشباب اليوم : أخاف على نفسي من الرياء ..

    إخوتي في الله .. هل تظنون أني أفرح حينما أقول درساً أو أخطب جمعة ؟؟..

    هل يوم القيامة ستكونون جالسين أمامي بهذه الصورة ؟؟

    لا والله .. إن ربي سيسألني : تحركت من بيتك في المنطقة الفلانية إلى المسجد الفلاني في المنطقة الفلانية لتعظ !! لماذا ؟؟

    لأجل الناس أم لأجلي ؟؟

    فماذا أقول له ؟! اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا من أهله .

    كف عن الشكوى وابدأ بالعلاج ... تجد بعض الناس يشكو من الوسوسة وليس به شئ .. ولكنه يظل يقول : الوسوسة .. الوسوسة .. حتى يوسوس فعلاً .. يوسوس بسبب كثرة شكواه ..

    يظل يشكو : الدنيا .. الدنيا .. المال .. المال .. فيقع في الفتنة ..

    ويشكو .. النساء .. النساء .. فيقع في الفتنة .. ولو كف عن الشكوى وبدأ في العلاج .. لكفاه الله هذه الفتنة ..

    إن مصيبة كثير من الإخوة أنهم مشغولون بالزواج وهم غير مهيئين للزواج .. فترى الواحد منهم يمشي في الشارع يراقب ويقول في نفسه : أتزوج هذه ؟؟ أم هذه ؟؟ ... لا بل هذه .. لا لا بل مثل هذه ....

    إذا أردت الراحة – حبيبي - فارفع هذا الموضوع عن تفكيرك .. وعش حياتك الإيمانية كما ينبغي .. ووقت أن تقرر الزواج وتكون مهيأ فتزوج في نفس اللحظة ولا تتأخر .. أما أن تعيش هكذا .. مشتت الفكر .. ممزق القلب .. تشتكي دوماً من هذه القضية .. فلن تنجو من الفتن أبداً .. فأرح دماغك الأن عن هم الزواج طالما أن ظروفك الإيمانية والحياتية لا تسمح .. هذا هو الحل للفتنة .. عدم الهم وعدم الشكوى .. وعدم الضيق والمرض بسببها ..

    بعض الناس يقول : المال .. مالنا نحن وللمال .. المال دنيا .. فكلامه المتكرر هذا عن المال دليل على أنه مفتون بالمال والدنيا .. وفرق كبير بين من يشكو ليعان وبين من يشكو ليتهرب ..

    سيدنا موسى – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – لما قال له ربه : ( إذهب إلى فرعون إنه طغى ) .. [ النازعات : 17 ] .. قال سيدنا موسى : ( ربِ إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون # وأخي هــرون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي رِدءًا يصدقني إني أخاف أن يكذبون ) .. [القصص: 33-34] .. اشتكى ولكنه طلب العون فأعين .. أعانه الله ووهب أخاه هارون النبوة .. وهذه من البركات .. أن يرزق أحد النبوة .. قال موسى : يارب وأخي ؟؟ فقال سبحانه : وأخوك ..

    ولذلك أريد من كل أخ حينما يرزقه الله الإلتزام .. أريده أن يقول : يارب وأخي .. يارب وأبي .. يارب وأمي .. يارب وأختي .. يارب وجاري وصديقي ........... أدع الله أن يهديهم وانشغل بإصلاحهم وإصلاح نفسك بدلاً من أن تظل تشكوهم وتشتكي منهم فتكرههم ويكرهونك .. ادع الله لهم وكف عن الشكوى .. لينجيهم الله كما نجاك ..


    الرسول صلى الله عليه وسلم لما أرسل الله اليه ملائكة الجبال قالوا له : نطبق عليهم [أي مشركي الطائف ] الأخشبين ؟؟

    قال عليه الصلاة والسلام : " لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله " .. خرج وتعب واستنفذ وسعه .. وأيضاً يدعو لهم ..

    فليس همنا أن يحرق الله الكفار .. همنا أن يهديهم .. فما بالك بأهلك الذين تشكوهم ليلاً ونهاراً .. اللهم اهدِ المسلمين وغير المسلمين يارب ..

    أيها الأخوة .. كفوا عن الشكوى وابدأوا العلاج .. كفاكم شكاوي ..

    فهذا يقول : أنا لا أستطيع القيام للفجر .. وهذا .. لا أقدر على الدعوة .. وهذا .. لا أقدر على كذا .. وهذا لا استطيع كذا .. طالما تشتكي فلن تقوم ولن تقدر ولن تستطيع ..

    الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه الرجل الموسوس وقال له : إن أحدنا ليجد في نفسه ما يتعاظم أن يتكلم به .. فقال عليه الصلاة والسلام : " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة .. إذا وجد أحد منكم ذلك فليقل : أمنت بالله ورسوله .. وليستعذ بالله ثلاثاً ولينته " .. ولينته [ أي لا يفكر فيه مرة ثانية ] ..


    " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " .... أي أن الشيطان حينما ييأس .. ويخيب في إغواء الرجل .. لا يجد شئ يكيد به سوى هذه الوسوسة .. فهي سلاحه الضعيف .. ولذا قال عليه الصلاة والسلام : " الحمد لله " ..

    وقد قال أيضاً عليه الصلاة والسلام في قطع الوساوس : " اتفل عن يسارك ثلاثاً .. وقل : اللهم ربي لا شريك له " .

    اتفل على الشيطان .. فهذا احتقار له وازدراء وإهانة .. حتى لا يأتيك مرة ثانية .. ولا تعبأ به .. وانما انشغل بالله وحده فقل : الله ربي لا شريك له .. ثم انته عن ذلك .. أي لا تتكلم ولا تسأل أحد ولا تقرأ عن هذه المسألة ولا تبحث عنها .. وانما انته .. لتنقطع الوساوس ..

    إذاً فالعلاج بأربعة أمور :

    1. قل أمنت بالله ورسوله .
    2. استعذ بالله من الشيطان الرجيم .
    3. اتفل عن شمالك ثلاثاً .
    4. اسكت .. التزم الصمت .. لا تشتك .. انته .. أغلق هذا الباب تماماً .


    كثير من الشباب يقول : أبي يعمل كذا وكذا .. وأمي تقوم بكذا وكذا .. وأختي .. وأخي .. والمسجد فيه كذا وكذا .. والإمام يفعل كذا وكذا .. والشيخ قال : كذا وكذا .. ويظل يشتكي .. ارحم نفسك .. ولا تكثر الشكوى .. لا تكثر الشكوى .. وانما اصمت لتستريح وتُريح الناس من همك ومشاكلك .. فالناس بهم ما يكفيهم .. وإنما الراضي من أرضاه الله .. فأرض بالله واشك همومك إليه وحده يكفك ما أهمك .. فهو سبحانه يعلم حالك ..

    إخوتاه .. إن الذين يشكون الواقع لن يغيروه مطلقاً .. بل ولن يتغيروا هم أيضاً .. سيظلون هكذا في وحل الفتنة يقاسون المرارة والكرب طالما أنهم لن يبدءوا العلاج من عند أنفسهم ..

    إن الوصول إلى الله – أحبتي في الله – يحتاج منا ألا نقف أمام المشاكل والهموم مكتوفي الأيدي .. واضعين أيدينا على خدودنا نشتكي إلى كل رائح وغاد .. بل لا بد من التحرك والعلاج .. فعاهد نفسك – أخي في الله – من الأن ألا تشتكي مطلقاً .. كُف عن الشكوى وابدأ بالعلاج .. ليعين الله على الوصول اليه .



    الأصل الثالث : كن واحد لواحد على طريق واحد


    --------------------------------------------------------------------------------

    كن واحد لواحد على طريق واحد



    هذا الأصل هو خلاصة الكلام في السير إلى الله .. والوصول إليه سبحانه وتعالى .. كن واحد لواحد على طريق واحد .. تصل .

    كن واحدًا ما معناها ؟

    إخواني هل تعرفون في زماننا رجلاً بوجهين ؟؟ طبعاً لا تعرفون !!وأنا أيضاً لا أعرف !! فأكثر الناس اليوم بعشرة وجوه .. وليس بوجهين .. بل بعشرين .. بل بمئة وجه .. حتى ذا الوجهين قلما تجده !! فأين المخلص الذي لا يُعرف له إلا وجهُ واحد ؟!

    نعم – إخوتاه – : كثيراً ما تجد إنساناً معك في المسجد .. قدمه في قدمك .. وكتفه في كتفك .. ورأسه بجوار رأسك في السجود .. وتراه يبتهل إلى الله ويبكي ويتضرع .. ويتمتم بأطيب الكلمات .. ثم إذا خرج من المسجد فبوجه أخر .. فتراه ينظر لهذه الفتاة .. ويخاطب تلك الفتاة .. ويشتم هذا ويضرب هذا !! وإذا دخل بيته فبوجه ثالث .. وفي العمل بوجه رابع .. فإذا تعامل مع النساء الأجنبيات فتجده رقيق وطيب ولين بوجه خامس .. وإذا تعامل مع الرجل فبوجه سادس عبوس .. فإذا تعامل مع الأكابر أو من هو أعلى منه اجتماعياً كمديره أو رؤسائه في العمل تجده كالكلب يهز ذيله .. وإذا تعامل مع الأصاغر ومن هم أدنى منه من الفقراء والضعفاء تجده أسد غدنفر .. ثم بوجه تاسع وعاشر و..و..و.. من أنت ؟؟!!؟؟

    من أنت يا عبد وجهه ؟! أي الوجوه وجهك الحقيقي ؟! إلى متى ستظل تخلع وجهاً وتلبس أخر ؟! إلى متى ستظل مخادع غشاش ؟؟!! ألا تعلم أن الله يرى كل هذه الوجوه ؟! يراك هنا ويراك هناك .. يراك الآن ويراك غداً .
    تجد ذا الوجوه إذا مرض فبوجه .. وإذا صح بوجه أخر .. وإذا افتقر بوجه .. وإذا اغتنى وامتلك فبوجه أخر .. تجده إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها .. ويهلك الحرث والنسل .. وإذا رُئس فذليل مهان منافق .. تجد ذا الوجوه لا يستحي من الله وهو يراه .

    من أنت أخي ؟.؟. أجب عن هذا السؤال .. من أنت وأي الوجوه وجهك .. وأي الأشخاص شخصك ، وأي الطرق طريقتك ؟؟ لماذا تعيش بعشرين وجهاً وعشرين لوناً ومئة طريقه ؟!!.. ألا تستحي من الله وهو يراك ؟!

    أخي .. كن واحد .. صاحب وجه واحد .. يمشي بطريقة واحدة .. أخي أي الوجوه أريدك ؟؟ أريد لك وجهَ العبد .. أن تظل عبداً .. العبد الذي يركع ويسجد ويتلو القرآن ؛ ويبتهل ويتبتل لله ويتضرع ، كن هذا العبد في كل مكان وفي أي زمان ومع جميع الناس وتحت أي ظروف وفي كل الأحوال ، كن هذا العبد في البيت مع زوجتك وأولادك .. وكنه في مع الناس في الشارع .. وفي الجامعة مع الشباب والفتيات .. كن عبداً في كل أحوالك .

    أخي إذا جاءتك امرأة متبرجة لتقضي منك حاجة نراك تتعامل معها برقة ولطف .. أرأيت رقتك ؟ أرأيت جمالك ؟ ألا تجعل هذا الجمال وتلك الرقة مع زوجتك ؟. وهي أولى .. لماذا لا تتعامل بمثل هذا مع شريكة حياتك وأم عيالك ؟؟!! نعم العبد : هو الذي يتعامل بالرقة والجمال والحنان والتودد مع الزوجة .. أما الشدة والوجه الغليظ فمع الأجنبية .. هذا هو المطلوب وبهذا تكون عبداً لله .

    أخي في الله .. حبيبي في الله .. إنني أريدك عبداً لله في البيت .. وعبد لله في المسجد .. وعبد لله في الشارع .. وعبد لله في العمل .. وعبد لله وحده هنا حيث يعرفك الناس .. وعبد لله هناك حيث تخلوا فلا يعرفك إلا الله .. فالله الذي يراك هناك هو الذي يعرفك هنا .. فاستح أن يراك على غير ما يعرفك .

    كن واحدًا .. ولا تكن عشرة .. لا تكن اثنين .. كن عبد لله وحده .. ولست أقصد أن تكون دوماً ذليلاً .. بل العبد : على مقتضى العبودية .. في البيت رجل له القوامة والتربية .. وفي العمل تراه مخلصاً وإن لم يره أحد .. وفي الشارع مراقباً لمولاه .

    كن عبداً لله وحده مع الرجال والنساء .. والأغنياء والفقراء .. والصغار والكبار وفي .. ومع الفقراء والأغنياء .. فكن عبداً وضع يديك ورجليك في قيود الشريعة الفضية لتتحرر من العبودية لغير الله .. إلزم الأمر والنهي وكن كما يريد الله .. عش على مراد الله منك لتكون عبداً ..

    فكن واحداً : أي كن عبداً .

     
  2. #2
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    38
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12806

    افتراضي أصول الوصول إلى الله تعالى

    سلسلة أصول الوصول لله تعالى



    السلام عليكم ورحمةالله وبركاته



    ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب اليه .. ونعوذ بالله من شرورانفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً..

    ثم أم بعد ..


    ~*¤ô§ô¤*~أحبتي في الله ~*¤ô§ô¤*~






    كما إنه لكل شيء في هذه الدنيا قواعد وأصول لا يتم الأمر المراد إلا بتحقيقها وإتباعها والسير من خلالها للحصول علــى أفضل نتيجة ممكنه من ذلك المراد ..

    فكما أن هناك أصول للمحاسبة تستخدم في تقديم تعاملات تجارية وإقتصادية بشكــل أفضل ..

    وكما أن لعملية التربية أصول تستخدم من قبل المربين للوصول بالأطفال والأولاد لأعلى مستوى من التربيــــة السليمة والخلق القويم فبدون هذه الأصول لا نحصل على نتائج مثلى بل نتائج سلبية ..

    فضلا على أن الأمثلة لا حـصر لها..

    ولما كان الأمر كذلك فلماذا نرى العباد عندما يقصدون أي أمر من أمور الدنيا فإنهم يبحثون على أفضل الأساليب المتــبعة لتحقيق ذلك الأمر وبأفضل النتائج ويتثبتون الطريق بدقة ..

    ولكن عندما يسير العبد إلى الله فتجده يتصف بالغباء والحماقـة وسوء الأدب والجهل المهلك فهو في هذا الطريق لا يتحرى الدقة ولا يهتم باتخاذ المسالك الصحيحة ولا يعلم شيء عــن الرب الذي يريد الوصول له ، ولا عن الطريق المؤدي له ..

    ولما عرفنا أن الإنسان منذ خلق في هذه الدنيا فإنه في سفر نعم فإن العبد لا يزال مسافراً مهاجراً إلى الله سبحانه وتعالى ، وليس له حط رحال إلا في جنةأو نار ..

    والعاقل يعلم أن السفر مبني على المشقة وركوب الأخطار ، ومن المحال عادةً أن يطلب المسافر في سفره لذة أو راحة ..

    وإنما ذلك يكون بعد انتهاء السفر ، وعلى المسافر أن يتزود في سفره هذا بالزاد الذي يبلغه ..

    ولقد ذكرنا أن السير إلى الله له أصول وضوابط ...

    ومعروف أن السائرين إلى الله هم المصطفون من خلق الله – نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء الصفوة – كما قال الله تعالى : ﴿ ثُم أَورَثنا الكتَاب الّذين اصطَفينا من عبادنا فمِنهم ظالم لّنَفسه ومنهم مقتَصد ومنْهم سابق بالخيرات بإِذن اللّه ذلك هو الفضل الكبير ﴾ [فاطر - 32] ...

    فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق .. فإن سلكت فأبشر .. ولكن أنضبط لكي لا تطرد . .

    ومن سنة البشر في حياتهم ، أن الطرق لا يمكن أن تسلك إلا بعلامات للاهتداء ، وإشارات للمسير توضح المراحل ، وتدفع المخاطر ، وتسهل اجتياز العقبات ، وتيسر قطع الفلوات ..

    وقد تكون هذه العلامات سمعية أو بصرية ، كما إنها قد تكون للتوضيح أو للتنبيه أو الإعتراض ، ومن هنا عرفنا أن السائر إلى الله يحتاج لكي يسير بشكل صحيح وعلى بصيرة أن يكون مزود بمفاتيح متمثلة في أصول متبعة للوصول إلى الله تعالى ....





    ومن العجائب، والعجائب جـــــمـةُ
    قرب الحبيب وما إلـــيه وصول

    كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
    والماء فوق ظهورها محمــول

    ونشير بأننا بحول الله ومدده سوف نطرح هذه الأصول بصورة متفرقة .. واحد بعد الأخر .. ونذكر أن هذه الأصول هي كلمات غالية وقيمة جداً .. سأقوم بإختصارها بعض الشئ ..
    الأصول تكلم بها شيخنا الفاضل الداعية الإسلامي الكبير / محمد حسين يعقوب ..

    سائلين المولى جلت قدرته أن يبارك لنا في علمه ..وأن يجزيه عنا خير الجزاء .. وأن يجعل الله هذه الكلمات الماتعة في ميزانا حسانتنا وحسناته .. وأنا ينفعني وإياكم بها ..


    انتظرونا في الأصل الأول من سلسلة أصول الوصل لله تعالى


    مد اليه يدك .. يضع قدمك على أول الطريق

    الأصــل الأول



    مد إليه يدك .. يضع قدمك على أول الطريق




    إعلم أيها الحبيب ..

    الأولىٰ : أن الله تعالى أراد برحمته أن يحكم هذا الكون بسنن ربانية غاية في الدقة والثبات .. ﴿ فلن تجد لسنت الله تبديلاً ولن تجد لسنت الله تحويلاً ﴾ .

    الثانية : فإن الإنسان خلق مبتلى في هذه الدنيا .. ﴿ الذي خلق الموت والحيوة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور ﴾ .

    الثالثة: أن الله تعالى خلق الخلق وهو أعلم بهم .. ﴿ هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ﴾ .

    وقد أراد الله ابتلاء وإصلاح .. أن يبتلي عباده بتكليف غاية في الخطورة .. بأن أناط بهم البداية .. فأحال عليهم بداية الشروع اليه والقصد نحوه ..
    قال سبحانه في الجديث القدسي : " عبدي قم الي أمشِ اليك " .. وهذا رعاية لجناب العزة وحماية لجناب العظمة .. بأن يُكلف العبد أن يأتي سيده ثم يكون من السيد القبول والإكرام .. ويقول تعالى : ﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ﴾ ..

    ويقول سبحانه في الحديث القدسي : " من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته أهرول " .. إذاً ابدأ .. ابدأ فبداية الطريق خطوة .. ابدأ خطوة إلى الله

    والله يبارك ويتم .. فالله كريم .. ابدأ ولا تشتكي ..

    إن كثيراً منا يشكو الفتور وينام .. إذا أصبت بالفطور فعليك بالتفكير فوراً في عمل تقوم به .. اعمل والله يرفع عنك البلاء .. ابدأ والله يأخذ بيدك .. اعمل .. تحرك .

    إن كثيراً من الإخوة ينتظر نصر الله بمعجزة .. وينتظر إصلاح فساد قلبه بمعجزة في لحظة دون أن يصنع شيئاً .. وهذا لا يكون .

    أخي القضية تحتاج إلى عمل .. قال صلى الله عليه وسلم : " بل اعملوا فكل ميسر لما خلق له " .. اعملوا .. لا بد من عمل .

    إن بعض الناس يعيش هذه الدنيا على إنها[ ضربة حظ ] .. يعيش الحياة على إنها [ ظروف ] .. فيعيش كيفما اتفق .. كالذي يدخل إلى الصلاة ولا يدري ماذا صلىٰ .. لأنه في الأصل لا يعبأ بالخشوع .. يترك نفسه هكذا المهم انه صلى وفقط .. المهم عنده أن يعيش .. والأمر ليس كذلك .

    وتأمل معي قصة عكاشة ابن محصن في السبعين ألفاً .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عرضت على الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ......................... ......فقيل لي : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب " ثم نهض صلى الله عليه وسلم ودخل منزله .................. والحديث طويل .. ولكن الشاهد في نهاية الحديث أن عكاشة قام فقال : يارسول الله أدع الله أن يجعلني منهم .. قال صلى الله عليه وسلم: " أنت منهم " .. قال : ثم قام رجل أخر فقال : ادعُ الله أن يجعلني منهم .. فقال صلى الله عليه وسلم: " سبقك بها عكاشة " .

    قد يبدو للناظر أن عكاشة خَطَفَ [ أخذ ] الجنة بغير حساب أو أدركها بكلمة حظ .. ولكنك – أُخي – تنظر للتشطيبات [ اللمسات ] النهائية .. ولا ترى ما وراء ذلك .. انك تنظر إلى اللقطة الأخيرة ولم ترىٰ أصل الموضوع وتقدير الأرزاق .

    إن عكاشة سار إلى الله طويلاً وعمِل كثيراً حتىٰ هذه المنزلة .. فلما بلغها أوحى ٰ الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بقبول عكاشة في ركب السبعين المُفرَدين .. وأجرىٰ على لسانه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوىٰٰ هذا الكلام .. ثم أنطق عكاشة بالطلب في لحظتها .. وهذا دليل ترقَيهِ لها .. فأُعطيها .. هذه حقيقة الأمر .. فليس عكاشة قد خطفها في لحظة .. لا .. الله عليم حكيم .. يعلم أن عكاشة تعِب في السير إليه .. فكان الأولى بها وأهلِها .. ولما فتِح الباب وقلده أخرون منعوا .. ولا يظلم ربك أحداً .. ﴿ إن الله لا يظلم الناس شيئًا ولـٰكن الناس أنفسهم يظلمون ﴾ .

    موقف أخر يفسر الموضوع :

    أمسك جعفر الصادق بغلامٍ له ليعاقبه .. فقال الغلام : ياسيدي .. أتعاقب من ليس له شفيعٌ عندك غيرك ؟! فقال : انطلق إذاً .. فلما انطلق الغلام التفت اليه وقال : ياسيدي .. إعلم أنك لست الذي أطلقني .. إنما أطلقني الذي أجراها على لساني .. فقال : إذهب فأنت حرٌ لوجه الله .

    تأملوا أيها الأخوة في هذا الموقف طويلاً .. سبحان الله ..!!.. هذا كلام عبدِ لعبد .. فأعتق العبدُ عبدَه .. فكيف إذا جرىٰ هذا الكلام مع السيد الكريم ملك الملك ؟!.. اللهم اعتق رقابنا من النار .

    نعم .. لو جرىٰ هذا الكلام على لسانك لتحررت من العبودية لغيره .. ولكن من الذي يجريه على لسانك .. وماذا قدمت لكي يجريه ؟!.. لا بد أن تبدأ أنت أولاً .. إن الله إذا أراد عبده لأمر هيأه له وأجراه على لسانه فالله سبحانه وتعالى هو الذي ينطق لسانه .. ولذلك قال تعالىٰ : ﴿ فتلقى أدم من ربه كلماـٰت فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ﴾ .. فالله عز وجل هو الذي أجرىٰ على لسان أدم كلمات التوبة ثم مَنَ عليه بقبولها .. فكان الفضل منه أولاً وأخراً .. نعم وفقه للتوبة فتاب .. وقبل توبته .

    أيها الأخوة .. إن القضية تحتاج إلى وقفة كبيرة فالإيمان لا يأتي طفرة .. وإنما له مقدمات وتمهيدات تحتاج منك إلى استعانة بالله وعمل .. اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان قلوبنا .. وارزقنا فهماً في الدين يرضيك عنا .

    إن الذي ينظر في قصة السحرة .. سحرة فرعون مع موسى .. هؤلاء الذين أمنوا في لحظة وتعرضوا لأقصى أنواع التهديد : لأقطعن .. لأصلبن .. لأفعلن .. لأفعلن .. فثبتوا .. وقالوا : ﴿ فاقضِ ما أنت قاضً ﴾ ..

    إن الناظر إلى هؤلاء يظن أنهم حصلوا على الإيمان في لحظة .. لم ينظر لقدر الله كيف عَمِل في هؤلاء السحرة سنين ليعدهم لتلك اللحظة .. لِمَ اختير هؤلاء السحرة بالذات ؟؟.. ولِمَ وُجدوا في هذا المكان بالذات ؟!

    والجواب لأنهم سعوا .. نعم أيها الأخ الحبيب .. إن القضية تحتاج منك إلى سعي .

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس في حلقة من أصحابه فدخل ثلاثة ٌ .. أما الأول : فوجد فرجة فجلس فيها .. وأما الثاني : فاستحيىٰ فجلس خلف الحلقة .. وأعرض الثالث فمشىٰ .. فقال صلى الله عليه وسلم : " أو أخبركم بخبر الثلاثة نفرٍ ، أما الأول : فأوىٰ إلى الله فأواه الله ، وأما الثاني : فاستحيىٰ من الله فاستحيىٰ الله منه ، وأما الثالث فأعرض فأعرض الله عنه " .

    فإن أويت إلى الله آواك .. وإن أعرضت عنه أعرض عنك وطردك وألـقاك . قال تعالىٰ عن يونس عليه السلام ﴿ فلولا أنهُ كان من المسبحين * للبث في بطنهِ إلى يوم يبعثون ﴾ .. مــع إنه نبي .. نعم : فلا أحد عزيز على الله – مهما بلغت منزلته – إن لم يأوي إلىٰ الله .. فائوِ إليه ولا تعرض .

    قال ابن القيم رحمه الله : (( وأيما جهةِ أعرض الله عنها أظلمت أرجاؤها ودارت بها النحوس )).

    إئـوي إلى الله وابدأ .. ابدأ خطوة .. إعمل .. إتعب .. تحرك .. إسعىٰ وسوف يتم عليك بخير .. ومعلوم أن نقطة البداية والإنـطلاق تكون الأشق والأصعب ، وهذا عين الإبتلاء من الله .. جعله البداية عليك ..

    أنت مبتلى بأن تبدأ .. وممتحن بأن تصدق ، فإذا بدأت كما يحب الله أتم لك كما تحب .. والانقطاع سببه البداية الضعيفة .. فإن السائر إن فتر عزمه يعود للوراء لا هو ثبت مكانه ولا هو تقدم .. فأين بدايتك أيها الحبيب ؟.. اعطني الدفعة الأولى واترك الأقساط على الله .
    كُــف عـن الشـكـوى وابـدإِ الـعـلاج



    كثير من الناس ليل نهار ليس لهم هم إلا الشكوى .. التبرج كثير !!.. والمعاصي كثيرة !!.. والفتن !!..

    يقول إسماعيل الهروي : " الزهد في الدنيا .. نفض اليدين عن الدنياً ضبطاً أو طلباً .. وإسكات اللسان عنها مدحاً أو ذماً .. والسلامة منها طلباً أو تركاً " .

    الشاهد الذي نستخرجه من هذا الكلام المهم أيها الأحبة : أن الذي يحب الدنيا يتكلم عنها كثيراً ولو بالذم .. كذلك يعد الرجل مفتوناً بالنساء إذا أكثر من ذكرهن ولو بالذم .. الذي يتكلم عن المال كثيراً ولو بالذم فهو أيضاً مفتون .. ومن هنا فالذي يشتكي كثيراً فهو مفتون .. قال الملك العليم سبحانه .. في أية من الأيات الفاضحة : ( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا ) .. [ التوبة : 49 ] .

    تجد أحدهم يقول : لا أريد أن أذهب إلى الدرس الفلاني لأن هناك نساء وأنا ضعيف !!.. يامفــتــــون ..

    تـقــول له : اخطب الجمعة .. فيقول لك : أخـاف من الـرياء !.. مـفــتون .. عجباً لك !! .. طوال الوقت تتكلم وتقول : " حلال " و " حرام " .. ونصبت نفسك شيخاً .. لماذا عندما تتحمل المسؤلية تخاف من الرياء ؟؟!! اللهم ثبتنا على الإيمان وارزقنا الإخلاص .

    الإمام أحمد كان إذا أعطى موعظة بكى وقال : " يحسبون أن عيني تُقر بكلامي .. كيف وأنا أعلم أن الله سائلي عنه يوم القيامة ماذا أردت به " .. وعلى الرغم من هذا الكلام الخطير .. إلا انه لم يتوقف عن الوعظ .. ولم يقل مثلما يقول الشباب اليوم : أخاف على نفسي من الرياء ..

    إخوتي في الله .. هل تظنون أني أفرح حينما أقول درساً أو أخطب جمعة ؟؟..

    هل يوم القيامة ستكونون جالسين أمامي بهذه الصورة ؟؟

    لا والله .. إن ربي سيسألني : تحركت من بيتك في المنطقة الفلانية إلى المسجد الفلاني في المنطقة الفلانية لتعظ !! لماذا ؟؟

    لأجل الناس أم لأجلي ؟؟

    فماذا أقول له ؟! اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا من أهله .

    كف عن الشكوى وابدأ بالعلاج ... تجد بعض الناس يشكو من الوسوسة وليس به شئ .. ولكنه يظل يقول : الوسوسة .. الوسوسة .. حتى يوسوس فعلاً .. يوسوس بسبب كثرة شكواه ..

    يظل يشكو : الدنيا .. الدنيا .. المال .. المال .. فيقع في الفتنة ..

    ويشكو .. النساء .. النساء .. فيقع في الفتنة .. ولو كف عن الشكوى وبدأ في العلاج .. لكفاه الله هذه الفتنة ..

    إن مصيبة كثير من الإخوة أنهم مشغولون بالزواج وهم غير مهيئين للزواج .. فترى الواحد منهم يمشي في الشارع يراقب ويقول في نفسه : أتزوج هذه ؟؟ أم هذه ؟؟ ... لا بل هذه .. لا لا بل مثل هذه ....

    إذا أردت الراحة – حبيبي - فارفع هذا الموضوع عن تفكيرك .. وعش حياتك الإيمانية كما ينبغي .. ووقت أن تقرر الزواج وتكون مهيأ فتزوج في نفس اللحظة ولا تتأخر .. أما أن تعيش هكذا .. مشتت الفكر .. ممزق القلب .. تشتكي دوماً من هذه القضية .. فلن تنجو من الفتن أبداً .. فأرح دماغك الأن عن هم الزواج طالما أن ظروفك الإيمانية والحياتية لا تسمح .. هذا هو الحل للفتنة .. عدم الهم وعدم الشكوى .. وعدم الضيق والمرض بسببها ..

    بعض الناس يقول : المال .. مالنا نحن وللمال .. المال دنيا .. فكلامه المتكرر هذا عن المال دليل على أنه مفتون بالمال والدنيا .. وفرق كبير بين من يشكو ليعان وبين من يشكو ليتهرب ..

    سيدنا موسى – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – لما قال له ربه : ( إذهب إلى فرعون إنه طغى ) .. [ النازعات : 17 ] .. قال سيدنا موسى : ( ربِ إني قتلت منهم نفساً فأخاف أن يقتلون # وأخي هــرون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي رِدءًا يصدقني إني أخاف أن يكذبون ) .. [القصص: 33-34] .. اشتكى ولكنه طلب العون فأعين .. أعانه الله ووهب أخاه هارون النبوة .. وهذه من البركات .. أن يرزق أحد النبوة .. قال موسى : يارب وأخي ؟؟ فقال سبحانه : وأخوك ..

    ولذلك أريد من كل أخ حينما يرزقه الله الإلتزام .. أريده أن يقول : يارب وأخي .. يارب وأبي .. يارب وأمي .. يارب وأختي .. يارب وجاري وصديقي ........... أدع الله أن يهديهم وانشغل بإصلاحهم وإصلاح نفسك بدلاً من أن تظل تشكوهم وتشتكي منهم فتكرههم ويكرهونك .. ادع الله لهم وكف عن الشكوى .. لينجيهم الله كما نجاك ..


    الرسول صلى الله عليه وسلم لما أرسل الله اليه ملائكة الجبال قالوا له : نطبق عليهم [أي مشركي الطائف ] الأخشبين ؟؟

    قال عليه الصلاة والسلام : " لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله " .. خرج وتعب واستنفذ وسعه .. وأيضاً يدعو لهم ..

    فليس همنا أن يحرق الله الكفار .. همنا أن يهديهم .. فما بالك بأهلك الذين تشكوهم ليلاً ونهاراً .. اللهم اهدِ المسلمين وغير المسلمين يارب ..

    أيها الأخوة .. كفوا عن الشكوى وابدأوا العلاج .. كفاكم شكاوي ..

    فهذا يقول : أنا لا أستطيع القيام للفجر .. وهذا .. لا أقدر على الدعوة .. وهذا .. لا أقدر على كذا .. وهذا لا استطيع كذا .. طالما تشتكي فلن تقوم ولن تقدر ولن تستطيع ..

    الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه الرجل الموسوس وقال له : إن أحدنا ليجد في نفسه ما يتعاظم أن يتكلم به .. فقال عليه الصلاة والسلام : " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة .. إذا وجد أحد منكم ذلك فليقل : أمنت بالله ورسوله .. وليستعذ بالله ثلاثاً ولينته " .. ولينته [ أي لا يفكر فيه مرة ثانية ] ..


    " الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " .... أي أن الشيطان حينما ييأس .. ويخيب في إغواء الرجل .. لا يجد شئ يكيد به سوى هذه الوسوسة .. فهي سلاحه الضعيف .. ولذا قال عليه الصلاة والسلام : " الحمد لله " ..

    وقد قال أيضاً عليه الصلاة والسلام في قطع الوساوس : " اتفل عن يسارك ثلاثاً .. وقل : اللهم ربي لا شريك له " .

    اتفل على الشيطان .. فهذا احتقار له وازدراء وإهانة .. حتى لا يأتيك مرة ثانية .. ولا تعبأ به .. وانما انشغل بالله وحده فقل : الله ربي لا شريك له .. ثم انته عن ذلك .. أي لا تتكلم ولا تسأل أحد ولا تقرأ عن هذه المسألة ولا تبحث عنها .. وانما انته .. لتنقطع الوساوس ..

    إذاً فالعلاج بأربعة أمور :

    1. قل أمنت بالله ورسوله .
    2. استعذ بالله من الشيطان الرجيم .
    3. اتفل عن شمالك ثلاثاً .
    4. اسكت .. التزم الصمت .. لا تشتك .. انته .. أغلق هذا الباب تماماً .


    كثير من الشباب يقول : أبي يعمل كذا وكذا .. وأمي تقوم بكذا وكذا .. وأختي .. وأخي .. والمسجد فيه كذا وكذا .. والإمام يفعل كذا وكذا .. والشيخ قال : كذا وكذا .. ويظل يشتكي .. ارحم نفسك .. ولا تكثر الشكوى .. لا تكثر الشكوى .. وانما اصمت لتستريح وتُريح الناس من همك ومشاكلك .. فالناس بهم ما يكفيهم .. وإنما الراضي من أرضاه الله .. فأرض بالله واشك همومك إليه وحده يكفك ما أهمك .. فهو سبحانه يعلم حالك ..

    إخوتاه .. إن الذين يشكون الواقع لن يغيروه مطلقاً .. بل ولن يتغيروا هم أيضاً .. سيظلون هكذا في وحل الفتنة يقاسون المرارة والكرب طالما أنهم لن يبدءوا العلاج من عند أنفسهم ..

    إن الوصول إلى الله – أحبتي في الله – يحتاج منا ألا نقف أمام المشاكل والهموم مكتوفي الأيدي .. واضعين أيدينا على خدودنا نشتكي إلى كل رائح وغاد .. بل لا بد من التحرك والعلاج .. فعاهد نفسك – أخي في الله – من الأن ألا تشتكي مطلقاً .. كُف عن الشكوى وابدأ بالعلاج .. ليعين الله على الوصول اليه .



    الأصل الثالث : كن واحد لواحد على طريق واحد


    --------------------------------------------------------------------------------

    كن واحد لواحد على طريق واحد



    هذا الأصل هو خلاصة الكلام في السير إلى الله .. والوصول إليه سبحانه وتعالى .. كن واحد لواحد على طريق واحد .. تصل .

    كن واحدًا ما معناها ؟

    إخواني هل تعرفون في زماننا رجلاً بوجهين ؟؟ طبعاً لا تعرفون !!وأنا أيضاً لا أعرف !! فأكثر الناس اليوم بعشرة وجوه .. وليس بوجهين .. بل بعشرين .. بل بمئة وجه .. حتى ذا الوجهين قلما تجده !! فأين المخلص الذي لا يُعرف له إلا وجهُ واحد ؟!

    نعم – إخوتاه – : كثيراً ما تجد إنساناً معك في المسجد .. قدمه في قدمك .. وكتفه في كتفك .. ورأسه بجوار رأسك في السجود .. وتراه يبتهل إلى الله ويبكي ويتضرع .. ويتمتم بأطيب الكلمات .. ثم إذا خرج من المسجد فبوجه أخر .. فتراه ينظر لهذه الفتاة .. ويخاطب تلك الفتاة .. ويشتم هذا ويضرب هذا !! وإذا دخل بيته فبوجه ثالث .. وفي العمل بوجه رابع .. فإذا تعامل مع النساء الأجنبيات فتجده رقيق وطيب ولين بوجه خامس .. وإذا تعامل مع الرجل فبوجه سادس عبوس .. فإذا تعامل مع الأكابر أو من هو أعلى منه اجتماعياً كمديره أو رؤسائه في العمل تجده كالكلب يهز ذيله .. وإذا تعامل مع الأصاغر ومن هم أدنى منه من الفقراء والضعفاء تجده أسد غدنفر .. ثم بوجه تاسع وعاشر و..و..و.. من أنت ؟؟!!؟؟

    من أنت يا عبد وجهه ؟! أي الوجوه وجهك الحقيقي ؟! إلى متى ستظل تخلع وجهاً وتلبس أخر ؟! إلى متى ستظل مخادع غشاش ؟؟!! ألا تعلم أن الله يرى كل هذه الوجوه ؟! يراك هنا ويراك هناك .. يراك الآن ويراك غداً .
    تجد ذا الوجوه إذا مرض فبوجه .. وإذا صح بوجه أخر .. وإذا افتقر بوجه .. وإذا اغتنى وامتلك فبوجه أخر .. تجده إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها .. ويهلك الحرث والنسل .. وإذا رُئس فذليل مهان منافق .. تجد ذا الوجوه لا يستحي من الله وهو يراه .

    من أنت أخي ؟.؟. أجب عن هذا السؤال .. من أنت وأي الوجوه وجهك .. وأي الأشخاص شخصك ، وأي الطرق طريقتك ؟؟ لماذا تعيش بعشرين وجهاً وعشرين لوناً ومئة طريقه ؟!!.. ألا تستحي من الله وهو يراك ؟!

    أخي .. كن واحد .. صاحب وجه واحد .. يمشي بطريقة واحدة .. أخي أي الوجوه أريدك ؟؟ أريد لك وجهَ العبد .. أن تظل عبداً .. العبد الذي يركع ويسجد ويتلو القرآن ؛ ويبتهل ويتبتل لله ويتضرع ، كن هذا العبد في كل مكان وفي أي زمان ومع جميع الناس وتحت أي ظروف وفي كل الأحوال ، كن هذا العبد في البيت مع زوجتك وأولادك .. وكنه في مع الناس في الشارع .. وفي الجامعة مع الشباب والفتيات .. كن عبداً في كل أحوالك .

    أخي إذا جاءتك امرأة متبرجة لتقضي منك حاجة نراك تتعامل معها برقة ولطف .. أرأيت رقتك ؟ أرأيت جمالك ؟ ألا تجعل هذا الجمال وتلك الرقة مع زوجتك ؟. وهي أولى .. لماذا لا تتعامل بمثل هذا مع شريكة حياتك وأم عيالك ؟؟!! نعم العبد : هو الذي يتعامل بالرقة والجمال والحنان والتودد مع الزوجة .. أما الشدة والوجه الغليظ فمع الأجنبية .. هذا هو المطلوب وبهذا تكون عبداً لله .

    أخي في الله .. حبيبي في الله .. إنني أريدك عبداً لله في البيت .. وعبد لله في المسجد .. وعبد لله في الشارع .. وعبد لله في العمل .. وعبد لله وحده هنا حيث يعرفك الناس .. وعبد لله هناك حيث تخلوا فلا يعرفك إلا الله .. فالله الذي يراك هناك هو الذي يعرفك هنا .. فاستح أن يراك على غير ما يعرفك .

    كن واحدًا .. ولا تكن عشرة .. لا تكن اثنين .. كن عبد لله وحده .. ولست أقصد أن تكون دوماً ذليلاً .. بل العبد : على مقتضى العبودية .. في البيت رجل له القوامة والتربية .. وفي العمل تراه مخلصاً وإن لم يره أحد .. وفي الشارع مراقباً لمولاه .

    كن عبداً لله وحده مع الرجال والنساء .. والأغنياء والفقراء .. والصغار والكبار وفي .. ومع الفقراء والأغنياء .. فكن عبداً وضع يديك ورجليك في قيود الشريعة الفضية لتتحرر من العبودية لغير الله .. إلزم الأمر والنهي وكن كما يريد الله .. عش على مراد الله منك لتكون عبداً ..

    فكن واحداً : أي كن عبداً .

     
  3. #3
    اسراء is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    09 / 08 / 2005
    الدولة
    المنصوره ___مصر
    العمر
    38
    المشاركات
    1,008
    معدل تقييم المستوى
    1251

    افتراضي مشاركة: أصول الوصول إلى الله تعالى

    كن عبداً لله وحده مع الرجال والنساء .. والأغنياء والفقراء .. والصغار والكبار وفي .. ومع الفقراء والأغنياء .. فكن عبداً وضع يديك ورجليك في قيود الشريعة الفضية لتتحرر من العبودية لغير الله .. إلزم الأمر والنهي وكن كما يريد الله .. عش على مراد الله منك لتكون عبداً ..

    فكن واحداً : أي كن عبداً . _______ مشكوره اختى وتحياتى ليكى

     
  4. #4
    اسراء is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    09 / 08 / 2005
    الدولة
    المنصوره ___مصر
    العمر
    38
    المشاركات
    1,008
    معدل تقييم المستوى
    1251

    افتراضي مشاركة: أصول الوصول إلى الله تعالى

    كن عبداً لله وحده مع الرجال والنساء .. والأغنياء والفقراء .. والصغار والكبار وفي .. ومع الفقراء والأغنياء .. فكن عبداً وضع يديك ورجليك في قيود الشريعة الفضية لتتحرر من العبودية لغير الله .. إلزم الأمر والنهي وكن كما يريد الله .. عش على مراد الله منك لتكون عبداً ..

    فكن واحداً : أي كن عبداً . _______ مشكوره اختى وتحياتى ليكى

     
  5. #5
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    38
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12806

    افتراضي مشاركة: أصول الوصول إلى الله تعالى

    شكرا اختى المحبوبه اسراء وشكرا لمرورك الكريم[Unload]سررت بمرورك الكريم على موضوع تحياتي لك ا[/Unload]

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك