القضاء والقدر
الحمد لله خالق المخلوقات والصلاة والسلام على سَـيِّــدِ السَّـادات محمَّـد بن عـبدالله النبيّ القرشـيّ العربـيّ وعلى ءاله وأصحابه وسلم تسليما كـثـيـرًا اما بـعــد
الايـمان بالقـضــاء والقـَـــدَر
معـنـى القـَــــدَر :هـو تـدبـيـرُ - اي الايـــجـاد - الأشـياء عـلى وجـه مُـطابـق ٍ لِـعِـلـم اللهِ الأزلــيّ ومـشـيـئـتِـهِ الأزلــيـّـة فـيُـوجـِـدُها اللهُ فـي الوقــت الـذي عَـلـِــمَ أنـهـا تـكـون فــيه فـإيجـاد الله الأشـيـاء عـلى حسـب مـا سـَـبَـقَ فـي عـلمـهِ الأزلـيّ وإبـرازهـا في الوجـود عـلى حسـب مشيـئـتِـهِ الأزلـيـة يُـسَـمَّـى قـَــدَرًا ويُـقالُ بعـبارةٍ أخـــرى القـَـــدَرُ هـــــو جَـعْــلُ كــلِّ شـــىءٍ عـلى مـا هــو عــلـيـهِ
وليُـعْــلـَـم أنَّ القـدَرَ يُـطـلـَـقُ ويُـرادُ بـهِ صِـفـة ُ اللهِ أي التـَّــدبــيـر وهـي صفـة ازليـَّـة ابــدِيَّـة كـَـكـُـلِّ صـِـفات الله عَـــزَّ وجـَـــلَّ
ويُـطـلـَـقُ القـَــدَرُ ويـُــرادُ بــهِ المَــقـْــدور أي الـمـخــلـوق وهـذا المقـصـود بحــديث جــبـريـل عـلـيـه السـلام وفـيـه وأنْ تـُـؤمِـنَ بـالقـَـــدَر خـَــيـرهِ وشــــرِّهِ لأن المـَـقـــدورَ هــو الـذي يُـوصـَــفُ بالخـــيـر والشــــرِّ أمـَّـا فعــلُ اللهِ كــلـُّـهُ خـــيـر ولا يـُــوصـَــفُ بالشــــــــــرّ
خـلـقُ اللهِ للشـــــــــرِّ لـيـــس شـــــــــــرًّا مــن الله أما فِـعـلُ العــبـدِ للـشــــرِّ فهـذا شــــرٌّ مـن العـَــبـدِ لأن العِــبادَ مأمورون بالخــير ومنهـِــيُّــون عـن الشــرِّ
فالظــلمُ يـقـعُ مِــن العِــبـاد فـمـن خـالـَـفَ مـا أمَــرَ اللهُ بــهِ فـهـو ظالــمٌ ويـَـســتـحيـلُ الظــلـم مـن اللهِ لأن الله لا ءامِــرَ لــه ولا نـاهـِــيَ لـــه فـلا يُـتـَـصَــوَّرُ مــنهُ الظـلم
قـال الله تـعـالـى وما ربك بظلام للعبيد وقال تعـالـى إنَّ اللهَ لا يَــظـلم مثـقال ذرَّة
اذن الظـلم هــو مُـخـالـَـفـة مَـن لــه الأمــرُ والنـهــيُ ، والله تـعـالـى لا ءامِــرَ لــه ولا نـاهـِــيَ لـــه فـلا يُـتـَـصَــوَّرُ مــنهُ
اللهُ تـعـالى خـالقُ الخـير وأمَـرَنـا بالخــير ويُحِــبُّ مِـن اعـمالِـــنا الخــير وشــاءَ الخــير ، فالخـيرُ بخـلق ِ الله وتـقـديرهِ ومَــحَـبـَّـتـهِ وبعـلــمِ الله وبــأمـر الله سبحانه
واللهُ تعـالى خـالـِــقُ الشــرّ وشــاءَ الشــرّ وقـَــدَّرَ الشـــرَّ ونـهـانـا عـن الشــرّ ولا يُـحِــبُّ مِـن اعـمالِـــنا الشـــرَّ
قـالَ بعـض العــلـماء لـو شـــاءَ اللهُ أنْ لا يُـعـصـى مـا خـَـلـَـقَ إبـلـــيـس
قال اللهُ تعـالى ومَـنْ لـمْ يـَـجْـعـَـل ِ اللهُ لـهُ نـورًا فـمَـا لـهُ مِـنْ نـــور
ومـعــنـى القـضـــاء أي الـخـَــلـْــقُ أي انَّ اللهَ يـخـلُـقُ مـا يـشــاءُ فـيُـبـرزُهُ مـنَ العَــدَمِ إلـى الوجـــود
قـالَ اللهُ تعـالـى فـقـضــاهُـــنَّ ســبـعَ ســمـواتٍ . أي خـَـلـَـقـَـهُــنَّ
مـن كان مؤمِـنـًـا بالقرءان الكــريــم فــلـيَــقِــف عـند قــولـه تـعـالـى لا يُسـْــألُ عَــمَّـا يَـفـْـعَـلُ وهُــم يُـســألــون
فـلا يُــقـالُ كـيـف يُـعَـذبُ العُـصـاةَ عـلى معـاصـيـهـم التـي شـــاءَ وقـوعـَــهـا مـنـهـم فـي الآخــــرة
الله تعالى لا يُسـْــألُ عَــمَّـا يَـفـْـعَـلُ وهُــم أي العِـبــاد يُـســألـون ، فـــلا يجـــوز أنْ نـقـــيـسَ اللهَ عـلى أنـفـُــسِـــنـا ، نحـن نتـصـَـرَّفُ بــما أذِنَ بـهِ الشـــرعُ فــإذا خـرجــنا عـن ذلكَ الإذن ِ تـكــونُ عــليــنا مسئـولـِــيَّـة ٌ ،
أمـَّـا اللهُ تعـالـى فــلا يـَــتـوَجـَّــهُ إلـــيـهِ أمْـــرٌ ، لا يُــقـالُ كــيـف يُـعَــذبُ اللهُ العُـصـاةَ عـلى المَـعاصــي التـي شـــــاء وقـــوعَـــهـا مـنـهـم بــــــــــــإخـتِــيـاره ـِـــم فمـن قـــال هـــذا يُــعَــدُّ مُـعـتـَــرضــــًـا عـلى اللهِ ، والمُـعـــتـَـرضُ عـلى اللهِ كــــــــــــــــافـِـــر ٌ، فـَــربـُّـــنا لا يُـســـألُ عــمـَّــا يـفـعَــلُ ، أمَّــا غـــيـرُ المــؤمِـــن ِ فـيـُــقـالُ لــهُ اللهُ يَـتـَــصَــرَّفٌ فــــي مِـــلـْــكِـــهِ الــذي هـــو يَمْـلـِــكـَــهُ حـقــيـقـَــة ً لا مَـجــازًا ، فكـــيـفَ يـُــعْــتـَــرَضُ عـلـيــهِ
وأمـَّــا إذا أرادَ واحِـــــدٌ أنْ يـَــفــهَــمَ الحِـــكـــمَــة َ لـِــيَــرُدَّ عــلى المُـفـــســـديـــــنَ ولــيــسَ إنـكـــارًا فــقــالَ لـمـاذا شـــاء اللهُ كـُـــفـْــرَ الكافــــــريـــنَ وقــد كــتـبَ أنـَّـهـُــم يَــدْخـُــلــونَ جــهـَــنـَّــمَ خـالــــــــــــدين فــيـهـا فـلــيـْـــسَ حـــــــــــــــــرامـًـا
قــالَ اللهُ تعــالــى وتلكَ حُـــــدود اللهِ فــــــــلا تـَـعْــتـَـدوهــــــــــ ا
قـال الله تعـالــى لا يُـكـَـلـِّـف الله نفسـًا إلا وُسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت
هـذه الايـة الكريـمـة فـيـها تـرغـيبٌ وتـرهِـــيـبٌ أي لــهـا ثـــواب ما كـسـبـت من الخـــير ، وعـليـهـا وزر مـا اكـتـسَبَـت من الشـــرّ وفي الاية لها - وعليها ، على الفعلين ليفيد أن ذلك لها لا لغـيـرهـا ، وعـليـهـا لا عـلى غــيـرها
قـال الله تعـالـى وخلـَـقَ كـلَّ شـــىء فـقـدَّرَهُ تـقــــديـــــرًا
ويقـول ســبـحـانــه ونفــس ٍ ومـا سَــوَّاهـا فـألهـَــمَــهـا فـُـجـورَهـا وتـقـــواهـــا
المعـنـى أنَّ كلَّ مـا يَـعْـمَـلُ العــبادُ من حركات وسكنات حتى النوايــــــــــــا والقصــود تكون عـلى حـسَـب مشيـئـةِ اللهِ الأزليـَّـةِ وعِـلـْــمِـهِ وتقـــديــرهِ ثم جــزاؤهـم على الحسنات الثـــــواب وعـلى السَّــيـِّــئـات العِـقـاب فاللهُ تبارك وتعـالى هـو الذي يُـلـهـِــمُ النفـــوسَ فجـورَها وتقـــواها ، أي أنه لا يكون شــــىءٌ من أعمال العِــبـادِ خيــرهـا شـَــرِّهــا الا َّ بـخـلـْــق ِ اللهِ تعـالى فـيهـم ذلك
فإذن كـل أعـمال العِــبـاد خـَــلـقٌ لله تعـالـى وكـسْــبٌ للعِـــبـاد ، أي نحن نـُــوَجـِّــهُ إلـيـها القـَـصْـــدَ والإرادَةَ والقـُـــدْرَةَ التـي هـي حادِثـةٌ مخلــوقـة فيــنا، وأمـَّـا حصــولُ ذلك الشـــىءِ ووجـُــودُهُ فهــــــــــــــــو بخـــــــلـْـــق ِ اللهِ ، قـال تعـــالـــى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت
والمعـــنـى أنَّ العِــبـادَ يُــثـابــون عـلى كسـبـهـِــم للحسـنات ويُـعـاقـــبـون عـلى كســـبــهـم للسـيـِّـــئـات
فـــإثــابــةُ الطـــائــعــيـنَ فــضـْــلٌ مــنَ اللهِ وعِـــقــابُ العــاصــــيـن عَــــــــــــــــــــدْل ٌ مِــنَ الله تعــالــى
فـــإنْ قــال قـــــــــــائــلٌ : اذا كـان اللهُ شـــــــــــــــــــاءَ لـَـــنـا أنْ نـفـــعـلَ كــــذا مِـن الكـُــفــر والمعــاصــــــــي فمــاذا نـفــعـــل ؟؟؟
فالجـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــوابُ أنْ يُــــقـالَ :
المُـسـقــبَــلُ غـَـــيـبٌ عـَــنـَّــا، مـا بعـــد هــذه اللحــظــة غــيـبٌ عـــنـَّـا ، والذي عـلــيـنا أن نــسـعى لأنْ نــكــونَ قـائمــيـن بحــقـــوق اللهِ تعـالـى وحقـــوق عِــبـادِهِ التــي أمرنــــــــــــا بــهـا ، ونـعـتـَـقِـــدُ فــي الـوقــتِ نـفــسـِــهِ أنـــــهُ إنْ كـانَ اللهُ عَــلِـــمَ وشـــاءَ أنـَّــنا نـســعـى للخــيـرات كان ذلك عــلامــة ً عـلى أنـّـــنا مِـن الذيــن شـــاءَ اللهُ لـهـم أنْ يـكــونــوا مـن أهـــل النـعـــيــم المُــقــيـم فـــي الآخـِــــرَةِ ، وإنْ لــم يَـتـَـيَــسَّــرَ لــنا ذلــــك فـلا نـكـونُ مــن اؤلـــئــك فـلا نســتحـِـــقُ ذلــك بـل نـخـشــى أنْ نــكـــونَ مـن الـذيـن أرادَ اللهُ بـِـهِـــم أنْ يـــكــونــوا مِـنْ أهــل العـَــذاب المُــقــيـم ، كـما أنَّ الانــســانَ يَـبْـــذرُ البـَــذرَ وهـو لا يَـعْــلـَــمُ عِــلْـــمَ يَــقــيـن ٍ أنـهُ يُــدْركُ مَـحصــولَ هــذا الــزرعِ فـــإمـَّــا أنْ يـمــوتَ قــبْــلـَــهُ وإمـَّــا أنْ تـَـحْــدُثَ ءَافــــة ٌ وعـاهـَــة ٌ لـهـذا البـِـــــذر ِ فـَـتـُـتـْــلـِــفـَــهُ وتـُـفـْــسِـــدَهُ فـلا يـُــدركُ الإنـتـفــاعَ بــهـــذا الـــزرع ، إنــمَّـا نــشـْــرَعُ فـيــهِ عـلى الأمـــل أي عـلى إحـْــتـِــمــال ِ أنـَّــنا نـَـعـيــشُ حــتـى يَـنـْــبُــتَ هـــذا البــــذر ونـُــدركـَــهُ فـَـيَـصــيرٌ حـَــبـًّـا قـــوتــًـا أو ثِــمــارًا يُــنـْـتـَــفـَـعُ بــهـا ، كـــذلك أحَــدُنــا إذا أصـــيـبَ بـمَـرَض ٍ يـَـتـَــداوى عـلى الأمــل لا يَـقــطـَــعُ بـــأنـَّــهُ يـَــتـَـعــافـــــــــــ ـى بـهــذا الــدَّواء بــل يـَــقـولُ يَـحْــتـَــمِــلُ أنْ أتـعـافـــى بــهِ ، وهـــــــــــــــــــــــ ـذهِ أمــــــــــورُ الآخـــــــــرَةِ كــــــــــذلــك .
عــواقِـــبُ الأمــور عــنـَّـا مَــســتـورةٌ مَـحْــجـوبَــةٌ إنــمَّـا نـَـعـلـَــمُ مـا حَصَـلَ قــبـل هـــذا فـنـقــولُ هــذا حـصـَـلَ بـمَـشــيـئَــةِ اللهِ أمـَّــا مـــا لــــمْ يـَــقـَـــع بَـعـْــدُ فـــإنـَّـهُ غـــيـبٌ عــنـَّـا ، وكـــمـا لا يَـجــوز للإنــســان أنْ يَـقــعُــدَ ويَــقــولُ مـا قـَــدَّرَ اللهُ تعــــالــى لا بـُــــدَّ أنْ يَـصِـــلَ إلـــى جـــوفـــي ولا يَــسـعـى بــوَجـْــهٍ مــنَ الوجـــوهِ فـي طـَـلـَــبِ القـُـــوتِ بــل يُــعَــرِّضُ نـفــسَــهُ لِـلــتـَّــلـَــفِ بــالجــــــــــوع ، كــذلـك لا يَــجــوزُ أنْ يَــقــولَ الإنــســانُ أنــا إنْ كــانَ اللهُ كـَــتـَــبَ أنــي سَــعــيـدٌ لا بُــدَّ أنْ أكــونَ سـَــعـــيــــــــــدًا وإنْ كــانَ كـَـتـَــبَ لــي غــــيـرَ ذلـــك لا أكـــونُ سـَــعـــيـــــدًا ثــمَّ يـَــقــعُـــدُ مِــنْ غـــيـر أنْ يَـــســـعـى لأنْ يـــــكــونَ مـن أهْـــل ِ النـَّــجـــــــــــاة .
ثـــــمَّ يُــقـــالُ : فِــعْــلُ اللهِ لا يُــقـاسُ عــلى فـعــل المَــخـــلـوق ، أمَــامَـــنـا أمْـــرٌ يُـــوافِـــقُ عـليــهِ المُــؤمـــنُ والمُــلــحِـــدُ وذلك الإنــتِــفــاعُ بــهـــذهِ البـــهـائـــم ، هــذهِ البــهائــمُ خـَــلـْــقٌ كـــما أنـَّــنا خـَــلْــــقٌ ، هــي تـَـحِــسُّ باللـَّــذةِ والألـَـــمِ كــما أنـَّــنا نـُــحِــــــسُّ باللـَّـــذةِ ، فـَــهَــل يَـعـتـَــرضُ أحَــدٌ مِــنـَّــا عـلى ذبـْـــحِ هــذه الذبــــــائــح لـلانـتِــفــاعِ بــها هـَــلْ هـــو مَـحَــلُّ إعـْـــتِــراض ٍ ؟؟؟؟؟؟ هـل يَــقــولُ أحــــدٌ مِــنـّـا أو مِــنـهـُــم : هـــذهِ البــهـائـِـــم لــهـا أرواحٌ كــما أنَّ لـــنـا أرواحـــًـا وتـُـحِــسُّ بـألــم ٍ كـما أنـَّــنـا نُــحِـــــسُّ بــــألـَــم ٍ فـــاذاً لا يَــجــوزُ لـــنا أنْ نـقــضــي عـلـيـهـا لِـلـوصــول ِ إلـى لـَــذاتِـــنـا، فـيُــقـالُ لــهُــم : كمــا أنــهُ لا اعْــتِــراضَ لـكـُــم فــي هـــذِهِ لـــيْــسَ لــكـُــم اعْــتِــراضٌ عـلى أنَّ اللهَ تـــبـارك وتــعــالـــى يـُـــوَفـِّـــقُ مَــنْ يَــشـــاءُ ويَـخـــذلُ مَــنْ يـَـــشـــاءُ فـيـَــكــونُ الــذيــنَ وفـَّــقـَــهُــم مِـنْ أهـــل ِ النـعـــيــم المُـقـــيـم فــي الآخـِـــرَةِ ويَــكــونُ الـــذيـــنَ لـــــمْ يُــوَفـِّــقـْـــهـُــم بــل خـَــذلـَــهُـــم مِـنْ أهــل ِ العَــذاب المُــقــيــم . ولـْــيَــعْــلـَـــمِ العـــاقِــــلُ أنَّ أمْــرَ الـــدِّيـــنِ لا يـَــتـِـــمُّ الا َّ بالتـَّــسْـــلـــيـمِ للهِ أمـَّــا أنْ يُـــقــاسَ الخــالِــــقُ عـلى المَــخْــــلـــوقِ فـــهـذا ضـَــلالٌ وخـُــسـْــران.
يَـقــولُ اللهُ تعـالـــى ولـَــو أنــَّـا أهْــلـَــكـْـــناهـُــــ م بـِــعَـــذابٍ مِــنْ قـَــبْــــلـِـــهِ لـَــقــالـــوا رَبـَّـــنـا لـَــولا أرْسـَــلـْـــتَ إلـَــيْـــنـا رسُــــولا ً فـَــنـَــتـَّــبـِـــعَ ءَايــــاتـِــكَ مِــنْ قـَــبـْــل ِ أنْ نـَــــذِلَّ وَنـَـــخـْــــــــــــــ ـزى ســورة طـــه ءاية 134
لــو كان اللهُ لـمْ يـَـبـعَــثِ الرُّسـُـــلَ إلـى عِــبـادِهِ لِــيُــبَــيـِّـــنــوا لـهـم مـا هـو الخــيـرُ وما هـــو الشـــرُّ ثــم عـاقـَــبَــهُـــم عـلى عَـمَـلـِــهـِــم السـُّـــــوءَ لـَـقـالوا : لولا أرسلـت اليـــنا رســــولا ً أي لِــمَـا لــم تـُــرسِـــلْ إلــيـْـــنـا رســـولا ً نـَـتـَّـبـِــعـُـــهُ ، فـقـَـطـَــعَ اللهُ عـلـــيـهـم العُـــذرَ بــأنْ أرسـَــلَ الأنــبـِــيــاءَ ، فالأنــبــيــاءُ وظـيـفـَـتـُــهـُــم أنْ يُــبَــيـِّــنــوا مـا حـَــرَّمَ اللهُ ويُــبَــيـِّــنـــوا مـا هـو فـــرضٌ عـلى العِــبـاد مَـطــلـوبٌ مــنـهــم طـَــلـَــبـًـا جــازمـــًـا أنْ يَــفـعَــلـــوهُ ، هـــذهِ وظـيـفـــةُ الأنــبــيــاءِ ، ثــم اللهُ لــو لـم يُــرسـِـــل رُسُــــلا ً فـعـَــذبَ مَــنْ شــــاءَ لـــم يـَـــكـُــنْ ظـــــالِـــمـًـــا لـكِــنـَّــهُ أرْسـَـــــلَ الــــرُّسُــــلَ فـقـطـَــعَ العُــــذرَ عـــلى الكـــافـــريـــن
لو أنَّ اللهَ خـَـلـَــقَ الخـَــلـْــقَ وأدْخـَــلَ فــريـــقـًــا الجــنــةَ وفـــريـــــقــًـا النـــــــــــــارَ لِــســـابــِـــق ِ عـِـــلـْــمِـــهِ أنــهُـــم لا يُـــؤمـِــــنــونَ لــكانَ شـــأنُ المُـــعَــذبِ مــنهُــم مــا وَصَــفَ اللهُ بـقـــولـِــهِ ولـَــو أنــَّـا أهْــلـَــكـْـــناهـُــــ م بـِــعَـــذابٍ مِــنْ قـَــبْــــلـِـــهِ لـَــقــالـــوا رَبـَّـــنـا لـَــولا أرْسـَــلـْـــتَ إلـَــيْـــنـا رسُــــولا ً فـَــنـَــتـَّــبـِـــعَ ءَايــــاتـِــكَ مِــنْ قـَــبـْــل ِ أنْ نـَــــذِلَّ وَنـَـــخـْــــــــــــــ ـزى ســورة طـــه ءاية 134
مواقع النشر (المفضلة)