أحوال المحبين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم :
عن أنس رضي الله عنه قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم- والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه، ما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل.
خرج بلال رضي الله عنه يوماً بوضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا بالناس يتدبرون ذلك الوضوء فمن أصاب منه شيئا ً تمسح به ومن لم يصب أخذ من بلل يد صاحبه، ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام الناس وجعلوا يتمسحون بيده، فكانت لهم أبرد من الثلج وأطيب من ريح المسك.
لما أخرج أهل مكة زيد بن الدثنة - رضي الله عنه - من الحرم ليقتلوه فقال له أبو سفيان بن حرب: أنشدك بالله يا زيد أتحب أن محمدا ً الآن عندنا نضرب عنقه وأنك الآن في أهلك، فقال زيد: والله ما أحب أن محمدا ً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة وإني جالس في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا ً من الناس يحب أحدا ً كما يحب أصحاب محمد محمدا ً.
لما كانت ليلة الغار قال أبو بكر - رضي الله عنه: يا رسول الله دعني أدخل قبلك فإن كان حية أو شيء كانت لي قبلك، قال - صلى الله عليه وسلم : " ادخل" فدخل أبو بكر فجعل يتلمس بيديه كلما رأى جحرا ً أخذ بثوبه فشقه ثم ألقمه الجحر، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع . فبقي جحر فوضع عقبه عليه، ثم أدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
لما كان يوم أحد وقد انهزم عنه الناس وقف أبو طلحة بين يدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحميه بترس له، فأشرف النبي يريد أن ينظر إلى القوم فقال له أبو طلحة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك.
في أحد أيضا ً كان شماس بن عثمان المخزومي - رضي الله عنه - لا يتلفت رسول الله يمينا ً ولا شمالاً إلا رآه أمامه يزود عنه بسيفه، حتى غشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فترس بنفسه دونه حتى استشهد رحمه الله . وترس عنه أبو دجانة أيضا ًبنفسه فجعل النبل يقع في ظهره وهو منحن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كثر فيه النبل.
روي أن امرأة من الأنصار(من بني دينار) قتل أبوها وزوجها وأخوها يوم أحد ، فقالت: ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قالوا: خيرا ً هو بحمد الله كما تحبين، فقالت: أرونيه حتى أنظر إليه، فلما رأته قالت: كل مصيبة بعدك تهون .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما ً للرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيده -: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شئ إلا نفسي، فقال: " لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عمر".
كان ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شديد الحب له، قليل الصبر عنه، أتاه يوما ً وقد تغير لونه، والحزن باد على وجهه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " ما غير لونك؟" فقال: يا رسول الله ما بي مرض أو وجع غير أني إذا لم أرك استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك.
كان أسيد بن حضير - رضي الله عنه - يوما ً يحدث القوم ويضحكهم ، فيضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويغمزه بيده الشريفة في خاصرته استحسانًا لما قال، فقال أسيد: أوجعتني!!..فأجابه النبي - صلى الله عليه وسلم: " اقتص" فقال: يا رسول الله عليك قميص ولم يكن علي قميص، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قميصه فقام أسيد واحتضنه وجعل يقبله وهو يقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا.
لما أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت أبي أيوب الأنصاري، كان يصنع له العشاء وينتظر حتى يفرغ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأكل منه هو وزوجته، متيممين موضع يده ابتغاء بركته - صلى الله عليه وسلم.
كان أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه شديد الحب والحرص على رسول الله ، فحين رجع - صلى الله عليه وسلم - من غزوة خيبر ومعه أم المؤمنين صفية، رضي الله عنها وقد كانت يهودية أسرت ثم أعتقها الرسول -صلى الله عليه وسلم - وتزوجها فبات أبو أيوب تلك الليلة كلها متوشحًا سيفه يحرس الرسول ويطوف بقبته خوفا ً منها (أي أم المؤمنين).
بعد أن ذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى، أبى بلال أن يؤذن لأحد بعده، وقد توسل المسلمون إليه مرة أن يؤذن لهم، فلم يكن ينطق أشهد أن محمدا ًرسول الله حتى يختفي صوته تحت وقع أساه، وتغلبه دموعه وعبراته، وقد بكى الصحابة يومها كما لم يبكوا من قبل.
أصاب خالد بن الوليد - رضي الله عنه - في حجة الوداع شعرات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فجعلها في قلنسوة له وأصبحت هذه القلنسوة لا تفارقه أينما ذهب.
كانت أم سليم رضي الله عنها ترقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى ينام، ويعرق على بساط لها فتسرع لجمع قطرات هذا العرق الشريف، فتمزجه في طيبها، تبتغي بذلك بركته - صلى الله عليه وسلم.
روى أبو هريرة -رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" البخاري.
من علامات محبته النبي صلى الله عليه وسلم
1- الإقتداء به والتخلق بأخلاقه وحب سنته والعمل علي تطبيقها.
2- حب آل بيته وصحابته .
2- نصرة دين الله بالقول والفعل.
3- كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
4- كثرة الشوق إلى لقاءه.
5- العمل على إحياء سنته و قراءة سيرته وأحاديثه والاهتداء بها.
6- الدعوة إلي الله علي بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة مهتدين بسنته.
منقول
مواقع النشر (المفضلة)