بسم الله الرحمن الرحيم
(( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ))
معقول أن أموت ؟ غير معقول .. إنني مازلت صغيرة على الموت
أنا في الرابعة والعشرين من عمري فقط
لاشك أنني أحلم .. أكيد سوف سيأتي الطبيب الآن ..
أكيد سوف يأتي.. أريد كأسا من الماء لقد جف ريقي ..
لماذا لايرد علي أحد ؟ أبي .. أمي .. لماذا لا يسمعني أحد..؟
أنا أسمعك.. ولا أحد غيري يسمعك
أنت... أين أنت ؟ ومن أنت؟
أنا قرينك .. أنا الشيطان000 بكل روعته وجماله
أعوذ بالله منك ما هذا المزاح .. لابد أن هذا كابوس وسوف أصحو منه
أعوذ بالله ؟!.. أعوذ بالله ؟! الآن ..
الآن تذكرينها ؟!! لماذا لم تذكرينها طوال حياتك ؟
لماذا لم تذكرينها عند نزواتك؟
الآن وأنت في سكرة الموت ..
موت .. أي موت ؟ .. إنني مازلت صغيرة على الموت
ومنذ متى يعرف الموت صغير أو كبير ؟
إن الموت لا يعرف إلا الأجل
(( فإذا جآء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون ))
الآن أرتاح منك بعدما أنهيت مهمتي
مهمتك!! ماهذا الذي تقول.. ما هي مهمتك ؟
مهمتي التي بدأت منذ خلق الله عزوجل آدم
يوم أقسم إبليس بأن يغوي بني أدم
ومنذ ذلك الحين وانقسم الخلق إلى حزبين .. حزب الله وحزب الشيطان
ويحك ما هذا الكلام الذي تقول ؟
هل هو كلام جديد عليك ؟
أعذريني إنه خطأي فقد عودتك على سماع الأغاني وكل حرام
أعوذ بالله منك .. أنا من حزب الله
أنا.. أنا أفضل من غيري كثيرا
أنا أفضل من غيري .. أنا أفضل من غيري
ما أجملها من جملة أعلمها لأمثالك ..
أنظري .. اللذين في جهنم في الطبقة الرابعة يقولون نحن أفضل من غيرنا أهل الدرك الأسفل..
وكلهم في النار..كلهم في ضلال ولا فرق بين ضلال بعيد وضلال قريب
ولكن أنا ليس لي ذنوب أنا مسلمة ..أنا مسلمة أنا ذنوبي صغيرة
لا يا رفيقة العمر إن ذنوبك عظيمة ولكني كنت أصغرها في عينيك وأزينها وأهونها
(( فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم ))
وما كان لي عليك من سلطان إلا أن دعوتك فاستجبتي لي وأنا أزين الحرام ..
مثلا. الطبيب يعالج والمدرسة تدرس وأنا عملي أزين الحرام لابن آدم
أعمل بهذا منذ فجر الإنسانية.. أمنيك.. ألهيك .. أنسيك..
أجعلك تسوِّفين في كل توبة ..إنك تطلبين الجنة مرة وأنا أطلب لك النار ألف مرة
(( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ))
وما ذنوبي يا رفيق الشؤم ويا عشرة الندامة
أولها وأكبرها وأحبها إلى قلبي ترك الصلاة .. أنا جعلتك تؤخرينها ..
أنا جعلتك تؤجلينها .. ثم جعلتك تهملينها .. ثم أنا جعلتك تتركينها
إلى أن مات قلبك إن العهد بين المسلم والكافر الصلاة فمن تركها فقد كفر
وياله من إنجاز
لعنة الله عليك وهل لك غير هذا عندي ؟
غير هذا كثير وكلا منها يكفيني
أتحداك لو أن لي غيرها.. مع أنها الطامة الكبرى
مهلا .. مهلا.. قتل الإنسان ما أكفره ..
سوف تموتين وأنت مسجل عليك أنك زانية أكثر من مئة مرة
أتحداك .. في حياتي كلها لم أعرف رجلا أبدا
صحيح ولكن.. ألم تخرجي في يوم كذاإلى السوق متعطرة بعطرك الثمين ؟
نعم وماذا في ذلك ؟
لقد شم عطرك فلان .. وفلان .. وفلان.. ألم تعلمي بأنه أيما إمرأة
خرجت متعطرة فشم الناس عطرها فهي زانية
ولكنه مجرد عطر
(( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ))
أتريدين المزيد فوق هذا ؟
وما المزيد فوق هذا ألا يكفي ؟
لايكفي أبدا .. أنا لا أريد لك دخول جهنم فقط بل أريدك في الطبقات السفلى منها
لعنة الله عليك ..لعنة الله عليك.. ما أشد حقدك على ابن آدم.
وماذا جنيت أيضا؟
عليك إثم فلان .. وفلان .. وفلان .. والقائمة طويلة
كذبت فأنا لا أعرف منهم أحد .. فكيف أحمل إثمهم ؟!!
معقول .. معقول .. ما أشد نسيانك ؟
أنسيتي يوم كذا... ويوم كذا ... خرجت بعباءه ضيقة... متمايلة... متبرجة ..
ويومها حلت عليك اللعنة في السماوات والأرض
وفتنتي فلان .. وفلان من عباد الله عزوجل
وفتنتهم بك من نظرة إليك بل أفسدت توبة بعضهم
وطبعا لك ذنوبا مثل ذنوبهم
ما أشد حساب الله عزوجل .. أنت نار أنا أشعلتها ...
أنت سهم أنا رميته أصيب بك عباد الله
لا... سأنطق الشهادة لعلي أموت عليها
(( حتى إذا جآء أحدهم الموت قال ربي ارجعون ))
إنها أقدم كلمة سمعتها من أمثالك ... هيهات هيهات لو كان قبل اليوم
ولكنها الآن أثقل من الجبال على لسانك ... أتحداك أن تنطقينها
آن الأوان لكي نفترق لقد صاحبتك منذ صغرك وذهبت معك كل مكان إلا القبر
فاذهبي إليه وحدك
وليظلم عليك وحدك وليضم عليك وحدك
لعنة الله عليك أفسدت علي الدنيا والآخرة
ألا إنهم قادمون.. ألا إنهم قادمون
من ؟..من ؟ .. أهلي ..أهلي
ويلك هذا يوم لاينفع فيه الأهل ..انظري جيدا إنهم الرعب بعينه
إنهم ملائكة العذاب معهم حنوط من نار مآ أنتن ريحه ..
ألم يكشف عنك غطآءك بعد
(( فكشفنا عنك غطآءك فبصرك اليوم حديد ))
إنهم يقولون اخرجي أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب وسخط من الله عز وجل
(( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملآئكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون ))
خاتمة
أختاه واحد سنتيميتر من قلبك فقط 000اجعليه لله...
ساعة واحدة فقط من وقتك من يومك للصلاة ...
أختاه من يكون معك في كل وقتك ؟
ومن تلجئين إليه في كل أمرك؟
من سيكون معك عند وفاتك ؟
من سيكون معك في قبرك
أنت والظلام وهو ؟
من يكون معك في المحشر ومن سوف يكون معك هناك على الصراط
هناك فوق جهنم وهي تحتك تستعر000 ويملأ أذنيك صوتها00
وصوت من يصرخ فيها .. وهي تشتاق إليك ؟
هناك الله وحده وسوف تنادين 000يارب وما أحلاها من كلمة 000
لو كانت في الدنيا لو تعرفتي على الله عزوجل والله لتعيشين في سعادة000
هل الملتزمين والملتزمات يعيشون في حزن وشقاء اسأليهم ..
والله إنني أعلم أناس إذا جاء الليل خرجت منهم الأهات شوقا لله
ويمنون أنفسهم بالنظر إلى جمال وجهه يوم القيامة
أختاه ألا تعلمين أن الله عزوجل مشتاق إليك ..إلى توبتك نعم أنت000
فلانة بنت فلان الله بجلاله وحنانه مشتاق إليك000
إلى متى قسوة القلب هذه على الله
لو علمتي مدى شوقه إلى توبتك وفرحه برجوعك لذوبتي إليه شوقا..
والله لتذوبين شوقا إليه ولا تعجبي وأعلمي أنه بينك وبينه توبة
أربعة حروف... فقط... أربعة حروف وتدخلين دنيا لم تدخلينها من قبل 000
دنيا عجيبة000 ولا تملي توبي ثم توبي ثم توبي وابدأي الآن
وصلي أول فرض يمر عليك وقولي لنفسك كفى اليوم سأغير حياتي....
اليوم سأعود إلى الله
(( ألم يأن للذين أمنو أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق ))
مواقع النشر (المفضلة)