هو الغريب ضل الطريق مرة اخرى الى بلده
لم يعد المقام فيها مقامه
ولم تعد عيون الحبيب الهامه
ولم يعد يمكن ان يظل
فها هنا تبكي على ماضيه ايامه
أما قبل
عندما تهب عليك رياح الشوق
و تلفحك نيران الذكرى
و يغلي الدم في جسدك
ليهرب قلبك الى قلبك
يفور و يتبخر
يبحث عن متنفس
يتسرب من بين الكلمات
و يقطر من ثقوب الحروف
فتشربه الورقات بنهم
تصبح حمراء بلونه
و تبدأ اناملك بالمرور على مساحاتها
تاركتا خلفها خطوطا و انحنائات و نقاط
تسمى كلمات و جمل
هنالك تولد الخواطر
لتدفن المشاعر
تكفنها الاسطر
و تهيل عليها الدموع ثرى
لتحفظها في قبرها
فتنعم بالراحه من صدرك
و من كدر قلبك
عندها
تكون انت قد شيعت احساسك الى مثواه الاخير
ولكن
بجنازة مهيبه
و أما بعد
ستكون مصافحتي لكم حزينة
عبر نحيب حروف سميت
(سأعيش في الماضي)
عند تلك اللحظة توقفت عجلة الزمن عن الدوران نحو المستقبل
أيقنت أن حياتي توقفت ولن تتحرك مرة أخرى
و علمت أنني أصبحت مجرد كتلة بشرية و مشاعر ميتة
تمر عبر أطوار الزمن لتكبر و تشيخ ثم تموت.
ولأول مرة اشعر بالدموع تسقط ساخنة على وجهي
تحرق و تزيل معها ما تبقى ملامحي
كأنها تشيعها إلى مثواها الأخير مبكرا
لأصبح شبح إنسان يعيش بلا ملامح؛
أحاول جاهدا إقناع نفسي بما يسمى بالأمل
أو بشيء اسمه التفاؤل
احدث نفسي "أنت ما تزال في بداية الطريق و أن الحياة أمامك
لتسير عبر دروب كثيرة و أن السعادة في احد هذه الطرق"
ولكن تهجم على أفكاري مصائب سوداء
تبتلع معها كل ذلك لتزداد سوادا على سواد,
اجلس وحيدا و أتذكر حياتي قبل تلك اللحظة
عندما بدأت الألوان تهل على مساحاتي الرمادية
تعطي عالمي لونا و طعما،
أتذكركيف بدأت الشمس تصل إلى أركاني المتوارية في الظلمة لأرى ألوانا جميلة و براقة ،
أتذكر نفسي عندما لم أكن وحيدا
كما كنت و كما أنا الآن (كم كنت سعيدا بين الفترتين)
وكيف كان مقدرا أن تغزو الكوابيس حلما ما زال وليدا
لتحكم عليه بالموت شنقا قبل أن يذوق طعم الحياة
و ليكتب عنوان حياتي الجديدة
رجل كاد أن يرى النور ولكن شاءت الأقدار أن يبقى في الظلام .
أفيق مرة أخرى على وقع الحياة المتسارع حولي
و ما زال عقلي بعيدا هنالك,
ترسم على وجهي ابتسامة زائفة تخفي خلفها ذمامة حزني
وتتمثل أمامي كلمات مستقبلي "سأعيش في الماضي".
لكم كل احترامي و تقديري
بقايا من من كان يسمى
انسان
عبر عن شئ ما بداخلى فأعجبنى
مواقع النشر (المفضلة)