من إعجاز القران ما فيه عن الغيوب ماضيها وحاضرها ومستقبلها
غيب الماضى فى القران
يمثله قصص الانبياء والامم السابقين
اما غيب الحاضر فامقصود به ما يتصل بالله تعالى وصفاته والملائكة والجن والجنة والنار الى غير ذلك من اسرار الكون والكائنات التى يثبتها العلماء يوما بعد يوم (( الاعجاز العلمى فى القران الكريم ))
لان معجزة القران باقية ومستمرة الى ان يرث الله الارض ومن عليه
ا
اما غيب المستقبل فدلالته على الاعجاز اقوى من غيب الماضى والحاضر لانه لا
يحتمل مراء ولا جدال
لقد قرأ العرب قوله تعالى : { الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }
وترقبوا صدق الخبر وتحدوه بالرهان لان نتصار الروم كان مستبعدا وقت البشارة لكن الله انجز وعده وتحققت المعجزة التى نطق بها القران
وقرأ المسلمون قوله تعالى فى سورة القمر المكية { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } فقال عمر حين نزلت : اى جمع هذا ؟ فلما كان يوم بدر سمع الرسول صلى الله عليه
وسلم يردده
ا
وقرأ المخلفون قوله تعالى : { قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ }
فدعاهم ابو بكر وعمر لقتال الفرس والروم
ويتحقق وعد الله الذى لا يخلف الميعاد
وكما حفظ الله كتابه وبقيت معجزة القران مستمرة الى قيام الساعة أراد الله كذلك
للرؤيا الصادقة منه عز وجل
وفيما روى عن تفسير قوله تعالى : لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا [
يونس : 64]
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (لَهُمُ
الْبُشْرَى فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فَقَالَ مَا سَأَلَنِى عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرَكَ إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ
مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى
الله عليه وسلم- فَقَالَ « مَا سَأَلَنِى عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرَكَ مُنْذُ أُنْزِلَتْ هِىَ
الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ ».
قال صلى الله عليه وسلم « الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ »
و قال "لم يبق من النبوة إلا المبشرات قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له"
فهى الجزء الباقى من النبوة بعد خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم
لانها وحى الله لعبده فهى من الوسائل التى يستلهم بها الانسان رشده فى تحليل ما وقع له او منه فى الماضى والحاضر وفى تهيئة نفسه لاستقبال ما سيقع له فى مستقبله مما أراده الله له
فهى منة من الله على خلقه مسلمهم وغير مسلمهم سواء كانت مبشرة أو منذرة لذا جعلها الله باقية بعد انقطاع النبوة
علم تعبير الرؤيا، حقٌ لا باطل، لأن الرؤيا مستندة إلى الوحى المنامى، وهى جزء من أجزاء النبوة،
ولهذا كُلَّما كان الرائى أصدقَ، كانت رؤياه أصدقَ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم.قال: "إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب. وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا.
وكلما كان المعبرُ أصدق، وأبر وأعلم، كان تعبيرُه أصحَّ،
بخلاف الكاهن والمنجم وأضرابهما ممن لهم مدد من إخوانهم من الشياطين، فإن صناعتهم لا تَصِحُّ مِن صادق ولا بار، ولا متقيد بالشريعة، بل هم أشبهُ بالسحرة الذين كلما كان أحدُهم أكذبَ وأفجرَ، وأبعدَ عن اللَّه ورسوله ودينه، كان السحرُ معه أقوى وأشدَّ تأثيراً،
بخلاف علم الشرع والحق، فإن صاحبَه كلما كان أبرَّ وأصدقَ وأدينَ، كان علمه به ونفوذه فيه أقوى، وباللَّه التوفيق.
وقد شاهدنا نحن وغيرُنا مِن ذلك أموراً عجيبةً، يحكم فيها المعبِّرُ بأحكام متلازمة صادقة، سريعة وبطيئة،
ويقول سامعها: هذه علم غيب.
وإنما هى معرفة ما غاب عن غيره بأسبابٍ انفرد هو بعلمها، وخفيت على غيره،
مما علمه الله ومن به عليه{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
مواقع النشر (المفضلة)