لم يصدقوا ..... أنني أصدق !
من غرائب الزمان .... أحداث هذا المكان .....
و من عجائب العصر .... رقة أحساس الحجر ....
أواجه الرفض من مجتمعي ....... وأعيش النبذ من الواقع .......
كل من حولي يرفضون تفكيري ....
و كل ما حولي يخطأ فلسفتي .....
كل الأجهزة حولي توحي لي بالعجز ....
وكل البيوت تهمس لي كوني واقعية ....
وكل الشوارع و الأحياء تقول أنت مخطئة ....
قلت لا...... أنا أصدق كل ما تكذبونه ...
نبذوني أكثر .... و رفضوني أكثر .....
لاأحد يصدق بأني أصدق ....
أصدق وجود المعجزات .... أصدق و جود حياة أخرى سرمدية .... أصدق الحياة الأبدية وأؤمن بالأخرى البرزخية ....
أصدق قوة الأنسان و نبوغة .... أصدق قوة العاطفة و أؤمن بوجود الأحاسيس .... أستشعر واقعية الأرواح و تبادل الخواطر و الإحساس رغم البين و البعد .... إنني ألمس الوقت و أطول الأفق ..... أنني أطير و أحلق ..
وأدرك بأن هناك كثيرون مثلي في هذه الحياة .... ولكنهم مهملون و منسيون...
أدرك بأن كل العالم مجروح الآن في الصميم ....
لأنهم لا يستطعيون الوصول إلى تلك الدنيا التي تتحرر فيها أرواحهم من سلطة أجسادهم و من قوة ضعفهم ....
لا يستطيعون أن يعبروا حدود الماديات و الكلام .....
لا يستطيعون أن يطلقوا العنان لمخيلتهم لتصل بهم إلى حيث شاءت ...
لا يستطيعون التحرر من سلطة الماديات عليهم ...
سلطة الأجهزة ... سلطة المال ....سلطة الشعور بالعجز و الضعف ...
سلطة الواقع ...
الواقع .... أريد أن يفسر لي أحد ما الذي يعنيه الواقع ...
أهو الحاجز المنيع و الجدار الحصين الذي بنيناه و جعلناه أبعد حدودنا ووضعنا عنده أقصى طاقاتنا و مواهبنا و قدراتنا فلا يسمح لنا بالنمو و التطور أبعد من ذلك ...
أم هو تلك الشماعة التي تتحمل نتيحة ضعفنا نحن و عجزنا ....
أما أنا فلا أؤمن بالواقع و إن هنالك مالا أستطيع فعله فهو إمتلاك أجنحة و الطيران و التحليق بحق .......
نظروا إلي أكثر و أكثر و تهامسوا من هي هذه المجنونة ؟.... من هي هذه الإنتحارية؟ ..... ماذا تقول؟ ...... و بماذا تهذي ؟ ......
علمت بعد ذلك حقيقتي .......
فتاة خيالية ..... خارجة من إحدى الحكايا الأسطورية ....
فتحت عيني لأجد نفسي أعيش في مجتمع يحمل رواسب عقلية القرن التاسع عشر ... رغم أننا الآن في القرن الحادي و العشرين ....
رغم إننا في مطلع الألفية الثالثة .....
ألفية المعجزات ...........
مواقع النشر (المفضلة)