بسم الله الرحمن الرحيم ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

كم من حي القلب حي الجسد

يعيش السعادة كلها

وكم من ميت القلب حي الجسد

يعيش كما تعيش الحيوانات ، ولربما وهو لا يشعر


سمعت مقولة تقول:

إن نظرتي لحياة القلب أنها الحياة كل الحياة


وصاحب القلب الميت ليس بحي وإن لبس لباس الناس وأكل وشرب معهم حتى وإن تحرك كما يتحركون

إنه مييييييييييييييييت

صاحب القلب الحي يسعى دائما لتكبير مقاس قلبه ، فتراه يدخل فيه حب الإنسانية جمعاء والغيرة عليهم والنصح لهم والشفقة عليهم

وهل أدل على هذا من حب النبي صلى الله عليه وسلم الشديد لأصحابه حتى قال أحدهم :

مازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم في وجهي حتى أحببته

وجاءه آخر يقول : من أحب الناس إليك ظانا ً أن النبي صلى الله عليه وسلم يحبه أكثر من الكل الناس ،

فكان الجواب : عائشة ، فكان الأمل بأنه أحب الرجال حتى دفعه إلى السؤال : من الرجال ،

فرد صلى الله عليه وسلم : أبوها ، فلا زال الرجل يبحث عن مرتبته ضمن أحب الناس حتى

تأكد أن صاحب القلب الكبير ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفيض حبا وحنانا للجميع


لقد فاض حنانه وشفقته صلى الله عليه وسلم حتى وصل إلى عمه أبي طالب وهو لا يزال على الكفر ،

فيظل يخاطبه : يا عم : قل كلمة أحاج لك بها عند الله حتى مات على الكفر ،

فقال لاستغفرن لك ما لم أنه عنك ، فنزل قوله تعالى :

" ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم "


بل إن سعة قلبه صلى الله عليه وسلم فاض منها الحب والشفقة على الكافرين حتى كاد صلى الله عليه وسلم يموت هما وحزنا على الكاااااااااافرين ،

وحتى عاتبه ربه بعتاب رقيق :

" لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين " سورة الشعراء

وفي سورة الكهف : " لعلك باخع نفسك على آثرهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا "


فسبحانك ربي ...


يكاد صلى الله عليه وسلم يموت هما ً وغما ً وحزنا لأجل أنهم لم يؤمنوا

أي حنان ٍ وأي رحمة ٍ كانت تلك التي تفيض من هذا القلب الكبيييييييييير


قلب كبير .. يسجد صلى الله عليه وسلم ـ، فيرتحله الصبي الصغير فيطيل الصلاة حتى يقضي الصبي نهمته

حتى يقضي الصبي نهمته ؟؟؟؟؟ !!!!!!!!

نعم لأنه صاحب قلب ٍ كبيررررررررررررررر


يسمع بكاء الصبي ، وهو يريد الإطالة في الصلاة ، فيخففها لأجل قلب أمه



قلب كبيرررررررررررررر


تعرفه حتى الحيوانات التي لا تعقل

في مسند أحمد وموطأ مالك وغيرهما بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم دخل حائطا ( أي بستانا ) وفي الحائط جمل ،

فلما رأى الجمل رسول الله حن وذرفت عياناه

حن الجمل وذرفت عيناه

نعم حن الجمل لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذرفت عيانه

حتى جاء صاحب القلب الكبير ، فمسح عليه فسكت

ثم قام رسول رب العالمين وخير خلق الله يقول : من رب هذا الجمل ( أي من صاحب هذا الجمل ) ؟ لمن هذا الجمل ؟

فقال فتى من الأنصار : لي يا رسول الله ، فقال رسول الله : أفلا تتقي الله في هذا ، فإنه شكى إلي أنك تجيعه وتدئبه


فسبحان الله ... صاحب القلب الكبير يقف موجها وناصحا من أجل جمل !!! ؟


نعم لم يكن هذا هو الموقف الوحيد ،

فدفاعه صلى الله عليه وسلم عن الحيوانات وحقوقها أكثر من يُمَرَّ عليه في عجالة


أيها الأحبة :

تعالوا نمرن قلوبنا ونعودها أن تكون قلوبا كبيرة


تعالو للحيااااااااة


نعم إنها حياة يشعر بها أصحاب القلوب الكبيرة وحدهم

فتعالو نتعب يوما بعد يوم في تمرين هذا القلب ، وعما قليل يثمر التعب وننعم كما نعم كل صاحب قلب كبير


رزقني الله وإياكم قلوبا حية وكافأني الله وإياكم عليها بالجنة