ينظر من بين الأكتاف المتمايلة لخياله المبتسم المرتسم على المرآة ...
بسمته كانت غريبة عنه.. لا تمثل ما يعتمل بجوفه ..
بسمة يعرفها ... ولا يعرفها ...!!
لا يماثلها أيا من بسمات المحيطين به ... المربتين على كتفه ... المقبلين لخديه ... العاصرين لكفه ...
ود في ساعتها لو شق الصفوف ... واختباء بين ثنايا ذكرياته الحميمة ...
كان يحملها بين يديه طفلة تبهج الكون ضحكتها ...
كانت أنفاسه التي يتمتع بالغوص في عمقها ...
كانت عنوانا لشارع سعادته الطويل ... وكوخا لغبطته العتيقة ...
واليوم تضع يدها بين يدي غريب ... !!
أتراه يغار منه ...؟
هل ستكون نهاية أحلامه ...؟
وهل سيعاشر بعدها الهم والقهر ....؟
كانت أفكاره تدور في رأسها هي الأخرى ....
تنظر له من بعيد بحيرة وتردد ...
وتدمع عيناها ... الحلوتين ...
تجرجر أطراف طرحتها الطويلة البيضاء ... وتهمل باقة الورد ...
تقترب منه ...
تضمه .. بقوة وتقبله أمام الجميع ... وتهمس ...
ستظل أنت محبوبي الأول والأخير ......................... ................ يا أبي
مواقع النشر (المفضلة)