من المبادئ الأساسية في الإسلام
تحريم الإتلاف في الحرب
ومن روائع ما جاء في الشريعة الإسلامية: أنها لم تجز الإتلاف والإفساد لعناصر البيئة، حتى في حالة الحرب، التي يخرج الناس فيها عادة على الحدود المعهودة، ويتجاوزون المألوف في العلاقات، فكثيراً ما يقطعون الأشجار ويخربون العامر، ويهدمون الأبنية، ويقتلون الحيوانات لا ليأكلوها، بل ليتلفوها على أعدائهم، وذا ما منعه الإسلام في حروبه، إلا ما اقتضته الضرورة القصوى، مثلما حدث حصار بني النضير، حيث اختبئوا في نخيلهم محتمين به، معتمدين على أن المسلمين لن يقدموا على ضربهم في نخيلهم، لأنه من الإفساد الذي نهى عنه الإسلام .
ولكن الله تعالى أذن لرسوله لضرورة الحرب في قطع بعض النخيل وكشف القوم، وإلزامهم بالمواجهة الصريحة، وقد قال اليهود في ذلك: كنت تنهى عن الفساد يا محمد، فما بالك تفعله اليوم، أو نحو ذلك ؟
فأنزل الله في كتابه ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ). [ الحشر:5] .
وجاء في وصايا أبي بكر رضي الله عنه لقواده في الحرب هذه الوصية الواضحة الحاسمة، فقد قال يحي بن سعيد: حدثت أن أبا بكر بعث جيوشا إلى الشام ، فخرج يشيع يزيد بن أبي سفيان، فقال :
إني أوصيك بعشر: لا تقتل صبياً، ولا امرأة، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجراً مثمراً، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله، ولا تغرقن نخلا، ولا تحرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن .
وهذا ما يفعله المسلمون في حروبهم طوال الفتوح الإسلامية التي كان المسلمون فيها اقوي قوة عسكرية في الأرض ولكنهم تجنبوا سياسة الإتلاف والإفساد وما يسمونه في عصرنا ( الأرض المحروقة ) بل كانوا دائما صالحين مصلحين لأنهم وعوا ما قاله الله تعالي ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون
( الأنبياء :105 ) وفي هذا قال المفكر والمؤرخ الاجتماعي الفرنسي غرستاف لوبون ما عرف التاريخ فاتحا اعدل ولا ارحم من العرب يعني المسلمين .
ولكن الحروب في عصرنا لم تراع ما راعاه المسلمون منذ أربعة عشر قرنا ولم تبال بما يصيب الإنسان والحيوان والنبات من جرائها .
لقد بلغ الطغيان البشري وظلم الإنسان لأخيه الإنسان حدا أغرى بعض الدول باستخدام المبيدات والمهلكات الكيمائية في الأغراض الحربية والعسكرية مستهدفة إهلاك المحاصيل الزراعية ومناطق الرعي والغابات فضلا عن إفساد التربة الزراعية وما فعلته الحرب الأمريكية في فيتنام دليل صدق وشاهد حق علي ما نقول وكذلك الحال في كل من لاوس وكمبوديا حيث استخدمت الدول الغازية مبيدات الأعشاب في هذه المناطق بغرض إتلاف الرقعة الزراعية بها ولقد انعقد في فيتنام المؤتمر الدولي لتقدير المحصلة الأولية لآثار الحرب الكيماوية في فيتنام في الفترة من 13-20 من يناير 1983 .
أكدت نتائج المؤتمر استمرار الآثار الضارة بالنوع البشري فقد أظهرت نتائج الدراسات التي أجريت علي الأفراد الذين تعرضوا للخطر باستخدام المبيدات كالمقاتلين أنهم لحقت بهم أضرار وراثية أدت في النهاية إلى أحداث تشوهات خلقية بهم مثل مرض المنغولية mangolism وهو مرض وراثي يحدث نتيجة لوجود كروموسوم إضافي للكرومسوم رقم (2) كما يمكن ظهور هذا المرض عند التصاق جزء منه بكروموسوم أخر تظهر أعراض هذا المرض في بلاهة تصيب الطفل عند ولادته ويكون من نتيجتها انحراف العينين وتسطح الجبهة وتعتبر أكبر أجزاء الجسم عرضة للإصابة بهذه المراد الجلد والعيون وبعض الأغشية والغدد التناسلية وكلها تؤدي إلى نتائج وراثية تهدد كلا من الإنسان والحيوان فضلا عن النبات فقد أثرت علي الموروثات الكروموزمات مسببة تشوهات خلقية وارتفاع معدلات المواليد غير الطبيعيين في أسر المقتلين في أعقاب هذه الحرب أما ضرب هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية وما خلفتا من هلاك للحرث والنسل ومن دمار للناس والبيئة فشئ فوق الوصف والتصوير وقد أصبح بينا ومعروفا لدى الخاص والعام وهو وصمة عار للحضارة ولطخة سوداء في جبين الإنسان
الحقائق العلمية عن أسباب فساد البيئة كما وردت في القران الكريم :
إن فساد البيئة إنما هو من فساد الإنسان ولن تصلح البيئة إلا إذا صلح الإنسان ولن يصلح الإنسان إلا إذا صلحت نفسه التي بين جنبيه أي صلح عقله وضميره وصدق الله إذ يقول ( إن الله لا يغير ما حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( سورة الرعد 11 ) .
ومن أسباب فساد البيئة :
1. تغيير خلق الله
ومن اعظم ما يفسد البيئة ويخرجها عن طبيعتها المهيأة لصلاح الإنسان : ما عبر عنه القران ابلغ التعبير وهو ( تغيير خلق الله ) أو بتعبير أخر : تغيير ( الفطرة ) التي فطر الله الناس وفطر الأشياء عليها 1.
وهو ما توعد به الشيطان اللعين أن يفسد به بني آدم ويضلهم عن طريقهم حين قال : (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) (النساء:119) .
تغيير خلق الله يعني خروج الإنسان من الفطرة واستقامتها و الميل والانحراف إلى اليمين والى اليسار .
وإذا خرج الإنسان عن فطرة الله تعالى في نفسه وفطرة الله في الأشياء المخلوقة من حوله فسيضيع ويشفى ويجد سنن الله تعالى في الكون وفي الإنسان ضده .
وهكذا كل من خرج على الفطرة عاقبته الفطرة نفسها وعاقبة القدر الأعلى أيضا ويبقى عقاب الله تعالى المرتقب في الآخرة ولعذاب الآخرة اشد و أخزى .
والذي حول الإنسان المنتج المكلف بعمارة الأرض إلى مجرد مستهلك ومستهلك بإسراف قد غير فطرة الله وغير خلق الله .
والذي حول الماء الذي أنزله الله من السماء ماء طهور إلى ماء ملوث بمخلفات المصانع وغيرها قد غير فطرة الله وغير خلق الله .
والذي حول النبات الطبيعي النافع إلى نبات ضار بواسطة الكيماويات قد غير فطرة الله وغير خلق الله .
والذي حول الهواء الذي صرفه الله بين السماء والأرض والذي خلقه
الله نافعا للناس إلى هواء ملوث بآثار ما صنع الإنسان وتجاوز فيه قد
غير فطرة الله وغير خلق الله .
والذي غير طبيعة الأرض كلها التي جعلها الله لأهلها مهادا وفراشا وبساطا ومستقرا إلى ارض مهددة بالاضطراب والدمار من كل جانب قد غير فطرة الله وغير خلق الله .
والذي اجري التجارب النووية في باطن الأرض ولوث ظاهرها بالنفايات الذرية والإشعاعات الضارة قد غير فطر الله وغير خلق الله .
وما أكثر ما أفسد الإنسان حينما استجاب لنداء الشيطان وأمره للناس أن يغيروا خلق الله فأطاعوه واتبعوه فخسرانا مبينا .
2. الظلم
ومن أعظم ما يؤدي إلى فساد البر والبحر أو فساد البيئة : الظلم سواء أكان ظلم الإنسان لنفسه ، أم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان أم ظلم الإنسان للبيئة وعناصرها ومكوناتها المختلفة من الحيوانات والنباتات والجمادات من التربة والماء والهواء وغيرها .
وإذا كان العدل والإحسان مطلوبين من الإنسان أبدا في التعامل مع البيئة باعتبارهما مما أمر الله تعالي به وفرضه علي عباده ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ) ( النحل : 91 ) .
فن الظلم والإساءة مما حرمه الله تعالي علي عباده في التعامل مع عناصر البيئة كما في التعامل مع الإنسان .
والظلم من الذنوب التي يعجل الله العقوبة عليها في الدنيا قبل الآخرة حتى لا يتمادي الظالمون في ظلمهم وخصوصا ظلم المستضعفين من الناس الذي لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ولا يجدون من يساندهم أو يدافع عنهم هنا يتكفل القدر الأعلى بالثار لهم والدفاع عنهم .
اقرأ معي قول الله تعالي (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59) ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (النمل:52) .
( كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (آل عمران:117) .
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيميه وغيره : أن الله يبقي الدولة الكافرة إذا كانت عادلة ويزيل الدولة المسلمة إذا كانت ظالمة أي أن الظالم لا ينفعه إسلامه بعد أن قضي عليه ظلمه علي الخلق (ِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أنفسكم ) (يونس:23) .
كما تمثل في فرعون الذي قال فيه القرآن ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) (القصص:4) .
وأي إفساد أعظم من تذبيح الذكور واستحياء الإناث فهو يريد أن يقتض علي هذه السلالة وسبب ذلك استضعافها والاستهانة بأمرها . واستعلاؤه عليها ولذا قال تعالي عنه في سورة أخرى ( إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ ) (الدخان:31) .
إن هذا العلو المستكبر هو الذي انتهي بفرعون ومثله إلى الهلاك والدمار ( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) (لأعراف:137) .
منتشر في بلاد شتي من عالمنا الحديث وفرعون الحديث هنا هو إنسان الحضارة الغربية المعاصر الذي علا في الأرض وتأله فيها وان لم يدع الألوهية قولا فهو يمارسها فعلا ويتصرف في هذا الكون تصرف الآلة الذي لا يسال عما يفعل لأنه كما عبر بعض علمائهم فلاسفتهم أصبح مالكا للطبيعة بعد أن قهرها و انتصر عليها .
وبالإضافة إلى إتباع الأهواء والشهوات هو . من أعظم ما يفسد البيئة ويجلب الفساد في البر والبحر والجو : اتباعا علي حساب المثل العليا وخضوع الإنسان لنداء أنانيته ولو جار ذلك علي حقوق غيره دون التفات إلى غدة فهذا هو الذي ينزل بالإنسان من مخلوق راشد يجعل شهواته تحت سلطان عقله إلى مجرد حيوان تسيره غريزته فلا عقل له ولا ضمير له وفي هذا يقول القران ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) (محمد:12) وقال عز وجل : ( أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً . أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44:43) .
من أسباب ظهور الفساد في البر والبحر … انحراف الإنسان عن (الميزان الكوني) الذي أقام الله تعالي عليه هذا العالم فقد خلق كل شيء فيه بقدر ووضع كل شيء فيه بحساب ( وكل شيء عنده بمقدار ) ( الرعد : 8 ) ( و أنزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الأرض ) ( المؤمنون : 18 ) ( والأرض مددناها والقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون ) ( الحجر : 19) .
وآيات كثيرة دلت علي أن كل شيء في هذا الكون الكبير مخلوق بمقدار .
وأمرت الآيات بإقامة الوزن بالقسط أي العدل ونهت عن ( الطغيان ) في الميزان وهو الإسراف والإفراط كما نهت عن ( الاخسار ) في الميزان وهو التقصير والتفريط . وموجب هذا هو الوقوف عند حد الوسط والاعتدال . وهو ما تميزت به هذه الأمة
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) (البقرة : 143 ) .
وإن الفساد إنما يحدث في الأرض بتجاوز العدل أو القسط والانحراف إلى الطغيان أو الإخسار .
وأن الخير كل الخير في إقامة الوزن بالقسط في كل شيء وهو ما بعث الله به رسله وانزل به كتبه كما قال تعالي : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات أنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ) ( الحديد : 25) . القسط في تعامل الإنسان مع البيئة بعناصرها المختلفة .
طغيان ولا إخسار في الميزان أي بلا إفراط ولا تفريط وهذا هو العدل والاعتدال .
وعندما يخرج عن الإنسان هذا الحد فطغي في الميزان أو اخسر فيه فقد أساء وتعدي فإذا استمر في ذلك ولم يراجع نفسه ويثب إلى رشده ويتب إلى ربه فقد استحق عقوبة الله تعالي وكان تجاوزه ذلك سببافي ظهور الفساد في البر والبحر .
الكفر بأنعم الله :
ومن أسباب فساد البيئة أو ظهور الفساد في البر و البحر : الكفران بأنعم الله تعالي فقد آتي الله الإنسان نعما كثيرة هيا له أسبابها ووفر له مصادرها ، ويسر له سبلها وكلما كانت حاجته إلى هذه النعم اشد واكثر كان عطاؤه تعالي فيها اعظم واوفر .
حتى أن اعلي النعم وأنفسها وأعظمها عند الإنسان هي أرخصها بل هي في الغالب توفر له مجانا بلا مقابل مثل الماء والهواء والشمس والضياء فإن الله تعالي وفرها للعباد بكميات وافره تفي بمتطلبات الإنسان وحاجاته دون أن يحتكرها أحد إلا ظالما كالذين يحتكون الماء العام وهو في الأصل ملك للناس كافة .
بيد أن الإنسان لم يرع حق هذه النعم الجليلة ، ولم يؤد شكرها كما يجب بل استخدمها في غير ما خلقت له فعصي الله تعالي بها أي انه اتخذ نعم الله أدوات في معصية الله .
وهذا هو الكفران بالنعمة الذي يؤدي إلى زوالها ويوجب لفاعليه العقوبة من واهب النعم سبحانه .
وقد قال عز وجل :( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزيدكم وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم:7)
فكل من كفر بأنعم الله استحق عذابه جزاء وفاقا ( ذلك بما قدمت أيديكم وان الله ليس بظلام للعبيد ) ( آل عمران : 182 ) ولقد أشار القران إلى قرية تغير حالها من سعادة إلى شقاء ومن أمن إلى خوف ومن سعة إلى ضيق بسبب هذا الكفران قال تعالي
( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنه مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ( النحل : 112 ) .
ومثل هؤلاء القوم الذين أشار إليهم القران في سورة أخرى إذ قال
( آلم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار ) ( إبراهيم :28 ) .
كما ذكر القران لنا قصة سبأ وما من الله به عليهم من نعمة وكيف قابلوا هذه النعم بالكفران فكان جزاؤهم هلاكها وحرمانهم كما قال تعالي : ( لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طبية ورب غفور . فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيل ٍ. ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور ( سبا : 15-17 ) .
مواقع النشر (المفضلة)