الفرح المباح في العيد:
أما وقد صام العبد المسلم نهار رمضان، وقام ليله بإحسان، وأكثر مِن تلاوة القرآن، فقد نالَ بإذِنْ الله درجة القبول في هذا الامتحان.
فهذا رمضان وقد انقضى، ونسأل الله أن ننالَ منه الرضا، ويعلو صوت التَّكبير والتهليل والتسبيح، فالغدُ عيد، والقول صريح، ففيه القلوب تتصافح، وتصفو النفوس وتتمازح، الكبير والصغير في فرح، والكلُّ في بهجة ومَرَح، والأرحام توصل، الزيارات بين الإخوان والأقارب تتواصل، من بيت إلى بيت، وستؤجر على ما عانيت، وستفوز بالجنة ورب البيت.
((قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال ما هذان اليومان، قالوا: كنَّا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما، يوم الأضحى، ويوم الفطر))؛ (تحقيق الألباني: حديث صحيح، انظر الحديث رقم: 1134 سنن أبي داود).
ولكن عليكَ باللَّهْوِ المُباح، لا بِما يضيع الأجر بغير فلاح، فإن انقضى رمضان، فلا تعد لما كنت عليه قبل رمضان، فالعمر قصير، وانبذ عنكَ كلَّ تقصير، وتزود بالتقوى وبكل خير، حتى تنال الأجر الوفير، والرضا من العلي القدير.
[frame="13 98"]الــــعـــــيـــــدُ أقــــــبـــــــل
الـعــيــد أقــبــل بــشــراكَ يـــا صــــاح
فَـــــرَحُ الــقــلـــوب وجـــنَّــــة الأرواح
الـبـلـبـل غَـنَّــى طَـرُوبًــا بـصـوتــه الـصَّــدَّاح
والــورد يـشــم أريـجــه وعـبــيــره الــفَــوَّاح
والـكـل فـي تـكـبـيـر وتـهـلـيـل مـنـذ الـصـبـاح
والـنــفــوس تـصــفــو وتــتــوق لــلأفــراح
والـعـبـد فـي رمـضــان يـبـغــي كــل نـجــاح
صــام نـهــاره وقـــام الـلــيــل لـلإصــبــاح
يـرجــو الـدخــول مــنَ الـريــان بـالإلــحــاح
طـمـعًــا بـرحـمــة ربــه يـريــد كــل فــلاح
يـرجــو مــنَ الله صـحـبــة مـحـمــد الــمــاحِ
وآل بـيــتــه والـصــحــب أهـــل الــصــلاح
[/frame]
اللهو بالمعصية:
هل عادت الشياطين بعدما غُلَّت، للأذيَّة وما كَلَّت، تعثو في الأرض إفسادًا، تريد أن تبعد العبد عن ربه إبعادًا، فهي في غيظٍ شديد، فانطلقت نهمة للمعصية يوم العيد، توهم العبد أنَّ اللَّهو كلَّه مباح، وأن اليوم أنس والنفس تحب الانشراح، ورمضان قد انقضى، افعل ما شئت فقد نلتَ الرضا، ولكن إيَّاك ثم إيَّاك، فالشيطان يسعى ليهلكك، فلا تستمتع لما يوسوس في صدرك.
قال الله تعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف: 16].
فإن أطعته فأنت به تعس، وتعود للمعاصي فتنتكس، فلا تعطها فرصة، وأبعده عنك بالاستعاذة بالله في كل لحظة.
قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200].
ولا تضيع فرحة العيد بالمعصية، وتكون تلك الضربة القاضية، ففي امتحان رمضان قد تقبل؛ ولكن احرص على ألا تضيع الأجر والعمل، فالشيطان يفرح عندما العبد يذل، وكل الشهور ربها رب رمضان، وأن تعبد الله كأنك تراه هذا هو الإحسان، وبذلك الفوز بالجنان.
وادع بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهمَّ إنِّي أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألُك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شرِّ ما تعلم، وأستغفرك لِما تعلم، إنَّك أنت علام الغيوب))؛ (حديث صحيح، انظر الحديث رقم: 3228 السلسلة الصحية للشيخ الألباني).
شكرا للكاتب همام محمد الجرف وجعلها الله في ميزان حسناته
موضوعات للكاتب همام محمد الجرف
صوم نهار رمضان (مقامة رمضانية)
http://www.mwadah.com/t144536/
قيام ليل رمضان (مقامة رمضانية)
http://www.mwadah.com/t144534/
الفطور (مقامة رمضانية)
http://www.mwadah.com/t144533/
مواقع النشر (المفضلة)