+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    51
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7072

    افتراضي الترويح عن النفس في الإسلام

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    أما بعد:

    فمن فضل الله تعالى على أمة الإسلام أن دينها الكريم يمتاز بشمول أحكامه لكافة جوانب الحياة المختلفة، كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 5]، وقال سبحانه: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام: 38].

    هو مع هذا الشمول يتحلى بكون أحكامه المباركة تجمع بين المثالية والواقعية؛ إذ تتسم بكونها خير الأحكام وأشرفها وبكونها يسيرة الامتثال سهلة التطبيق في آن واحد.

    ولعل من أهم جوانب الحياة التي يتجلى فيها الأمر بجلاء، قضية: (الترويح عن النفس)، والتي أصبحت إحدى القضايا الحاضرة في عالمنا المعاصر، حتى شغلت في الجملة: الشيب قبل الشباب!، وأبناء الريف قبل المدن!، وتجاوزت حدود الفرد والأسرة إلى الدول والمجتمعات!، حتى صار لها مؤسساتها المتنوعة واتحاداتها التي لا يكاد يمكن حصرها في عامة الدول.

    ومما شجع على الكتابة في هذا الموضوع الهام قلة الدراسات التأصيلية في هذا الباب من وجهة نظر إسلامية؛ إذ لا تخلو جل الكتابات الجادة في هذا الباب من كونها إما دراسات وصفية لكيفية تعامل شريحة ما من شرائح المجتمع مع الأنشطة الترويحية، وبعضها قد يزيد التقويم لذلك، وإما دراسات تعرضت لمفهوم الترويح وأسسه، ولكن في إطار تصور غير إسلامي، إضافة إلى مسيس الحاجة لمعرفة الأحكام الشرعية التفصيلية المتعلقة بهذا الموضوع لدى أفراد الأمة بعامة، ولدى المؤسسات التربوية وجهات التوجيه المعنية بفئات الشباب والفتيات بخاصة؛ نظراً لرواج ثقافة الترويح وتحولها في عصرنا من جهود فردية إلى صناعة عالمية لها أهدافها ومراميها المختلفة، وتحول كثير من مؤسسات الترويح في عصرنا في كثير من بلدان الإسلام من مؤسسات بناء إلى إلهاء، ومن جهات تعنى بغرس مفاهيم الوسطية والاعتدال، والتأكيد على الارتباط الوثيق بقيم الأمة وثوابتها بعيداً عن التشدد والإفراط إلى تقعيد وممارسةٍ حادةٍ لسلوكيات التفلت والتفريط؛ مما يحتم على أهل العلم والفكر القيام بواجبهم في التصحيح والمناصحة والبناء.

    وحيث إن الموضوع ذو سعة كبيرة تجعل من غير المتاح تناوله تناولاً متكاملاً في مثل هذه الورقات، فقد اهتممت في التعرض للجانب التأصيلي للموضوع، وأوردت نماذج تطبيقية توضح ذلك وتشهد له، وتركت جانب الوصف والتحليل لمجالات ووسائل الترويح نظراً لدوران هذا البحث بدرجة كبيرة حول قضايا التقعيد والتأصيل.

    وسيتم تناول هذا الموضوع من خلال العناصر الآتية:


    أولاً: التعريف بمصطلحات البحث
    ثانياً: مقدمات عن الترويح:
    ثالثاً: نظرة الإسلام إلى الترويح:
    رابعا: ضوابط الترويح في الإسلام
    خامسا: الترويح في العهد النبوي:



    أولاً: التعريف بمصطلحات البحث:

    تعريف الإسلام:
    الإسلام لغة، من (س ل م)، وهو أصل صحيح مأخوذ غالباً من الصحة والعافية، فالسلامة أن يسلم الإنسان من العاهة والأذى. والله - عز وجل- هو السلام؛ لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفساد، والإسلام: الإنقياد والخضوع والإذعان؛ لأن صاحبه يسلم من الإباء والامتناع، وسمي المسلم مسلماً: إما لأنه مستسلم لله منقاد له. وإما لكونه مخلصاً عبادته لربه، من قولهم: سلَّم الشيء لفلان، أي: خلَّصه، وسَلِم الشيء له، أي: خَلَص له[1].


    أما في الاصطلاح الشرعي فلإطلاقه حالتان:
    الأولى: أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان، فهو حينئذ يراد به الدين كله: أصوله وفروعه من اعتقاداته وعباداته ومعاملاته وأخلاقه القولية والعملية، ومن النصوص التي أريد بها هذا المعنى قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19].
    الثانية: أن يطلق مقترناً بالإيمان، فهو حينئذ يراد به الأعمال والأقوال الظاهرة دون الاعتقادات، ومن النصوص التي أريد بها هذا الإطلاق قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14][2].


    تعريف النفس:
    النفس في اللغة تطلق على معان عدة، كالروح، والدم، والجسد، والعين، والعند، والعظمة، والعزة، والهمة، والأنفة، والغيب، والإرادة، والعقوبة، والسعة، والفسحة في الأمر[3].
    أما في الاصطلاح فهي لفظ مشترك يطلق على عدة معان، يقرب من غرضنا هنا الإطلاقات الثلاثة الآتية:
    أ- الإنسان بجملته:
    إذ يراد بالنفس ذات الإنسان بكليته: جسداً وعقلاً وروحاً، ومن ذلك قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، وقوله سبحانه: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45]، وقوله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38][4].
    ب- الروح:
    إذ تطلق النفس على الروح وحدها دون العقل والجسد، ومن ذلك قوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} [الأنعام: 93]، وقوله تقدست أسماؤه:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42][5].
    جـ- المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان:
    يقول الغزالي - رحمه الله تعالى- في هذا السياق ما نصه: (وهذا الاستعمال هو الغالب على أهل التصوف؛ لأنهم يريدون بالنفس: الأصل الجامع للصفات المذمومة من الإنسان، فيقولون: لا بد من مجاهدة النفس وكسرها)[6] ، وهذا المعنى هو جزء من النفس لا كلها، وهو ما يطلق عليه بعض علماء السلوك بالنفس الأمارة بالسوء.
    والمقصود بالنفس هنا: هو المعنى الأول، أي: الإنسان بجملته.


    تعريف الترويح:
    الترويح في اللغة مأخوذ من مادة (روح)، والتي تدور حول معاني: السعة، والفسحة، والانبساط، وإزالة التعب والمشقة، وإدخال السرور على النفس، والانتقال من حال إلى آخر أكثر تشويقاً منه[7]، يقال: روح عني فاسترحت، وقال الليث: (الراحة: وجدانك رَوحاً بعد مشقة، تقول: أرِحني إراحةً، فأستريح)[8]، وقال ابن الأثير: (يقال: أراح الرجل واستراح إذا رجعت نفسه إليه بعد الإعياء)[9] ، وقال الفيومي: (الراحة: زوال المشقة والتعب، وأرحته: أسقطت عنه ما يجد من تعبه فاستراح)[10].
    أما في الاصطلاح فقد تعددت مناحي التعريف بحسب اختلاف نظرات الباحثين لقضية الترويح ذاتها، ويمكن إيجاز أهم التوجهات في هذا الجانب بما يأتي:
    أ- ربط تعريف الترويح بالغرض الذي يؤديه:
    وعلى هذا فالترويح هو تسرية النفس والتنفيس عنها[11]، أو هو التفريغ للطاقة الزائدة، أو ما أسهم في التعويض عن نقص معين، أو ما ساعد على النمو الجسماني[12]، وسمى بعضهم هذا التوجه بـ: "نظرية التعبير الذاتي"[13].
    ب- ربط تعريف الترويح بالوقت:
    وعلى هذا فالترويح هو التعبير المضاد للعمل، على أساس أن الإنسان قليلاً ما يجد في عمله نوعاً من الترويح[14].
    جـ- ربط تعريف الترويح بالغرض والوقت معاً:
    وعلى هذا فالترويح: أوجه النشاط التي يمارسها الفرد في أوقات فراغه، والتي يكون من نتائجها الاسترخاء والرضاء النفسي[15].
    وقد ذهب بعض المختصين في الأعمال الترويحية إلى ضرورة اشتراط النفع في العمل الترويحي سواءًا أكان نفعاً فردياً أم جماعياً، نفسياً أم بدنياً أم عقلياً[16].


    ومن تعريفات بعض الباحثين للترويح:
    قال بسيوني: (الترويح هو طريق للحياة الإنسانية، يتحقق بأداء أنشطة بدنية أو فنية أو عقلية تغاير نوع العمل، ويتم وفق الرغبة الحرة وتحقيق النفع الشخصي أو العام، في إطار الضوابط الخلقية والاجتماعية المنبثقة من الدين والعرف)[17].
    ويذكر د. الخولي بأن الترويح: (إدخال السرور على النفس، وتجديد نشاطها بوسائل اللهو والترفيه المباحة)[18].
    ويذهب د.الوكيل إلى أن المراد بالترويح (إدخال السرور على النفس وإنعاشها بحالة؛ لما تجده من الراحة في عمل أو قول تميل إليه)[19].
    بينما يذكر د. الفعر بأن الترويح: (طلب راحة النفس، وهو أمر عام لا يتحدد في شكل معين)[20].
    ويعد د. السمالوطي الترويح (كل استمتاع مثمر ومشروع بوقت فراغ الإنسان، بما يعود على الإنسان بالنفع وعلى المجتمع بالنمو والتقدم)، وفي موضع آخر يذكر بأنه: (حسن استثمار وقت فراغ الإنسان، بما يحقق له الانتعاش والسعادة وتجديد طاقته الفعلية والجسمية)[21].
    ويعرفه د. فضالي بكل (نشاط ذو فائدةٍ ما يمارس اختياراً في أثناء الفراغ، بدافع ذاتي من الرضى الشخصي الذي ينتج عنه، ويعتبر ميداناً فسيحاً سعته سعة الإنسان ذاته)[22].
    بينما ينحو د. باقادر إلى أنه (الجانب البناء من النشاط المحبب إلى النفس في ظل أحكام الشريعة الإسلامية الذي يضم جميع نشاطات الفرد العقلية والوجدانية والبدنية، في سبيل تربية الفرد المسلم بما يوافق الدين والتقاليد الإسلامية)[23].


    ويسلط د. درويش والخولي الضوء على نظرة بعض باحثي الترويح الغربيين، فيقولا:

    (ينظر كل من كراوس”Kraus” وبرباراباتس ”BarbaraBates” إلى الترويح على أنه نشاط وخبرة وحالة انفعالية تطرأ على الفرد؛ نتيجة لممارسته لأنشطةٍ من خلال واقع شخصي. كما يشيرا أيضاً إلى: أن الترويح قد يتكون من بعض الممارسات العابرة والوقتية أو الارتباط الجاد ببعض أنواع الممارسات طوال الحياة. ويرى بتلر”Petller” أن الترويح هو نوع من أنواع النشاط التي تمارس في وقت الفراغ، والتي يختارها الفرد لممارستها بدافعية ذاتية، والتي يكون من نتائجها اكتساب الفرد لقيم بدنية وخلقية ومعرفية واجتماعية. ويصف تشارلز بيو تشو”CharlesBacher” الترويح بأنه يرتبط بأوجه النشاط التي يمارسها الفرد في أوقات فراغه، والتي يكون من نتائجها الاسترخاء والرضى النفسي. أما تشارلزبرايتبل”CkarlesBrightbill” فإنه يشير إلى أن الترويح هو النشاط الذي يختاره الفرد ليمارسه في وقت فراغه، مؤكداً على أهمية ودور هذه الممارسة في تنمية وتطوير شخصية الفرد)[24].


    ومن خلال تأمل التعاريف السابقة وملاحظتها يظهر أن الترويح عن النفس في الإسلام هو: البرامج والأنشطة غير الضارة التي تقام في أوقات الفراغ برغبة ذاتية؛ بغرض تحقيق التوازن والسعادة للنفس الإنسانية، في ضوء القيم والتعاليم الإسلامية.

    ويتجلى بأن الترويح في اللغة والاصطلاح كلاهما يدلان على النشاط والراحة إلا أنا نقيدها في مصطلحنا الإسلامي بانضباطها بالقيم والتعاليم الإسلامية.
    ثانياً: مقدمات عن الترويح:
    أهمية الترويح:
    تظهر أهمية الترويح عن النفس من خلال جوانب متعددة ومناحي مختلفة، لعل أبرزها:
    1- إسهام الترويح في تحقيق التوازن بين متطلبات الإنسان؛ إذ في الأوقات التي تكون الغلبة فيها لجانب من جوانبه المختلفة يأتي الترويح ليحقق التوازن بين ذلك الجانب الغالب وبين بقية الجوانب الأخرى المتغلب عليها.
    2- شيوع التوتر والقلق في عصرنا "عصر التقنية" بصورة مخيفة، نجم عنها عدد كبير من الأمراض النفسية الخطرة، والمشكلات الاجتماعية المتشعبة، مما جعل من الترويح الهادف أحد أهم متطلبات هذا الوقت؛ لما له من تأثير واضح وقدرة فائقة على الحد من السلبيات الناجمة عن هذا الوضعية المؤسفة.
    3- إسهام البرامج الترويحية في إكساب الأفراد والمجتمعات خبرات ومهارات وأنماط معرفية متعددة، ومشاركتها الفاعلة في تنمية التذوق والموهبة، وتهيئة فرص الابتكار والإبداع[25]، حتى أن بعض المؤسسات التربوية في وقتنا في بعض المجتمعات الواعية بدأت تتجه إلى تعليم صغار أبنائها وتربيتهم من خلال الأنشطة الترويحية.
    4- إن اشتغال الشباب والفتيات بالبرامج والأنشطة الترويحية الملائمة لكل جنس يسهم في تقليل الجريمة وإبعاد أفراد المجتمع عن التفكير في الانحرافات والعادات السيئة أو الوقوع فيها.
    وبخاصة في زماننا هذا، والذي أسهمت فيه التقنية بامتياز في تفشي البطالة وتجاوزها لحد الظاهرة إلى المشكلة[26]، وعظم فيه الفراغ نتيجة ضعف مستوى الجدية بعامة، وقلة ساعات العمل والدراسة عن الأزمنة السالفة بصورة ملحوظة[27].
    5- عمل البرامج والأنشطة الترويحية على بث سلوك السرور ودواعي البهجة في أوساط الأمة، وذلك بدوره يسهم بفاعلية في إشاعة ثقافة التفاؤل والثقة والإيجابية، والعود إلى الإمساك بزمام الفاعلية والمبادرة لدى الفئات المستفيدة من الترويح.


    وفي هذا السياق يجمل ذكر مقولة أبي الدرداء - رضي الله عنه-: (إني لأستجم لقلبي بالشيء من اللهو؛ ليكون ذلك أقوى لي على الحق)[28].

    خصائص الترويح:
    للترويح في الإسلام خصائص تميزه عن غيره، وتجلي مكانته، ويمكن إيجازها من خلال ما يلي:
    1- كونه عبودية لله تعالى:
    إذ قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وقال سبحانه: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ} [الأنعام: 162-163]، وغيرها من النصوص الدالة على هيمنة الشريعة في الإسلام على حياة الإنسان كلها: حلوها ومرها، جدها وهزلها، صغيرها وكبيرها.


    والترويح هو جانب من المحيا والممات في حياة المسلم، وبالتالي فالعبد مطالب بأن يجعل منه {لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}، وذلك حين ينوي به خيراً، ويتخذه وسيلة لعمل صالح يثاب عليه، ويفارقه حين يكون عملاً فاسداً قررت الشريعة النهي عنه، كما قرر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟!، فقال: أرأيتم لو وضعها في الحرام، أليس كان يكون عليه وزر؟!، قالوا بلى. قال: فكذلك إذا وضعها في الحلال له الأجر)[29].

    ولله در فقيه الأمة معاذ بن جبل - رضي الله عنه- حين قال مقرراً هذا الجانب: ( إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي)[30] ، فمتى يزول الغبش عن بعض أجيالنا المعاصرة، فتجعل من ترويحها عبودية لله تعالى.

    2- ثابت المعالم متجدد الوسائل:
    ليس للترويح من منظور إسلامي أن يتجاوز جوانب يرى الإسلام حرمتها وعدم الإقدام عليها، بل هو منضبط بضوابط الدين محتكم بأحكامه، وهذا هو الجانب الثابت فيه، وما سوى ذلك فللإنسان أن يبدع فيه ويجدد بحسب ما يشاء ما دام منضبطاً بحدود إطار الجانب الثابت.
    وهذا التقييد للبرامج والأنشطة الترويحية من جهة، والفك وإفساح المجال أمام أصحابها للتجديد والإبداع فيها من ناحية أخرى، هو إحدى أهم الخصائص التي أعطاها الإسلام للترويح المنضبط، بعيداً عن مهاوي إفراط بعض المناهج ومزالق أخرى في التفريط.


    3- يراعي طبيعة الفطرة الإنسانية:
    الإنسان مكون من روح وعقل وجسد، وجاء الإسلام - في حدود الضوابط الشرعية - بتمكين الترويح من الانطلاق في تلبية احتياجات النفس البشرية من التسرية، والقيام بالتنفيس عن كل مكون من مكونات الإنسان المختلفة، ليجعل بذلك من الترويح في المجتمع المسلم غايةً في الواقعية ومراعاة حاجات المرء ومتطلباته المتنوعة.


    4- الشمولية:
    من يتأمل في أنواع الترويح المشروعة، وأصنافه التي أباحها الله - عز وجل- يجد تلبيتها لجميع متطلبات الإنسان التنفيسية، وشمولها لعموم احتياجات مكوناته المختلفة - الروحي منها والعقلي والجسدي- من الانبساط والتسرية، وهو ما يظهر بجلاء شمولية الترويح المنضبط بالإسلام، ويبرز أن ذلك خاصية من أهم خصائصه.


    5- يحقق التوازن بين جوانب الإنسان المختلفة:
    للإنسان جوانب مـخـتلـفة، وله ميول متنوعة، قد تدفعه إلى تغليب جانب أو أكثر على بقية الجوانب الأخرى، ولكن نتيجة للترابط بين جوانب الإنسان المختلفة نجده يكلّ ويملّ، ويصعب عليه مواصلة المسير، بل قد يمتنع عليه ذلك، وهنا يأتي دور الترويح لتحقيق التوازن بين تـلـك الـجـوانب؛ لكي يبتعد الإنسان عن الكلل والملل، ويعاود المسير براحة وطمأنينة.


    6- ينطلق من دافِعِيّة ويمارس بانتقائية:
    يـتم الإقبال على ممارسة النشاط الترويحي وفقاً لرغبة الممارس ودافعيّته الذاتية بحسب حاله من الكلل والملل أو النشاط والهمة. كما أن الإقبال يتم أيضاً وفقاً لرغبته واختياره لأي نوع من أنواع الأنشطة الترويحية التي تناسبه، وتعمل على تنميته، وتحقق ميوله ورغباته واحتياجاته[31].


    7- لا يزحف على عمل جاد:
    إذ لابد أن يتم ممارسة الأنشطة الترويحية في أزمنة الفراغ، والتي يتحرر فيها الفرد من قيود العمل والمسؤوليات الواجبة، ولذا فإن من أهم وظائف الترويح تمضية أوقات الفراغ واستثمارها بصورة فاعلة وإيجابية.


    8- جالب لحالة من السرور والرضا:
    إذ تزيل الأنشطة والبرامج الترويحية ما قد يوجد لدى ممارسها من حالات ملل وكآبة، وتجعله يعيش في أجواء من المتعة والبهجة والسرور[32].


    دوافع الترويح:
    حاول بعض المختصين بالترويح كشف الأسباب الدافعة لممارسة الترويح، وانتهت محاولتهم تلك ببعض النظريات، والتي يحسن استعراض أبرزها، وتجلية ما قد يؤخذ عليها من خلال ما يأتي:
    1- نظرية الاستجمام (الراحة):
    وتُعد هذه النظرية من أقدم النظريات التي حاولت التعرف على الأسباب، والدوافع الكامنة وراء ممارسة الترويح من قبل الإنسان. وترى هذه النظرية أن دافع الإنسان في ممارسة الترويح هو إراحة العضلات والأعصاب من عناء العمل، وتخليصها مما تراكم عليها من عبءٍ جراء إجهادها في غير وقت الفراغ[33].


    والمتأمل في هذه النظرية يجد عليها جملة من المآخذ، من أبرزها ما يأتي:
    بحسب مفهوم النظرية سيكون الترويح لدى كبار السن أكثر منه لدى الأطفال؛ لاحتياجهم الشديد إلى الاستجمام بعد انتهائهم من أعمالهم، إلا أن الملاحظ أن الترويح ينتشر بين الصغار أكثر من انتشاره في أوساط الكبار.
    كثيراً ما يمارس الأطفال ترويحهم، وألعابهم بعد استيقاظهم من النوم، أو بعد أخذهم لقسط من الراحة، فلا يوجد لديهم عناء أو تعب حتى يتخلصوا منه.
    يوجد عدد من العاطلين عن العمل، والذين نجدهم يمارسون بعض الترويح في حياتهم اليومية، فهم في راحة جسدية طوال يومهم، ومع ذلك يمارسون الترويح.

    2- نظرية تفريغ الطاقة الزائدة:
    وأصحاب هذه النظرية يشبهون الطاقة الكامنة بالجسم، وعلاقتها بالترويح مثل صمام الأمان الذي يسمح للقاطرة البخارية بالتخلص من البخار الفائض[34]. ولما كانت هذه الطاقة الكامنة توجد لدى الأطفال أكثر من وجودها عند الكبار فإنهم أكثر ممارسة للترويح من كبار السن، ومع ما في هذه النظرية من موضوعية إلا أنها تبقى عاجزة عن تفسير بعض الجوانب في العملية الترويحية مثل:
    استمرار الأطفال في اللعب على الرغم من تعبهم وإجهادهم.
    وجود بعض الأفراد من الناس لا يميلون للترويح، ولا يرغبون به مطلقاً، ليتساءل المرء عندها: أين تذهب الطاقة الفائضة لديهم، وفق هذه النظرية؟!.
    وجود أناس يمارسون ترويحهم بعد انتهائهم من بعض الأشغال الشاقة أو المجهدة، ووفق هذه النظرية فإن طاقتهم الكامنة قد استنفدت في أعمالهم، وبالتالي فهم ليسوا بحاجة للترويح، فلماذا يمارسونه؟!.


    3- نظرية التوازن:
    وهذه النظرية ترى أن لكل فرد غرائز وميولاً لا يمكن إشباع كثير منها بالجدية؛ لذا يُرى لدى الإنسان ميلاً نحو الترويح لكي يتمكن من إشباع غرائزه وميوله الكامنة، والتي عجز عن إشباعها في حياته العملية؛ ليتمكن بذلك من تحقيق التوازن المطلوب في حياته من خلال إشباع جميع رغباته وغرائزه الكامنة وغير الكامنة سواءاً أكان ذلك من خلال حياته العملية أم من خلال الترويح.


    وعلى الرغم من تأكيد هذه النظرية على قضية التوازن، وهو ما لم يذكره غيرها، إلا أنه يؤخذ عليها عدم إمكانية تطبيقها إلا على من جاوز مرحلة الطفولة، وأصبح رجلاً وتقدم به العمر ودخل في معترك الحياة العملية الجادة؛ لأن الأطفال، هم أكثر البشرية ممارسة للترويح وتعلقاً به، مع أن عامتهم لم يعرف حياة العمل بعد.

    4- نظرية التنفيس:
    وتنطلق هذه النظرية من فرضية تتمثل في وجود كم كبير من غرائز الإنسان قد قيدت بالنظم الاجتماعية السائدة، ولا يمكن له إرضاء هذه الرغبات والميول في ظل ما هو سائد في مجتمعه، فيلجأ إلى ممارسة الترويح لكي يشبع رغباته وميوله بمعزل عن تلك النظم الاجتماعية الضابطة لتصرفاته وطريقته في إشباع غرائزه وميوله. ومن هنا تحدث عملية التنفيس لتلك الرغبات والميول المكبوتة من خلال ممارسة الترويح!.


    ومع قرب هذه النظرية من سالفتها إلا إنه يمكن أن يقال فيها:
    إنها تصلح لتفسير دوافع الترويح لمن جاوز مرحلة الطفولة ودخل في مرحلة الرجولة.
    وجود مناشط ترويحية يمارسها كثير من الناس دون أن توجد نظم اجتماعية تمنعهم من ممارستها حتى في العلن.
    فهذه النظرية كانت ستكون دقيقة في تفسير دوافع الترويح لو كان الإنسان يمارس جميع مناشطه الترويحية بمعزل عن الناس، وبعيداً عن سلطة المجتمع الضابطة.


    5- نظرية الأُلفة (التعود):
    وهذه النظرية ترى أن الأفراد يمارسون المناشط الترويحية المألوفة لديهم أو ما اعتادوا ممارسته، بسبب حرصهم على الابتعاد عن المخاطرة، ورغبتهم في زيادة فرصة النجاح فيما يمارسونه من أعمال، وتحقيق شيء من السعادة الناجمة عن ذلك، وهذا لا يتأتى لهم إلا بممارسة المألوف لديهم الذي سبق لهم ممارسته وسبر أغواره.


    ومع ما قد يوجد في هذه النظرية من صحةٍ وانطباق على بعض ممارسي الترويح، إلا أنها تبقى عاجزة عن تفسير سبب ممارسة الفرد للترويح في أول مرة، وتعلق آخرين بممارسة كل جديد من المناشط الترويحية، فهي نظرية تصلح لتفسير سبب الاستمرار على نشاط ترويحي واحد دون غيره من الأنشطة الترويحية الأخرى، إلا أنها لا تصلح لتفسير أسباب الممارسات الترويحية الأخرى.

    5- نظرية التقليد (المحاكاة):
    ومنطلق هذه النظرية هو أن الفرد يتأثر بجماعة الترويح التي تشاركه في ممارسته للعملية الترويحية، فنجد كثيراً من الناس يندمجون مع مجموعة من الناس لمشاركتهم في ممارسة نشاط ترويحي معين بمجرد رؤيته لهم، وقد لا يرغبون كثيراً في ذلك النشاط.


    ويلاحظ على هذه النظرية:
    أنه يمكن تطبيقها على الأطفال لما يمتازون به من طابع التقليد والمحاكاة لغيرهم، إلا أنه يصعب تطبيقها على كبار السن من ذوي الإرادة المستقلة.
    أنها أغفلت الإرادة الحرة للفرد وتصورته مجرد مقلد لمن حوله.
    أنه لا يمكن لهذه النظرية تفسير سبب بقاء بعض الأفراد من المتفرجين على ممارسي الترويح في الأماكن العامة دون ممارسة للنشاط الترويحي نفسه، إذ لو صحت هذه النظرية بإطلاق لشارك الجميع في ممارسة نشاط واحد تقليداً لبعضهم بعضاً.


    ولقد حاولت عدة دراسات تلمس أسباب إقبال بعض الناس على أنشطة ترويحية دون غيرها، وحاولت معرفة أبرز الدوافع لممارسة الترويح في أوقات الفراغ، وذلك من خلال طرح جملة من الأسئلة عليهم بشكل مباشر، وانتهت إحدى هذه الدراسات إلى أن أبرز هذه الدوافع تنحصر في الجوانب الآتية، مرتبة بحسب الأولوية:
    البحث عن المتعة والأنس.
    من أجل الأصدقاء أو المرافقين.

    للتباهي والزهو وإبراز النفس.
    للمنافسة بين الأقران أو التغلب عليهم.
    لسهولة الحصول على ذلك النشاط وممارسته.
    لأن ذلك النشاط الترويحي جديد على الفرد.
    لإفادة الآخرين من خلال النشاط الممارس.
    للاستفادة من الآخرين من خلال النشاط الترويحي.
    لأنه لا يوجد غيره من الأنشطة الترويحية[35].

    العوامل المؤدية إلى تباين الأنشطة الترويحية:
    يمارس الأفراد الأنشطة الترويحية بتأثير عدة متغيرات، لعل من أبرزها ما يأتي:
    أ- الجنس:
    إذ تختلف الأنشطة الممارسة من فرد إلى آخر باختلاف الجنس، فالذكر له أنشطة ترويحية تناسبه، كما أن للأنثى أنشطة أخرى تناسبها.
    ومنشأ هذا التباين عائد إلى طبيعة وتركيب كل جنس، إضافة إلى دور كل منهما في الحياة واختلافه عن الآخر.
    ب- العمر:
    إذ يؤثر العمر في تحديد نوع النشاط الترويحي الذي يُمارسه الأفراد، فالأطفال لهم أنشطتهم الخاصة، وفي الغالب أنها ذات طابع حركي، في حين تكثر الأنشطة الثقافية والقراءة بين كبار السن، بينما تمتاز أنشطة فئة الشباب بالتنوع، إلا أن الجانب الرياضي والرحلات البرية ونحوها تأتي في صدر البرامج التي تطغى على غيرها لدى هذه الشريحة.
    ت- المستوى التعليمي:
    إذ يتدخل المستوى التعليمي بشكل كبير في تحديد نوعية النشاط الترويحي الذي يمارسه الأفراد، فلأصحاب المستوى العالي من التعلم في الغالب برامج وأنشطة ترويحية تختلف عن الفئات التي تعاني منها الأمية.
    ث- مستوى المجتمع الاقتصادي:
    إذ لكل مرحلة من مراحل نمو المجتمع الاقتصادية ما يناسبها من الأنشطة الترويحية، فإن كان المجتمع يمر بمرحلة تدهور اقتصادي فسيحمله ذلك على ممارسة أنشطة ترويحية تختلف عنها حين ظهور تحسن اقتصادي داخله.
    جـ- مستوى الفرد الاقتصادي:
    إذ يؤثر مستوى الأفراد الاقتصادي على الأنشطة والبرامج الترويحية المختارة، بسبب تنوع القدرة على تهيئة وتوفير الوسائل والأدوات التي من خلالها يمارس الفرد الأنشطة الترويحية، ولذا أصبحنا نرى أنواعاً من الترويح لا يمارسها غير الأغنياء وفاحشي الثراء.
    حـ- كمية وقت الفراغ:
    وهذا العامل يؤثر بشكل كبير، وهو أساسي في تحديد نوعية النشاط الترويحي الذي يمارسه الفرد في وقت الفراغ، فكلما ازداد الفراغ وطال كان ذلك دافعاً لاختيار برامج وأنشطة ترويحية تختلف عن البرامج والأنشطة الترويحية الممارسة في حال ضيق الوقت.
    خـ- مكان الترويح ونوعية المشاركين:
    إذ غالباً ما يتأثر قرار الفرد باختيار نوع النشاط الترويحي الممارس بمكان الترويح، وبالأشخاص الذين يمارسون الترويح معه، فيعمل على أن يندمج معهم في ممارسة النشاط الترويحي تقليداً لهم، وبسبب مشاهدته لهم يمارسونه أمام ناظريه.
    د- خصوصية المجتمع العقدية والثقافية:
    إن طبيعة المجتمع المسلم وخصائصه العقدية التي تميزه عن بقية المجتمعات الأخرى لها دور كبير، وهام في تحديد نوعية الأنشطة الترويحية التي يمارسها أفراده، ولذا لا يمكن إغفال دور هذا الجانب في ظهور أنشطة ترويحية تتناسب وطبيعة القيم والثقافة في كل مجتمع[36].


    علاقة الترويح بالزمن:
    ينقسم الزمن بالنسبة للإنسان إلى قسمين:
    الأول: وقت ارتباط وعمل:
    والمراد به الزمن الذي يكون المرء مقيداً فيه بجملة من الارتباطات والممارسات الملزمة بحكم الشرع أو الاحتياج أو العادة، كأزمنة الشعائر التعبدية المفروضة، ووقت العمل وواجبات الحياة الأخرى، كالنوم والأكل وتحقيق الحاجات الفسيولوجية، ويدخل فيه أيضاً: ما توجبه طبيعة الحياة الاجتماعية من عادات وتقاليد ملزمة، كزيارة الأقارب، والمرضى، وإكرام الضيف... ونحو ذلك[37].


    ومما يشير إلى مصداقية هذا المفهوم قول سلمان لأبي الدرداء رضي الله عنهما: (إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه)، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - مقرراً ذلك: (صدق سلمان)[38].

    الثاني: وقت فراغ:
    والمراد به الزمن الذي يكون فيه المرء متحرراً من قيود العمل والارتباطات الملزمة[39].


    ولذا فإن من أهم خصائص النشاط الترويحي أن يكون في وقت الفراغ (الوقت الحر)، وعليه فحصول السعادة بالنشاط الذي يزاول في أوقات الارتباط والعمل لا يعد ترويحاً في الاصطلاح، ويخطئ من يزعم أن السعادة والسرور لا يحصلان إلا في النشاط الترويحي؛ وذلك أن تعاليم الإسلام جاءت متوازنة ومتناسبة مع مكونات الكائن البشري، تعطي كل واحد منها ما يستحقه، وبالمقدار الذي يحقق له البهجة، ليأتي دور الترويح كحالة استثنائية معالجة لحالات القصور في التطبيق والتغليب لجانب من جوانب الحياة على أخرى.

    وفي ظني أن هذا هو أحد الأسباب الرئيسة لعدم وجود تنظير معمق للترويح في المجتمعات الإسلامية في أوقات عز الإسلام، وإنما احتاجت إليه الأمة حينما ضعفت جديتها وعزيمتها وأخذت تعتمد على (الآخر) في كثير من شؤونها، إن على مستوى التصور أو السلوك[40].

    ومن المؤسف له أن الأمة في واقعنا حين احتاجت إلى مفاهيم الترويح وتقعيد منطلقاته تلفتت يمنة ويسرة فلم تجد لديها شيئاً مباشراً ذا بال فجرى بعض أفرادها ومؤسساتها إلى الشرق والغرب، ليجدوا التنظيرات والممارسات الغربية والشرقية لتمضية أوقات الفراغ جاهزة، فنقلوا عامتها إلينا، وطبقوها على شبابنا وفتياتنا، مما جعلهم يسهمون بصورة فاعلة في تجذير سبب تخلفنا المحوري، والمتمثل بـ: إعراضنا عن تعلم ديننا وتطبيقه في كثير من شعب الحياة وميادينها.


    ــــــــــــــــــ
    [1] انظر: مقاييس اللغة، لابن فارس: 3/90، لسان العرب، لابن منظور: 2080.
    [2] انظر: المفردات، للراغب الأصفهاني: 240، الكليات، للكفوي: 112، مجموع فتاوى ابن تيمية: 7/235-236،جامع العلوم والحكم، لابن رجب: 24-37، معارج القبول، للحكمي: 2/595.
    [3] انظر: لسان العرب، لابن منظور: 4500، القاموس المحيط، للفيروز آبادي: 2/253.
    [4] انظر: الوجوه والنظائر، للدامغاني: 449، الروح، لابن القيم: 217.
    [5] انظر: المرجعين في الهامش السابق، والروح (جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهو جسم نوراني، علوي، خفيف، حي، متحرك، ينفذ في جوهر الأعضاء، ويسري فيها سريان الماء في الورد، وسريان الدهن في الزيتون، والنار في الفحم. فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكا لهذه الأعضاء، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية، وإذا فسدت هذه الأعضاء بسب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها، وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن، وانفصل إلى عالم الأرواح)، انظر: الروح، لابن القيم: 177-178.
    [6] إحياء علوم الدين، للغزالي: 3/473.
    [7] انظر: مقاييس اللغة، لابن فارس: 2/454، الترويح، للعودة: 23.
    [8] تهذيب اللغة، للأزهري: 2/177.
    [9] النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير: 2/658.
    [10] المصباح المنير، للفيومي: 1/244.
    [11] انظر: البدائل الإسلامية لمجالات الترويح المعاصرة، لبسيوني: 21، نقلاً عن: الترويح وخدمة المجتمع لحافظ وآخرون: 24.
    [12] انظر: الترويح، للبنيان وآخرون: 11.
    [13] انظر: بحث الترويح ونظرياته في المجتمعات الحضرية المعاصرة، لـ: د. إسحاق القطب في مجلة الدارة، عدد شوال: 1402 هـ، ص: 56.
    [14] انظر: البدائل الإسلامية لمجالات الترويح المعاصرة، لبسيوني: 21، نقلاً عن جون رومني، عن كتاب: النشاط الترويحي وبرامجه، لخطاب: 14.
    [15] انظر: الترويح وأوقات الفراغ، لدرويش والخولي: 21.
    [16] انظر: البدائل الإسلامية لمجالات الترويح المعاصرة، لبسيوني: 24، الترويح وأوقات الفراغ، لدرويش والخولي: 21.
    [17] البدائل الإسلامية لمجالات الترويح المعاصرة، لبسيوني: 22.
    [18] فلسفة الترويح في الإسلام، حلقة بحث الترويح في المجتمع الإسلامي: 164.
    [19] الترويح في المجتمع الإسلامي، حلقة بحث الترويح في المجتمع الإسلامي: 107.
    [20] الترويح في المجتمع الإسلامي: حدوده وأهدافه، حلقة بحث الترويح في المجتمع الإسلامي: 250.
    [21] المرجع السابق: 148.
    [22] الترويح في المجتمع الإسلامي، حلقة بحث الترويح في المجتمع الإسلامي: 258.
    [23] الترويح في المجتمع الإسلامي: حدوده وأهدافه، حلقة بحث الترويح في المجتمع الإسلامي: 334.
    [24] الترويح وأوقات الفراغ في المجتمع المعاصر لـ: درويش والخولي: 21 – 22.
    [25] انظر: الترويح وأوقات الفراغ في المجتمع المعاصر، لدرويش والخولي: 23 – 25.
    [26] انظر: المصدر السابق، ص: 77 حيث ذكر المؤلفان أنه في عام: 1962م، تأكد أن من بين ستة مليون وخمسمائة ألف عاطل في الولايات المتحدة يوجد مليونان من ضحايا التقدم التقني. قلت: فما الحال عام: 2008م.
    [27] أوردت بعض الدراسات أن معدل عمل الفرد في الأسبوع الواحد عام: 1800م كان يعادل: 84 ساعة، وفي عام: 1975 م صار يعادل 36.1 ساعة. قلت فما الحال في عام 2008م!، انظر: المصدر السابق: 63.
    [28] بهجة المجالس، لابن عبد البر:1/115.
    [29] مسلم (2058).
    [30] التمهيد، لابن عبد البر:4/204.
    [31] انظر: أوقات الفراغ والترويح، لعطيات:30.
    [32] انظر: الترويح وأوقات الفراغ في المجتمع المعاصر، لدرويش والخولي: 22 – 23.
    [33] انظر: عوامل التربية، لعلي وافي: 103.
    [34] انظر: أساسيات في الترويح وأوقات الفراغ، لإبراهيم والحياري: 78.
    [25] الجنوح والترويح في الأوقات الحرة لدى الشباب في المملكة العربية السعودية، مركز أبحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية السعودية: 98.
    [36] انظر: البدائل الإسلامية لمجالات الترويح المعاصرة، لبسيوني:62، الترويح في العهد النبوي: أهدافه ووسائله، للسدحان، مجلة البحوث الإسلامية، دار الإفتاء السعودية، عدد: 60، ص: 222، وما بعدها.
    [37] انظر: وقت الفراغ وشغله في مدينة الرياض، للشتري: 54- 56.
    [38] البخاري (1968).
    [39] انظر: وقت الفراغ وشغله في مدينة الرياض، للشتري: 54-56، الترويح وأوقات الفراغ في المجتمع المعاصر، لدرويش والخولي: 31-35.
    [40] انظر في ذلك: فصل: خط الانحراف في كتاب: واقعنا المعاصر، لمحمد قطب، والانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، للزهراني.
    .


    فيصل بن علي البعداني




     
  2. #2
    الأخطل الصغير is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    15 / 10 / 2008
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    112
    معدل تقييم المستوى
    317

    افتراضي رد: الترويح عن النفس في الإسلام


     
  3. #3
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    51
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7072

    افتراضي رد: الترويح عن النفس في الإسلام

    شكرا لمرورك على مشاركتي

     
  4. #4
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    52
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26561

    افتراضي رد: الترويح عن النفس في الإسلام


     
  5. #5
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    51
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7072

    افتراضي رد: الترويح عن النفس في الإسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صناع الحياة مشاهدة المشاركة

    الشكر لك أخي صناع الحياة على تواصلك

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك