هي موهوبة جدا في الرسم
و موهوبة جدا جدا في التذمر
و لعلها تنفق في الشكوى وقتا أكثر مما تنفق في ممارسة موهبتها
لم تنل التقدير الذي تستحقه في البيت و العمل
تعشق لوحات أوغست رينوار
و إن كانت تجهل أنه يكره الشكوى و ينفر من الشكائين
و هو صاحب العبارة التي تقول
ما في القلب يجب أن يظل في القلب و لا شأن لغيرك بما يدور في قلبك
رينوار الذي عانى شظف العيش
و كان يتندر بمعاناته و يرويها لبث الأمل في نفوس من يستسلمون بسرعة
روى ضمن ما روى قصة حدثت معه و هو يضحك:
" لم يكن أحد يشتري أعمالي و كان الفقر يحاصرني و ذات مرة طلبت مني إحدى
المطاعم أن أرسم لها لوحة مهرج كبير لتعلقها في قاعة الطعام
و بعد أن أنجزتها ذهبت لتسليمها و قبض الثمن
ممنيا نفسي بعشاء طيب بعد أيام عدة من التقشف الإجباري
و عندما وصلت وجدت أن المطعم قد أغلق أبوابه و أشهر إفلاسه
فعدت بلوحتي من حيث أتيت و مع ذلك أرفض كل أنواع التعاسة التي في الحياة
أنا الفنان الفقير الذي لا أملك في غرفتي شيئا على الإطلاق
أرفض الفقر و أريد أن يكون العالم في " ثراء لوحاتي " في بهائها ،
في ألوانها ، في نعومتها
فليستمتع العالم بملمس البشرة الإنسانية في لوحاتي
فليذق و ليرشف الجمال
و ليسقط الفقر و الذل ، ليفرح الإنسان
هذه فلسفتي
لقد عرفت الفقر وأنني أتمرد عليه
لا بإسمي فحسب ، بل بإسم كل الناس جميعا
و لتكن لوحاتي للناس جميعا الأمل .. الحلم .. التنهيدة .. الإبتسامة .. الشوق
و أيضا فرحة الحياة و حتى الصبار يورق زهورا
لن أرسم في لوحتي فقرا و لا جوعا و لا مرضا
رينوا الذي لم يكن معه أجرة الطبيب الذي قام بتوليد إبنه البكر فدفع له بدلا من
النقود لوحة أخذها الطبيب على مضض .. كان سعيدا بفنه و أصدقائه
و حين جاء النجاح جلب معه الغيرة
فأصبح أصدقائه يسخرون من لوحاته
و حتى لا يفقد ثقته بنفسه
أجبرته زوجته على الإنتقال إلى الريف
و التفرغ لفنه
و ظل هو مؤمنا بنقاء البشر و بأن الخير باق و الشر فعل طارئ
حتى عندما أصيب بالشلل
و أصبح حبيس كرسي متحرك يغالب آلامه
لم يتخل عن إبتسامته
بل كان يطلب أن يربطوا فرشاه بيده ليرسم و كان يقول لمن يشفق عليه
إنني إنسان محظوظ ، إذ أجبر على البقاء في مكان واحد الآن أستطيع أن أتفرغ للرسم!
وداد الكواري
:أرجوا من كل من يقرأ المقال أن
1- يحمد الله
2- ينظر للمستقبل بإيجابية
3- يبحث عن مواهبه و يستخدمها
مواقع النشر (المفضلة)