عندما ينطق الإنصاف
--------------------------------------------------------------------------------
الانصاف خصلة حميدة لم تكن يوماً وصفاً ذميماً أو مثلبة لانسان حتى ان الخصم ليقر بانصاف خصمه رغم وقوعه تحت وطأة هزيمة ايها الأخوة ان من الإنصاف عند المناقشة والرد ان تحاول دائما التركيز وتسليط الضوء على الأفكار دون الأشخاص. فإنه كما قيل: "التفريق بين الشخص ومقاله هو أدنى مراتب الإنصاف".
و عند عدم قبول الفكرة تجنب تسفيهها مهما تكن و ضع في ذهنك أن الفكرة مهما كانت في نظرك تافهة، فهي ليست كذلك عند صاحبها. فتلطّف في إبطالها ان كانت غير صحيحه . كذلك تجنب ما ا استطعت قول هذا الرأي ليس صحيح أو هذا القول لا يقول به عاقل. وقد يكون كذلك، لكن في مقام الرد والجدل الزم الإنصاف والقول اللين. اعرف مواطن الخلاف قبل الخوض في أي استدلال و ضع في ذهنك انصاف من تحاور وليس الانتصار على من تحاور واعلم ان ليس كل حوار لابد أن يحسم في حينه، أو يصل إلى نتيجة، فإذا انقطع المخالف عن النقاش فاقطع الكلام ودعه يتأمل في انصافك له وهذا ربما قاده الي الرجوع الي الصواب.
اخيرا اعلم أن التصريح أو الاعتراف بالهزيمة صعب جدا ولكن بالأنصاف تفتح لك ولمن خالفك خط رجعة ولا تغلق عليه جميع المسارات بعدم انصافه وإلا فقد تخسره، أو تضطره إلى المكابرة وقد ينصف ويرجع وقليل ما هم.
وفي الختام ان عدم الإنصاف قد تكون جبلية وقد تكون مكتسبة وهو الأكثر، وقد يساعد في رسوخها أمور منها:
1- الطبيعة النفسية لهذا الشخص.
2- طريقة النشأة والتربية التي تلقاها.
3 -اعتقاده أن هذه الأفكار التي يقررها مسلمة عند الجميع.
4- عدم الخلطة بالناس ومحاورتهم والنقاش معهم.
5- اليقين الجازم والثقة التامة بما عنده وما توصل إليه
هذه بعض الخواطر التي ارجو من كل عضو النظر فيها ثم الحكم على نفسه ان كان منصف او لا والسعي الي كسب هذه الصفة الحميدة التي لا تزيد صاحبها الا عز ورفعة بين جماعته
وجزاكم الله خير الجزاء
__________________
اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خيرُ من زكاها أنت وليّها ومولاها
مواقع النشر (المفضلة)