... الدرس الثامن عشر ...
... كيف نربي أطفالنا في رمضان و غيره ؟ ...
الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله و آله و صحبه و بعد .
ففي رمضان تتجلى التربية الصادقة , و التوجيه الحكيم في رعاية الأطفال , فهم أمانة ووديعة .
كان السلف الصالح يدربون أطفالهم على الصيام و يعودونهم على القيام .
و ينشأ ناشيء الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه
فيا صائماً يريد لأبنائه الفوز معه , إليك مسائل في التربية علها أن تدعوك إلى حسن الرعاية بأطفالك :
أولاً : كن قدوة أنت أيها الوالد في أخلاقك و سلوكك و حياتك , فإن أطفالك ينظرون إليك أباً و معلماً و مربياً و أسوة , يقول سبحانه عن زكريا عليه السلام : (( فأصلحنا له زوجة , إنهم كانوا يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغباً و رهباً و كانوا لنا خاشعين )) .
ثانياً : ما يعرض و ما يسمع و ما يرى في البيت له أعظم الأثر في حياة الطفل و مستقبله , فإدخال الإيمان و القرآن الكريم و السنة في البيت و كثرة الذكر و القيام بأوامر الله و اجتناب نواهيه تكون طفلاً مستقيماً ملتزماً . و إدخال الملاهي و المفاتن و آلات اللعب و الإغواء و التهاون بشرع الله تعالى تخرج طفلاً لاغياً لاعباً هامشياً .
ثالثاً : ربط الطفل بكتاب الله عز وجل حفظاً و تجويداً و تلاوةً , فهذا عصر الحفظ , و هذا زمن التلقي و إذا فات الطفل هذا العصر الذهبي و قضاه في الضياع و التلفت و الترفيه ندم بعد كبره أعظم ندامة , و تأسف كل الأسف ولات ساعة مندم .
رابعاً : مصاحبة الطفل في عهد الطفولة و الصبا و منعه من مصاحبة الأنذال و الأرذال و سقطة الناس و سفلة القوم , فإنهم أضر عليه من الجرب , و أفسد من كل عدو فلا إله إلا الله كم أفسد الفاسد من صالح , و كم أثر الجليس في جليسه , و كم سحب الصاحب من صاحب , و قد صح عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال : ( المرء على دين خليله , فلينظر أحدكم من يخالل ) .
عن المرء لا تسأل و سل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي
خامساً : تنشئة الطفل تنشئة عصامية رجولية فتحبب له معالي الأمور و تكره إليه أرذالها , و قد صح عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال : ( إن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها ) , فلا يميع الطفل و لا يترك متشبهاً بالنساء و السقطة و الأرذال فإنها حسرة عليه و عار و شنار .
سادساً : ملاحظة الطفل في زيه و لباسه و هيئته فيقوم بالأدب على منهاج السنة و على الطريقة المحمدية الكاملة فلا يتشبه بأعداء الله , و قد صح عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) , فيجنب الذكر لبس الذهب و الحرير و الإسبال و الميوعة و الانكسار في الكلام و كثرة الضحك و العبث و الطيش , و العجلة و الخفة و السخف و ضياع الوقت و غير ذلك من العيوب و المثالب .
سابعاً : تعظيم أمر الله في قلب الطفل و تعظيم كل ما له علاقة بالدين , فيقدس الله عز وجل بأسمائه و صفاته و أفعاله و ينزهه عن العيوب و يظهر هذا للطفل في تربيته ليغرس في نفسه تعظيم الله عز وجل و كلامه رسول الله صلى الله عليه و سلم .
ثامناً : توجيه الطفل لطلب العلم النافع و تحصيله , و الجد فيه و الإخلاص في طلبه و بذل الجهد في حفظه و تكراره و إشعار الطفل بثمرة العلم العظيمة اليانعة و نتائجه المعسولة عله أن يهب من رقدة السبات و سنة الغفلة :
أبا بكر دعوتك لو أجبتا *** إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماماً *** رئيساً إن نهيت و إن أمرتا
تاسعاً : الدعاء له بالتوفيق في كل صلاة و الإلحاح في مسألة المولى تبارك و تعالى أن يصلحه و أن يهديه و أن يأخذ بيده , و الضراعة في السحر , و في أوقات الإجابة أن يكتب الله الإيمان في قلبه و أن يؤيده بروح منه , قال سبحانه : (( و الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً )) .
عاشراً : رحمة هذا الطفل و الشفقة به و العطف عليه و تقبيله و مداعبته و ممازحته و إدخال السرور عليه و عدم الغلظة و الفظاظة معه و عدم تجريحه أمام الناس , و ليفعل المسلم بأطفاله كما فعل رسول الهدى صلى الله عليه و سلم بالأطفال فإن الراحمين يرحمهم الله عز وجل .
اللهم اجعلنا مباركين أينما كنا , ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماماً .
إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحـــي .. ... .. وأرواحُ الأئمةِ والدُّعــــاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي .. ... .. وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ
و أفوض أمري إلى الله
إن الله بصير بالعباد
... محبكم في الله ...
...نجد علي...
مواقع النشر (المفضلة)