بسم الله الرحمن الرحيم
أكد الخبراء في صندوق الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (اليونيسيف)، أن زيادة توجه النساء للرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى من حياة الطفل, قد يساعد في إنقاذ أرواح 1.3 مليون طفل على الأقل هذا العام. ودعا المسؤولون إلى ضرورة تحقيق التزام عالمي بالتشجيع على الرضاعة الطبيعية وحمايتها.
لأن أكثر من 10 ملايين طفل يلقون حتفهم كل عام لأسباب قابلة للوقاية كالاسهالات والالتهابات الرئوية والحصبة والملاريا, فإذا ما رضع كل طفل من أمه من وقت ولادته وحتى بلوغه الستة أشهر على الأقل، فإن بالإمكان إنقاذ حياة حوالي 3500 طفل كل يوم. وأشار هؤلاء إلى أن وفاة الطفل بسبب قابل للوقاية يعني أن الأمهات والرضع لا يحصلون على الرعاية والدعم الأساسي الذي يحتاجونه, لافتين إلى أن الرضاعة الطبيعية تعتبر أكثر السلوكيات الطبيعية بالنسبة للأم والطفل حديث الولادة, ولا يتم دعمها والتشجيع عليها بصورة جيدة كأساس للصحة المثالية ونمو ملايين الأطفال في العالم.
ويرى الباحثون أن كل أم تختار إرضاع طفلها طبيعيا, لها الحق في الحصول على كافة الخدمات الصحية والدعم الاجتماعي من الحكومات والمجتمعات وضمن نطاق الأسرة. وأوضح الأطباء أن حليب الأم يحتوي على كافة العناصر الغذائية والأجسام المضادة والهرمونات وعوامل المناعة والمواد المضادة للأكسدة التي يحتاجها الصغير ليتمكن من البقاء حيا خلال الستة أشهر الأولى من حياته، عندما تكون مناعته غير مكتملة تماما, كما أن حليب الثدي يحمي الأطفال من الاسهالات والالتهابات التنفسية الحادة ويقوي نظام المناعة في أجسامهم.
وأظهرت الدراسات أن الطفل الذي لا يرضع من أمه في أول شهرين من حياته يتعرض للوفاة من الإسهال بحوالي 25 مرة, ومن الالتهابات الرئوية بنحو أربع مرات, كما تزيد مخاطر إصابته بالبدانة وأمراض القلب والمشكلات الهضمية والمعوية مستقبلا, مقارنة بالطفل الذي يتغذى على حليب أمه. وأشار خبراء اليونيسيف إلى أن 39 في المائة فقط من الأطفال في العالم يرضعون من أمهاتهم في الشهور الستة الأولى من حياتهم, وبالتالي فان زيادة الوعي من خلال برامج العمل والحملات التثقيفية التي تشجع على الرضاعة الطبيعية وما تحققه من فوائد سواء على الأم والطفل، قد يزيد هذه النسبة بشكل ملحوظ.
مواقع النشر (المفضلة)