من المذهل حقا ما نقرأه عن الحوارات والمساجلات والمناظرات وما يتخللها من أجوبة تفحم الخصوم
وقد نقلت إليكم بعضها عرضت علي في كتب الأدب
......................... .......
ووفد ابن أبي محجن على معاوية فقام خطيبا فاحسن فحسده معاوية وأراد أن يوقعه فقال له أنت الذي أوصاك أبوك بقوله
( إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ... تروى عظامي بعد موتي عروقها )
( ولا تدفنني في الغلاة فإنني ... أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها )
وقال بل أنا الذي يقول أبي
( لا تسأل الناس ما مالي وكثرته ... وسائل الناس ما جودي وما خلقي )
( أعطي الحسام غداة الروع حصته ... وعامل الرمح أرويه من العلق )
( وأطعن الطعنة النجلاء عن عرض ... وأكتم السر فيه ضربة العنق )
( ويعلم الناس أني من سراتهم ... إذا سما بصر الرعديد بالفرق )
فقال له معاوية أحسنت والله يا ابن أبي محجن
وقيل أخذ عبد الملك بن مروان بعض أصحاب شبيب الحارثي فقال له ألست القائل
( ومنا شريد والبطين وقعنب ... ومنا أمير المؤمنين شبيب )
فقال يا أمير المؤمنين إنما قلت ومنا أمير المؤمنين شبيب وأردت بذلك مناداة لك فكان ذلك سببا لنجات
ودخل شريك بن الأعور على معاوية وكان دميما فقال له معاوية إنك لدميم والجميل خير من الدميم وإنك لشريك وما لله من شريك وإن اباك لأعور والصحيح خير من الأعور فكيف سدت قومك فقال له إنك معاوية وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت الكلاب وإنك لابن صخر والسهل خير من الصخر وإنك لابن حرب والسلم خير من الحرب وإنك لابن أمية وما أمية إلا أمة صغرت فكيف صرت أمير المؤمنين ثم خرج
مواقع النشر (المفضلة)