[align=justify]إذا تذكَّر المرء قِصَرَ الدنيا، وسرعة زوالها، وأدرك أنها مزرعة للآخرة،وفرصة لكسب الأعمال الصالحة، وتذكر ما في الجنة من النعيم المقيم، وما في النار من النكال والعذاب الأليم؛ أقصر عن الاسترسال في الشهوات، وانبعث إلى التوبة النصوح وتدارك ما فات بالأعمال الصالحات.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنكبي، فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).
وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت؛ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت؛ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".
قال الإمام ابن رجب -رحمه الله- تعليقًا على هذا الحديث: "وهذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا، وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطنًا ومسكنًا، فيطمئن فيها؛ ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر يهيىء جهازه للرحيل، وقد اتفقت على ذلك وصايا الأنبياء وأتباعهم".
قال ابن عقيل -رحمه الله-: "ما تصفو الأعمال والأحوال إلا بتقصير الآمال؛ فإن كل من عَدَّ ساعته التي هو فيها كمرض الموت؛ حَسُنَتْ أعمالُه، فصار عمره كله صافيًا".
وقال ابن الجوزي -رحمه الله-: "من تَفَكَّر في عواقب الدنيا؛ أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق؛ تأهب للسفر".
وقال -رحمه الله -: "أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة، وتأميله الإصلاح فيما بعد، وليس لهذا الأمل منتهى، ولا للاغترار حَدٌّ؛ فكلما أصبح وأمسى معافى؛ زاد الاغترار وطال الأمل".[/align]
للشيخ
محمد بن إبراهيم الحمد - حفظه الله-
مواقع النشر (المفضلة)