بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآثار السلبية التي يخلفها الذنب :
من المسلّمات في الدين والعلم والتجربة ان اعمال الانسان الحسنة والسيئة لها نتائج دنيوية واخروية . كزارع البذور فلو زرع احد بذر الورد لجنى ثماوه ورداً ، وزارع الشوك لا يجني الاّ شوكاً .
وبعبارة اخرى لكل عمل رد عمل رد فعل معاكس كالذي يضرب الكرة على الارض فترجع الكرة اليه ، ويجب الانتباه ايضاً الى ان جزاء العمل يراه في الدنيا والاخرة . ولكن نسبة الجزاء في الدنيا الى جزاء الاخرة قليل . وكذلك فان اعمال الانسان تاتي عليه بصور مختلفة ويجب ان لا نستبعد ان المصائب المختلفة التي تصيب الانسان في الدنيا أحياناً تكون جزاءً لعمل ما واحياناً امتحان الله سبحانه للانسان ولاجل ارتقائه سلم التكامل ، وله ثواب اضافي ومضاعف ، وفي ( الاية 155 ) من سورة البقرة اشارة الى هذا المطلب .
( ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع .... ) .
الآثار الدنيوية للذنب في نظر القرآن الكريم :
وردت في القرآن الكريم عشرات الآيات في الآثار والنتائج التي يخلفها الذنب ونذكر هنا عدة نماذج :
1 ـ في الآية 59 من سورة البقرة :
( فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزاً من السّماء بما كانوا يفسقون ) .
2 ـ في الآية 49 من سورة المائدة :
( يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم ) .
3 ـ في الآية 6 من سورة الانعام :
( .... فأهلكناهم بذنوبهم ) .
4 ـ في الآية 96 من سورة الأعراف :
( ..... فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) .
5 ـ في الآية 25 من سورة نوح :
( ممّا خطيئاتهم أغرقوا ) .
6 ـ في الآية 14 من سورة الشمس :
( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها ) .
7 ـ في الآية 11 من سورة الرعد :
( إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم ) .
8 ـ في الآية 14 من سورة المطففين :
( كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .
9 ـ في الآية 30 من سورة الشورى : ( وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثيرٍ ) .
بعض الآيات حول آثار الذنب في الآخرة :
1 ـ ( ومن جاء بالسّيئة فكبّت وجوههم في النّار هل تجزون إلاّ ما كنتم تعملون ) . ( النمل / 90 )
2 ـ وفي الآية 23 من سورة الجن :
( ومن يعص الله ورسوله فانّ له نار جهنّم خالدين فيها أبداً ) .
3 ـ في الآية ( 11 ـ 16 ) من سورة المعارج :
( يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته الّتي تؤيه ومن في الأرض جميعاً ثمّ ينجيه كلاّ إنّها لظى نزّاعةً للشّوى ) .
4 ـ الآية 104 من سورة المؤمنون :
( تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون ) .
احباط الاعمال الحسنة :
أحد الآثار السيئة التي يخلفها الذنب هو احباط الاعمال الحسنة . ومعناه أن المذنبين اذا عملوا عملاً صالحاً فانه لا نتيجة ولا جزاء له . وقد وردت كلمة ( الاحباط ) ستة عشر مرة في القرآن الكريم . وبهذا نحصل على نتيجة بان الذنوب الكبيرة مثل الكفر ، الشرك ، تكذيب الآيات الالهية وانكار المعاد ، الارتداد ، مخالفة الانبياء ، كل هذه الامور تحبط الاعمال .
فعلى سبيل المثال : اذا رفع شخص حجارة عن طريق المارة لئلا يصاب احد بضرر ( فان هذا العمل حسن ) ولكن لو ان نفس هذا الرجل القى الصخرة في مكان قريب وضيق على المارة ففي هذه الحالة يكون قد ارتكب ذنباً كبيراً وهو ( خراب الطريق ) . اذن فان عمله الحسن رفع الصخرة عن الطريق لا اعتبار له ولا اثر له وقد احبطه بعمله السيء الآخر . وعلى هذا الاساس فان الذنوب الكبيرة تحبط الاعمال الحسنة . كما تكبر ابليس ولم يسجد لأمر الله سبحانه ( في مسألة السجود لآدم ) فقد احبط « ستة آلاف سنة من العبادة » التي عبد بها ابليس الله سبحانه وتعالى . فيجب الانتباه الى ان الانسان المذنب لا يستطيع ان يغتر باعماله الحسنة ، اذ سرعان ما تحبط بسبب الذنوب التي يرتكبها .
الآثار المعنوية الرديئة التي يخلفها الذنب :
إنّ تكرار الذنب والاستمرار عليه يؤدي الى ظلمة القلب ومسخ الانسان عن انسانيته وتحوليه الى حيوانٍ يملك الصفات الحيوانية كلها ، ويكون مقترفاً للذنوب الكبيرة . فعلى سبيل المثال : ان المذنب اذا شرب الخمر لاول وهلة تراه يتردد ويتعذب وجدانه لانه مسلم ، ولكن في الوهلة الثانية يكون الشرب ابسط بكثير من الوهلة الاولى وهكذا الى ان يعتاد عليه . نعم الاستمرار على ارتكاب الذنب يجعل المذنب يقترف الذنوب الكبيرة بكل سهولة .
في الآية 108 من سورة النحل نقرأ :
( أولئك الّذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون ) .
وفي الآية 5 من سورة الصف نقرأ :
( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) .
وفي الآية 10 من سورة الروم نقرأ :
( ثمّ كان عاقبة الّذين أساؤوا السؤأى أن كذّبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن ) .
ونرى كثيراً في التاريخ ان الطواغيت الذين استمروا على اقتراف الذنوب قد تجاوزوا حد الكفر والانكار والتنكيل بالأنبياء والاستهزاء بهم ، وكل هذه الآثار السيئة قد خلفها الذنب ، وعلى العكس فالاستمرار على الاعمال الصالحة يعطي للقلب صفاءاً ويعطي نورانية للروح .
الآثار المختلفة للذنب :
نتج عن تحقيق الروايات السابقة ان الذنوب المختلفة لها آثار مختلفة ، نذكر منها .
1 ـ قساوة القلب وجفاف الدموع .
2 ـ سلب النعمة :
3 ـ منع استجابة الدعاء .
4 ـ الالحاد والانكار :
5 ـ قطع الرزق :
6 ـ الحرمان من صلاة اللّيل :
7 ـ عدم الأمن من البلاء :
.
8 ـ انقطاع المطر . 9 ـ خراب البيت . 10 ـ الوقوف الطويل يوم القيامة . 11 ـ الغضب واللعنة الالهية . 12 ـ المصائب الثقيلة. 13 ـ الندم . 14 ـ الخزي والفضيحة. 15 ـ نقصان العمر . 16 ـ الزلزلة . 17 ـ الفقر العام . 18 ـ الحزن . 19 ـ المرض . 20 ـ تسلط الاشرار .... وغيرها من الآثار المختلفة للذنوب التي تلحق بالبشر
عافانا الله و اياكم
مواقع النشر (المفضلة)