قبل فترة بسيطة (وتحديداً في 24يناير الماضي) قالت وكالة الاسوشيتد برس أن مئات الطيور الميتة سقطت من السماء على مدينة بريسس الأمريكية. وقد سببت الحادثة فزع السكان واهتمام الإعلام حتى اتضح أن موت الطيور كان بسبب السموم التي نشرتها وزارة الزراعة لمقاومة بعض الآفات الزراعية.. وقد يبدو مرعباً أن يسقط من السماء شيء غير المطر؛ ولكن أشياء كهذه تحدث بين الحين والآخر ولا تعد نادرة خلال التاريخ.. أذكر أنني كتبت عن حادثة غريبة أدت إلى غرق أحد زوارق الصيد اليابانية (في ابريل 1997م) بسبب بقرة سقطت من السماء.. وفي البداية لم تصدق السلطات اليابانية هذا الادعاء واعتبرت الحادث مفتعلاً لقبض قيمة التأمين. ولكن في وقت لاحق اعترف سلاح الجو الروسي أن بعض الجنود سرقوا مجموعة من الأبقار وحاولوا نقلها بطائرة عسكرية فارغة. وبسبب سوء الأحوال الجوية وهياج القطيع واجهت الطائرة خطر السقوط الأمر الذي دعى الجنود لرمي الأبقار الواحدة تلو الأخرى فسقطت إحداهن على الزورق الياباني فأغرقته (حسب الشرق الأوسط في 1مايو 97م)!!
* على أي حال الأبقار والطيور الميتة ليست وحدها من يسقط من الأعلى؛ ففي مناسبات كثيرة أمطرت السماء سمكاً وضفادع وكرات جليدية غريبة.. ففي الأماكن القريبة من البحر قد تهب الأعاصير بشكل دوامات لها قوة شفط كبيرة.. فإذا توافقت الظروف وتوفرت المخلوقات، يمكن للدوامة حمل تلك الكائنات وإسقاطها في أماكن بعيدة عن مواطنها الأصلية.
وهذه الظاهرة الجوية تكررت كثيراً خلال التاريخ وجاءت في روايات موثقة؛ ففي اليونان القديمة تعرضت منطقة بايونيا ودارينيا لزخات من الضفادع مما اضطر السكان لمغادرة أحيائهم إلى حين زوال الروائح النتنة. ومن المعروف أن الضفادع كانت جزءاً من الآيات التي ابتلى بها الله بني إسرائيل {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين}.
وكان الكاتب البريطاني فرنسيس هتشنج (المتخصص في رصد الظواهر الغامضة) قد رصد الحوادث المشاهبة التي وقعت بين عامي 200وحتى 1973م. ومما أشار إليه الحادثة التي وقعت عام 200حين نزلت على جزيرة سردينيا مجموعة كبيرة من الأسماك والضفادع بعد عاصفة رعدية عنيفة. وبعد عاصفة هوجاء في أيار 1881م نزلت كميات هائلة من السلعطونات والحلزونات البحرية في شوارع جاوة وكان بعضها ما يزال حياً. وفي عام 1959م سقطت آلاف الأسماك الصغيرة على مطار تاونزفيل وأخطر بالحادث المتحف الاسترالي للأحياء. وفي عام 1966م توالت على مدينتي ميدستون ودانفورد زخات من المطر والأسماك ـ وبيعت الأسماك بعد ذلك في أسواق المدينة.
* أيضاً؛ بالإضافة للكائنات الحية كثيراً ما تسقط كرات جليدية ثقيلة أثناء العواصف الرعدية.. وأذكر شخصياً أن المدينة المنورة تعرضت قبل عشرين عاماً إلى زخات من الحجارة الجليدية أدت إلى تكسير الزجاج واختراق السيارات وقتل الماشية.. وكنت قد قرأت كتاباً للمؤلف الأمريكي تشارلز فورت حول هذا الموضوع قدم فيه خريطة توضح أماكن وتواريخ سقوط كرات جليدية لا تقل أوزانها عن 50كلغ في معظم الدول.. ففي عام 1950م مثلاً تعرضت منطقة ديفون شاير في إنجلترا إلى وابل من الكرات الجليدية تساوي في أحجامها كرة السلة. وقام الدكتور جريف أستاذ الفيزياء بجامعة مانشستر بدراسة العديد منها وتعد الصور التي التقطها مرجعاً بهذا الخصوص!!!
.. في الحقيقة قد يكون الماء أكثر ما ينزل من السماء ولكنه بالتأكيد ليس المادة الوحيدة.. فكر قليلاً كيف تظهر الأسماك والضفادع في مياه السيول البعيدة حتى تقتنع بنفسك!!
مواقع النشر (المفضلة)