+ الرد على الموضوع
صفحة 10 من 21 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 20 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 46 إلى 50 من 105
  1. #46
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة السادسة والاربعون



    أخرج إبن ماجة والحاكم عن إبن عمر عليهما الرضوان أنه عليه السلام قال " يا معشر المهاجرين خمس إذا أبتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والاوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ومالم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل بأسهم بينهم " .
    ـــــــــــــــــ



    موضوعه : الاعراض عن الاسلام جملة أو تفصيلا مهلكة عامة جامعة في الدنيا قبل الاخرة :

    لم يدرك المهاجرون ذلك لانه عليه السلام تعوذ بربه من شرها وهو مستجاب الدعوة والمهاجرون هم أهل خير القرون ولكن الحديث نبوءة صادقة تتحقق اليوم بين أيدينا وهل تنكر العين ضوء الشمس سوى من رمد أما إذا كان فينا اليوم من لا يشعر بحقيقة هذه النبوءة ونحن جميعا نتلظى بسعارها صباح مساء فإن المصيبة أعظم لان أجهل الخلق طرا من كان لا يعلم ولايعلم أنه لا يعلم والاطباء يعلمون حياة بعض الاعضاء في الجسم البشري عند المشلولين أو المدعين لذلك مثلا بعد وخز تلك الاعضاء بالابر فإن إستجابت شعيراتها العصبية بالالم فإن العضو حي وإن إستوى الوخز مع عدمه فإن العضو ميت وقياسا على ذلك يأتي حديثنا .



    من أول معاني الحديث : جماعية العذاب وشمول الاهلاك بسبب فردية الجريمة وسلبية الجماعة:

    الدليل الاول على ذلك هنا هو الخطاب بصيغة الجمع والدليل الثاني هنا كذلك هو الطبيعة الجماعية العامة لاسباب الهلاك المذكورة وذلك فضلا عن أدلة القرآن الحاكمة القاطعة الصريحة في أن كل مخالفة لقطعي من الدين يجاهر بها صاحبها فلا يجد صدا ولا إثناء من لدن الجماعة بأسرها أو جزء منها على الاقل مآلها العذاب من الله سبحانه وصور العذاب في هذه الامة مختلفة كثيرا عن الصور السابقة التي حكى عنها القرآن في حق الاقوام المكذبة والمعرضة وإن شئت قلت هو عذاب أغلبه نفسي ومعظمه روحي ومنه قوله عليه السلام في الحديث ا لصحيح للترمذي " أول علم يرفع علم الخشوع " ورفع الخشوع عذاب غليظ لان الخشوع المقصود في الحياة لا في الصلاة التي هي ليست سوء جزء يسير من الحياة وفقدان الخشوع في الحياة معناه ذهاب الحياء وذهاب الحياء معناه تحول الناس إلى قطعان همجية من السباع المفترسة الجائعة النهمة يعدو بعضها على بعض فيأكل الغني الفقير والقوي الضعيف والحاكم المحكوم وعندها تتوقف سنة الله سبحانه في التسديد والتوفيق وإنزال البركة ويصبح القانون السائد لكسب الدنيا والاستمتاع بها هو التنافس فيها بتغليب القوة على الاخوة وفي حالنا فإن هذا متوفر عند أعداء الامة أكثر مما هو عندنا بقرون سحيقة والنتيجة " إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم ". ومن مظاهر ذلك العذاب النفسي الذي يصيب هذه الامة صورة خاصة بها لو فسقت فلم تجد رادعا هو داء الاكتئاب .



    من أول معاني الحديث : العذاب دنيوي معجل بغرض الانذار ودق نواقيس الخطر عند الامة :

    نزول العذاب ولو بصوره النفسية الروحية على الامة قاطبة دون أصحاب الجرائم فيها فحسب بسبب ما ظهر في الارض على أيديهم من فساد في البر والبحر ليس له من معنى عند الامة سوى معنى النذير وهو أمر خاص بالامة من جهة بلغ الاسفاف فيها ما بلغ وهي رسالة موجهة إلى طوائف ثلاث في الامة : طائفة الفساد والافساد لان الجسم فيهم عادة ما زال يحمل حياة بحكم وجود ولو نزر يسير جدا من الايمان ولو كانوا كفارا لتبدل القانون الالهي إلى درجة المد والاستدراج وطائفة الصلاح والاصلاح لان وسائل عملهم تسللت إليها أدواء خاصمت الاخلاص أو أمراض أصابت عقلها الذي لم يتجدد وطائفة الربوة المنقطعين إلى خويصات أنفسهم يجمعون بين لذائذ موائد طائفة الفساد و الافساد ليلا وبين منابر طائفة الصلاح والاصلاح نهارا .



    تحرير القول في الخلاف الظاهري بين هذا الحديث وبين حديث " سألت ربي ثلاثا ..." :

    يعجبني من الناس قولهم حال الاطلاع على هذا الحديث أنه مخالف لحديث آخر يقول بأنه عليه السلام سأل ربه ثلاثا فأعطاه ثنتين ومنعه واحدة : سأله ألا يسلط على الامة عدوا من غيرها يستأصل شأفتها فأعطاه وسأله ألا يهلكها بما أهلك به الامم السابقة فأعطاه وسأله ألا يجعل بأسها بينها شديدا فمنعه . والحال أن حديثنا اليوم يقول " إلا سلط عليها عدوا من غيرهم " و" جعل بأسهم بينهم " . وملاحظة ذلك ينبئ بأن آنية الحفظ في الذاكرة مرتبة منظمة بدقة وذلك يساعد على الفهم وأول شروط الفقه في الحياة فضلا عن الدين هو بناء العقل الاسلامي المعاصر. وتحرير القول في ذلك هو أن العدو المسلط هنا يأخذ بعض ما في أيدينا من نفط العراق ومعادن الجزيرة العربية وذهب السودان ولايستأصل شأفتنا بالكلية والشأفة روحية بالاساس قبل أن تكون نفطا بدده المترفون من الحكام على شهوتهم فسلط عليهم ذئاب أمريكا والصهاينة يحركون به دباباتهم وطائراتهم لحصد أفغانستان وفلسطين .



    أركان النبوءة أربعة تحققت اليوم فينا بالكامل فما العمل ؟:

    الركن الاول : إعتداء منا على منظومتنا القيمية ومنهجنا الخلقي وعقابه الحاضر هو ظهور وتفشي الامراض البدنية والنفسية الحديثة .

    الركن الثاني : إعتداء منا على العدل الاجتماعي في أقوات الناس وعقابه الحاضر هو تطور مديونياتنا العربية والاسلامية عاما بعد عام للبنوك الدولية الظالمة الغاصبة وليس ثمة فقر أقسى علينا اليوم من كون كل عربي وكل مسلم مدين لتلك البنوك المتربصة تضخ القروض والمساعدات تمهيدا لاحتلال أرضنا بعد إحتلال قرارنا بعدد شعر رأسه من الدولارات وهو عليه السلام يقول " الطمع هو الفقر الحاضر ".

    الركن الثالث : الاعتداء منا على عهد الله وعهد رسوله عليه السلام أي على القرآن والسنة أي على الاحكام المتعلقة بالحياة فيها في سائر شعابها إعتداء عدم إيمان أو عدم تنزيل وعقابه الحاضر يجده كل واحد منا اليوم إلى جانبه في بيت نومه عولمة تحول بيته الطاهر إلى مرقص صهيوني وملعب أمريكي بالجسد العاري القاتل لروح الدين فينا وهو خلق الحياء وبالفكرة التي ما نلبث نستحسنها بعد إلفها سنوات وهو عدو يجده كل واحد منا في سياسة حكومته في سائر المجالات وخاصة المجالات السيادية والقومية وفي الاقتصاد والقانون والثقافة والتربية التي بدأت ترتب ساحاتها للتخلي عن كلمات الجهاد والقتال والحد والرجم والايمان والطاعة لصالح كلمات الحرية والاخوة والكفر .

    الركن الرابع : الاعتداء منا على كتاب ربنا سبحانه ومنه الاعتداء ب" ويتخيروا مما أنزل الله " أي ما عبر عنه في موضع آخر " يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض " وعقابه تسلط البأس الداخلي واليوم هي حقيقة فتسلط الحكام ومن والاهم بالسيف وبحرية الكفر دون حرية الفكر على طائفة من دعاة الاصلاح فرد بعض من هؤلاء على ذلك التسلط السياسي بقوة السيف وموالاة المرتدين والمنافقين بتسلط عليهم تمثل في عدم التمييز بين الناس في العقاب وفي سلوك سبل التفجير والرهن وأخذ البرئ بجريرة المعتدي فتعرضت صفوفنا الداخلية إلى ضربات عنيفة .



    ما العمل : هل ندع حبلا على غاربه يائسين أو غير مبالين أم نمتلا يقينا في فرضية الاصلاح:

    الحديث لا يبعث على اليأس لا من الامة ولا من الاسلام ولا من الاصلاح ولا من الناس بل هو على العكس تماما يبعث أهل الغيرة على مضاعفة جهود التغيير حسن فهم للدين وللواقع معا وحسن سلوك حيال الدين وحيال الواقع معا وفي المستويات الفردية والاجتماعية معا وأضرب لك مثلا بسيطا : لو مرض أحد أفراد أسرتك هل تلقي به في البحر أم تبحث له عن دواء ينجده ولو كان عافاكم الله جميعا السرطان الذي سرعان ما يدلف صاحبه إلى القبر مهما طال به المرض ؟.



    فالخلاصة هي إذن أن النبوءة منه عليه السلام لا تزيد على وصف الواقع الذي قد يكون مؤلما أما الخلود إلى اليأس أو خويصة النفس تحت دعوى فساد الزمان وبإسم مثل هذه النبوءات فهي إستجابة غير إسلامية لا عقلا ولا روحا وإذا كنت لا ترقب من الناس سوى الايمان الكامل دون فساد فلم كتب الله علينا إذن الدعوة والاصلاح ولو إنقطع الشر عن الدنيا فكيف ينمو الخير وينبعث ولو لم تجاهد اليوم سائر الشر بمالك ونفسك وعلمك وجهدك وراحتك حتى تنصب وتتعب وترهق وينال منك وتؤذى فكيف تحلم بالجنة ؟

     
  2. #47
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة التاسعة والاربعون



    أخرج أبوداود و الترمذي والنسائي عن إبن عباس وأحمد عن أبي هريرة أنه عليه السلام قال " من بدا جفا ومن تبع الصيد غفل ومن أتى السلطان إفتتن " وفي رواية " إتبع " بدل " تبع " وأخرى " ومن أتى أبواب السلطان " بدل " أتى السلطان " وأخرى فيها زيادة " وما إزداد عبد من السلطان قربا إلا إزداد من الله بعدا ".

    ـــــــــــ



    من شواهده " الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله " و" ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ..."


    موضوعه : المجتمع هو حاضن الايمان والوصي عن دعوة الاسلام وهو الاصل والمربط وهوحارس الناس والمسؤول عنهم وعن أمنهم في كل مظاهره :

    بدا معناه قطن البادية حيث يقل الناس أو ينعدم وجودهم بالكلية فتنعدم المرافق الاجتماعية المفروضة كصلاة الجماعة والجمعة والاعياد ومناسبات التكافل في الافراح والاتراح ويسود الانقطاع عن بقية الناس آمادا طويلة فيؤول الوضع إلى هجران مفروض أو منفى إختياري ونتيجة ذلك حصول جفاء في الخلق وإنزواء في الطبع وعجرفة غليظة في التعامل لا يشعر بها صاحبها لفرط جبوله عليها ولكن يشعر بها أول حضري يلتقيه فسرعان ما يحدث التنافر بينهما وهو تنافر تحتمه البيئات المختلفة وهوأمر معيش ومجرب والانسان إبن بيئته كما تقول العرب .

    أما إتباع الصيد المورث للغفلة فمعناه الافراط في ذلك ليل نهار صباح مساء على إمتداد رحلة العمر القصيرة يورث بطبيعة الحال الغفلة عن الرسالة التي من أجلها خلق الانسان وهي العبادة وخاصة في حدها الادنى من صلاة وذكر وتلاوة ومواساة محتاج وملاقاة جار وصلة رحم .

    وأما إتيان السلطان الجالب للفتنة ففيه تفصيل أكبر وأكثر مما هو في الحالين السابقين إذ يختلف الامر بين الاتي العالم الفقيه المصلح الخبير بشؤون الدنيا والسياسة والحكم والناس المخلص القوي وبين الاتي ببضاعة مزجاة سواء من العلم بالدين والدنيا أو من الاخلاص ورقابته سبحانه فسرعان ما تتبخر أمام بطش السلطان كما يختلف الامر كذلك بين سلطان جائر ظالم باغ معتد وبين آخر أدنى من ذلك بقليل أو بكثير أو يغلب عليه العدل على الاقل في أثناء التعامل مع الناصحين . غير أن المؤكد أن النهي هنا منه عليه السلام خوفا من الفتنة وسدا لذرائعها على طبقة الصلاح والاصلاح في المجتمع يشمل أساسا وبدرجة أولى الاكثار من الاتيان وبخاصة دون حاجة وكل عمل من لدن الانسان دون حاجة إليه مضيعة وقت سرعان ما تتطور إلى فتنة لان الطبيعة تتأبى عن الفراغ كما يقولون فمن لم يشغل نفسه بالحاجة وعلى قدرها دون طغيان أو إخسار لم يشغله الفراغ ولكن كان الفراغ مطية للاشتغال بغير الحاجة .



    في البداية لابد من نظرة مقاصدية حيال الحديث نظرا لتبدل الاوضاع ولصلاحية الحديث :

    ليس كل ما ورد في الشرع الحكيم يحسن بنا تناوله مقاصديا إلتقاطا لمراده سبحانه منه وليس كل ما ورد فيه يحسن تناوله حرفيا دون الالتفاف إلى المرادات ولكن الجمع بين هذا وذاك مطلوب وضروري ومفيد ثم بالامثلة الحية يتأكد هذا ونعفي أنفسنا من اللجاج اللفظي والحجاج الطفولي وفي حديثنا اليوم خير درس لالتقاط المقصد المراد منه عليه السلام إذ في عصرنا الحاضر لم يعد للبوادي شأن يذكر مع تكدس الناس في العلب الضيقة بالمدن المكتظة إلى حد الاختناق وما عمر من البوادي اليوم على قلة سكانها فإنها مملوءة بالمرافق الواصلة للناس عبر الاثير من هاتف وتلفاز فهل نقول أن الحديث إنتهت مدة صلاحيته لانه جاء لمن يعمرون البوادي خوفا عليهم من جفاء القلوب أم نبحث عن ملاءمته مع واقعنا المعاصر فنبحث عن مصدر جفاء القلوب اليوم هل هو من البادية أو من غيرها ونداويه فنصيب المراد لان النهي ليس عن قطن البادية لو قطنها كل الناس أو أغلبهم ولكن النهي عن جفاء القلب ولذلك نقول أن من قطن في يم المدينة والحضر حيث يتكدس الناس غير أنه يقاطع إجتماعاتهم سواء الدينية المفروضة وخاصة الجمعة والاعياد أو التي تحتمها حالاتهم من فرح وترح ونائبة عامة هو رجل لم يخالف نص الحديث وحرفه ولكنه وقع فيما حذر منه عليه السلام وهو جفاء القلب الناتج عن إنقطاع المعاملة أو قلتها علما أنه ليس ينكر من أهل البادية أسلوب خطابهم الغليظ وقلة الادب فيه وفي التعامل عامة فحسب ولكن ينكر منهم وعليهم في آن واحد عدم الاهتمام بأمر المسلمين الذي عده عليه السلام خروجا من الامة فبالخلاصة فإن البادي الجافي اليوم ليس هوساكن البادية الذي لا يتخلف عن جمعة وعيد ونائبة وصلا لاخوانه فضلا عن الوصل الذي تحققه وسائل الاعلام والاتصال ولكن البادي الجافي اليوم هو الجار في الحضر المختار للعزلة المنقطع عن الناس عبادة ودنيا . والامر ذاته ينسحب على الصنف الثاني أي المتبع للصيد الوارث للغفلة منه فالصيد اليوم منظم بإتفاقيات دولية وحكومية ولم يعد يسيرا سوى لامراء النفط في الخليج يقتطعون الفيافي الواسعة في كل مكان حكرا عليهم في مواسم الصيد الذي يتحول عندهم إلى مواسم نزهة وإستجمام فهل نقول أن الحديث لم يعد صالحا لزماننا بحكم ندرة الصيد وندرة أهله أم نبحث عن مصادر الغفلة وهي بيت القصيد في الحديث ولذلك نقول أن الصيد ليس منهيا عليه سوى أنه يومها كان لفرط الاتباع يورث الغفلة واليوم الغافل فينا حقا ليس من يتبع الصيد وحاله كما تعرفون قانونيا وسياسيا ولكن الغافل من يتبع سائر الملاهي ومنها ما لابد منه ولكن الافراط في كل شئ إلىحد الغفلة منهي عنه ومحرم فمن إتبع لقمة عيشه إلىحد الغفلة عن الحد الادنى المطلوب من الصلاة والذكر والتلاوة وصلة الناس هو غافل ومن توارى وراء الشاشات التلفزية والالكترونية وسائر شاشات اللهو أو شاشات العلم والبحث إلى حد الغفلة عن عباداته وحقوق الناس عليه فهو غافل وعلى ذلك قس كل عمل حلال أو حرام يورث الغفلة عن الحد الادنى المطلوب حتى لو لم يكن صيدا . والامر ذاته في الدخول على السلاطين لا يحرم ولا يكره ولا يوجب ولا يستحب ولا يفرض ولا يباح سوى بقدر ما يجلب من مصلحة للمجتمع أو ما يدفع عنه من مفسدة والامر هنا مقيد بالاخلاص من جهة وبقوة الداخل من جهة أخرى وليس أحفظ لدفع الافتتان وضمان الاخلاص والقوة سوى أن يكون الداخل مفوضا من المجتمع متحدثا بإسمه ويكون المجتمع مراقبا له محاسبا لسائر تعاملاته مع السلطان فإن السلطان لا يخشى شيئا في هذه الدنيا وقد نزع خشية الله من قلبه وأحل محلها خشية أمريكا والصهيونية إلا من رحم ربي وقليل ما هم بين حكامنا خشيته لنقمة المجتمع وتململ الناس وإندفاعهم في حركة غير محسوبة من قبله في إتجاه عرشه لذلك تجده دوما يجمد بقدر المستطاع التجمعات التي تعمل على تحريك المجتمع وتأطيره وتحشيده وتبصيره بحقوقه حتى حل السلطان في بعض الاوطان مباشرة بعيد وصوله إلى السلطة الروابط القبلية بما سمي بتذرر البنية القبلية وبذلك نزع من المجتمع سلاحه الجمعي وما دون ذلك يسيرعليه وبإختصار فإن مسألة إتيان السلطان هي الاخرى تخضع لقانون المقاصدية والمصلحية سيما بإسم المجتمع .



    الدرس الاكبر من الحديث : الجماعة هي الحصان ضد أمراض الجفاء والغفلة والافتتان :

    لفرط جولاتي الكثيرة في الكتاب والسنة وعلى الرغم من بضاعتي العقلية المزجاة فإنه أول ما إنقدح في ذهني منذ سنوات طويلة أن قيمة الجماعة في هذا الدين ليس فوقها سوى قيمة التوحيد وذلك علىمعنى أن الجماعة وسيلة ومقصد في الان ذاته فهي وسيلة لكل العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج ودعوة إلى الخير ولكل الاعمال الاخرى التي يأتيها الناس وهي أي الجماعة مقصد في الان ذاته لتلك العبادات وتلك الاعمال وقديما قال علماؤنا وسائل المقاصد مقاصد وليس هنا محل الاستطراد في تبيان دور الجماعة وقيمتها في التدين ولو تمحض واحد لذلك لجنى خيرا ولسود صحائف لا تعد ولكن المقصد الاسنى من هذا الحديث حتى بعد إندثار البادية والصيد هو إلتزام الجماعة لكونها حصانا منيعا ضد أخطر الامراض التي تصيب الانسان في روحه ونفسه وهي جفاء القلب وجفاء السلوك والغفلة من الانسان عن أصله الالهي ونفخته الرحمانية ولو قدر لهذا إتيان السلطان فإنه يسجنه لاول إتيان إما لكونه جلفا غليظا لا يحسن أدب الحديث والسلطان اليوم ذات مراسيم مقدسة في كل شئ لا يطأها سوى أهلها بعد تربية وتكوين وليس لخارقها ولو خطأ سوى التعذيب وإما لكونه غافلا عن شؤون مستقبله بعد موته فهو لقمة سائغة لفتنة السلطان .



    فالخلاصة هي إذن أن المجتمع حصان منيع ضد الامراض الروحية والادواء النفسية للانسان وهو بعد التوحيد لله سبحانه أول مطلب وسيلة إلى حفظ مطالب الوحدة والتضامن والاخوة ومقصدا إليها في الان ذاته وكل عمل لتقوية المجتمع بنبذ الجفاء والغفلة كفيل بنبذ فتنة السلطان.

     
  3. #48
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الخمسون


    أخرج البخاري ومسلم أنه عليه السلام نهى عن صبر البهائم .

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ



    موضوعه : تجفيف منابع العنف والظلم والارهاب يبدأ من صغائر الحياة ويشمل سائر شعبها :

    الصبر معناه الحبس فإذا ما تعلق بالانسان خلقا معناه دعوته إلى حبس شهوته وقمع غضبه لئلا ينفجر فينفلت ويؤذي نفسه وغيره لذلك قال عنه تعالى دون سواه " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " وعد الكاظمين الغيظ من المحسنين لانهم إرتقوا بأنفسهم فوق درجات الايمان والاسلام إلى درجة الاحسان . أما صبر البهائم فمعناه حبسها وضربها حتى الموت بالنبل والصبر وهو أشنع القتلات يتخذ له المجرمون ضد الانسان والبهائم مالايحصى من الصور .



    مانهى عنه عليه السلام هو من أكثر الرياضات البدنية اليوم دوليا إقبالا وتنظيما ومالا وفرجة :

    لاشك أن كل الناس اليوم أحبوا أم كرهوا يتفرجون من الشاشات المنتصبة في بيوتاتهم على هذه الرياضة البدنية المنقولة إليهم من ساحات إسبانيا ولاشك أن تلفزتاتنا الوطنية تنقل ذلك تماما كما تنقل سائر الالعاب الرياضية ككرة القدم واليد والعدو والسباحة ويحدث ذلك منذ سنوات بعيدة فهل سأل واحد منا عن ذنب ذلك الحيوان المسكين المستثار بقطعة قماش حمراء ثم يتقدم إليه فرسان تلك الرياضة البدنية ممتطين لصهوات جيادهم وستائر الحديد تحميهم من كل جانب فيعملون في الحيوان المسكين أسيافهم ونبالهم ونصالهم دون أدنى شفقة ولا رحمة حتى تسيل الدماء منه من كل جانب مهراقة كأنها شآبيب غيث من السماء هطولا وإمعانا في قسوة التعذيب ضد ذلك الحيوان المسكين يظل النبل مغروزا فيه ينزف دما وما يلبث سوى برهة حتى يعود إليه حامل القماش المستثير فيهتبل الرياضي الفارس المغوار الفرصة فيغرز فيه نصلا آخر ويتوالى المشهد المؤلم القاسي على كل نفس حية مازالت تنبض حياة رغم المادية الجارفة العاوية حتى يسقط الحيوان المسكين لفرط ما نزف جسمه الدامي من دماء غزيرة وعندها يجهز عليه البطل القوي الذي لا يقهر ويعلن إنتصاره وتصفق العجماوات المكتظة على مدارج الملعب فرحا وإبتهاجا بإنتصار الادمي المدجج بالفرسان والنبال والرماح على ثور أعزل ثم يدلف لاعب آخر وثور آخر وإنتصار آخر وتعذيب آخر وتصفيق حار آخر ولاتنس أن المصفقين المبتهجين في بيوتاتهم أكثر عددا وحماسة وطربا من أولئك الذين يحتلون المدارج ثم تهدى الميداليات والجوائز وتسجل أسماء الابطال في سجلات دولية معروفة كيف لا وهم لفرط شجاعتهم وبطولتهم هزموا الثيران العزلاء بنصالهم الحادة لا بل كيف لا وقد برهنوا لسائر المتفرجين على سطح الارض أن الرحمة أنتزعت بالكامل والكلية منهم أليست تلك مقتضيات الرياضة البدنية ؟



    السؤال الكبير هو : لم نهى عليه السلام عن تعذيب الحيوان والجواب الاكبرهو: لنزع فتائل العنف والارهاب والظلم فينا :

    بودي أن أسأل يوما واحدا من هؤلاء سؤالا واحدا : ماالذي يجعله يتلذذ بتعذيب الحيوان وهل يشعر حقا بالنصر والزهو والنشوة وهو يعذب الحيوان المستثار وهل يصدق نفسه ويصدق الناس أنه بالفعل بطل من أبطال الرياضات البدنية لما قتل الثور الهائج قتلا مريعا شنيعا بشعا لا يفعله به عدوه من جنسه لوإختصما ؟ لا بل بودي أن أسأل المتفرجين المتلذذين بتعذيب الحيوان المسكين : ماالذي يجعله يطرب ويصفق وينتشي والمشهد المعروض أمامه تستنكف عنه أشد السباع الضارية إفتراسا فقل لي بربك هل رأيت سبعا مفترسا يمثل بفريسته قبل أكلها وقل لي بربك هل رأيت سبعا يعدو في إثر فريسة قبل أن يعضه الجوع بنابه ؟

    الجواب عن السؤال لا يتطلب في الحقيقة إستشهادا واحدا من النصوص الدينية التي لا تحصى ناهية عن مجرد إستخدام مدية غير محدودة بما فيه الكفاية لذبح الحيوان بل ناهية عن مجرد صيد حيوان لا حاجة لصائده بلحمه بل آمرة بالاحسان إلى الحيوان حتى لو كان كلبا مخبرة عن أن الاحسان إليه سبيل إلى الجنة تسلكه بغي وعن أن الاساءة إليه سبيل إلىالنار تسلكه عابدة . الجواب لا يتطلب إستشهادا واحدا لسبب واحد بسيط وهو أن الجواب كامن في فطرة كل واحد منا لاننا نشترك نحن أهل الاكباد الحرى الرطبة أناسي وعجماوات في غريزة حب البقاء والشعور بالالم فلا يسأل مثلا يوم القيامة كافر لم عذب حيوانا بإعتبار أنه لايسأل عن تفاصيل دين هو كافر بأصله وأمه ولكن يسأل عن ذلك إحتجاجا بفطرته وعجينته وخميرته والحقيقة أن القسم الاكبر من التكاليف الشرعية هي من هذا الضرب وذلك هو معنى قول المقاصديين من مثل الامام المرحوم بن عاشور أن الاسلام دين الفطرة . وكل منكر لكون فطرته لا تتحرك ألما وهو يعذب الحيوان فضلا عن الانسان هوإما كاذب وهو الاقرب فإن كان صادقا وهو نادر جدا فلا معنى لذلك سوى أن ذلك المجرم بلغ درجة من الاجرام والعنف والارهاب والظلم والكفر بنعمة ربه عليه حتى لو كان كافرا ملحدا على نحو طبع الله على قلبه فماتت الفطرة فيه وهي دركة يندر جدا أن ينحدر إليها بشر في هذه الدنيا ولو كان فرعون العصر أشقاها من أباد العراق وفلسطين .



    مقصد الاسلام من النهي عن تعذيب الحيوان هو نزع فتائل العنف والارهاب والظلم من الانسان:

    الانسان مزدوج التكوين وكما يقول الغزالي الاول عليه الرحمة بأن في كل واحد منا شيطان يقول أنا ربكم الاعلى لذلك تظل الحرب سجالا بين التقوى وبين الفجور فينا وليس واقعنا سوى إنعكاس لتلك المعركة السجالية الازلية ومن أبلغ الاسباب التي جعلها الله سبحانه فينا لنزع فتائل العنف والارهاب والظلم للانسان وللحيوان وكل ذات كبد حرى رطبة هي الفطرة ثم الدين وبذلك لا ينهى الاسلام ناعقا من بعيد عن الارهاب والظلم والعنف كما يفعل المهزومون اليوم من ضحايا الارهاب ومن الارهابيين سواء بسواء بل يعمل على تجفيف منابع العنف والارهاب والظلم فينا فإذا ما علمنا الاحسان إلى الحيوان فإن الاحسان إلى الانسان من باب أولى وأحرى وإذا ما علمنا أن تعذيب الحيوان حتى لحاجة ذبحه ولو تعذيبا نفسيا ينهي فيه عن قود الشاة المراد ذبحها أمام أختها والسكين في اليد ... ظلم ما ينبغي التورط فيه فإن ظلم الانسان من باب أولى وأحرى .



    الحضارة الغربية الحولاء العرجاء اليوم برياضة تعذيب الحيوان هي مصدر الارهاب الدولي :

    مقاومة الظلم والعنف والارهاب فن يتطلب العلم والدراسة والاحاطة الثقافية الشاملة وهي فلسفة الاسلام في معالجة القضايا التي لا يعالجها بسوى تجفيف منابعها ثم بحشد المرغبات لها ثم بتربية الناس عليها ثم بإحداث المؤسسات الحامية لها ثم بحراستها بمؤسسات العقاب والردع أما الحضارة الغربية التي تعتبر تعذيب الحيوان رياضة بدنية وفن بشري راق وإنجاز ثقافي كبير ترصد له سائر ما يرصد للمشاريع الانسانية الكبيرة فلا شك أنها تزرع بذور العنف والقتل والتعذيب والارهاب والظلم في الناشئة رضاعة مع ألالبان الاصطناعية أما ألام فهي أجمل وأرشق وأغنى من إرضاع وليد وهذا معطى نفسي صحيح وبليغ فالطفل خاصة والانسان عامة وهو يتربي على أن الحيوان لا روح فيه جدير بالتعذيب ليضحك المتفرج وأن الرياضي الغارز لانصاله بكل وحشية وقسوة في جسم الحيوان الجريح المفعم أنا والمملوء ألما هو بطل وقدوة ترفع صوره وترسم فوق الثياب وفوق الصدور ... الانسان المتربي على ذلك يظل عاملا لتوفير أول فرصة لمحاكاة بطله المفضل فإن لم يجد حيوانا يعذبه فالانسان ليس بعيدا عن ذلك كلما كان ذلك ينفس عن المخزون النفسي المكبوت والذي يكاد يتفجر وينفلت من جراء ما ملات أوعيته بحب الاعتداء وحب الظهور وحب البطولة ولو على حساب حيوان جريح مسكين . إن الشعوب وهو تتربى على ذلك لعقود طويلة لا يرتقب منها سوى محاكاة ذلك ثم يتساءل الناس بكل بلاهة وحماقة عن أسباب الارهاب الدولي الذي يعصف بكوننا وليس هذا السبب سوى واحدا من آلاف الاسباب الاخرى الكثيرة في سائر المستويات الحضارية للحياة ولكن ليس هنا مجال لعرضها .



    بعيدا عن دور رياضة التعذيب في بعث الارهاب : أين التشدق بالرأفة بالحيوان ؟:

    آذنت هذه المساحة بالانقضاء ولكن دعنا نسأل عن الكذب الصراح من لدن معذبي الحيوان جهرا في المباريات الرياضية الدولية في الرأفة بالحيوان التي أسسوا لها جميعات ورابطات وميزانيات وجيش لجب من الناس أم أن الحرية تقضي بأن يعذب من شاء ما ومن شاء ألا فليعلم الناس أن أرأف الناس بالحيوان طرا ليس هو سوى من سرح ناقة لاجل أن راكبتها لعنتها فيما روى جابر وأخرج مسلم ولايتسع المجال لعرض حقيقة الرحمة النبوية حيال الحيوان والانسان سواء بسواء.



    فالخلاصة هي إذن أن الارهاب الذي يدعون حربه ليسوا سوى هم من يوقدون أخاديد ناره من خلال الرياضات البدنية النبيلة في تعذيب الحيوان الذي يؤسسون للرأفة به في المقابل جمعيات ومنظمات وتلك هي أزمة الحرية عندما تند عن فطرة الانسان وذلك هو الغرب الاحول عندما يخاصم الاسلام في نبيه حتى يجمع ضده مليون إمضاء . أليست تلك حال داعية للشفقة ؟

     
  4. #49
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الواحدة والخمسون



    أخرج الترمذي وإبن حبان والحاكم عن أبي هريرة أنه عليه السلام قال " ثلاث حق علىالله عونهم : المجاهد في سبيل الله والمكاتب الذي يريد الاداء والناكح الذي يريد العفاف ".

    ـــــــــــــــــــــ



    موضوعه : عقبات ثلاث على الامة إقتحامها تحررا من فتنة الظلم ومن فتنة الفاحشة :

    قال الحاكم بأن الحديث على شرط مسلم وهو ما يقويه فضلا عن تحسين الترمذي له . وقال العلماء بأن عبارة " حق على الله " معناها أن الله أوجب ذلك على الامة وهي محل الخطاب والمنادى دوما تكليفا غير أنه ثقيل في الميزان لغزارة حيويته في الدنيا لذلك عبر عنه بما يفيد أنه حق عليه سبحانه ومعلوم أن الانسان مكلف بتنفيذ إرادة الله سبحانه فيما يليه إذ لا يتصور سوى أحمق أن الانتصار للمجاهد في سبيله أو تحرير الرقيق وتحصين من تربص به العنت يحصل بمعجزة رحمانية على غرار ما كان يقع في الامم السابقة أحيانا دون أن يكون ذلك بيد الانسان وإلا لتدحرجت منزلة الانسان إلى أسفل سافلين ولم يعد لمقصد الابتلاء من معنى . ولاشك أن عون الله سبحانه يتمثل هنا في أمرين أولهما تيسير سبل الاعانة لعباده من أهل البر والفضل والاحسان حتى يؤدوا دورهم وفق ما يسر لهم وثانيهما تيسير سائر الاسباب الاخرى المحيطة التي لا قبل لاولئك العباد بها سواء بعمل إخوانهم ممن يعرفون أو لا يعرفون أو بحشد ما لايحصى من الاسباب الاخرى التي لا يراها الانسان فيسميها صدفة أو إتفاقا أو ينسبها والعياذ بالله من الشرك إلى قوى أخرى لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا . وبهذا نخلص إلى المعنى الاخر للحديث الذي نسب العون له سبحانه بالرغم من أن العامل فوق الارض لاعانة المجاهد والمكاتب والناكح هو إنسان وهو ذات المعنى الذي حرص القرآن دوما تقريبا دون أدنى إستثناء على غرسه والتربية عليه وهو معنى رد الامر إليه سبحانه ليس في القضاء الغيبي الذي لا يعلمه الانسان فضلا عن القدرة على تنفيذه ولكن كذلك في كسبه الذي عمله بيده وهو معنى يلتقي بالتمام والكمال مع المطلب الاسلامي الاول من إنزال الكتب وإرسال الرسل وهو مطلب العبودية من الانسان العابد المملوك ولكنه عابد مريد لا مسير ومملوك حر لا مكره وكلما كان الانسان عاملا رادا للفضل لولي النعمة سبحانه كان حرا من إستراقاق نفسه له ووقوعه في حبائل الشيطان ولو لم يك كذلك لوقع في المن على المجاهد والمكاتب والناكح ومن شأن المن الانقطاع ولو بإرادة الممنون عليه . فبالخلاصة فإن لك أن تجمع بين هذين المعنيين في صياغة الحديث قبل الخوض في لجه وهما : الحق على الله هو عمليا حق منه سبحانه على الامة المكلفة رضوانا منها وإختيارا بطاعته وعبادته فما ينبغي لها التأخر عن ذلك غير أن نسبة الحق إليه سبحانه هو للتعبير عن ثقل الامانة ثم إن الامة وهي تسعى لاقتحام تلك العقبات لابد لها من عونه سبحانه في البدء بالهداية وفي الختام بالقبول وبينهما بتيسير الاسباب وهل ينسب عبد مملوك لنفسه من الامر شيئا ؟



    رسالة الحديث هي : تحرير الاوطان وتحرير الانسان مسؤولية الامة :

    أمران لابد لنا من تثبيتهما في النفوس تثبيتا لا تدركه الزلازل فإن حيينا فلا حياة لنا سوى بهما وإن متنا يرثانهما عنا شطء الزرع بهما يتآزر ويستغلظ ويستوي على سوقه وهما : الاسلام رسالة تحريرية شاملة للانسان ولسائر ما يتقوم به الانسان وأول ذلك الاوطان محاضن الاسلام وكل من لم يتعلم من الاسلام أنه رسالة تحريرية وسفينة تكريمية للانسان فهو أكمه البصيرة وثاني الامرين هو أن الاسلام لم يأت لاصلاح الافراد بل لاصلاح الجماعات مقصدا وليس إصلاح الافراد سوى وسيلة لذلك المقصد وكل من ركن بدينه إلى نفسه يصلحها ولم يأبه بغيره صلح أم فسد فليس له من حظ يذكر في هذا الدين . فقيمة الجماعة إذن وقيمة التحرير والتكريم للجنس الانساني ثابتان لا حياة لنا بدونهما وليس لجيل لم تسعفه الاسباب لترجمة قيم الجماعة والتحرير فوق الارض التخلي عن توريث ذلك للجيل التالي ولم يكن دعاء الانبياء ومنهم شيخهم إبراهيم سوى ألا يذروا فرادى دون ولد وارث يأخذ عنهم الرسالة ويبلغ الامانة .



    العقبة الاولى من عقباتنا اليوم : جلب العون للمجاهدين في سبيل الله :

    أظن أن الله سبحانه وهو يبتلي أجيال الامة جيلا بعد جيلا مجددا ضروب الابتلاء يمتحننا اليوم بمدى إيماننا بفريضة الجهاد في سبيله عقيدة وسلوكا وظني ذلك أستوحيه من شدةالحملة ضد هذه الفريضة بالذات ولست أراهم سوى فاهمين لفقه الحياة وفقه الانسان وإلا لما إختاروا تلك الفريضة بالذات موضوع معركة دولية وفقهم لفقه الحياة والانسان يتمثل في كونهم يدركون أن الانسان الفارغ الذي ليست له رسالة يحيا من أجلها هو لقمة سائغة لا يساوي حبر مقال فضلا عن خرطوشة ترديه وليس أمامهم سوى المسلمين سيما بعد تخلصهم من الدب الشيوعي أمة صاحبة رسالة ومجد وليس من المنتظر أن يشنوا ذات الحرب علينا في الصلاة والذكر ولا تضيرهم صلاتنا لو رضينا بإحتلال أوطاننا ونحن اليوم طوائف مختلفة في مسألة الجهاد إن في الفهم حيث نخلط بين الجهاد وبين القتال والمؤمن مجاهد أبدا أو لا يكون وحيث نهون من شأن كل صورة من الجهاد ليس فيها قتال وإن في السلوك حيث يمرق بعضنا من الاسلام بأسره إذ ينكر الجهاد وهو ماض إلى يوم القيامة فالمؤمن مجاهد أبدا أو لايكون وحيث يطغى بعضنا الاخر فيه على نحو يضطهد فيه غير المقاتلين ويأخذ الابرياء بجريرة من لم يستطع الوصول إليهم وحيث يقف البعض الاخر وهم الاغلبية الغالبة منا على ربوة الفرجة أو منصة الحياد فيكف الحياد ومسرح الحرب نحن ؟ وليس من ترجمان عملي لنا اليوم لهذه العقبة الاولى بسوى مناصرة المقاومة لطرد الاحتلال من فوق أرضنا المحتلة وأضعف الايمان لمن رضي بذلك التحريض سيما ضمن المؤسسات والمنظمات على أوسع نطاق ممكن ضد التطبيع بكل أشكاله وأخرها معاهدات " كويز" التي إبتدأت بمصر وهي الان تحاك ضد الاردن ثم السعودية ثم شمال إفريقية .



    العقبة الثانية من عقباتنا اليوم : التعاون لتحرير الاسرى والمعتقلين والمساجين :

    المكاتب الذي يريد الاداء معناها أن العبد المسترق يطلب من سيده تحريره مقابل مال وحرض القرآن على ذلك بقوله " فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا " وحث السيد المالك على إتاحة الفرصة لعبده المكاتب لعله يكسب مالا فيحرر به نفسه وبما أن الحديث يتناول مسألة جفف الاسلام منابعها فلم يعد لها اليوم وجود فإن صلاحية الحديث تمتد فيما أفهم والله تعالى أعلم إلى الصور المعاصرة التي يحتاج فيها مسلوب الحرية إلى إستعادة حريته فهي مناط تكليفه وبمقتضى القياس العقلي فإن هذه العقبة لم تسقط ولكن تبدلت صورتها وصورتها هي الملايين المملينة التي تموت ببطء في السجون العربية والمعتقلات الاسلامية فضلا عن الاسرى بيد العدو وبخاصة من الذين سلبت حريتهم بسبب آرائهم أو عبادتهم أو جهادهم وتكون مكاتبتهم سواء بعقد المصالحات الممكنة مع السلطات المعنية تقديرا للمنافع أو بدفع الاموال لو إقتضى الامر أو بسلوك السياسات الحاملة على تحريرهم حقوقيا وإعلاميا أو ضغطا وشدا وإرخاء فإذا كان الاسلام لم يرض للرقيق سوى التحرير عبر خطوات تشريعية وتربوية طويلة ومتتالية رغم أن الرقيق يومها معطى ثقافي وإجتماعي وإقتصادي وسياسي وعمراني لا يقبل التجاهل فضلا عن الالغاء بجرة قلم فكيف يرضى للاسرى اليوم وكلهم تقريبا من المسلمين المجاهدين في سبيل الله دون التحرير وليست سوى الامة برواحلها وطلائعها مؤتمنة على ذلك التحرير إجتهادا وجهادا وحسن تدبير .



    العقبة الثالثة : التعاون لتحرير الانسان من رق الفاحشة وتكريم المجتمع بخلية حية جديدة :

    الانسان بحاجة إلى وطن يأوي إليه لذلك كانت العقبة الاولى هي تحرير الاوطان وهو بحاجة بعد ذلك إلى أمن وحرية ييسران له مناخ العبادة والعمارة والخلافة لذلك كانت العقبة الثانية هي تحريره من فتنة الاسر وداء العضل وهو بعد ذلك بحاجة إلى أسرة تحصن فرجه وتغض من بصره وتقيه من فتن الفواحش المدمرة للابدان والنفوس والعقول والاموال وهي اليوم مصيدة كل الاجهزة الاستخباراتية الدولية طعمها فاجرة عاهرة جميلة تستولى على عقول أهل القرار فينا فتسحرهم بجمالها وبغائها ومالها وعلاقاتها على أنها صديقة نصوحة وعاشقة ولهانة والنتيجة هي هتك حرمة الامن القومي برمته فالبلاد بعبادها وثرواتها وقواتها لعبة صغيرة في يد ذئب حقير في البنتاغون والبيت الاسود ومزرعة فرعون العصر . تقول الاحصائيات العربية أن سن الزواج يرتفع عاما بعد عام وأن المجتمعات تشيخ وتهرم عاما بعد عام وأن نسب الطلاق في إرتفاع مخيف وأن معدلات الفاحشة المرتبطة بتعاطي المخدرات تناولا وتجارة وبالجريمة كبيرة وأن الثروة القيمية والارصدة الاخلاقية في مجتمعاتنا الاسلامية وخاصة العربية تحديدا في تدهور مستمر ولا مناص لمواجهة هذه الفتن العاصفة بسوى تعاون أهل الخير فينا رأيا ومالا وتنظيما على ترتيب مؤسسات إغاثية تقوم على تزويج الشباب ضمن حملات دورية منتظمة وبالجملة ترشيدا لمصاريفها فالكارثة أكبر من أن يتصدى لها كل شاب مطحون بنفسه .



    فالخلاصة هي إذن أن هذا الحديث يرسم خطة نظرية وعملية في الان نفسه لفعاليات الصحوة الاسلامية المعاصرة تقوم على إستنئاف عملية التحرير الكبرى للاوطان وللانسان من فتنة السلطان وفتنة الفاحشة على حد سواء وأن تلك الخطة لابد لها شروطا للنجاح من الجهد الجماعي لا الفردي تخطيطا وإنفاقا وتنفيذا وليس دون ذلك سوى طوفان مبيد للخضراء

     
  5. #50
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثانية والخمسون

    أخرج مسلم عن أبي هريرة أنه عليه السلام قال " صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسمنة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا "
    ــــــــــــــ

    موضوعه : الظلم والفساد مؤذنان بخراب العمران :

    ربما تجد في بعض الروايات أن الصنفين " من أمتي " بدل " من أهل النار" .

    أما قوله " لم أرهما " فهي نفي للماضي أي في عصره لا ينفي وجود ذلك بعده عليه السلام وهي من نبوءاته . والحديث فيه من التغليظ الشديد ما ترى مما يفيد بأن أرباب الظلم وربات الفساد من الامة أتوا من أسباب الخراب والتدمير ما أغضب الرحمان الحليم سبحانه فلم يكتف بالقول بأنهم من أهل النار في بداية الحديث بل عرج على ذلك تأكيدا في آخره بأنهم لا يدخلون الجنة بل لا يجدون ريحها لفرط البون الشاسع بينهم وبينها وهو ترهيب حقيق بزلزلة القلوب التي مازالت تنبض حياة .

    لوكان إبن خلدون حيا لقال : الظلم والفساد مؤذن بخراب العمران :

    سطر عليه الرحمة قاعدة كبيرة عظيمة من قواعد الاجتماع فقال " الظلم مؤذن بخراب العمران " ولو كان بيننا اليوم لعدل قولته بإضافة الفساد إلى الظلم . وقد تقول الظلم يشمل كل مظاهر الفساد حتى أنه سبحانه عد الظالم لنفسه ممن أورث الكتاب ومن المصطفين من عباده ووعده بالجنة إلىجانب المقتصد والسابق بالخيرات وذلك صحيح على وجه الاجمال أما عند التفصيل كما يفعل هذا الحديث فإن الظلم مقصود به إيقاع الضر بالاخر حيفا وجورا لا عدلا وقسطا سواء كان ذلك بالاسراف في العقوبة وهو ظلم " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " أو كان تعديا على الانفس والاموال والاعراض المحرمة دونما أدنى جريرة سوى تشفيا ونكاية وتشهيا أما الفساد وخاصة الاخلاقي منه كما يقصد هذا الحديث فهو عادة ما يتخذ له مسرحا خبيثا الشهوات الجنسية العارمة المضطرمة تخبيبا وتهييجا في الملا لعل المجتمع بأسره ينخرط في الاوحال القذرة . فالظلم إذن في بناء هذا الحديث هو التعدي على الحقوق البدنية والنفسية للانسان البرئ أما الفساد فهو التعدي على الحقوق العرضية نسبة إلى الاعراض وما يليها من القيم الاخلاقية المكرمة للانسان فإذا ما فقد الانسان الكرامة في بدنه بالضرب وفي نفسه بالاهانة المترتبة على الضرب ثم فقد الحرية في حفظ عرضه الشخصي والجمعي لنفسه ولبني جنسه فلم يبق له سوى ماله ولكن ذلك ليس سوى نظريا أما عمليا فإن من فقد بالظلم وإشاعة الفساد الحرية والكرامة في بدنه ونفسه وعرضه فإن ماله كلا مباح خصب للظالمين وللمفسدين ولو بقي له مال بعد ذهاب النفس والعرض فإنه يتحول إلى وحش كاسر لا يحرص سوى على تبديد ماله في أرضاء شهوته فيتحول هو بدوره إلى ظالم وفاسد ثم إلىمفسد .

    السبب الاول في خراب عمراننا اليوم هو: الاستبداد الحكومي العربي المنظم :

    السياسة في زماننا لم تعد مجرد مجال من مجالات الحياة تعنى بمحيطها وتنسج حبال العلاقة مع غيرها كالاقتصاد والاجتماع والثقافة بل توسعت وتضخمت وتمددت حتى تغولت فهيمنت على سائر الحياة الانسانية فوق الارض فإذا أضفت إلى ذلك أن الدولة العربية خاصة حيث تنعدم أو تكاد مناخات الحرية والكرامة ورثت عن الاحتلال الغربي في منتصف القرن الميلادي المنصرم كيانا هزيلا ضعيفا عبر نخب لا تختلف عن المحتل سوى في كونها ترطن لسانا غير لسانه ومراسم طقوسية دينية ميتة جامدة غير مراسمه فلم تأل خبالا في بناء دولة الحداثة المغشوشة دولة التجزئة والالتحاق بركب الامم المتحضرة والمتقدمة ومن شروط ذلك إحكام القبضة الامنية وتأميم كل شئ يتحرك فوق الارض لسلطانها حتى زينة بيت نوم العروسين حيث لابد لصورة الزعيم القائد الملهم أن تدنس الجدران فكان التغريب الثقافي والتعليمي والتربوي والاعلامي من جهة وكان توسيع دائرة الظلم السياسي الملتهم لسائر دوائر الحياة من جهة أخرى دافعا للشعوب إلى الاحتجاج والثورة .. كانت النتيجة دعوة المحتل الغربي القديم ورهن مصير البلاد بين يديه بغرض حماية الدولة الجديدة من عدم الاستقرار وعندها إجتمع على المواطن المسكين نصيبه من قوات الحماية والقمع : عون إما بالزي الرسمي أو المدني يضرب بشرته في الشارع وفي المخفر وزميله من الاستخبارات الاجنبية يضرب بعصا أخرى لاتراها أنت وليس اليوم من حكومة عربية من حكوماتنا إلا وأضخم ميزانية فيها لهي ميزانية وزارة الامن ولو كشفت لك الايام يوما عن عدد وأسماء وعلاقات ومهام الفرق الامنية المختصة المدربة في الغرب بكلابها وأدوات تعذيبها والاموال المنفقة عليها لصعقت حقا .

    السبب الثاني في خراب عمراننا اليوم : الفساد الاخلاقي الحكومي المنظم :

    قد تعاجلني بالقول بأن تنظيم الحكومة للاستبداد حفظا للامن وضربا على أيدي الشغب أمر مفهوم أما أن يكون الفساد الاخلاقي هو الاخر سياسة حكومية منظمة فهو تجن ولو سقت مثالا واحدا عن ذلك وهو تبني كثير من الحكومات العربية اليوم لخطة تجفيف منابع التدين لما كفيتك لان الفساد الاخلاقي الذي تئن تحت وطأته شعوبنا اليوم لا تحميه وترعاه وتنظر له وتسوقه بعصا الارهاب وطعم الصيد اليوم سوى الوزارات الحكومية فقل لي بربك لمن تخضع السياسات المعتمدة في المجال الاعلامي المرئي والمسموع والمكتوب في بلداننا المؤممة لحرياتنا المؤممة هي بدورها للمصالح الغربية لا بل قل لي بربك كم من زعيم ملهم اليوم من قادتنا لم تتعلق به قضية أخلاقية واحدة على الاقل فاح ريحها الخبيث من قصر هجره أهل العلم والنصيحة بعدما فتحت لهم السجون أفواها فاغرة وأصبح قبلة أهل الفساد وبؤرة التخطيط للافساد بإسم تكريم الفنانين والتقريب بين الاديان والاخوة الانسانية حتى أن قدوة شبابنا اليوم رجالا ونساء ليس سوى هذا الامريكي المخنث العابث بفطرته عبث الاطفال بأكوام الرمال جاكسون وما حل بأرض إلا كان الملك المبجل المفدى فيها كأنه نبي مرسل إلى قوم مؤمنين به قبل بعثته وبإسم الفن اليوم تستباح كل القيم وتنتهك كل الاعراض ولا هم لشبابنا سوى اللهث وراء الشهرة والمال ولو ببيع الحياء رخيصا مهراقا على أرصفة الخجل والحاصل أن الراعي الاول لذلك الفساد الاخلاقي الحائم حول جسد المرأة واللذة المحرمة ليس هو سوى الحكومات العربية .

    الظلم السياسي والافساد الاخلاقي عنصران متكاملان في خطة عربية ماكرة :

    لاتحسبن أن الظلم إقتضته ظروف وأن للفساد ظروفه المختلفة فألتقيا صدفة بل هما عمادا خطة عربية شاملة متكاملة تعمل على تحطيم القوة الدفاعية للامة فتستسلم قيميا عبر الكرع من معاطن الدعارة حتى الثمل ثم تستسلم نتيجة لذلك سياسيا عبر خنوع الارادة وذلك مبغى أرباب الظلم العربي والغربي وربات الفساد والافساد الاخلاقي .

    فالخلاصة هي إذن أنه عليه السلام رحمة بالامة ورأفة بالناس يحذر من أسباب إنهيار العمران البشري ويرسم خطة إبتلاع الامة أمامنا لمقاومتها وإلا ساقنا أرباب الظلم وربات الفساد معهم إلى النار طوعا أو كرها فلا تحقر نفسك فالنهضة بيدك.

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 10 من 21 الأولىالأولى ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 20 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك