بدأ رحلة المجد الجهادي لهذا القائد العظيم من سنة 86هـ عندما ولاه الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية خراسان، وعهد إليه بفتح بلاد الترك، وتنظيم الحملات الجهادية للانتهاء من فتح بلاد خراسان كلها وما ورائها، إن أمكن هذا، وقد استمر الأميرالبطل في تلك المهمة طيلة عشرة سنوات لم يعلم فيها أن هدأ أو كلّ أو استراح أو أوقف الجهاد، بل وقته كله جهاد في سبيل الله عز وجل، وفتح للمدن وتهديم للأصنام وتحريق للأوثان، وإقامة لشعائر الإسلام، وقد قام البطل بتقسيم حملاته الجهادية إلي أربعة مراحل حقق فى كل منها فتح ناحية واسعة فتحًا نهائيًا، وثبت فيها أقدام المسلمين وقد هابه الأتراك مهابة عظيمة حتى أن مجرد ذكر اسمه كان يسبب الهلع والرعب في قلوبهم، وسار في هذه المراحل على نفس الخطة التي سار عليها [المهلب] وهي خطة الضربات السريعة المتلاحقة على الأعداء فلا يترك لهم وقت للتجمع وتنظيم الصفوف وقد امتازالبطل عن [المهالبة] بأنه كان يضع لكل مرحلة خطة ثابتة ويحدد لها وجهة معينة، ويجتهد في الوصول إلي ما يقصده غير عابئ بالمصاعب معتمدًا على بسالته النادرة وشجاعته الفائقة وروح القيادة التي امتاز بها وإيمانه العميق بالإسلام، أما تلك المراحل الأربعة فهي :
المرحلة الأولى : قام فيها بحملته على منطقة [طخارستان]، وكان المسلمون قد فقدوها فأعادها وثبت أقدام المسلمين فيها، وذلك سنة 86هـ .
المرحلة الثانية : قاد فيها حملته الكبيرة على [بخارى] من سنة 87هـ حتى سنة 90هـ حيث فتح مدن بخارى الكبيرة مثل بيكند وتوشكت ورامثيه وانتهى تمامًا من فتح هذا الإقليم الهام سنة 90 هـ .
المرحلة الثالثة : وقد استمرت من سنة 91 هـ حتى سنة 93هـ فتح إقليم خوارزم ووصلت فتوحه إلى سمرقند وضمها إلى دولة الإسلام نهائيًا .
المرحلة الرابعة : امتدت من سنة 94 حتى سنة 96هـ، وهي سنة مقتله وقد أتم فيهاالبطل فتح حوض نهر سيحون بما فيه من مدن ووصل في نهايتها إلى فرغانة ثم دخل أرض الصين سنة 96هـ، وأوغل في منطقة [تركستان الغربية] حتى وصل إلى مدينة [كاشغرا] وجعلها قاعدة إسلامية، وهي آخر ما وصلت غليه جيوش الإسلام في آسيا شرقًا مع العلم أن الفتوحات الإسلامية لم تتخط هذه النقطة بعدهًا أبدًا .جزاك الله خيرا اخ الكريم
لك كل الشكر والتقدير
فى انتظار المزيد
مواقع النشر (المفضلة)