+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 21 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 14 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 20 من 105
  1. #16
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة السادسة عشرة



    أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه عليه السلام قال " لويعلم الناس مافي النداء والصف الاول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون مافي التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون مافي العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا".

    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

    موضوعه:عماد الدين الصلاة والجماعة والتنافس على الخير وتزكية النفس : من أسباب تأخرنا أن الصلاة عندنا أضحت حركات بدنية لا روح فيها ولا نبتغي منها تحرير أنفسنا من سائر ضروب الرق وصنوف الاستعباد حتى تلك التي تختفي فينا ولا بتكريمها بسائر مظافر العلا ومراقي العز وهذا عند المقيمين للصلاة والمحافظين عليها ولك أن تتصور كم من مؤمن اليوم هو كذلك ظاهرا ثم تصور كم من هؤلاء تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر وتحرره وتكرمه . ولو لم يكن الامر كذلك لما إشتمل الاسلام على أمرين أولهما أنه جعل الصلاة في الدنيا أول فريضة على المؤمنين لا تغفل عنهم يوما واحدا فهي تعاودهم مرة كل أربع ساعات ونيف علىمدار العمر لا تفارق منهم مريضا ولا عاملا ولا غنيا ولا فقيرا ولا حاكما ولا محكوما ولا سليما ولا مقعدا لابد للقلب منها من حظ لو عجز المصلي عن تحريك عينه بها أو يده أو القيام أو القعود ولا تفرط في مسافر ولا مقيم إلا غافلا أو فاقد عقل حتى يفيق ويعقل وإن شئت زدت على ذلك أن تاركها كافر ربما قتل حدا عند هذا وكفرا عند ذاك أو أستتيب وربما فرق بينه وبين زوجه وآل ماله الى بيت المال وربماحبس وعزر عند آخر ينظر إليه نظرة المعافى إلى الاجرب الاجذم يتوجس من العدوى أما الشاطر فيها فهو إمام للناس فيها وفي غيرها يؤمهم ويعلمهم ويشير عليهم أما ثاني الامرين اللذين إشتمل عليهما الاسلام تقديرا لاول فروضه وزينة أهله في الدنيا فهو أن الانسان يوم القيامة يحاسب أول ما يحاسب على صلاته فإن صلحت بت في ملفه وعد من أهل الجنة وإن عسر حسابه وإن فسدت فلا ينظر في بقية ملفه القضائي كائنا ما كانت أعماله فضلا وتقدما ونفعا للناس بل هي بوار بائر وهباء منثور فالصلاة عماد الحياة إذا كان الدين عماد الحياة تماما كما أن العمود الفقري في جسم الانسان هو عماده وإلا أضحى كتلة من اللحم سرعان ما يسرع إليها الفساد وتنهشها الذئاب وما بقي للذباب .



    مخ الصلاة التي هي مخ الحياة اربع : النداء والصف الاول والتهجير والبردين : من مظاهر العجب فينا أنك لا تجد في كتب فقه الصلاة سوى ما يقيم أودها الظاهري المادي وذلك هو مبلغ الفقه يوم تتخلف الامة فكتب الفقه لا تصنع المصلين إذن ولكن يجد فيها المصلي الحريص بعض ما يفيده لو أخطأ في صلاته أما فقه الصلاة كما يريدها الله سبحانه فيصعنه القرآن الكريم والسنة الصحيحة وسائر الكتب التي إستلهم أصحابها حقا فقه الصلاة فهم يبينون معانيها ومكارمها ومحاسنها ومقاصدها ومنافعها وأجزيتها في الدنيا والاخرة لذلك لم يزد عليه السلام في أول وأكبر فريضة على قوله " صلوا كما رأيتموني أصلي " كما أنك لاتجد صحابيا واحدا سأله يوما عليه السلام سؤالاواحدا عن الصلاة سؤالا بليدا شبيها بأسئلتنا نحن اليوم فيها وهم من هم لها حسن إقامة ولو سألتني لم لم أتردد بقولي بأن الصلاة فرضت عليهم وهم مشغولون بحسن إدارة الحياة إقامة للعدل والقسط جهادا واجتهادا واستشهادا وتكافلا وتضامنا فظلوا بذلك مشغولين ولم تزدهم الصلاة سوى إضافة على ذات الدرب أما نحن فلقد فرضت علينا الصلاة ونحن نتسكع على أزقة الحياة بعد ما اضحت الرسالة باهتة مترددة هل هي تعمير الدنيا وتخريب الاخرة أم العكس ولم يهتد سوى قليل منا إلى أن الامرين واحد فنحن إذن فارغون والفارغ يشغله كل ما يفرض عليه فيعكف عليه عكوف الطفل الصغير اللاهي بكومة تراب لا يلوي على من حوله . النداء الذي يرغب فيه هنا عليه السلام هو الاذان وهو يعني أمرين أولهما ممارسة الاذان فالمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة أي أعلى الناس فلا يوطؤون كما يوطؤ النمل وثانيهما تلبية نداء الاذان حال سماعه ويتفاوت الناس في ذلك فراغ وقت وقوة يقين وليس لسوى إعلان شعائر الله وإكتساب الشجاعة اللازمة للاصداع بالدعوة إلى الله سبحانه ندبنا عليه السلام لسرعة تلبية نداء الاذان . أما الصف الاول فيعني أن المصلي حريص على صلاته في جماعة حريص على حسن إستعداده لها بالتفرغ النفسي وإصابة شئ من الذكر أو التلاوة وإسباغ الوضوء والقرب من موقع الامامة يتعلم ويحسن الاستماع ويحسن الاصلاح لو وقع الخطأ والاسلام دوما يحض على الامامة ومراتبها في كل خير لا على مجرد الاتباع إذ يخشى من يجد نفسه دوما في الصف الاخير أن يستبد به التقليد فلا يصيب خيرا ثم تأكله الامعية كشاة توشك أن تتخلف فيتهددها الذئب وذئب الانسان الشيطان وفي أيامنا ربما لا يجد من هو في الصفوف الخلفية وربما خلف الجدر والحواجز حسن إستماع من خطيب الجمعة ولا من الواعظ وربما فاته خير كثير كثيرا ما لا تفي به المصادح المبثوثة .أما التهجير فهو في صلاتي الظهر والعصر وربما برد الناس لصلاتهم وربما هجروا وعلام تواضعوا فلا يحسن بالمؤمن سوى تلبية النداء والمتخلف عن التهجير الى الصلاة يخشى على نفسه أن يكون من المخلفين يوم العسرة الذين لم يتخلفوا عن نفاق ولكن عن تسويف وتكاسل ورغبة في يوم آخر في ظل شجر المدينة وثمرها وليس أثقل على النفس بعد التجافي عن المضاجع من الليل سوى هجرانا للظلال الوارفة وتعرضا لفيح نار القيظ اللاهب ولامر ما كان الجزاء من جنس العمل فالمشاؤون في الهجير إلى المساجد آمنون من هجير الاخرة وفي المناطق الحارة ليس ألذ من القيلولة التي تطلق البدن من عقال الضحى وكده وعليه يقاس الحبو إلى الصلاة أي صلاة البردين الصبح والعشاء سيما في المناطق التي تشتعل بردا وتكسوها الثلوج حتى أنه بشر عليه السلام من صلاهما في جماعة كان في ذمة الله وفي حمايته سائر يومه وكان كمن قام الليل بأسره. ولامر ما ذكر عليه السلام الاستهام أي القرعة لكل تلك المطالب من نداء وتهجير وصف أول والحبو لادراك البردين في جماعة ولو ذكر العبد قوله يوم القيامة " و يدعون الى السجود فلا يستطيعون خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون " لسارع الى كل ذلك قبل فوات الاوان ولقد كان عليه السلام لا يجد عذرا لابن أم مكتوم وهو أعمى في عدم إجابة النداء إلى مسجد يبعد عنه أميالا لا مئات من الامتار وراجلا بدون عينين في ظلام الليل الدامس لا بصيرا في سيارة لا يعرف الظلام الى المدينة المضيئة ليل نهار سبيلا وفي طرق معبدة وأمن من الزواحف والهوام والدواب حل محلها جميعا رقيب السلطان يحصي المصلين من الشباب وهو يرجو أن يعمروا المواخير والحانات والشطآن الفاضحة والمراقص والعلب الليلية لعله يستريح من معارضتهم ورب حاب الى المساجد اليوم منطلق فوق الصراط كالبرق ورب معربد اليوم متبرج بقوته مستعل بسلطته مستغن بسحته حاب غدا كنمل صغير حقير تطأه ارجل المؤذنين.



    ماهو السر في كل هذه القيمة لصلاة الجماعة ؟: مكارم الصلاة لاتحصى فهي نهر يطهر المؤمن كل يوم وليلة خمس مرات فلايبقىمن درنه عليه شئ فالصلاة إذن حمام دافئ للبدن يجعله دائم النظافة والطهارة متناسبا مع الفطرة في الشعر والاظافر والبراجم والرائحة والثوب والبيت وفنائه وهي بعد ذلك زكاة للنفس إذ تطرد عنها الكسل والاثرة وتعلمها القيام والسعي والتضحية وهي بعد ذلك ترسم للعامل النشيط برنامجا يوميا للحياة يبدأ منذ الصباح الباكر ويمتد حتى الليل وله فيه وجبات راحة وله يوم راحة اسبوعية هو يوم الجمعة وهي بعد ذلك تعلم الاسرة سيما الابناء الاسلام في ابجدياته الاولى تأسيا بالابوين العابدين وهي بعد ذلك ترص صفوف الجماعة رصا وما ينبجس كأثر عن صلاة الجماعة من خير للجماعة ماديا ومعنويا لا يحصى وليس أولها التعارف أساس الوجود الانساني بأسره وليس آخرها التكافل والاهتمام بالشأن العام والاصلاح وصلاة الجماعة تعلم الوحدة والنظام وحسن المظهر ورص الصف والتعاون والاصلاح حال خطأ الامام أو غيابه وهي تعلم فن التعامل مع الناس ومراعاة الذوق العام بما فيه من طيب وحسن مظهر وتجمع الرجال والنساء والاطفال وتعلم عبر الخطب وسائرمناشط المسجد الدين والدنيا معا وتؤاخي بين الناس وتقضي حوائجهم الدنيوية وتعلم فن المعمار وفنون الزينة وزركشة المسجد والعناية به وهي بعد ذلك محطة للدعوة من خلال الاذان وصلاة الجمعة والاعياد وسائر الصلوات غير القارة كالاستسقاء والخسوف والكسوف فالصلاة تعلم الانسان فن الحياة في البيت والشارع والمسجد وفن الاجتماع والتكافل والتعاون والدعوة والتحضر والترقي وطلب الكمالات في الدين والدنيا فمقيم الصلاة في الجماعة في المسجد حي أبدا وسواه حي بقدر فعل ذلك وميت بقدر تخليه عنه فاختر بين الحياة وبين الموت ولا تختر سوى الحياة تكن غدا حيا

     
  2. #17
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة السابعة عشرة

    أخرج الشيخان عن أبي هريرة أنه عليه السلام قال " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " وأخرجا عن إبن عمر وعن عمرو بن العاص قوله عليه السلام " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر".

    ــــــــــــــــــــــ

    تحدث القرآن الكريم كثيرا عن النفاق والمنافقين وسمى سورة بأكملها بإسمهم وتدور أغلب أحداث سورة التوبة حول فضح النفاق والمنافقين ولك أن تقول أن القرآن الكريم لم يتعرض مرة واحدة للنفاق الذي تعرضت له السنة في الاعم الاغلب فالقرآن الكريم لم يتحدث عن سوى النفاق الاعتقادي المخرج من الملة وإعتبره شر الكفر مطلقا وتوعد أهله بأنهم في الدرك الاسفل من النار وشن عليهم حملة غير مسبوقة لم يشنها على سائر أنواع الكفر الاخرى من شرك وردة وكتابية ودهرية أما السنة فلا أعرف حديثا واحدا يتناول النفاق الاعتقادي على قصور إطلاعي على السنة بينما الاحاديث التي تتناول النفاق السلوكي وأماراته وعلاماته كثيرة .

    أمارات النفاق السلوكي إذن هي الكذب والغدر والخيانة والفجور : لابد في البداية من التمييز بين النفاقين الاعتقادي والسلوكي علما وعملا فلا يقذف بالنفاق الاكبر مؤمن أتى واحدة من هذه الامارات الاربع أوكلها سواء تاب منها أو لم يتب كلما لم يعرف عنه بين الناس سوى الايمان وحد أدنى من الالتزام الاسلامي إذ أن ذلك رمي له بأكبر أنواع الكفر ولو حصل ذلك بدون حق فأنه يبوء بها الرامي والعياذ بالله والقرآن الكريم إهتم بالنفاق والمنافقين كثيرا غير أنه لم يسم واحدا منهم بإسمه وإنما حقق طويلا في ومؤامراتهم والمؤمن قد يقع في خصلة أو أكثر من خصال النفاق وقد يتوب من ذلك وقد لا يتوب ولكن ذلك لوحده لايخرجه عن دائرة الايمان وليس معنى ذلك التهوين من تعزير الايمان بالعمل الصالح وتجنب الافلاس القيمي.

    المؤمن لا يكون كذابا : إذ سئل عليه السلام هل يكون المؤمن جبانا وبخيلا فأجاب بالايجاب ولما سئل هل يكون كذابا أجاب بالنفي وذلك يبرز بأن الكذب خلة مخزية وشميلة مخذلة ولعل معطيات علم النفس الحديث تفسر ذلك بإعتبار أن النفس الكذابة نفس لئيمة وأن الكذب يورثها الجبن والخوف والبخل ومصانعة الناس في الحق والالتواء في الحياة ويصاب الكذاب بأخطر الامراض النفسية وهو إزدواجية الشخصية وإذا كانت الفطرة قاضية بأن الله ماجعل لرجل من قلبين في جوفه فإن الكذاب ذي الوجهين المتواري هنا والظاهر هناك تضطره ظروف الحياة إلى تسور جدران النفاق ورب منافق بدأ حياته بكذبة واحدة صغيرة وسرعان ما أصبح منافقا خالصا فبالخلاصة فإن الكذب يصنع شخصية بشرية غير سوية في بنيتها العاطفية والمزاجية والذوقية وبعدها لا ينفع عقل ولا تنشحذ إرادة ولاتسمو روح .

    الغدر معجلة عقوبته في الدنيا : لقد ورد عنه عليه السلام أنه قال خمس تعجل عقوبتهن وهي الغدر والخيانة والبغي والعقوق ومعروف لا يشكر كما صح عنه قوله عليه السلام أنه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة والغدر قريب من الخصلة التي ذكرها الحديث الثاني أعلاه وهي إذا وعد أخلف غير أن الغدر أشد وأقسى في العادة إذ أن الغدر يأتي على عهد صحيح صريح ويخصم حق الناس ويطفف المكيال ويخسر وكلاهما شر ولا ريب ولقد ثبت عنه عليه السلام أنه تواعد مع رجل في مكان ما وفي وقت ما فلم يأت الرجل إلى موعده المحدد وظل عليه السلام ينتظر صاحبه يوما وليلة كاملين يطوي ثم إنصرف ولقد وقر في خلد الناس سيما أهل الشهامة منهم والكرامة حتى لو لم يكونوا مسلمين بأن الوفاء بالعهد وبالوعد من شيم الرجال وأهل المروءة فيهم وأن الغدر من شيم أهل الخساسة وسوقة الناس وسقطهم وقصص العرب قبل الاسلام وبعده مليئة بالعواقب الحسنة لاهل الوفاء حتى أن الرجل كان يوفي وعده وفيه قطع لعنقه وربما لاجل ذلك نزل الكتاب على العرب لتوفرهم على الخصال الخلقية الحميدة التي تحتضن الدين الخاتم وهي خاصة الكرم والشجاعة والوفاء بالوعد وسائر ما يليها ولقد ضربوا في ذلك مشاهد لا يصدقها من جاء بعدهم ومن عادة التدين أن يستعين بالنفس الكريمة وإنك لتجد اليوم في دنيانا متدينين وربما مصلحين وكبار دعاة يشار إليهم بالبنان وسعة العلم والفقه وتصدر المجالس ليس في أجوافهم حبة خردل من كرامة ولا شهامة ولارجولة ولا شجاعة ولا غيرة وهو ما نفر كثيرا من الدين والتدين وأهله ورموزه ومؤسساته ورب فاجر أو فاسق رغم إيمانه يخجل من كرمه وشهامته البدر الساطع في السماء وتقطر يمينه ندى لا يعرف النفاق إلى ساحته سبيلا وهذا معروف في بيئات عربية وإسلامية كثيرة .

    لم يعرف الناس قديما وحديثا عقوبة للخائن سوى الصرم : الفرق بين الغدر والخيانة كبير ذلك أن الغادر في العادة يشهر غدره أو لا يتخول له السرية كما أن الغدر عادة ما يتعلق بعهد معين قد يحتمل مصلحة لكل طرف أما الخيانة فهي الاستيلاء على أمانة مادية أو معنوية بدون حق وعادة ما تكون تلك الامانة ملكا خاصا لضحية الخيانة وهي درجات ولا شك وكلما كانت الامانة عظيمة الاثر واسعة الامتداد سيما في الثروات المعنوية كانت خيانتها أغلظ قسوة وشدة لذلك لم يؤثر على قوم من الناس أنهم رتبوا في القديم أو الحديث عقوبة على الخائن سوى الموت سيما إذا تعلق الامر بالقيم الكبرى كالاديان حال الردة سيما المتبرجة الداعية السافرة والاوطان والاسرار العليا للناس والحقيقة أنه من تورط في الخيانة التي عادة ما تكون سرا إلى حين إتمامها فلا يرجى منه أمل لان الخيانة أقرف ما يمكن أن تأتيه النفوس ولا يورثها سوى ذلة وهوانا .

    الفجور في الخصومة عادة ما يكون دليلا على عقد نفسية خطيرة : ليس العيب في الخصومة التي تنشأ بين الناس حتى الاخلاء منهم تبعا للتكوين النفسي المزدوج للانسان وتبعا لسائر غرائزة ولكن الذي يفجر في خصومته سواء كان ظالما أو مظلوما عادة ما يكون يعاني من عقد نفسية غائرة خطيرة وخاصة عقدة الاستكبار على خلق الله سبحانه فيهتبل فرصة الخصومة لينفس عن مخزونه النفسي المملوء حقارة لغيره وليس بالضرورة أن يكون شاعرا بذلك فالامراض النفسية كثير منها مالا تحدث في الانسان ركزا مثلها مثل كثير من الامراض البدنية بل تظل تسري وتدب في غفلة أو أنه يشكو من عقدة الاستصغار فيستغل الخصومة لاثبات شخصيته المهزوزة ولقد ثبت اليوم أن الغضب وما يليه من التشنجات العصبية تفعل فعلها الخبيث في توليد كثير من الامراض البدنية أو تأخير برءها .

    الخلاصة :

    1 ـ التمييز ضروري من لدن المتدينين خاصة والعاملين في حقل الدعوة الاسلامي خاصة بين النفاق الاعتقادي والنفاق السلوكي فلكل علاماته الصحيحة من الكتاب والسنة فالاول مثلا من أبرز علاماته التي جاءت بها سورة الفاضحة أنه يبغض الجهاد في سبيل الله ويبغض تطبيق الشريعة الاسلامية ويهون من شأن الاديان ولا تأخذه غيرة على القيم ولتعرفنهم في لحن القول كما عرف الاوائل أما الثاني فهو مؤمن في الغالب لذلك لم يقل عليه السلام أن المنافق هو من إذا حدث كذب وفعل كذا وكذا بل قال أن من أماراته كذا وكذا فهو يريد تحذيرنا من النفاق الاكبر الذي يبدأ بالنفاق الاصغر كما يريد تبرئتنا حتى من النفاق الاصغر الذي يحصد الدين حصدا والاولىبنا جميعا عدم تقمص دور القضاة و القرآن الكريم لم يعين حتى من كان يتولى كبره أي إبن أبي سلول فكن قرآني المنهاج في دعوتك ولا يستخفنك الذين لا يوقنون .

    2 ـ بعد كون الكذب والفجور والغدر والخيانة حصادات للدين وسبل للنار فإنها في الدنيا مقابر للشخصية الانسانية المتوازنة المعتدلة المتكاملة السوية وأخاديد من جحيم تهوي بصاحبها في كل الامراض النفسية والبدنية وتجعل منه أجرب أجذم في مجتمع طاهر نظيف فإن إنصلح حاله أو قل عدده وأثره وإلا كانت الاخرى أي إنهيار مجتمع وإنتصاب إحتلال والخاتمة معروفة.

    3 ـ الفاصل بين النفاقين الاصغر والاكبر أو الاعتقادي والسلوكي ليس دوما سيمكا فمن وطن حياته في سائر أطوارها على الانغماس في أمارات النفاق الاصغر أي الكذب والفجور والغدر والخيانة فلن ينتهي به قطار العمر حتى يجد نفسه في مقدمة النفاق الاكبر فكأن الحديث هنا وقائي.

     
  3. #18
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة الثامنة عشرة

    أخرج الشيخان عن أم هانئ أنه عليه السلام قال " أجرنامن أجرت يا أم هانئ".

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

    كان ذلك بمناسبة فتح مكة وشواهد ذلك في القرآن كثيرةمنها " وإن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أ بلغه مأمنه "و"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ".

    موضوعه : الاول : كرامة الناس وأمنهم قبل الدين وبعد الدين وفي الدين .

    ــــــــــــــ الثاني : عدوان ينازعان الاسلام في تكريمه للمرأة : التقاليد و الوافدات .

    ماذا لو قلت للناس اليوم أن أول من سن قوانين اللجوء والاجارة والحماية وعمل بها وسيخاصم يوم القيامة كل منتهك لها فيخصمه ويدحرجه في النار كائنا ما كان تدينه هو محمد عليه السلام هل ترى الناس مصدقيك أم راميك بالجهل والجنون وإبدأ إن شئت لتقف على مصيرك مع من حولك فإن كنت في بيئة تقليدية فربما صلبت تطبيقا للشريعة وإن كنت في بيئة مغايرة ربما حمتك بعض القوانين السائدة غير أنه ليس لك مكان بين المثقفين وعلية القوم والانكى من ذلك كله أنك ربما لو أكثرت من الحديث عن هذه الابعاد في رسالة محمد عليه السلام بين صفوف الدعاة إليه والعاملين لتطبيق شريعته بل ربما بين صفوف المكرسين حياتهم منهم لخدمة قضايا الحرية والعدالة لعددت من المتعلمنين أو صغار الفسقة فكيف تقول لي بعد ذلك أننا اليوم لسنا في غربة فالغربة تكتنفنا من كل جانب . لا بل ماذا لو إنحزت اليوم إلى كبار الفقهاء والائمة الذين يقولون بأن تطبيق الحرية اليوم مقدم على تطبيق الشريعة ولا أعلم ذلك سوى من واحد منهم فحسب وهو الامام القرضاوي ألست في عداد المهرطقين والزنادقة في أعين كثير من إخوانك الذين التهبت ظهورهم بسياط القمع عقودا طويلة؟

    كرامة الانسان دين قبل الدين : معنى ذلك أنه ليس الاسلام في صورته الاخيرة والنهائية على يد محمد عليه السلام هو أول من كرم الانسان كل إنسان بغض النظر عن دينه ولونه وسائر معطياته الاخرى سواء الموروثة أوالمكتسبة بل إن الله سبحانه لما خلق آدم كرمه مباشرة وحرره وأكبر منازل التحرير والتكريم طرا هي أنه سبحانه نفخ فيه من روحه وروحه موجودة في الكافروالمسلم والعاصي والتائب والاسود والابيض والمراة والرجل وكل من ينطبق عليه إسم آدمي وأول شاهد على ذلك أنه أهله بالابتلاء المفضي إلى الترقي فلا هو ملك مجبول على الطاعة رغم أنفه ليس له في ذلك من مزية ولا هو شيطان أخرس لا يملك الطاعة حتى لو إختارها وثاني شاهد على ذلك أنه أنزله الجنة وليس الارض وثالث شاهد على ذلك أنه إستخلفه وإستأمنه وعلمه وسواه خلقا وخلقا ورابع شاهد على ذلك أنه جعل منه النبي والرسول والشهيد وخامس شاهد على ذلك أنه لا يموت بل هو خالد مخلد في الجنة فالروح هي هي ولو ظللت أعدد مظاهر تكريم الله للانسان وتحريره له لسودت مجلدات غير أنك تبادرني بقولك هذا قول نجده في القرآن الكريم والسنة النبوية ولكننا لا نجد له أثرا في الدنيا سيما اليوم سواء من جانب المسلمين أو من جانب غيرهم وأنا متفق معك تماما في ذلك إذ أن ما يهمني هنا هو تثبيت النظرية الاسلامية التي هي ليست محل إتفاق حتى بين أهلها وكثير ممن يتحمس لها نظرية أيام الدعوة يكون أول من يدهسها تحت أحذيته العسكرية القذرة أيام السلطان . وبعد ذلك فإن لنا في العهدين النبوي والراشدي رغم قصر المدة خير درس في أن تلك النظرية الحقوقية الاسلامية جاهزة للتطبيق في أصولها الكبرى ومعاقدها العظمى والاجتهاد مطلوب أبدا. ولمن يريد حقا إستئناف الحياة الاسلامية وتحقيق النهضة الاسلامية المنشودة فإن عليه سيما ضمن فعاليات الصحوة والحركة الاسلاميين أن يجدد النظرية الاسلامية الحقوقية تثبيتا للثوابت العظمى وكرامة الانسان فيها تأتي مباشرة بعد توحيد الله سبحانه وبسطا للتجديد والاجتهاد ودون ذلك الجهد النظري فإن المعاول ستأتي عليها سواء ممن أسماهم عليه السلام أهل التحريف والمغالاة أو ممن أسماهم عليه السلام المنتحلين والمبطلين والمؤولين الجاهلين . وفي أثناء ذلك فليس تراثنا مبرأ من العيوب في هذا المجال ولسنا ملزمين بسوى صحيح الوحي وصريحه معا وفي أثناء ذلك ينبغي الحذر من الوقوف تحت التأثير الطاغي للواقع سواء المقلد منه للاسلاف أو المتمرد على الاديان .

    لن ينتصر الاسلام اليوم وغدا حتى ينتصر في قضية المرأة : عدوان يسلان علينا اليوم الاسياف شاهرة أولهما منا تقليدا أعمى أو فهما أسقم أو عدم وعي بمتغيرات الزمان والمكان وبقوانين الحركة والحياة وثانيهما على تخومنا يسحرنا بالاكاذيب رغبا ورهبا ويجب منا الاقرار جميعا بأن المرأة ظلمت بالانحطاط ظلما شنيعا ولو تصفحت أول كتاب فقه تجده إلى جانبك فضلا عن الكتب الاخرى سوى القرآن الكريم وكتب الحديث لوقفت على الكثير من ذلك فهي تستكثر عليها حتى ما قرره لها القرآن الكريم من مثل حق الخلع في مقابل حق الطلاق وحق الذبح وتستعيض عن ذلك برفع العقيرة بالصياح وحق الامامة حتى للنساء وحق رفع الصوت في الصلاة حال إمتناع داعي الفتنة وحق إختيار الزوج والحاكم وحق الحكم وتولي سائر المناصب في سائر المجالات ومازال بعض الفقهاء قديما وحديثا يتمحلون في ذلك وهم يبحثون عن حل وسط يحفظ لهم ماء الوجه فهذا يقول بحقها في ما دون الامامة العظمى وهو يفكر بعقل ما قبل سقوط الخلافة وهذا يمنع عنها القضاء وهذا الشهادة ولم يتخلص تراثنا إلى اليوم بأسود مقولة عرفها في حق المرأة وهي أن صوتها عورة فهل يعقل لتراث أنتج هذه الثقافة البائسة التعيسة أن ينتصر في الحياة سيما أمام أعداء وخصوم مدججين بما لا يحصى من الاسلحة الفكرية المستندة إلى علوم النفس والاجتماع والعمران والسياسة ؟ طبعا لا لان الحياة هزيمة ونصرا إنما شيدها الله على سنن وأسباب لا تحابي ولاتجامل ولا تعادي فالاقوى دوما هو الاغلب . وأنظر إن شئت حتى إلى أدبيات الاسلاميين بل إلى أكثرهم تنورا ورشدا وعقلانية وسلفية بالمعنى الصحيح لا المغشوش فلن تجد سوى تمحلا وتعسفا وإلتواء يقول لك بأن الرجل شعر بالغبن وبالهزيمة أمام التراث وأمام الوافد فظل يصانع الواقع التقليدي المتبلد والمتلبد في آن فلم ينحز إلى الاصول الاسلامية الثابتة الناصعة لئلا يتهم بالعلمانية والفسوق وبالتالي لم يزد كثيرا على ما أنتجه التراث سوى أنه قدمه بلغة اليوم وإن شئت جئت لك بدليل واحد : هل تجد من القرآن والسنة قولا وعملا دليلا واحدا بل عشر معشار دليل واحد يستدل به على عدم أهلية المرأة لتولي الامامة العظمى أي رئاسة الدولة اليوم وهي ليست إمامة عظمى ؟ وكثير من الناس مقتنعون بذلك غير أن الخوف من الناس يزجرهم عن ذلك والامثلة في مجال المرأة والقوانين الوضعية ومجالات أخرى معاصرة حيوية كثيرة لا يتسع لها المقام هنا .

    لا خلاص لنا بسوى الانحياز التام إلى الفقه النبوي وكفانا به دليلا وهاديا : لو طفت بين كثير من إجتهادات المجتهدين قديما وحديثا وبين الفقه النبوي في إدارة ا لحياة بالدين لالفيت عجبا عجابا عنوانه الاكبر أننا نتدين بفقه الفقهاء لا بفقه النبوة في أحيان كثيرة . وفي هذا المثال خير دليل على ذلك فأم هانئ مواطن عادي وهي بعد ذلك أنثى مازال ينظر إليها في مكة خاصة على أنها سقط متاع لا يجوز لها التصرف في مطبخها فضلا عن التصدي لاعقد القضايا الامنية حساسية في حالة طوارئ قصوى فتمنح بإجتهادها الشخصي حق اللجوء السياسي لمشرك ربما كان منذ لحظة يقاتل محمدا عليه السلام وجيشه الفاتح وربما يستخدم حق اللجوء للتآمر ثم لا تمنعها لا أنوثتها ولا عملها الامني الخطير في مرحلة هي الاخطر مطلقا وحيال رجل شن القرآن على إخوانه في الشرك حملات وحملات من الحديث إلى الفاتح الاول يوم الفتح وتفاتحه في الامر فلا تخاف بل تطلب الحق منه فأي نقلة هذه التي أحدثها هذا الدين في الناس إنها نقلة لا يزعم واحد منا اليوم فضلا عن غد أنه فهمها والفقه النبوي لا يؤنبها ولا يخاصمها ولا يستكثر عليها ذلك بل ينبسط لها وكأنه يعتذر قائلا لقد أجرنا نحن رئيس الدولة في يم الطوارئ من أجرت ومن أدراها أن الاسلام يقر ذلك ومن علمها ذلك وهي التي من المفترض ألا تخرج من بيتها وتصلي في قعر قعره حتى لا تفتن الافنية والامتعة بصوتها وهو عورة . والخلاصة أن بعدنا اليوم كإسلاميين مستنيرين عن فقه النبوة في أكثر قضايا الحياة معاصرة بعد المشرق عن المغرب ولا خلاص لنا بسوى فقه ذلك الفقه النبوي المستنبط من القرآن الكريم ثم الانحياز له دون حياء من الغوغاء.

    خلاصة مركزة سريعة : إذا طال دور المرأة القضايا الامنية الخطيرة الحساسة في حالات الطوارئ والحروب والفتوحات الكبرى وكانت سلطة تبت في قضايا الاجارة والحماية السياسية والامنية فإنه آن لمن يحجر عليها دون ذلك وكل أمر هو دونه بالضرورة أن يغرب عنا بفكره البائس وليدعنا في مواجهة زور الوافد نهزمه بالقرآن الكريم كما هزمت التقاليد البالية

     
  4. #19
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة التاسعة عشرة

    أخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه أنه عليه السلام قال " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يلقى في ا لنار".

    لاتزهد في حفظ حديث متفق عليه فإن ذلك يساعد على حسن العمل به وشواهده في القرآن كثيرة.

    موضوعه : تجديد الايمان وتصحيحه يوردان معاطن حلاوته ومن ذاق إشتاق : الحديث يفيد بأن للايمان حلاوة والحلاوة عرض كالطول واللون والا يمان كسائر الموجودات له طعم فمن لم يجده فيكاد يستوي مع من وجد له طعم الحنظل والمؤمنون ليسوا سواء لا في الدنيا ولا في الاخرة تنسحب عليهم قوانين والحركة والتفاضل والتمايز والتدافع فالحاصل العملي أن للايمان طعما حلوا من إجتهد لنيله فحصله فقد غنم لانه ذاق من نهر التوحيد الصافي الخالص ويظل إليه مشتاقا إشتياق الرضيع إلى ثدي أمه وأول من ذاق طعم الايمان أبونا آدم لما نزل الجنة فلن يزال إليها مشدودا عاملا ناصبا مجتهدا مجددا وأما من رضي بالسفوح فسيظل على عاتقه الايمان وتكاليفه حملا ثقيلا يتصيد الفرصة للتفصي ويلتحق ببني إسرائيل يوم أذابوا الشحم المحرم عليهم فلما كان زيتا شربوه سحتا ساحتا ويظنون أنهم أحسنوا الاحتيال على الله ولك أن ترصد ذلك بين الناس من حولك فمن جادل في معلوم من الدين بالضرورة كزي المرأة المسلمة مثلا أو إستكثر على أهل الارض المحتلة تحرير أرضهم بما يستطيعون أو بحث تمحلا للمستبدين عن مبررات واهية لتبرير ظلمهم فأجزم أنه لم يطعم يوما للايمان حلاوة أما من باع نفسه لله سبحانه جهادا وإجتهادا وإستشهادا وأنفق من ماله ونفسه وراحته ولم يحن للظالمين هامة فلم تنل منه السجون ومازادته الابتلاءات المدمرة سوى صلاحا وإصرارا على الاصلاح فلك أن تهنئه بحلاوة الايمان وسائر ذلك بطبيعة الحال وفق ما يبدو من ظاهر الامر وسرائر الناس موكولة إلى علام الغيوب سبحانه .بقي أن تعلم أن للايمان ولا ريب حلاوة لايعرفها سوى من ذاقها وليس من رأىكمن سمع وإن شئت أضرب لك مثلا ذلك أن المريض ينكر طعم العسل أو طعم الماء البارد الزلال أو اللبن المصفى أو تنكر عينه لرمد ضوء الشمس فهل تصدق أن طعم العسل تغير أو تعكر ضوء الشمس أم أن بالعين والفم سقم وذلك هو مثل المؤمن الذي لايجد للايمان حلاوة فقلبه فيه سقم .

    الطريق إلى حلاوة الايمان يحدده النبي الاكرم عليه السلام : النبي الاكرم للنفوس طبيب وصيدلاني في الان نفسه يكشف عن المرض ويصف الدواء كما يصف الوقاية من الاصابة وهو هنا يخبر عن حلاوة الايمان التي تبوأ صاحبها منازل عالية في الدنيا والاخرة معا ويصف الطريق إليها وهي خلاصة متركبة من ثلاثة عصائر وهي :

    1 ـ الله ورسوله مصدر الحب كله ومرجعه كله : الحب عاطفة قلبية لا يتحكم الانسان عادة فيها كلما كبر وشب عوده لذلك ليس أغلى من هدية الوالدين لولد يربى في البيت منذ نعومة الاظافر على حب الله ورسوله قولا وعملا وقدوة فالولد صفحة فارغة تهدى إلى الولدين يملانها بما يريدان والولد مقلد يجيد التقليد ثم سرعان ما يستحيل ذلك التقليد فيه خلقا يدفع فيه روحه حفاظا عليه وحب الله ورسوله في الفطرة لايحتاج لسوى التحريك والتفعيل والتذكير وعدم الغفلة عنه وكل حب مطلقا تجدده الذكريات والاطلال وتقتله دابرات الغفلة والنسيان لذلك جاءت الصلاة بالتواصل علىمدى أربع ساعات علىمدار العمر بأسره والانسان مجبول فطرة على حب من أحسن إليه وليس أجزل إحسانا من الخلق من عدم والتسوية والتحرير والتكريم والتفضيل والتأهيل وولي ذلك كله الله سبحانه وكل ذلك لا يتطلب سوى التذكير والمداومة والتفكر من لدن الانسان في ملكوت السماوات والارض وحب الله ورسوله لا يتنافى مع حب من سواهما بل يطلبه حثيثا غير أنه يشترط لنيل حلاوة الايمان أن يكون هو الاعلى وهو أعلى بما أحسن وأعطى وأنفق وسوى ولا ينافسه في ذلك سبحانه ولد ولا والد ولا زوج ولا قريب ولا حبيب ولا مال ولا وطن فعلاقة الحب هنا هي كعلاقة الولاء تنتظمها دوائر متكاملة لا متقابلة فمن كره الناس كلهم مؤمنهم وفاجرهم بدعوى التفرغ لحب الله فهو أشد كرها لله وهو لا يعلم والله أشد كرها له ومن سار بحبه لله إلى من دونه ثم آب به وظل كذلك يجمع الحب للخالق وللمخلوق في تكامل وبدرجات متفاوتة على أساس من " أوثق عرى الا يمان الحب في الله والبغض في الله"

    فهو على درب حب الله ورسوله وطاعم حلاوة الايمان وخير ترجمان لحب الله ورسوله هو حب الكتاب والسنة إيمانا وعملا وتخلقا ودعوة وجهادا واجتهادا وتعميرا للدنيا بهما وما سوى ذلك هراء وزعم باطل أو هو مزجى إلى حد الموات . ولك في قصة خبيب بن عدي الذي يعذب ويقتل صلبا ويقول " لاأرضى أن يشاك محمد عليه السلام شوكة وهو في داره معافى وأنا أصلب الان" خير درس حتى قال قائلهم لم أر أشد حبا من أصحاب محمد محمدا " والقصص لا تكاد تحصى.

    2 ـ الاخوة الانسانية معطن من معاطن حلاوة الايمان : حب المرء في الله سبحانه يعني صرف الحب لكل الناس وليس للمسلمين فحسب لان الناس إخوة كما كان عليه السلام يقنت ويدعو فهم إخوة أصل وتكوين ورسالة ومصير وهي أخوة متكاملة الدوائر قلبها النابض " إنما المؤمنون إخوة " وليس القلب كل شئ في الجسم لذلك عبر عنه السلام بالمرء لا بالمؤمن أو بالمسلم ثم قيد ذلك الحب المسدى للبشرية جمعاء بقيد الاخلاص لله سبحانه والاخوة ليست مطلوبة لذاتها بل لما تحققه من مصالح في الدين والدنيا بين سائر أبناء البشرية جمعاء إذ بالاخوة يسود السلام والوئام ويحل التعارف والتضامن والتكافل والتعايش رغم الاختلاف والخلاف والناس كلهم مبتلون في مسألة الاخوة مؤمنهم وكافرهم والحد الادنى فيها منع الاذى وكف الظلم ولاحد لاقصاها حتى يموت المرء في سبيل أخيه أي في سبيل حقه ونصره ولو إلتزم الناس بالحد الادنى لخطم السلم أنوف الحرب التي تبيد البشرية وتورث الانانية فما بالك لو حولت الاديان الاثرة إلى إيثار كمافعلت بالصحابة الكرام الذين تآخوا حتى جاد الرجل بإحدى زوجتيه لاخيه فضلا عن ماله وداره وبات الاخر يطوي إكراما للضيف وعرف التاريخ العربي حاتم الطائي كرما وعنترة إقداما والسموأل وفاء وعثمان حياء والله لا يريد من وراء ذلك سوى إبتلاءنا ببعضنا بعضا مما يدل على أن الايمان مطلوب منه أن يغير الدنيا لنيل حلاوته ثم يسعد صاحبه في الاخرة أما من هرب من الناس وهرب عنهم فكفرهم أو أوى الى الكهوف بدعوى الامن من شرهم أو أعمل فيهم أسياف الحقد والحسد والاستغلال والضرب والقتل فليس له من الايمان فضلا عن حلاوته حبة خردل أما التدين الفردي والخلاص الاناني فيحسنه كل أحد ولكنه لا يقبل .

    3 ـ الاعتزاز بالاسلام والشعور بسعادة الايمان برغم كل الضاريات كمالة حلاوة الايمان: هي ثلاث محطات لابد منها لطعم حلاوة الايمان فلا تكفي واحدة منها أو إثنتان كوصفة طبيب لا يشفى مريض سوى بتناولها كلها وفق ما وصف أما الاختيار فلا يجدي وثالث الثلاثة كمالة هي أن يكره المؤمن العود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار وشبه عليه السلام هنا الكفر بالنار بلاغة نبوية عجيبة وبيانا عربيا بديعا فالكفر نار ولا شك والخلاصة أن المؤمن الذي يستوي في نفسه عهده بالكفر مع عهده بالايمان أو عهده بالتسيب مع عهده بالالتزام لم يذق حلاوة الايمان والمؤمن الذي لم يشعر بالاعتزاز يوما بأنه من خير أمة أخرجت للناس وهو صاحب خير كتاب وخير نبي وخير دين لم يذق حلاوة الايمان والمؤمن الذي تتهدده أمراض العصر النفسية من كآبة وما إليها كثيرا ما تؤدي إلى الانتحار والعنف وسائر ردود الافعال الهوجاء لم يذق حلاوة الايمان ويستوي في ذلك أن يكون المؤمن مبتلى بالخير أم بالشر .

    الخلاصة : حلاوة الايمان مرقى نفسي عظيم لا ينفك عنه يوما من ذاقه ووصفته الطبية ثلاث مجتمعات : حب الله ورسوله وترجمانه حب الكتاب والسنة قولا وعملا ودعوة وأخوة الناس سيما المؤمنين منهم في الله سبحانه أخوة تكاليف وواجبات لا أماني مغرورة والاعتزاز بالاسلام عقيدة تعيد بناء الشخصية النفسية للمؤمن بناء يستعصي عن الامراض النفسية المدمرة

     
  5. #20
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: مــــائة مصباح من مشكاة النبــــوة

    الحلقة العشرون



    أخرج الشيخان عليهما الرضوان أنه عليه السلام قال " إنما الطاعة في المعروف ومن حفر للناس نارا وأمرهم بدخولها ولو دخلوها ما خرجوا منها أبدا ".

    ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

    شواهده في القرآن كثيرة " ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم ".



    موضوعه : أعلى سلطة تشريعية هي للقرآن ثم السنة وسائر ما دونهما لابد لهما تابع : سبب الحديث أن أميرا له عليه السلام في مأرب ما غضب على أصحابه فأوقد لهم نارا وأمرهم بدخولها عقابا لهم فلم يمتثلوا لامره ولما رجعو جميعا إليه عليه السلام صوب الامر وقال الحديث. وناكية الناكيات اليوم أنك تسمع بأم أذنيك هاتين ألف مرة ومرة والذي نفسي بيده ليس من سائر المسلمين بل من كثير من المتدينين وأحيانا والله ممن يتصدى للدعوة والقول عن الله ورسوله عليه السلام شغبا في الاية الدستورية العليا المشار إليها أعلاه وذلك بقول الناس " وأطيعوا أولي الامر فيكم " وهو خطأ لا أقول شائع على الالسنة فالالسنة آلات محايدة إنما يوجهها قلب ويقودها عقل بل أنكى الناكيات أنه خطأ في الفهم عند الناس مفاده أن طاعة أولى الامر في ذات الدرجة الدستورية مع طاعة الله ورسوله لذلك لم يعطف سبحانه طاعة أولي الامر كائنا من كانوا ولو كانوا في مستوى أبي بكر وعمر بل جعلها طاعة مقيدة بمدى طاعتهم هم لله ولرسوله من ناحية وبمدى طاعة أمرهم أو نهيهم الذي أصدروه للكتاب والسنة ثم إنه لم يقل " فيكم " بل قال " منكم " والفرق بينهما شاسع بعيد ولو قال " فيكم " لكانت القاديانية وما في حكمها يوم دعت المسلمين قديما إلى طاعة الانجليز وهم محتلون غاصبون علىحق فليت شعري هل يعي الناس أن مفتاح فهم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هو اللغة العربية وليست أعراف الناس وليت شعري هل يصح فينا اليوم أننا نشرع للاستبداد والظلم من داخل الثقافة الاسلامية التي لم تأت إلا لرفع الاستبداد والظلم وسائر العبوديات الخانعة لحرية الانسان عن الانسان وليت شعري إذا كان الاسلام ببيناته القاطعات قولا وعملا وخلافة راشدة يريد تحريرنا وإعادة الاعتبار لنا كمستخلفين مستأمنين معلمين مؤهلين مكرمين محررين فوق الارض ولا نريد نحن بفهمنا الاسقم وعدم رغبتنا في الانصلاح والاصلاح سوى الركوع أمام كل ناعق يريد تأويل كلمة ربنا إلينا فما ذا يملك من إمتشق أسنة الاصلاح فينا وإمتطى صهوات الترشيد منا ؟



    كل طاعة منا لا يحتملها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هي نار ملتهبة فهل ندخل النار؟: ألا ما أروع التمثيل من لدنه عليه السلام حين قال لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا . وما هوسر الاسلام إذا كان يريد تحريرنا من السجود للاصنام وطلب الولد والغيث والشفاء من العجز والاحجار والجن ثم يوقعنا من جديد في عبودية أشد وهي عبودية أولي الامر سواء كانوا في المستوى الاول من المسؤولية أو في الصفوف المتأخرة فيها بل هذه أنكىعلينا وأشد لانها تتعلق بحياتنا العامةأنظر إن شئت إلى موقف مماثل وذلك حين جاءه صحابي يعلق في رقبته شيئا فنزعه عنه عليه السلام بقوة وشدة وتلا عليه قوله " إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح إبن مريم " فقال الصحابي إنهم لم يعبدوهم يارسول الله فقال عليه السلام بلى لقد حرموا عليه الحلال فاستحلوه وأحلوا لهم الحرام فاستحرموه فتلك عبادتهم إياهم " أي أن طاعة كائنا من كان في ما سوى الحياة الخاصة الشخصية من تصرفات وعقود ومعاملات في شتى شعب الحياة بدون وجه حق من القرآن والسنة هو الشرك الاكبر المخرج من الملة وتلك هي العبادة لغير الله سبحانه سيما إذا كان الانسان الطائع يعتقد في قلبه صوابية تلك الطاعة بدعوى تغير الزمان أو المكان أو المصالح سيما فيما كان لا يتأثر بالمتغيرات من الثوابت التشريعية العظمى كالعقائد والاخلاق والعبادات وما ثبت في ذلك من التشريعات في شتى المجالات فضلا عن الاصول العامة الحاكمة على كل ذلك . والنار هنا بمعناها المجازي نار يصطلي بها كل من شرد عن منهج الله سبحانه يجدها المجتمع الذي يطفح بالمنتحرين وبالمتهافتين على المخدرات والمشيعين للعنف والقتل وإرهاب الناس وبالنفور عن الانجاب وقطع النسل والاكثار من الطلاق وضرب المرأة وبالمرتشين وبالمتسولين علىموائد الاغنياء وبالخاضعين أمام الشروط الربوية الدولية وبإنتشار أمراض العصر النفسية والبدنية كأثر لشيوع الفاحشة ونوادي العراة والزواج المثلي وإرهاق دور الموضة للناس واللهاث وراء سراب الكسب المادي عبر الغش والتزوير.



    جعل الله حدا أدنى لضعيف الايمان وهو النكران القلبي ونية التوبة أو الهجرة : الاسلام واسع مرن يسع كل الناس وكل العصور والامكنة والظروف والمؤهلات ولكن ذلك لا يعني أنه مائع رجراج لا تعرف تشريعاته حدودا وتخوما محمية ومن ذلك أن ضعيف الايمان يجد فيه سعة وأملا ورقعة يفعل فيها دينه ومن رحمة الله أن الظالمين لم يجعل لهم الله سبحانه على القلوب سلطانا وأول واجبات ضعيف الايمان الذي يتوهم أنه لو عصى حاكما أمره بمعصية الله سبحانة سيفقد حياته ورزقه ويموت أهله من بعده هي النكران القلبي ووضع نفسه في حالة إستثنانئة كمريض يرجو البرء أو سجين يتمنى الخلاص أما الاطمئنان منه لحظة واحدة فهو نار يصلاها وبقدر مكوثه فيها يطبع على قلبه فلا ينكر منكرا ولا يعرف معروفا والنكران القلبي يجب أن يجعل صاحبه العاصي بحجة ضعف الايمان في أزمة تعرف في وجهه ولا يبوح بها لسانه فكيف يصفر لونه مرات أمام الحاكم الامر بالمعصية خشية قطع الحياة والرزق ولا يصفر أمام الله الذي لم يقو الجبل حين تجلى له على الصمود فخر مندكا وثاني واجباته هي تجديد نية التوبة لحظة بعد لحظة وثالثها العمل على الرجوع بنفسه إلى الحالة الطبيعية وهي طاعة الله ومعصية من يأمر بمعصيته بكل الوسائل الممكنة فيتحرى من يتحدث إليه ويعمل على تجميعهم أو يجتمع إليهم ويتعاونون على ما إستطاعوا من طاعة الله والفرص في ذلك خصبة كثيرة مهما أحكم الطغيان أسواره والعبرة في ذلك كله بالجماعة ولك أن تتدبر أن الاسلام ظل طيلة ثلاث سنوات كاملة مقتصرا على أربعين فردا سرا وهو اليوم خمس البشرية ولا يوجد دين ينتشر رغم الضربات سوى الاسلام ولا يوجد دين ينحسر رغم الحريات سوى ما سوىالاسلام وآخر الواجبات أمام ضعيف الايمان هي الهجرة التي جعلها الله حلا للمستضعفين الذين لا يجدون حيلة أمام المكر والاضطهاد ولكنه اليوم أسوأ الحلول طرا ولا يجب اللجوء إليه إلا في حالات محدودة جدا ولو فعل الناس ضعاف الايمان أو من أحيط بهم سائر الهوامش من الحريات المتاحة لها جماعة لا أفرادا وعملوا يوما بعد يوم على توسيعها لما اضطروا إلى هجرة ولافتكوا من حقهم في طاعة الله والكفر بمن سواه من المستبدين شيئا كثيرا أما أسوأ الحلول بعد الهجرة فليس هو سوى الاستسلام واليأس والقول بهلاك الناس وأسوأ من ذلك كله إستمراء معصية الله فلا تفكير في الرجوع إلى طاعته وأسوأ من ذلك كله هو تحول المعاصي إلى شبهة فيقول العاصي الذي بدأ حياته ضعيف الايمان مضطرا اليوم يوم العلمانية والدهرية ونبذ الاديان وتحقيق المآرب الشخصية بأي ثمن كان وعندها يتحول الله عنه من الابتلاء بغرض التأهيل إلى الابتلاء بغرض الاستدراج والمد فلا يفيق المسكين إلا وهو جاثم أمام النار يوم القيامة يترقب القذف فيها مدحورا.



    التأبي على الاستدراج إلى المعصية والانخراط فيها هو أول خطوات التغيير فلا تحقروه : يظن بعض الناس المتعجلين أن التغيير الاسلامي بغض النظر عن سائر المتغيرات الموضوعية والعقبات الواقعية لابد له أن يتحقق لان الله يريده وهو خطأ لم يغفل التشريع عن تصحيحه وتثبيت أركانه صريحا صحيحا في القرآن الكريم الذي حفل كثيرا بالتغيير والاصلاح وأورد لنا في ذلك قصصا نبوية وغير نبوية كثيرة محورها جميعا أن أول خطوات التغيير الاسلامي تغيير ما بالانفس وهو قانون نفسي وإجتماعي لا يتبدل ولا يتغير وثاني خطواته هو التأبي على الانخراط في مشاريع الفساد والافساد ولو بكلمة أو ببسمة إقرار أو رضى وثالث الخطوات إصلاح المحيط القريب من أسرة وعشيرة واليوم نقول رابطة ورابع الخطوات الجماعة ولو كانت مثنى أومثنى مثنى وخامسها البدء بالاصول والثوابت قبل الفروع والذيول إلا قليلا حيث تدعوالحاجة وخاصة عدم إقتحام المختلف فيه فهو واسع لا ينحسم ولا فائدة أصلا من إنحسامه . أما خطام ذلك كله ووكاؤه وعنوانه الكبير فهو الصبر والمصابرة والاصطبار حتى لو فنت أجيال وقرون دون تحقق التغيير الاسلامي وليس كالصبر الاسلامي الواعي صمام أمان ضد الاستدراج إلى تحول

    المظلوم ظالما فيفقد حقه جملة وتفصيلا وتنهد عليه الاسياف غيلة من كل مكان.

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 21 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 14 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك