[align=justify][align=right]
جزاك الله خيرا أختى الكريمة أم ليلى
وسأكون أول من يتحدث عن الموضوع علنى أفوز بهدية مثل التى فازت به أختنا أم عبدالله
والآن تعالوا نقترب من الحكيم والقدّيس.. ألا تبصرون الضياء الذي يتلألأ حول جبينه..؟ألا تشمّون العبير الفوّاح القادم من ناحيته..؟؟إنه ضياء الحكمة، وعبير الإيمان..ولقد التقى الإيمان والحكمة في هذا الرجل الأوّاب لقاء سعيدا، أيّ سعيد..!! سئلت أمه عن أفضل ما كان يحب من عمل.. فأجابت:" التفكر والاعتبار".أجل لقد وعى قول الله في أكثر من آية: (فاعتبروا يا أولي الأبصار)...وكان هو يحضّ إخوانه على التأمل والتفكّر يقول لهم:" تفكّر ساعة خير من عبادة ليلة"..لقد استولت العبادة والتأمل ونشدان الحقيقة على كل نفسه.. وكل حياته..ويوم اقتنع بالإسلام دينا، وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الدين الكريم، كان تاجرا ناجحا من تجار المدينة النابهين، وكان قد قضى شطر حياته في التجارة قبل أن يسلم، بل وقبل أن يأتي الرسول والمسلمون المدينة مهاجرين..بيد أنه لم يمض على إسلامه غير وقت وجيز حتى....
ولكن لندعه هو يكمل لنا الحديث:" أسلمت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا تاجر..وأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم يجتمعا..فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة.وما يسرّني اليوم أن أبيع وأشتري فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار، حتى لو يكون حانوتي على باب المسجد..ألا أني لا أقول لكم: إن الله حرّم البيع..ولكني أحبّ أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"..!!أرأيتم كيف يتكلّم فيوفي القضيّة حقها، وتشرق الحكمة والصدق من خلال كلماته..؟؟إنه يسارع قبل أن نسأله: وهل حرّم الله التجارة يا .......؟؟ يسارع فينفض عن خواطرنا هذا التساؤول، ويشير إلى الهدف الأسمى الذي كان ينشده، ومن أجله ترك التجارة برغم نجاحه فيها..لقد كان رجلا ينشد تخصصا روحيا وتفوقا يرنو إلى أقصى درجات الكمال الميسور لبني الانسان..لقد أراد العبادة كمعراج يرفعه إلى عالم الخير الأسمى، ويشارف به الحق في جلاله، والحقيقة في مشرقها، ولو أرادها مجرّد تكاليف تؤدّى، ومحظورات تترك، لاستطاع أن يجمع بينها وبين تجارته وأعماله...فكم من تجار صالحين.. وكم من صالحين تجار...ولقد كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تلههم تجارتهم ولا بيعهم عن ذكر الله.. بل اجتهدوا في إنماء تجارتهم وأموالهم ليخدموا بها قضية الاسلام، ويكفوا بها حاجات المسلمين..ولكن منهج هؤلاء الأصحاب، لا يغمز منهج هذا الحكيم كما أن منهجه لا يغمز منهجهم، فكل ميسّر لما خلق له..و...... يحسّ احساسا صادقا أنه خلق لما نذر له حياته..التخصص في نشدان الحقيقة بممارسة أقصى حالات التبتل وفق الايمان الذي هداه إليه ربه، ورسوله والإسلام..
سمّوه إن شئتم تصوّفا..
ولكنه تصوّف رجل توفّر له فطنة المؤمن، وقدرة الفيلسوف، وتجربة المحارب، وفقه الصحابي، ما جعل تصوّفه حركة حيّة في بناء الروح، لا مجرّد ظلال صالحة لهذا البناء..!!
ولنترك لأخواننا المشاركة[/align][/align]
مواقع النشر (المفضلة)