اعتذار
كتبت هذه القصيدة من وجع المأساة في العراق الذبيح
عذري لعينيك اعتزلت العشق
وانطفأ اللهيب بأضلعي،
واخترت أن أبكي بلا دمع
وأن أحيا بلا قلب
وأن أمشي بلا ساقين.
عذري لعينيك احترفت الصمت
واخترت التسكع في ضباب الروح
والمدن البليدة وهي تعرض لحمها للبيع
في سوق النخاسة،
وتعود تشرب نخب آلاف الثكالى والأيامى واليتامى
وتشرِّع القتل المقدس باسم كل فصيلة وقبيلة
باسم السياسة.
مأساتنا أنا لنا لغة توحدنا
وما اتحد العرب،
إلا على أكل المناسف والسفاسف
والتمرغ بين سيقان البغايا والطرب.
هذي البلاد تنكرت للحب في زمن الطواغيت
وتجار الدم المسفوح فوق دفاتر الأطفال،
والنهر أنكر ضفتيه وماءه،
وقوارب الورق الملون والرسائل.
عيناك أحلى من بزوغ الفجر فوق تلالنا الخضراء
لكني تعبت من التشرد في الفيافي والمنافي
والتعفن في زنازين التقاليد الكسيحة والهراء.
نهداك أشهى من ثمار الصيف نزرعها على ماء رواء
وإنما بيني وبينك ألف ألف عمامة وعباءة وقبيلة شعواء.
من ذا يعيد صبابتي ويريقها
من ذا يعيد إلى العيون المتعبات بريقها
وإلى القلوب وجيبها
من ذا يعيد إلى الزهور رحيقها
وإلى المهاة حبيبها
وإلى الأغاني لحنها العربي؟
من غير إيمان الرجال بأنهم
أبناء أرض يكرهون غريبها
من يا ترى غير اتحاد هلالها وصليبها؟
من ذا يعيد إلى المساء هدوءه المعتاد؟
أحلامنا ضاعت كما ضاعت فلسطينٌ وأجزاء البلاد.
لا تحلمي بالحب في مدن الحرائق والرماد،
لا تحلمي بالحب في زمن الحداد
فالحزن قد عم البلاد
الحزن قد عم البلاد.
شباط 2007
مواقع النشر (المفضلة)