مـــا زلـــتُ أذكــــر
وظبيةٍ سكنَتْ قلبي وآواها
فالصدر ملعبها، والقلب مرعاها
حازتْ جميع خصال الحسن صورتُها
وسائر الغيد قد حازت بقاياها
والدهر فرّقَـنــا بعد اللقاء، فما
يرجو فؤاديَ إلا طيبَ لقياها
وما تريد ضلوعي غيرَ ضمّتها
وما تريد عيوني غيرَ مَرْآها
في الليل ألمح وجه البدر . . أحسبهُ
وجهاً لمحبوبتي، يحكي مُحيّاها
وإن رأيتُ وشاحاً رَاقَ لؤلؤهُ
وجدتُ فيه بريقاً من ثناياها
وإن شممتُ عبيراً . . خلتُها رجعتْ
إذ لا عبير سوى من طيب ريّاها
وكم رأيتُ غزالاً فيه رقّتُها
فصِحْتُ شوقاً لها . . واهاً لها واها
محبوبتي . . لستُ مَن ينسى محبّتهُ
ما زلتُ أذكرُ أيّاماً قضيناها
مازال قلبي يدقّ الصدر . . مضطرباً
إن عاودته شجونُ الشوقِ . . أحياها
مازال عطركِ في أنفي وما فتئتْ
عيني تراكِ إذا ما انضمّ جفناها
وقبلة منكِ مثل الشهد أذكرُها
مازلتُ أغمض عيني حين ذكراها
قصيدة الحبّ . . كم كنّا نردّدُها
فيها عهود الوفا فكيف أنساها ؟
مازلتُ في ذلك البستان أنشدُها
فيرقص الورد من فهمٍ لمعناها
وكلْمة الحبّ فوق الجذع خالدةٌ
محفوفةٌ بزهورٍ مذ كتبناها
وتلك أغنيةٌ كنّا نفضّلُها
أعلى بها الطير صوتاً حين غنّاها
الآن أمشي وحيداً شارداً . . فأرى
داراً سكنتِ بها . . ضنّتْ بسكناها
وروضة شهدتْ أوقات بهجتنا
بعد الرحيل عفتْ . . النأي أبلاها
والدرب . . تلك الّتي مسّتْ بتربتها
رجليكِ . . بعد النوى ضنّتْ بـممشــاها
حتّى الطيور الّتي كانت تضاحكنا
بعد الرحيل بكتْ . . الشوق أبكاها
مواقع النشر (المفضلة)