السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتاني وهو غاضب، وقال لي وهو يزمّجر: صحيح (اللي اختشوا ماتوا)، تصور يا أخي إنني وثقت بأحد الأساتذة، الذي يفترض فيه أن يكون مربّي أجيال، وتعاقدت معه أن يعطي ابني الصغير دروساً خصوصية ويعلمه مكارم الأخلاق، وإذا به يقدم لأبني البريء مجلة رخيصة، تناولها من على الطاولة، وأعطى له مقصاً وقال له: تفرج وقلب صفحات المجلة وقص الصورة التي تعجب والدك، وبعد أن قلب ابني الصفحات وإذا به يقص صورة المطربة (اليسا)، وبعد أن عرفت بما جرى طردت المدرس شر طردة.
فأخذت أهدئ عليه حتى هدأ، وبعد أن شرب كأساً من (الليموناضة) سألته: هل أنت الذي اشتريت تلك المجلة؟! قال لي: لا، أنا لم اشترها، لأنني مشترك بها أصلاً.. فقلت له: إذن سلم لي على (اليسا).
* * *
اعتقد أن مكتبة (الإسكندرية) الحديثة، هي من أجمل وأرقى المكتبات التي دخلتها، والحقيقة تقال إنها منظمة وأنيقة وجيدة الإضاءة، واهم من ذلك كله إنها تحتوي من الكتب والمراجع والوثائق الشيء الكثير، وهذه شهادة يجب أن تقال ليس مني، ولكن من كل من دخلها. ذهبت اليها في ثاني يوم من وصولي إلى هناك، وكان برفقتي رجل (سحبته) معي سحباً، لأنه كان يريد الذهاب إلى مكان آخر (مشبوه).
دخلنا، واستغرقت أنا في مراجعة رفوف الكتب، غير أن رفيقي ضاق ذرعا (ببرودي)، ولمحته وهو يتردد ذهاباً وإياباً على إحدى البائعات أو السكرتيرات.
لفت نظري أولا أن تلك الفتاة جميلة وتستاهل فعلا من يمدحها ويعبرها ويأخذ بيدها، غير إنني لاحظت أن ذلك الرفيق قد (مصّخها وزوّدها) حبتين ـ أي باللهجة المصرية (ما عنده دم )، فذهبت إليه وجذبته من ساعده قائلا له: تأدب، طاوعني وسار إلى جانبي، وسألته: بماذا كنت تتحدث مع تلك الفتاة؟! قال: أبداً، لم اقل لها شيئاً، لأنني كلما قابلتها (تلعثمت)، وتبخّرت الكلمات من لساني من شدة الكسوف، فأقول لها: آسف ثم اذهب، ثم أعود لأتأسف ثم اذهب، وفي ثالث مرة سارعت الفتاة وقدمت لي ورقة وقلما قائلة: هل تريد هذا؟!
فتنهدت وضحكت بوجهها قائلا: أنت تقرأين أفكاري جيداً.
فقالت: لو كنت افعل ذلك لبحثت لك عن بوليس الآداب.
* * *
أكثر إنسان أعجبت بسرعة بديهيته وتمنيت لو أنني كنت مكانه، هو ذلك الذي عندما هاجمته امرأة سليطة اللسان وفوق ذلك قبيحة، وقالت له بصوت مرتفع يسمعه الجميع: أنت اكذب رجل في هذا العالم.
فانحنى وقال لها: وأنت يا سيدتي أجمل امرأة في هذا العالم.
__________
منقـــــول
مواقع النشر (المفضلة)