السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
تراه رمزاً للقوة والحنان
كل فتاة بأبيها معجبة
يقول جان جاك روسو:من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة، لا يحق له أن يتزوج و ينجب أبناء ، ويقول مثل بلغاري " يزأر الأسد و لكنه لا يلتهم صغاره" ويقول سوفوكليس:ليس هناك فرح أعظم من فرح الابن بمجد أبيه، و لا أعظم من فرح الأب بنجاح ابنه.
هذا هوالأب في عيون علماء وفلاسفة عظماء ، وهو غالباً ما يجب أن يكون عليه الأب في كل زمان ومكان ، سند وقوة بكل ما تحمل الكلمات من معني ، لكن الأب اختلف في هذا الزمان واختلفت صورته فلم يعد هو القدوة أو الحماية والسند ، بل أصبح مجرد بنك لضخ الأموال ، مشغول ليل نهار لا وقت لديه لأولاده فهم لا يرون منه إلا طيفاً يمر بينهم مرور الكرام ، يتعجل الخروج بسرعة لأنه مشغول جداً ، الامر الذي قد يؤدي بالأبناء إلي الفشل والانحراف وخاصة الفتاة التي تفتقد الأب في حياتها تفتقد حنانه واحتوائه فتبدأ في البحث عنه خارج البيت ، ولأن " كل فتاة بأبيها مغرمة "
فقد أثبتت الدراسات أن علاقة الأب بابنته هي مؤشر على مستقبل تلك البنت و نجاحها في حياتها وعملها، فالعلاقة الجيدة تعني النجاح، أما العلاقة السطحية الهامشية فإنها تعني الفشل.
التواجد الفعلي لأب في حياة ماجدة عبد الرحيم - معلمة - أورثها الصدق والثقافة عنه، إذ تقول لشبكة الإعلام العربية" محيط": " لقد حفر أبي الصدق في طباعي ، ورغم أنه لم يكن أباً مثالياً في وجهة نظر الكثيرين إلا أنني وإخوتي ورثنا عنه حب الثقافة والقراءة، حيث أن كل أوقات فراغه كان يقضيها في القراءة لأنه كان موسوعياً رغم أنه لم يصل لأعلى الشهادات العلمية.".
حازمة طوال الوقت
تهاني حسن تحكي عن والدها أنه كان صعيدي النشأة لديه إرادة حديدية جعلته يصر علي تحيق طموحات مهما كانت العقبات، ، وبالتالي ورثت تهاني عن والدها الإصرار والرغبة في تحقيق الطموح فعملت كمرشدة نفسية، وهي تصر على ألا يتحكم بها أحد والسبب أن أبيها كان يؤكد لها دائماً أنه طالما أهدافها وطموحاتها ورغباتها لا تعارض الدين والشرع ولا تضر المجتمع فإنها صحيحة وتستحق التجربة، وتقول : " علمني أبي أيضاً كيف أكون حازمة كي لا أسمح لأحد بالتحكم فيّ."
دافع إيجابي
أما مايا سلطان ، طبيبة، فكان أبوها دافعها الإيجابي في الحياة ، حيث تقول:" كان أبي حنوناً وكان يتوسم في النبوغ منذ صغري ، وكان يؤكد لي دائماً أن مستقبلي سيكون أفضل من إخوتي وباقي العائلة، وبالفعل ها أنا ذا أول طبيبة في العائلة، ولكن ما يشعرني بالأسى هو التخبط النفسي الذي أصابني بعد وفاته مما جعلني أرسب عامين في الدراسة."
سر الكيمياء
من الجانب النفسي يقول الدكتور هاني السبكي لصحيفة " الشرق الأوسط " : إن الإصرار على وضع الفتاة على طريق النجاح أو في قمته من قِبل أبيها ليس دائماً مرجعه علاقة المحبة التي تربط بينهما، وإنما يرجع إلى اكتشاف الأب لقدرات مميزة في ابنته من دون باقي إخوتها، أو رغبته في إثبات تفوق ابنته وعدم وجود فرق بينها وبين الذكور وبخاصة في المجتمعات التي تميز بين الرجل والمرأة.
هناك أيضاً أسباب أخرى تفسر سر الكيمياء بين البنت وأبيها يذكرها السبكي قائلاً : "أحياناً تشعر الفتاة بالكثير من الامتنان لأبيها ولدوره في حياتها حين يكون أكثر من أب، ويتحول إلى رمز وقدوة تلتزم بالسير في نفس طريقه أو طريق مخالف، لكنها تسعى للنجاح والتميز فيه للحصول على مباركته ورضاه وإدخال السعادة على قلبه".
منقول
مواقع النشر (المفضلة)